صحيفة: إسرائيل تُبلغ مصر للمرة الأولى اعتزامها تنفيذ عمليات نوعية في رفح
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
قالت صحيفة الأخبار اللبنانية، اليوم الجمعة، إن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا للمرة الأولى نظراءهم المصريين، اعتزام الاحتلال تنفيذ عمليات «نوعية» في رفح على الجانب الفلسطيني، قبل تنفيذ الاجتياح البري الذي جرى تأكيد العمل على التخطيط لتنفيذه.
وأضافت الصحيفة، أن هذا الأمر يأتي في الوقت الذي لا تزال تحذّر فيه مصر من «تداعيات اقتحام رفح من دون التعامل مع المعاناة الإنسانية التي يعيشها نحو 1.
وبحسب ما ذكرت مصادر مصرية لـ "الأخبار"، فإن "تنفيذ هكذا عمليات سيجري بأعداد محدودة من القوات بهدف تحرير الأسرى"، وهو ما يشكّك المصريون في القدرة على تنفيذه وفقاً للمعطيات الميدانية الحالية، في ظل الكثافة السكانية في المنطقة.
أيضاً، تضمّن الإبلاغ الإسرائيلي للجانب المصري «وجود تحركات بأسلحة ثقيلة على الحدود في إطار التعزيزات التي سيتم الدفع بها، لكن من دون توغل على محور فيلادلفيا».
وفور تقديم البلاغات الإسرائيلية، أجرى مسؤولون مصريون اتصالات مع نظرائهم الأميركيين الذين أكدوا «التزام واشنطن بمنع حدوث أي اقتحام لرفح من دون إيجاد آلية لحماية السكان المدنيين»، الأمر الذي استبطن فيه المسؤولون المصريون «موافقة أميركية على الخطوة الإسرائيلية، التي قد تشمل مشاركة جوية بإنزال قوات، لإجلاء أسرى يُعتقد أنهم موجودون وسط المدنيين في رفح». وفق الصحيفة
وفي المقابل، تعتقد القاهرة أن تسريب هذه الأنباء بمثابة «محاولة للضغط على المقاومة لتقديم تنازلات في المفاوضات» غير المباشرة مع الاحتلال، التي ترعاها مصر وقطر والولايات المتحدة، علماً أن موعد استئنافها «لا يزال غامضاً، رغم تواصل الاتصالات على مستويات ثنائية».
وفي هذا الوقت، تترقّب مصر ما يجري على الشريط الحدودي، بحسب ما أفاد به مسؤول عسكري مصري، «الأخبار»، مشيراً إلى «وجود حالة استنفار قصوى منذ بداية رمضان على مدار الساعة، بعدما دفعت قيادة الجيش بتعزيزات نوعية ومزيد من وسائل الرصد الحديثة، لقوات حرس الحدود المصرية، وسط مخاوف من تصاعد الأوضاع أو تحركات عسكرية مفاجئة للاحتلال».
وعلى خط مواز، تكثّف مصر من «تجهيزات لوجستية لإدخال المساعدات إلى القطاع بأسرع وقت وبشكل مستدام»، حسب ادّعاء المصادر التي أشارت إلى «استعداد مصري لتحمل مسؤولية إدخال المساعدات الكافية للقطاع بالكامل، في حال استلزمت الحاجة».
وبحسب الخطة التي بدأ تنفيذها بالفعل، فإن «ثلاثة مواقع يجري تجهيزها في الوقت الراهن لاستقبال المساعدات وتخزينها»: الأول «بالقرب من معبر رفح مباشرة، وهو نقطة ارتكاز كبرى بمحاذاة الطريق، وسيكون مقراً لاستقبال البضائع والسلع الآنية المطلوب إدخالها سريعاً، إلى جانب سيارات المحروقات الكبرى».
أما النقطة الثانية، فهي «بالقرب من مدينة بئر العبد، ومرتبطة بتخزين التجهيزات اللوجستية للخيام ومستلزمات الإعاشة والمستلزمات الطبية، على أن تستقبل المساعدات التي تزيد عن إمكانات التخزين في المنطقة الأولى قرب المعبر».
فيما المنطقة الثالثة «سيتم تجهيزها في مطار العريش، لتخزين الأدوية والمساعدات التي تصل من الخارج لنقلها بشكل مباشر بشاحنات إلى المعبر، وعدم إفراغها على سيارات نقل وتخزينها، بحيث تخرج الشاحنات من المطار إلى المعبر مباشرة».
