غزة – تعاني الأسر الفلسطينية في قطاع غزة من صعوبات كبيرة في تأمين احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية خلال شهر رمضان، جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من 5 أشهر.

ويزداد الوضع المعيشي تعقيدا وصعوبة، حيث تضطر العائلات إلى الاكتفاء بمسحوق نبات الزعتر مع الزيتون وقليل من الخبز المصنوع من علف الحيوانات، نظرًا لشح الطعام والدقيق شمال القطاع.

أمنيتي وجبة طعام في رمضان

في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، يتمنى الفتى موسى نمر (15 عاما) أن يتمكن من تناول وجبة غذائية خلال شهر رمضان كما كان يفعل في السنوات السابقة.

ومع ذلك، فقد أجبرته الحرب الإسرائيلية على الاكتفاء بتناول الزعتر والشاي بسبب شح الطعام في المناطق الشمالية من قطاع غزة المحاصر.

وعلى موقد صغير في ظلام دامس، يقوم الفتى وأفراد عائلته بإعداد إبريق من الشاي استعدادًا لتناول وجبة السحور، تمهيدًا لصيام اليوم التالي.

في خيمتهم الصغيرة التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، يجلس أفراد العائلة الفلسطينية بعد أن دمر الجيش الإسرائيلي منزلهم خلال الحرب.

وخلال شهر رمضان، تواجه العائلات صعوبات في الحصول على طعام غذائي مفيد على أمل أن يتناولوه على وجبة السحور أو الإفطار.

ويعاني أطفال العائلة الأربعة من سوء التغذية بسبب نقص الطعام في مدينة غزة، وهم يعتمدون حاليًا على الزعتر وحساء معلب.

ولا يملك رب الأسرة أي وسيلة لتخفيف جوع أطفاله في ظل الوضع المالي الصعب الذي يجعله عاجزًا عن تأمين الاحتياجات الأساسية لأسرته، ما يزيد من معاناتهم في ظل الحرب.

وتعاني تلك العائلة النازحة من شح الملابس الكافية لتدفئة أجسادهم النحيلة، بعد نزوحهم المفاجئ من حي الشجاعية، وعندما عادوا وجدوا منزلهم مدمرا.

تأمل العائلة كسائر العائلات الأخرى أن تنتهي الحرب، وأن تعود لتعيش أجواء شهر رمضان كما كانت في الأعوام السابقة، حيث كان الطعام متوفرا.

وأثناء مساعدة الطفل لوالده في إعداد وجبة السحور، لم يتوقع الطفل الفلسطيني أن يقضي شهر رمضان في خيمة، ولا يتناول الطعام الذي يحبه في هذا الشهر المبارك، لكن الحرب غيرت مسار حياته وجعلتهم يعيشون في ظروف قاسية لا تليق بالإنسانية، حيث يواجهون مجاعة حقيقية.

وقال نمر للأناضول: “استيقظنا قبل الفجر لإعداد السحور المكون من الزعتر والشاي، لا يوجد شيء غيرهما لدينا”.

وأضاف: “نحن جوعى، نريد طعاما يروي أجسادنا النحيلة العاجزة عن الوقوف، ونريد أن نأكل ونشرب مثلما يفعل الآخرون في العالم”.

وتابع: “نريد سحورا وإفطارا جيدين، ونريد خبزا، فلا يوجد لدينا دقيق”.

وتمنى الطفل الفلسطيني أن تنتهي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ويعود لمنزل يسكن به ويعيش حياته كسائر أطفال العالم بسلام وأمان.

ويتطلع ليوم يتمكن فيه من الاستمتاع بحياة جميلة ويتناول طعامًا مناسبًا يشبع جوعه ويغذي جسده، دون أن يعاني من التشرد أو الخوف من الحرب.

خبز من علف الحيوانات

حالة تلك الأسرة لا تختلف كثيرًا عن الأوضاع المأساوية التي تعيشها عائلة “أبو شدق” في مدرسة نزحت إليها من مخيم جباليا، بعد تدمير منزلهم شمال القطاع.

وعند موعد الإفطار، تُعِد العائلة قليلًا من الزعتر والزيتون، بالإضافة إلى قليل من الليمون، لتناولهم بعد يوم شاق من الصيام.

