بعد تقرير للإعلام الإسرائيلي.. لماذا تفوقت حماس استخباراتيا في هجوم الأقصى؟
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
قال عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة باسم نعيم إن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهتر بالمقاومة، وفشل في حماية نفسه من أقرب أعدائه، ولم يستطع الكشف عن كل ما تملكه المقاومة من أدوات.
وأضاف نعيم -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- "أن هذا الكيان الذي يُستنجد به ليدافع عن بعض الأطراف بالمنطقة في إطار إعادة هندسة المنطقة وتطبيعها لصالح الكيان، هو غير قادر على الدفاع عن نفسه".
وكانت صحيفة "إسرائيل اليوم" نشرت -أمس الخميس- تقريرا قالت فيه إن قوات الجيش الإسرائيلي عندما نفذت عمليات في قطاع غزة اكتشفت ما لدى حماس من قدرات في مجال الاستخبارات، وإن ما تم الكشف عنه ترك مسؤولي المخابرات الإسرائيلية عاجزين عن الكلام".
وأضاف التقرير أنه بعد دخول إسرائيل إلى غزة و"الاستيلاء على خوادم حماس في الأنفاق، أصبح من الواضح أن هذا كان مجرد قمة جبل الجليد، وأن الجيش الإسرائيلي يدرك الآن أن هناك هجمات لحماس لم يتم اكتشافها في الوقت الحالي".
أدوات المقاومة
وتعليقا على هذا التقرير قال باسم نعيم إن هذه الأخبار -إن كانت صحيحة ودقيقة- فإنها تثبت عدة أمور:
أن هذا العدو الذي نُظر إليه لسنوات طويلة بأنه الجيش الذي لا يقهر، وأن يده طويلة وتستطيع الضرب في كل مكان، بدا أنه غير قادر على النظر بين قدميه وحماية نفسه من أقرب أعدائه. أن هذا الكيان الذي يُستنجد به ليدافع عن بعض الأطراف في المنطقة في إطار إعادة هندستها وتطبيعها لصالح الكيان، هو غير قادر على الدفاع عن نفسه. أن المقاومة عندما كانت تتحدث لسنوات عن مشروع التحرير واستهزأ بها البعض ورأى أن هذا ضرب من الخيال في ظل معادلات القوة على الأرض بين الكيان بصفته الجيش الأقوى في المنطقة وأحد أقوى جيوش العالم، وبين مقاومة محاصرة لا تمتلك الكثير من بضاعة المقاومة، أكدت أنها تستند إلى رؤية واضحة وإلى أهداف محددة، وإلى أدوات صلبة على الأرض، وتعرف بالضبط ما الذي تريده وإلى أين تتجه. أن ما تخفيه المقاومة أعظم، وبالتأكيد ليس كل ما تملكه المقاومة من أدوات استطاع العدو أن يكشفه، أو أن المقاومة استعملت كل ما لديها ضمن حسابات المعركة الحالية.وختم نعيم تصريحاته بأن كل هذا كشفت عنه عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، و"كل هذا يعبر عن فشل عميق لهذا الجيش الأرعن الذي أسكرته القوة عن رؤية الخطر واستهتر بالمقاومة إلى حد بعيد".
أخطاء استخباراتيةوجاء في تقرير الصحيفة الإسرائيلية أن "أحد الأمثلة التي توضح الخطأ الاستخباراتي يظهر بوضوح في الكاميرات الأمنية التي اخترقتها حماس"، التي تمكنت من الوصول إلى عشرات الكاميرات داخل المستوطنات في غلاف غزة، و"أن الجيش يعترف بأن مشكلة الكاميرات لم تتم معالجتها بالسرعة اللازمة".
ووصلت الصحيفة إلى خلاصة مفادها أن هذا "كان خطأً كبيرًا للغاية، كان لدى حماس أجهزة استخباراتية عالية الجودة، لكن التهديد لم يتم استيعابه بشكل كافٍ في أنظمة الأمن الإسرائيلية".
