انتظر المودعون صدور تعميم يسمح لهم بسحب أجزاء من ودائعهم المحتجزة ولو كان التعميم المنتظر سيأتي بشكل التعميم 166، حيث أصدر حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري قرارا يتعلق باجراءات استثنائية لتسديد الودائع المكونة بعد تاريخ 31/10/2019 بالعملات الاجنبية.      ونص التعميم على منح كل مودع من حسابه الخاص ضمن مصرف واحد على 150 دولاراً شهريا ولا يستفيد من هذا التعميم الذين يستفيدون من التعميم 185والاشخاص الذين تظهر حساباتهم حركة شيكات مصرفية تدل على عملية تجارة شيكات بعد تاريخ 31\10\2019 والاشخاص الذين بعد هذا التاريخ حولوا ودائع من الليرة اللبنانية الى العملات الاجنبية بما يوازي او يزيد على 300 الف دولار أميركي باستثناء المبالغ الناتجة من تعويضات نهاية الخدمة .

الاشخاص الذين سددوا بعد هذا التاريخ بالليرة اللبنانية أرصدة قروض ممنوحة بالعملات الأجنبية بما يوازي أو يزيد على 300 الف دولار أميركي. الاشخاص الذين استفادوا من شراء ما يوازي او يزيد على 75 الف دولار اميركي على سعر المنصة الالكترونية لعمليات صيرفة.

وحظر التعميم على المصارف فرض أي التزامات أو شروط أو تعهدات أو إجراءات غير منصوص عليها في التعميم وذلك في العقود التي توقعها مع العملاء الذين يرغبون الاستفادة من التعميم وأحكامه أو في أي تصريح أو تعهد أو مستند يوقعه هؤلاء العملاء ومن دون أي عمولة مباشرة.

يتم تأمين السيولة لتلبية متطلبات هذا التعميم مناصفة من سيولة المصرف المعني ومن رصيد التوظيفات الالزامية بالعملات الأجنبية العائدة للمصارف لدى مصرف لبنان والتي يحررها الاخير لهذه الغاية.


إن عدم تقيد أي مصرف بأحكام هذا القرار يؤدي الى الزامه بإعادة السيولة بالعملة الاجنبية التي استفاد منها من مصرف لبنان إلى حساب هذا الأخير لدى المراسلين في الخارج وحرمانه من الاستفادة من كل أو بعض العمليات التي يمكن ان يقوم بها مع مصرف لبنان، كما ويعرضه للعقوبات المنصوص عليها في المادة 208 من قانون النقد والتسليف.


واتفق حاكم مصرف لبنان بالانابة وجمعية المصارف على أن تنتهي مدة صلاحية التعميم في نهاية حزيران 2024 وهو قابل للتمديد والتجديد، اي ان هذا التعميم يسري مفعوله لمدة خمسة اشهر فقط.

لقد شكل صدور التعميم 166 منذ شهر تقريباً بارقة أمل بالنسبة لكثير من أصحاب الودائع ولكن منذ قراءة مضمون التعميم وما تضمنه من شروط معقدة ومتناقضة تضاءلت الامال حيث أظهرت الوقائع، بحسب ما يؤكد الخبير المالي والأستاذ الجامعي بلال علامة، أن إصدار التعميم بالشكل الذي صدر فيه كان الهدف منه ضربةً إعلامية لصالح حاكم مصرف لبنان بالإنابة وضربةً مميتة بالنسبة لإصحاب الودائع الذين نتظروا طويلاً صدور التعميم.
لقد كتب التعميم، بحسب ما يقول علامة ل "لبنان24، بمصطلحات تحتمل الكثير من التأويل وبمضمون يتضمن الكثير من الغموض. ففي الفقرة الأولى تضمن عبارة إجراءات إستثنائية لتسديد الودائع المكونة بعد 31/10/2019 بالعملات الأجنبية والموجودة في "حسابات لأجل" وكأن المودعين الذين لديهم حسابات من نوع آخر ليسوا معنيين بالتعميم ولا تطبق عليهم الشروط الواردة فيه.
من كثرة ما تضمنه التعميم من شروط وضوابط وقيود بات واضحاً، وفق علامة، أنه لن يكون عدد المستفيدين منه أكثر من 2/10 كحد أقصى، في حال طبق هذا التعميم،لكن الواضح أن من أصدر التعميم يتقاطع مع بعض المصارف، بعدم توفر إمكانية لتطبيقه في وقت أبقى التعميم إمكانية سحب مبالغ محددة سابقاً وفق الآليات السابقة أي على سعر 15000 ليرة للدولار وهذا الإجراء هو الذي كانت تستفيد منه بعض المصارف ومصرف لبنان لتحقيق الأرباح السريعة وعلى حساب المودعين، مع تشديد علامة، على ان التعميم ذكر أن مبلغ 150$ شهرياً سيدفع مناصفةً بين المصارف المعنية ومصرف لبنان، لكنه لم يحدد ما إذا كانت الأموال المتوجية على المصارف متوفرة أم لا ومن أين مصدرها.