وتعد الفلسطينية أم غسان أبو شدق (55 عاما) الخبز المصنوع من الذرة الناشفة والشعير المخصص لإطعام الحيوانات.

وتقول للأناضول: “لا يوجد طعام مناسب نأكله في شهر رمضان، والأوضاع صعبة جدًا”.

وتضيف: “نعتمد على الزعتر والدقة والزيتون وطعام الحيوانات لتناوله في رمضان”.

وتتابع: “لم تمر علينا أيام مثل هذه خلال السنوات المضنية، كنا نحضر البيض والمربى والحلاوة والتمر لتناول السحور، لكن اليوم لا يوجد شيء، كل شيء اختفى”.

وإلى جانب السيدة، يعاونها ابنها الشاب غسان في إعداد الخبز المصنوع من طعام الحيوانات، استعدادًا لتناول طعام الإفطار داخل مدرسة النزوح التي لجأوا إليها.

ويستذكر غسان ووالدته شهر رمضان خلال الأعوام الماضية، وكيف كانوا يعدون أنواعًا طيبة من الطعام المتنوع، يفتقدونها الآن في ظل الحرب والحصار.

يقول غسان للأناضول: “الأكل والشرب نادران في شمال قطاع غزة، ونحن غير قادرين على تحمل الجوع بسبب نقص الطعام”.

ويضيف: “عندما تصل الطائرات لتسليم المساعدات، نضطر للجري مسافات طويلة ولا نحصل سوى على كميات ضئيلة لا تشبع جوعنا أو جوع أطفالنا”.

ويتابع: “نحن نعاني، وأطفالنا يعانون من سوء التغذية بسبب عدم توفر الطعام المناسب، ونخشى على حياتهم بسبب ذلك”.

ومع الحرب، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.

ويحل رمضان بينما تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: شهر رمضان قطاع غزة لا یوجد طعام ا

إقرأ أيضاً:

من مصر إلى باكستان.. أجمل التقاليد الرمضانية حول العالم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يعتبر شهر رمضان المبارك فرصة للاحتفال بالروحانية والعبادة، ويتميز كل بلد بتقاليده الخاصة التي تضفي على الشهر الفضيل طابعًا مميزًا، ففي مختلف أنحاء العالم، تختلف طرق الاحتفال برمضان، بدءًا من مواعيد الإفطار حتى الطقوس الاجتماعية التي تجمع العائلات والجيران، وفي هذا التقرير نستعرض أجمل التقاليد الرمضانية التي تُميز دول العالم.

1. مصر: إفطار جماعي وتوزيع الطعام في مصر، تعد مائدة الإفطار الجماعي من أبرز التقاليد الرمضانية، حيث ينتظر المصريون بفارغ الصبر لحظة الإفطار على أصوات مدفع رمضان التي تُطلق في الأوقات المحددة للإفطار، ففي العديد من المناطق، خاصة في القاهرة، يقام "إفطار المطرية" وهو أكبر إفطار جماعي في مصر، حيث يتجمع الآلاف من المسلمين والمسيحيين معًا لتناول الطعام، كما تنتشر المساعدات الخيرية مثل توزيع الوجبات على الفقراء والمحتاجين طوال الشهر وعلى أرصفة الطرقات وقت آذان المغرب.

2. تركيا: السحور مع الأهل والتراويح في المساجد تشتهر تركيا بتقاليدها الرمضانية الفريدة، حيث يبدأ اليوم الرمضاني عادة بتناول السحور في جو عائلي دافئ، كما يحرص الأتراك أداء صلاة التراويح في المساجد الكبيرة التي تتميز بتصاميمها الفخمة مثل مسجد آيا صوفيا، وفي المساء، تُزين الشوارع بالأضواء، وتنتشر الشاشات الكبيرة التي تعرض البرامج الرمضانية ويُحتفل بمهرجانات رمضانية متنوعة مثل "مهرجان رمضان في إسطنبول".

3. إندونيسيا: "بولا بورا" والتجمعات العائلية في إندونيسيا، التي تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم، يتم الاحتفال بشهر رمضان بتقاليد عميقة في الثقافة المحلية، فتقليد "بولا بورا" هو تقليد إندونيسي شائع حيث يقوم أفراد العائلة بتبادل الطعام في سلال مزينة يتم تقديمها للأقارب والجيران، ويُشدد على تعزيز الوحدة بين أفراد المجتمع من خلال هذه الوجبات الجماعية، كما يقوم الإندونيسيون بتنظيم مسيرات وحفلات تتضمن الأناشيد الدينية والرقصات الشعبية.

