موقع النيلين:
2024-12-25@18:46:46 GMT

رشان أوشي: ريمونتادا الإسلاميين

تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT


لا يخفى على أحد أن التيار السياسي الأكثر أهمية في الساحة الآن، هو تيار الإسلاميين، وهذه حقيقة ماثلة، تطابق موقفهم مع موقف عموم الشعب السوداني، الذي قرر حسم التمرد منذ بواكير الحرب.

صعد نجم الإسلاميين السياسي والجماهيري بعد حرب ١٥/ أبريل، عندما تداعى الآلاف من شبابهم إلى معسكرات الجيش للقتال ضد التمرد المدعوم أجنبياً، حملوا البندقية لتحرير السودان من سجن اختطاف القرار الوطني لصالح المطامع الدولية؛ ذلك السجن الذي شيدته قوى الحرية والتغيير منذ العام ٢٠١٩ م، وظنت أنها أحكمت سياجه.

تعاقبت المآسي الكبرى على السودان خلال خمسة أعوام مضت، وما زالت المأساة الكبرى مستمرة،، علماً بأن الكثير من تلك المآسي ارتبطت بها أو نجمت عنها، وهي انهيار النادي السياسي الوطني، وتأسيس ناد آخر محله، يقوم على العمالة للخارج، بيع المواقف، والتكسب من الازمة الوطنية.

ولكن اصطدم النادي الجديد بذلك الموقع الوازن للإسلاميين وبعض الجماعات السياسية في المجتمع السوداني، هو ما دفع بقوى الحرية والتغيير للتحايل على الوضع الدستوري بشتى السبل حتى تقطع الطريق أمام أي دعوة لانتخابات، لأنها تعلم علم اليقين أن صناديق الاقتراع ستأتي بالإسلاميين محمولين على الأعناق.

والحال أن رحلة التأسيس السياسي الجديدة في عهد قحت قبل الحرب وأثناء استعارها، تجلت في تلك المواقف المخزية، والتي كشفت عن وجه قبيح للعمالة والارتماء في حضن المستعمر الجديد، وذلك الخطاب البائس الذي مارس نوعاً من تجويف الوطنية وتجريفها لصالح شق المجتمع وتأهيله للحرب الأهلية.

واليوم، تكتمل قراءة المشهد، في تناسله الميليشياوي وفساده السياسي، أن الضفة الأخرى لمعركة الكرامة قد طفحت بجثة مجموعة أحزاب ق. ح. ت، وقريبا سيقبرها الإسلاميون في مثواها الأخير.

محبتي واحترامي

رشان أوشي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

انحسار النفوذ الإيراني في المنطقة وتداعياته

منذ اغتيال الشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، توالت إشارات الاستفهام والتساؤلات حول مدى جديّة المواقف الإيرانية، سواء بالرد على انتهاك سيادتها، أو بمواصلة دعمها لأذرعها في لبنان وسوريا والعراق. كما ضَعُفت وتيرة الحديث عن الوضع في قطاع غزة الذي ما زال يشهد أبشع مجازر إبادة جماعية عرفتها البشرية منذ عقود طويلة. وقد برز ذلك التراجع في تصريحات المسؤولين الإيرانيين في مناسبات عديدة.

بالمقابل تزايد الحديث عن البرنامج النووي الإيراني، وإمكانية التوصل إلى اتفاق جديد مع الأطراف الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

واليوم ما شهدته الساحة السورية من تطورات دراماتيكية، لاحظنا هذا التراجع الكبير لإيران عن مواقفها السابقة في دعمها للرئيس المخلوع الأسد، وفي تراجعها أيضاً عن وصف القيادة السورية الجديدة من عصابات إرهابية مسلحة، إلى إمكانية التعامل معها مستقبلاً، وكان خطابها أشبه بمواقف الدول الغربية؛ بتأكيد حرصها على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، والاستعداد لإعادة فتح سفارتها بدمشق، ولم يكن تصريح وزير خارجيتها عراقجي، إلا محط تنازل كبير ومثير للدهشة عندما قال مؤخراً، في خضم هذه الأحداث «لا يمكن التنبؤ بمصير الرئيس السوري بشار الأسد»، وكأن هذا يحمل في طياته عبارة صريحة ورسالة إلى الولايات المتحدة تحمل في مضامينها تخلي إيران التام عن مؤازرتها، بل تبنيها لرمز النظام المخلوع.