عندما بدأ تطبيق التعميم تبين بأن على المودع أن يوقع على رفع السرية المصرفية، إضافة لتعهد واتفاق وشروط مكتوبة بشكل مسبق أقل ما يقال فيها أنها تسقط حقوق المودع بشكل كامل ليس في ما هو آت بل ايضا في ما سبق ذلك، على أن يرسل المصرف المعني تعهد المودع ورفع السرية المصرفية والاتفاق الموقع إلى مصرف لبنان للتأكد من وضعه إذا كان قد نفذ أي عمليات مصرفية أو مالية منذ سنوات أو أجرى عمليات مالية أو مصرفية حسب القوانين التي كانت تسمح بذلك، ليسقط حقه بالإستفادة من التعميم ويسقط حقه بالتراجع عن مطالبة المصرف بأية حقوق بعد أن وقع على الشروط مسبقاً وتنازل فيها عن حقوقه.

من الطبيعي، بحسب علامة، أن تعمد بعض المصارف إلى إعاقة تنفيذ التعميم وهي تشرح لمودعيها أن التدقيق بوضعية اي مودع يحتاج إلى وقت وأن مصرف لبنان يحتاج إلى المزيد من الوقت لينهي فرز المودعين وتصنيفهم علماً أن هذه الإجراءات ليست بحاجة سوى للتأكد من الدوائر المعنية في مصرف لبنان كمركزية المخاطر ودائرة التحقيق وغيرها كي تظهر النتيجة بشكل فوري كون كل المعلومات عن المودعين مسجلة وموثقة ومعروفة مسبقاً.


عندما تقوم المصارف بإعتماد تجميد الحسابات بإنتظار صدور قوانين جديدة مؤاتية قد تكون خطوة لإعادة الحق لإصحاب الودائع بعد ان أصبحت الإجراءات والشروط المذكورة في التعميم تحت صفة "إجراءات إستثنائية " هي القاعدة للسحب أو لتحريك الحسابات المحتجزة زوراً، يقول علامة، لذلك في الإعتقاد أنها لن تقوم بأي خطوة من شأنها إزالة العوائق عن التعميم 166 وكيفية تطبيقه لأنه بالأساس صدر كي لا يطبق إلا على ما نسبته بالحد الأقصى 20 بالمئة من أصحاب الحسابات أو 10 بالمئة في أحسن الأحوال. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذا التعمیم مصرف لبنان

إقرأ أيضاً:

يد غادة الصغيرة - قصة ألم لا تنتهي جراء الإبادة الإسرائيلية في غزة

على الأرجوحة الصغيرة في ساحة مدرسة "دار الأرقم"، كانت الطفلة غادة دبابش (6 سنوات) تحاول أن تنتزع من الحرب فسحة لعب، كأنها ترفض أن تُسرق منها طفولتها. تضحك وتتمايل بخفة، ولم تكن تعلم أن تلك اللحظة البريئة ستكون آخر عهدها بكامل جسدها.

صاروخ إسرائيلي أنهى المشهد، وبتر يدها اليمنى بالكامل، اليد التي كانت تكتب بها، وتتناول طعامها، وتتشبث بها بأختها الكبرى، وتلوّح بها لأمها كل صباح.

وغادة، النازحة من حي الشجاعية شرق مدينة غزة ، كانت ضمن عشرات الأطفال المقيمين في المدرسة التي تحوّلت إلى ملجأ للنازحين وسط المدينة.

في المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل مطلع أبريل/ نيسان، قُتل 31 فلسطينيًا وأُصيب أكثر من 100، كثير منهم أطفال مثل غادة.

وزعم الجيش أنه هاجم "مجمع قيادة" ل حماس بقصفه مدرسة الأرقم، فيما نفى مكتب الإعلام الحكومي بغزة ذلك، مؤكدا أن الهجوم استهدف نازحين مدنيين.

والجمعة، قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن النساء والأطفال تصدروا قائمة الضحايا منذ استئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي، موضحًا أن الجيش الإسرائيلي قتل خلال تلك الفترة 595 طفلًا و308 سيدات.

وتجلس غادة اليوم، في زاوية من مدرسة أخرى أُعيد تهجيرها إليها، لا تبوح بالكثير، لكنها تحمل في نظراتها ما يفوق الكلام. تبتسم حين تُسأل، لكنها تسرح سريعا في صمتها الطويل، كأنها تحادث شيئا لا يُرى.

يقول والدها أحمد دبابش، بصوت مُتعب: "كانت تلعب على الأرجوحة في ساحة المدرسة، وتضحك. وفجأة سقط صاروخ.. أصيبت بشظية في يدها مباشرة، وكانت الإصابة بالغة جدًا. أسعفتها بنفسي، ربطت يدها لأوقف النزيف، وركضنا إلى المستشفى. كنت أدرك أن يدها قد لا تُنقذ من شدة التهتك".