4. المغرب: فوانيس رمضان وتناول الحساء في المغرب، تحظى الفوانيس الرمضانية التي تُزين الشوارع بتقدير كبير، حيث يُضفي هذا التقليد جوًا من الفرح والبهجة في أرجاء المملكة، وتُعتبر "شوربة الحريرة" أحد أشهر الأطباق التي يتم تناولها على مائدة الإفطار المغربية، ويضاف إليها الحساء والتمور، كما يستمتع المغاربة بشرب الشاي الأخضر المثلج بعد الإفطار، ما يتيح للأصدقاء والعائلات الفرصة للاجتماع والاستمتاع باللحظات الرمضانية معًا.

5. السعودية: "صلاة التراويح والتهنئة بالعيد" في السعودية، يعتبر رمضان شهراً للتعبد والصلاة، وتُقام في المساجد صلاة التراويح طوال الشهر، حيث يشهد المسجد الحرام في مكة المكرمة إقبالًا كبيرًا من المسلمين من جميع أنحاء العالم، كما يُنظم السعوديون احتفالات خاصة بعيد الفطر، حيث يتم تبادل التهاني والزيارات العائلية بعد صلاة العيد. وتحرص العائلات على إعداد أكبر قدر من الطعام للمشاركة مع الجيران والأصدقاء.

6. باكستان: موائد الإفطار في الشوارع تُعد الشوارع في باكستان مكانًا حيويًا ومليئًا بالحركة خلال رمضان، حيث تملأ موائد الإفطار المساجد والشوارع الرئيسية، وتقدم هذه الموائد الخيرية الطعام للمحتاجين والفقراء، في تقليد يعكس روح التكافل الاجتماعي والإنساني في المجتمع الباكستاني، وتُعتبر "السوجون" – نوع من الحلويات التقليدية – من أشهر الأطباق التي يتم تحضيرها في باكستان خلال الشهر الفضيل.

7. الهند: تزيين المساجد وتبادل الحلويات في الهند، يحرص المسلمون على تزيين المساجد بالأضواء الملونة، وتنتشر المحلات التجارية التي تبيع الحلويات الرمضانية الخاصة مثل "السيب" و"النوجا"، وتُعد العائلة الهندية وجبة السحور معًا، وغالبًا ما تجمع بين أفراد الأسرة في جو من المحبة والتعاون، كما تعتبر مراسم الدعاء الجماعي في المساجد والتجمعات المجتمعية جزءًا أساسيًا من احتفالات رمضان في الهند.

8. ماليزيا: "بازار رمضان" في ماليزيا، يشهد شهر رمضان تقليدًا شعبيًا يسمى "بازار رمضان"، حيث تُقام الأسواق في الهواء الطلق لبيع أنواع مختلفة من الطعام الحلال، وتتيح للمسلمين اختيار المأكولات الرمضانية المتنوعة، ويُعتبر هذا السوق فرصة للاجتماع مع الجيران والأصدقاء لتناول وجبة الإفطار معًا، وهو عادة لا يُمكن تفويتها في ماليزيا.

مقالات مشابهة

  • %30 نسبة هدر الطعام في رمضان
  • مدفيديف: الطبق الرئيسي على قائمة طعام بوتين وترامب “دجاج على طريقة أهل كييف”
  • محافظ السويس يتناول طعام الإفطار مع عمال النظافة بشاطئ السوايسة
  • ممثل تركي يلجأ للقضاء بسبب 14 وجبة طعام
  • تغريم "ستاربكس" بـ50 مليون دولار بسبب سكب الشاي على أحد زبائنها
  • من الشراء إلى التقديم.. كيف تحافظين على الطعام خلال شهر رمضان؟
  • من مصر إلى باكستان.. أجمل التقاليد الرمضانية حول العالم
  • كيفية تجنب التخمة في رمضان
  • تحذير بيئي.. الهدر الغذائي في رمضان يرتفع 50% مقارنة بالشهور الماضية
  • هل يجوز لمن يوزع وجبات طعام الحصول على بعض منها؟.. أمين الفتوى يجيب