وفي السياق، وبعدما أجرى مسؤولون عسكريون مصريون اجتماعات مع نظرائهم في قبرص، خلال الأيام الماضية، لـ«متابعة مسألة تدفّق المساعدات بحراً»، أكد المسؤولون الإسرائيليون «استمرار تدفق المساعدات عبر معبرَي كرم أبو سالم ورفح بشكل اعتيادي وفق ما يجري العمل به في الوقت الحالي».
أما في شأن المساعدات الإغاثية التي تُرسل جواً، وفي ظل محدودية الكميات المرسلة وعدم قدرة القاهرة على الاستمرار بتوفيرها على نفقتها، فطلبت مصر من الإمارات والسعودية «إرسال المزيد من المساعدات التي وصلت إلى شمال سيناء عشرات الشاحنات منها بالفعل»، وسط «تحسين عملية تنظيم العاملين في تفريغ وتعبئة الحاويات وإشراف مباشر من الجيش».
المصدر : صحيفة الأخبار اللبنانيةالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعزل جنين ومخيمها وتواصل عمليات التهجير
رام الله (الاتحاد)
أخبار ذات صلةتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدن جنين وطولكرم وطوباس ومخيماتها شمال الضفة الغربية، مخلفة دماراً كبيراً في منازل وممتلكات الفلسطينيين، بالإضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية.
وقامت السلطات الإسرائيلية بعزل مدينة جنين عن المدن الأخرى، كما نفذت عملية عسكرية بدأتها منذ 16 يوماً تتركز داخل مخيمها أدت إلى مقتل 25 فلسطينياً.
وفي الوقت الذي لم تتوافر فيه معلومات كافية حول العدوان على مخيم جنين، أشارت تقديرات المحافظة إلى أن جميع عائلات المخيم أجبرت على النزوح.
ووصف نائب محافظ جنين، منصور السعدي، الأوضاع داخل المخيم بـ «الصعبة»، وذلك مع استمرار الجيش الإسرائيلي في تدمير الشوارع وشبكات المياه والكهرباء والتهديد اليومي لحياة الفلسطينيين.
وقال السعدي، في تصريح صحفي، «إن المخيم معزول، ولا يمكن لأي مركبة أو مؤسسة فلسطينية الدخول إليه ماعدا آليات الاحتلال التي تدخل إليه وبات السكان البالغ عددهم 18 ألفاً خارجه، ولجؤوا إلى المدن والقرى القريبة، خاصة المتاخمة لحدود المخيم».
ولفت إلى أن مدينة جنين محاصرة ومغلقة والحياة فيها مشلولة، ولا توجد بها مؤسسات أو وزارات تعمل كما أن المدارس لجأت إلى التعليم الإلكتروني في المناطق التي تتوافر فيها خطوط «الإنترنت».
وفيما يتعلق بالوضع الصحي في المحافظة وصفه السعدي بـ «الخطر» مع استمرار الجيش الإسرائيلي في محاصرة مستشفى جنين، وهو المستشفى الحكومي الوحيد الذي يخدم سكان المحافظة كافة، ويقع على حدود المخيم ويعتبر ضمن المنطقة العسكرية التي يمنع الجيش الإسرائيلي الوصول إليها.
وأوضح السعدي أن التقديرات تشير إلى ترحيل جميع سكان المخيم، خاصة أن لجان الطوارئ التي تم تشكيلها في المدينة استقبلت نحو 4000 أسرة فلسطينية بحاجة إلى إيواء وهذا يساوي عدد سكان المخيم في حال كان معدل أفراد الأسرة ما بين 4 إلى 5 أفراد.
وحول عدد البيوت المهدمة، أوضح انه بحسب رواية الاحتلال، فإن أكثر من 150 إلى 200 منزل تم تدميرها ما بين تدمير جزئي وكلي وحريق.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي بدأ عمليته العسكرية في جنين عقب الإعلان عن إيقاف إطلاق النار في قطاع غزة.
ووسع عمليته العسكرية في شمال الضفة الغربية، كما بدأ عدوانه على محافظتي طولكرم وطوباس، معلناً أنها ستستمر خلال شهر رمضان المبارك. وأمام هذا العدوان، طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقد جلسة طارئة وعاجلة في مجلس الأمن الدولي لإيقاف العدوان المتواصل للاحتلال وتدميره لمربعات سكنية كاملة في مخيمي جنين وطولكرم، بالإضافة إلى تفجيره للعشرات من المنازل، وإجبار السكان على النزوح منها.
وطالبت الرئاسة الفلسطينية مجلس الأمن الدولي بالتدخل العاجل، وتحمل مسؤولياته بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والضغط على الاحتلال لإيقاف انتهاكاته.