طابا مدينة مصرية محاطة بـ3 دول عربية
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
مدينة طابا هي الجزء الأخير من سيناء المصرية الذي تم استرداده من إسرائيل يوم 29 سبتمبر/أيلول 1988، تتميز بموقعها الإستراتيجي المحاط بـ3 دول عربية، وتتمتع بطبيعة خلابة تجعلها وجهة يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم.
الموقعتقع مدينة طابا في الجزء الشمالي الشرقي من شبه جزيرة سيناء في محافظة جنوب سيناء بجمهورية مصر العربية على رأس خليج العقبة بين مجموعة من سلاسل الجبال والهضاب.
تتميز بموقعها الإستراتيجي وتحدها 3 حدود دولية هي السعودية والأردن وفلسطين، تبعد عن مدينة إيلات الإسرائيلية نحو 7 كيلومترات، ومقابلها قاعدة تبوك العسكرية السعودية، وتطل على ميناء العقبة الأردني، وتقع على بعد 240 كيلومترا من شرم الشيخ و550 كيلومترا من القاهرة.
وتعد المنطقة الواقعة بين طابا شمالا وشرم الشيخ جنوبا من أهم مناطق الجذب والتنمية السياحية في جنوب شبه جزيرة سيناء، تبلغ مساحتها نحو كيلومتر مربع، ويبلغ ارتفاعها 12 مترا عن سطح البحر.
تتمتع طابا بطقس صحراوي جاف مع صيف طويل حار وشتاء قصير معتدل، تصل درجة الحرارة في شهور الصيف من يونيو/حزيران حتى سبتمبر/أيلول إلى 40 درجة مئوية، وتتراوح في الشتاء من ديسمبر/كانون الأول حتى فبراير/شباط بين 15 و20 درجة مئوية، مما يجعل مناخها وجهة لجذب السياح طوال العام، خاصة في فصل الشتاء.
تتميز طابا بطبيعة خلابة، إذ تحيط بها الجبال الشاهقة ومياه البحر الأحمر، ويعد شريطها الساحلي هو الأجمل في شبه جزيرة سيناء، إذ يتألف من عدد من الخلجان والبحيرات.
وبسبب موقعها المطل على خليج العقبة فهي مليئة بمظاهر الحياة البحرية من كائنات بحرية متنوعة وأسماك مختلفة وشعاب مرجانية، ومليئة بالمنتجعات، وتعد وجهة سياحية مهمة تجذب أعدادا كبيرة من السياح حول العالم، خاصة الإسرائيليين.
السكانيبلغ تعداد سكانها نحو 3 آلاف نسمة، وأغلب سكانها الأصليين من بدو سيناء.
التاريخعام 1906 تنازعت الدولة العثمانية مع مصر حول النقاط الحدودية بين مصر وفلسطين التي كانت وقتها تحت الحكم العثماني، وانتهى النزاع بوضع النقاط الحدودية لكلا البلدين من طابا إلى رفح والإقرار بأن طابا أرض مصرية.
بعد انتصار مصر في حرب 6 أكتوبر 1973 وتوقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين الجانبين المصري والإسرائيلي في الولايات المتحدة الأميركية في 17 سبتمبر/أيلول 1978 اتفق الطرفان على خروج إسرائيل الكامل من أرض سيناء.
لكن في أواخر عام 1981 ومع اقتراب الموعد النهائي لانسحاب الاحتلال من سيناء والذي كان مقررا في 25 أبريل/نيسان 1982 تباطأ الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ الاتفاق وبدأ يتحجج بأن هناك عدم وضوح في 14 علامة من علامات الحدود الواقعة على أرض طابا، خاصة العلامة الأخيرة 91، مدعيا بأنها ملك له.