لكن الكاتب والمحلل السياسي ماجد إبراهيم ردّ على هذا التقرير وقال إنه لا يمكن الاستناد إلى رواية الاحتلال بأنه سيطر على هذه المعدات، وإن كانت الاستنتاجات عن تطور قدرات حماس التقنية صحيحة، والفيديوهات المنتشرة عن كيفية مداهمة النقاط العسكرية والمعلومات الدقيقة والاستخدام الفاعل للمسيرات لضرب آليات الاحتلال وقواعده العسكرية.
وأضاف إبراهيم -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- أن نجاح حماس بهجومها في عملية طوفان الأقصى يعود إلى ما يلي:
الإعداد المسبق الذي استغرق سنوات. الاستفادة من الكفاءات وصقلها، كما ظهر في تطوير تكنولوجيا الطاقة والمسيرات على يد المهندسين فادي البطش ومحمد الزواري. امتلاك عنصر المفاجأة مع التخطيط المحكم والتمويه. نجاح الاستخبارات العسكرية التي أنشأتها حماس في جمع المعلومات الدقيقة عن العدو، مثل اختراق الكاميرات وشلها عن العمل، بالإضافة إلى قدرات التجسس البشرية. إتقان حماس الحرب السيبرانية التي اخترقت بها أجهزة جنود الاحتلال المحمولة، وحصلت منها على معلومات حساسة ساعدتها في تنفيذ الهجوم.وأضاف الكاتب والمحلل السياسي أن "تقرير الصحيفة الإسرائيلية يؤكد حجم الإنجاز الذي حققه هجوم طوفان الأقصى، وما ألحقه من خسائر إستراتيجية لدى الكيان، إذ إنه ضرب أسطورة الجيش الذي لا يقهر، ونظرية الردع التي تستند إلى القوة القاهرة".
وختم إبراهيم تصريحاته بأن التفوق التكنولوجي الإسرائيلي يعد إحدى أهم ركائز قوة الجيش وقدرة إسرائيل على الردع، وهي القدرات المتفوقة التي استندت إليها إسرائيل في تسويقها للتطبيع مع الدول العربية، لكن حجم الإنجاز الذي حققه هجوم طوفان الأقصى يتأكد من حجم الخسائر الإستراتيجية لدى الكيان، وأنه ضرب قوة الجيش وقدرته على الردع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات أن هذا
إقرأ أيضاً:
تقرير صادم من الأمم المتحدة حول ميناء الحديدة: ما الذي يحدث؟
شمسان بوست / متابعات:
كشف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، عن أن ميناء الحديدة لم يستقبل أي سفينة وقود منذ الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الميناء الخاضع للحوثيين في 21 يوليو الماضي.
جاء ذلك في تقرير للبرنامج الأممي، بشأن “حالة الأمن الغذائي في اليمن” لشهر أكتوبر/تشرين الأول صدر يوم أمس الاثنين.
وقال التقرير، إن جميع واردات الوقود إلى ميناء الحديدة توقفت منذ الغارة الأولى وتحولت جميع سفن الوقود الواردة إلى ميناء رأس عيسى الذي قصفه الاحتلال الإسرائيلي أيضا في نهاية سبتمبر الماضي.
وفسر البرنامج استقرار الوقود حتى الآن في مناطق سيطرة الحوثي إلى الزيادة التي وصلت في وقت سابق والتي قدرت بنسبة 16.3% عن السنة الماضية.
وأكد البرنامج أن كمية الوقود المستورد عبر موانئ الحديدة الثلاثة بلغ 6.076 مليون طن متري، خلال الفترة بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول 2024 مقارنة بنفس الفترة من العام 2023، التي دخل فيها ما مجموعة 5.225 مليون طن متري، وبنسبة 39.2% مقارنة بذات الفترة من العام 2022، التي بلغ حجم الواردات فيها 4.366 مليون طن متري.
وأوضح أن واردات الوقود عبر موانئ الصليف ورأس عيسى على البحر الأحمر في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول 2024، بلغت 2.251 مليون طن متري، وبزيادة قدرها 3.3% عن ذات الفترة من عام 2023 التي وصل فيها 2.179 مليون طن متري، وبنسبة 62.4% عن الفترة المقابلة في العام 2022 التي دخل فيها 1.386 مليون طن متري.