وأضاف: "دخلت غرفة العمليات.. حاول الطبيب، لكنه عاد ليخبرنا أن البتر لا مفر منه".

وتابع بألم: "وقّعت على العملية وقلبنا يتقطع، لكن هذه مشيئة الله ونحن مؤمنون. غادة كانت تستخدم يدها اليمنى في كل شيء: في الأكل، والكتابة، حتى دخول الحمام. الآن نحاول أن نواسيها، وندربها على استخدام يدها اليسرى، لكنها تتعب كثيرًا، حتى من الضحك".

وتقول الطفلة بصوت خافت ووجه شاحب: "أنا غادة دبابش.. عمري 6 سنين.. اليهود قطعوا إيدي وأنا نفسي بيد بدالها".

ولا تُعاني غادة من ألم الإصابة فقط، بل من تداعياتها اليومية، فلا تستطيع اللعب كما كانت، ولا استخدام الحمام دون مساعدة، ولا الكتابة التي كانت تحبها.

وتدخل شقيقتها الكبرى ملك (8 سنوات)، على خط الألم بصوت طفولي ممتزج بالحسرة: "كنت أحمل أخي الصغير عندما حدث القصف فجأة.. امتلأ المكان بالدخان ولم أرى شيئا.. كنت أتمنى أن ينتهي الدخان سريعا فقط لأعود لأمي".

ثم تستدرك بصوت مثقل بالمسؤولية: "أتمنى أن نحظى غادة بطرف صناعي حتى تستطيع الكتابة واللعب مثلنا (..) هي لا تستطيع دخول الحمام وحدها وأنا دائمًا أكون معها بوقف معها واتمنى أن أراها تضحك من قلبها".

وتختم همسًا، وهي تقبّل يد أختها المبتورة: " أجمل هدية لأختي هي الطرف الصناعي.. حتى تعود لحياتها الماضية".

وفي 24 مارس/ آذار الماضي قالت وزارة الصحة بغزة إن عدد الأطفال الذين قتلوا خلال حرب الإبادة الجماعية على مدار 19 شهرا (حتى 23 مارس) بلغ نحو 15 ألفا و613 طفلا، وهو ما يشكل 31 بالمئة من إجمالي القتلى في حينه.

وقالت في إنفوغرافيك نشرته آنذاك، إن الإصابات في صفوف الأطفال وصلت إلى 33 ألفا و900 طفل، بنسبة تصل إلى 30 بالمئة من إجمالي مصابي القطاع، البالغ 113 ألفا و408 أشخاص.

وأفاد الإنفوغرافيك بأن إسرائيل قتلت في ذات الفترة 825 رضيعا بعمر أقل من عام.

ولم تشر الوزارة إلى عدد الأطفال والنساء الذين قتلوا منذ استئناف إسرائيل إبادتاها الجماعية في 18 مارس الماضي، والتي أسفرت حتى ظهر الجمعة، عن مقتل 2062 وإصابة 5375 آخرين معظمهم من النساء والاطفال، وفق أحدث بياناتها.

ومطلع مارس الماضي انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.

وبينما التزمت "حماس" ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.

واستأنفت إسرائيل منذ 18 مارس جرائم الإبادة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمها مدنيين بمنازل وخيام تؤوي نازحين.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

المصدر : وكالة سوا - الأناضول اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ ومُسيّرة أطلقا من اليمن تصعيد الاحتلال مستمر في مدينة طولكرم ومخيميها - 90 يوما من العدوان مصرع شاب إثر حادث سير ذاتي بمركبة غير قانونية شمال غرب رام الله الأكثر قراءة السيسي وملك الأردن يبحثان جهود إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة قوات الاحتلال تحوّل القدس إلى "ثكنة عسكرية" الخارجية تُحذّر من مخططات المنظمات الاستيطانية ضد الأقصى الرئيس الكولومبي: يجب التفكير في الشعب الفلسطيني عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • انتخاب البابا الجديد: أسماء كثيرة ولا يوجد مرشحون رسميون
  • الـ50 دينار.. إيداعات تجاوزت 10 مليارات دينار حتى الآن
  • تنظيم الطاقة: 100 ألف أسطوانة غاز بلاستيكية في الأسواق نهاية حزيران
  • يد غادة الصغيرة - قصة ألم لا تنتهي جراء الإبادة الإسرائيلية في غزة
  • مصرف لبنان لوسائل الاعلام : لعدم نشر الاشاعات
  • ما هو الخمار المقصود في القرآن؟.. أمين الفتوى يوضح المعايير وكيفية تطبيقه
  • باحث: حظر جماعة الإخوان في الأردن جاء بعد إجراءات كثيرة .. فيديو
  • مخاوف بين أهالي جنوب لبنان من تحول السكن المؤقت إلى دائم
  • مع بدء تطبيقه اليوم.. التوقيت الصيفي يتيح فرصة للاستفادة من ساعات النهار الطويلة
  • مستشار توظيف يكشف خطأ بسيط قد يحرمك من فرص وظيفية كثيرة.. فيديو