استمر النزاع بين الطرفين على منطقة طابا مع محاولات إسرائيلية لإثبات أحقيتها في الملكية نظرا لأهمية موقعها الإستراتيجي والاتجاه إلى الاستثمارات السياحية، مثل إقامة فندق هيلتون طابا في نوفمبر/تشرين الثاني 1982 على الرغم من وجود اتفاق بين الطرفين بعدم أحقية أي منهما في تشييد أي منشآت جديدة، وكان الجانب الإسرائيلي يطمح إلى التوسع والاستيلاء على شرم الشيخ.
شاطئ طابا جنوب سيناء (شترستوك)لكن الجانب المصري شرع في الإجراءات التي تثبت أن طابا جزء من أراضي مصر، ففي 13 مايو/أيار 1985 كلف رئيس الوزراء المصري بأمر من الرئيس المصري آنذاك حسني مبارك بتعيين فريق مصري برئاسة وزير الخارجية عصمت عبد المجيد لإثبات ملكية مصر لطابا، وكان الفريق مكونا من 24 خبيرا و9 قانونيين و5 دبلوماسيين و8 عسكريين وعالمين من علماء الجغرافيا والتاريخ.
عكف الفريق المصري على جمع الوثائق والخرائط، من بينها 10 خرائط من الأرشيف الإسرائيلي تثبت حق مصر في أرض طابا، واعتمد في إثبات موقفه بالرجوع إلى الوراء أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وانسحاب إسرائيل من أرض سيناء وطابا بالكامل إلى الحدود الدولية، لكن الاحتلال وصف موقفه بأنه حدث بالخطأ.
قررت مصر اللجوء إلى التحكيم الدولي لعرض قضية طابا على الرغم من الرفض الصارم من الجانب الإسرائيلي، لكنه رضخ عام 1986.
في 29 سبتمبر/أيلول 1988 أيدت هيئة التحكيم الدولية في جنيف موقف مصر في ملكية أرض طابا ورأس النقب بالكامل، لتنتقل إلى سيطرة الحكومة المصرية، بما فيها جميع المنشآت السياحية.
استمرت إسرائيل في المماطلة بعد صدور القرار، مع محاولة الحصول على أي منافع لها مثل السماح للإسرائيليين بدخول طابا بدون جواز سفر أو استخدام العملة الإسرائيلية في المعاملات، لكن الجانب المصري رفض بشدة كل هذه المطالب، واضطرت إسرائيل إلى الانسحاب في 15 مارس/آذار 1989، ورفع العلم المصري على أرض طابا في 19 من الشهر نفسه.
فندق هيلتون بعد انفجار قنبلة في منتجع طابا المصري على البحر الأحمر يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول 2004 (رويترز) الاقتصادتحتل المشاريع السياحية مكانة كبيرة في الاستثمارات نظرا لطبيعة المدينة وموقعها، وبلغت الاستثمارات الحكومية نحو 700 مليون جنيه مصري لخدمة مشاريع البنية التحتية من إنشاء طرق وخدمات وإنشاءات، وبلغت الاستثمارات الأجنبية في الجانب السياحي نحو 3 مليارات جنيه مصري.
معالم جزيرة فرعونتقع على بعد نحو 8 كيلومترات من المدينة، واكتسبت اسمها نسبة إلى عهد الملك الفرعوني رمسيس الثاني، إذ يعود بناؤها إلى هذه الفترة، وأطلق عليها أيضا جزيرة المرجان، كما لقبت بقلعة صلاح الدين الأيوبي نسبة إلى القلعة التي بناها في الجزيرة عام 1170، لحماية البلاد من الغزو الخارجي وتأمين الطرق للحجاج المصريين.
بنيت على برجين بارزين واستخدم الغرانيت في بنائها، وتحيط بها أسوار وأبراج لحمايتها، وتضم منشآت دفاعية وورشة لتصنيع الأسلحة وقاعة اجتماعات عسكرية ومخبزا وخزانات مياه وغرف لحام ومسجدا.
ويقصدها السياح من أجل الغوص للاستمتاع بالشعاب المرجانية الخلابة فيها، وفي عام 2003 اختارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) القلعة ضمن قائمة مدن التراث العالمي.
قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون في طابا (شترستوك) خليج المضيق البحرييقع على بعد 15 كيلومترا من طابا، وهو وجهة مميزة يقصدها الآلاف من السياح لممارسة رياضة الغوص حتى عمق 24 مترا والاستمتاع بالأسماك والشعاب المرجانية المتنوعة.
محمية طاباتقع في المنطقة الجنوبية الغربية لمدينة طابا على مساحة نحو 3500 كيلومتر مربع، تضم تراكيب جيولوجية متنوعة وفيها أنواع مختلفة من الأحجار، مثل النوبي والبحري من العصر الكاريتاري والأحجار النارية من العصر الكمبري، وتتألف من كهوف ووديان وممرات جبلية.
تعيش فيها حيوانات ونباتات نادرة ومعرضة للانقراض، وفيها نحو 25 نوعا من الثدييات ونحو 50 نوعا من الطيور النادرة المقيمة و24 نوعا من الزواحف و480 نوعا من النباتات المنقرضة، وتضم مواقع أثرية يبلغ تاريخها نحو 5 آلاف عام.
قلعة زمانتقع على تلة صحراوية بين مدينتي نويبع وطابا، تم بناؤها بالكامل من الحجر دون أي مواد معدنية، تتميز بشاطئ ذي رمال نقية ومياه صافية يتيح لزوارها الاستمتاع بالمناظر الخلابة والاسترخاء وممارسة رياضة الغوص.
الوادي الملونيقع على بعد 25 كيلومترا من طابا، يبلغ طوله نحو 800 متر، ويعد وجهة لمحبي رياضة التسلق والغوص.
يتكون الوادي من صخور متنوعة في الشكل والحجم تشكلت على هيئة منحدرات، وتكونت بفعل الأمطار والسيول والأملاح المعدنية.
يضم الوادي أحفوريات من الشعاب المرجانية ذات الألوان الأحمر والبني والأصفر والأزرق والأسود، ويمكن للزائر رؤية جبال من السعودية والأردن وفلسطين من أعالي قمة الوادي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات سبتمبر أیلول کیلومترا من نوعا من على بعد
إقرأ أيضاً:
غزة.. قممٌ عربية و “شرق أوسط جديد”!
دينا الرميمة
من بين أحضان الموت الذي أسقطه الصهاينة على غزة واستوطن فيها طيلة شهر وعام، بكل وسائله من القنابل والصواريخ، إلى الجوع والحصار، وكلاب ضارية حيوانات وبشر يتلذذون بالقتل ومشاهد التدمير، تقف غزة شامخة وحيدة تقاوم مشروع التهجير والاستيطان والتمدد إلى ما بعدها من أراض لدول يفصل ما بينهما جدار؛ في حال هي سقطت بأيديهم ضمن مشروع توسعي تقوم على إثره دولة “إسرائيل الكبرى” والممتدة من النيل إلى الفرات، تتحكم بالمنطقة وتخضعها لهيمنتها سياسيًّا واقتصاديًّا بخط يربط بين الهند وغزة، وحتى ثقافيًّا تتحكم بالمناهج والإعلام وكلّ ما يغرس في الأذهان أفكارهم حول مسمى الشرق الأوسط الجديد الذي أعلنت عنه “كونداليزا رايس” عقب حرب تموز 2006 بالقضاء على المقاومة والفوضى الخلاقة!!
وهو ما أعلنه “ناتن ياهو” بعد اغتيال السيد نصر الله، عن شرق أوسط ليس فيه فلسطين ولا مقاومة!! وربما كان سموتريتش أكثر تواضعاً حين حدّد امتداد دولته إلى جزء من لبنان والأردن وسوريا ومصر والسعوديّة والعراق!!
غير أن غزة التي تبرق للعالم رسائل عن أسمى معاني الحرية والكرامة والتشبث بالهوية هي اليوم العائق والمترس في وجه المشروع الصهيوني، تكافح لأجل كرامة أُمَّـة، وتخفي في باطنها وجع الخذلان بمقاومة يسعى الصهاينة لمحو أثرها كخطوة استباقية تمنع تشكيل أية مقاومة على بقية الأرض التي ينوون التمدد إليها.
كان يستدعي على العرب أن يقفوا في وجهه ويتمترسون معها في معركة هي معركتهم كما تمترس الغرب مع “إسرائيل” إلا أنهم تركوها تعتصرها المأساة والخذلان بين فَكَّي الصهاينة وأسلحة الغرب وقمم مجلس الأمن العاجز عن اتِّخاذ قرار يكسر عنجهية نتن ياهو، وعلى شبيهتها قمم عربية لا تأتي لفلسطين بخير، لن يكون آخرها القمة التي تنوي السعوديّة عقدها في الحادي عشر من نوفمبر الجاري، للمطالبة بحل الدولتين مقابل إعلان تطبيع ليس وليد القمة، وهي من فتحت جسرًا بريًّا للكيان تعويضاً عما منعه عنه اليمن في حصاره للسفن في البحار!!
تأتي هذه القمة والكيان الصهيوني يحاصر ليس فقط غزة، بل كُـلّ فلسطين مؤخّرًا عبر حظر خدمات الأونروا عن غزة وكلّ فلسطين، كان الأحرى أن تكون مطالبها وقف الحرب والحصار مقابل قطع العلاقات السابقة مع الكيان والدول الداعمة له؛ كون التطبيع لن يأتي إلا بما أتت به اتّفاقيات السلام والتطبيع السابقة من تقييد الأيادي عن نصرة فلسطين، وأن حَـلّ الدولتين هو نفسه ما جاءت به أوسلو والذي لم يكن سوى اعتراف بالحكم الذاتي للكيان الصهيوني على معظم أرض فلسطين، لم يوقف شهيتهم عن قضم البقية من فلسطين في القدس والضفة الغربية، التي تبعثرها إلى أشلاء مستوطنات هنا وهناك، بها أَيْـضًا حاصروا غزة وجعلوها أشبه ما يكون بسجن مفتوح تمهيدًا لاحتلالها عبر الإجرام الذي يمارس اليوم عليها تحت عنوان القضاء على حماس وشعار لتصل صرخة الدم إلى السماء.
وبالتالي فهذه القمة ومطالبها ليست إلا مبرّرات وذرائع تعفيهم من الدخول في المعركة وتخلق أهدافاً لمعركة جديدة مع محور المقاومة!!
غير أن ما لا يفهمه الصهاينة والمطبِّعون أن المقاومة لم تكن يومًا مرتبطة بشخص أَو جماعة إنما هي فكرة ولدت من رحم الاحتلال والتآمر على الأرض وظلم الأنظمة التي تستبد بالشعوب، امتلأت قلوب حامليها قادة وجندًا حُبًّا للأرض وشغفًا بالكرامة، تشتد كلما سقطت الدماء وارتقت الأرواح، وتكبر في قلب جيل حين يرى دم أهله مسفوكًا على الأرض، لن يجبن بل سيكبر ويكبر معه الحقد والثأر وإرادَة تضاهي بها قوة الغرب، التي مدوا بها الكيان ولهم مآربهم من مشروع الشرق الأوسط!!
ومن يتوجب على الشعوب العربية أن تنتفض في وجه أنظمتها العميلة وتكالب بتوحيدٍ للصف ومعركة تحرير غزة وكلّ فلسطين؛ الأمر الذي سيكفيهم شر دور ينتظرهم لا يقل مأساة عما تعيشه غزة، وربما لم يصمدوا كما صمدت غزة، التي جرعت الكيان الصهيوني مر الهزائم وجعلته يترنح في موازين الخلافات مؤشرًا كَبيرًا على اقتراب الزوال والعودة إلى سابق عهده بلا دولة ولا وطن.