وما سحب المستشارين الإيرانيين وكبار قادة الحرس الثوري والعسكريين مع عائلاتهم من سوريا – قبل بدء هذه الأحداث وفي تلك الظروف التي يعاني منها النظام في مواجهة معضلة انهياره الوشيك – إلا دليل أقوى على مدى هذا التراجع الإيراني في دعم الحليف السوري.

ولعل هذا يقود إلى العودة بالذاكرة إلى الوراء قليلاً، في معرض مراجعة المواقف الإيرانية من حزب الله والمقاومة في غزة، التي كانت عرضة – كما بدا واتضح لاحقاً – للمساومة عليها مقابل ضمان مصالح إيران مع الولايات المتحدة؛ حينما صرح رئيسها الجديد آنذاك من على منصة الأمم المتحدة بأنهم والأميركيين إخوة ولا خلاف بينهم، وبأن كل شيء قابل للنقاش.

ومن ناحية أخرى، لم يكن الرد الإيراني على الرد الإسرائيلي في تلك الآونة، إلا ردا خجولا لا يرتقي إلى سلة المواقف السابقة النارية، التي اعتبرت آنذاك تهديدا باتساع الحرب، لتشمل دول المنطقة برمتها.

إن هذا التراجع الايراني الذي شهدته الأيام السابقة في عدم دعم ومؤازرة الأسد الحليف الأول لهم؛ كان أحد عوامل السقوط المدوي لنظامه، وبسط قوات المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على البلاد في غضون أحد عشر يوماً. وقبل ذلك، تَركْ حزب الله فريسةً لقوات الاحتلال الإسرائيلي الغازية، تحت مسمى الإبقاء على قواعد الاشتباك التقليدية – مع تعديلات طفيفة – من دون اللجوء لاستخدام ترسانة الأسلحة، خاصة الصواريخ الدقيقة التي طالما تحدث عنها حزب الله؛ ما مكّن دولة الكيان من تصفية قياداته، وإخضاعه لاتفاق أقل ما يُقال عنه أنه لم يكن في صالح لبنان، أو حزب الله أو ما كان يسمى «محور المقاومة».

هذا التراجع لا تفسير له ، سوى إعادة تموضع للسياسة الإيرانية في مواجهة استحقاقات جديدة مع قدوم الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، واستِعار الحملة الغربية لإنهاء النفوذ الإيراني وأذرعه من المنطقة، أكثر من كونه مجرد «تقليم أظافر إيران».

وهذا بدوره يمثل انحسارا، بل هزيمة لسياسة إيران في المنطقة، وانكفاء مشروعها بكل مقدراتها العسكرية التي كانت تمتلكها، وإسقاطاً لهيمنتها على المنطقة، وإدخال «محور الممانعة» في غياهب المجهول، مع تعاظم الدور الإسرائيلي في لبنان، واحتلال آخر لأراضٍ سورية جديدة، وتدمير القدرات العسكرية للجيش السوري بعد هروب أزلام وقيادات النظام، وتفكيك وحدة الساحات، وتزايد مجازر الإبادة في قطاع غزة، وظهور بوادر استيطان حقيقية إسرائيلية في الضفة الغربية وشمال غزة، تمهيداً لمشروع الضم المنتظر، وتعاظم اعتداءات المستوطنين على السكان الفلسطينيين ومصادرة أملاكهم هناك، واستمرار نتنياهو بفرض شروط جديدة على المقاومة بشأن صفقة تبادل الأسرى، والعمل على تعطيلها بهدف مواصلة حربه الإجرامية على قطاع غزة.
التردد في دعم المقاومة بكل أطيافها، دعما حقيقيا قد أفضى إلى إضعاف المقاومة،
السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل ما حدث هو تراجع إيراني حقا؟ أم أن هناك قراءة لا موضوعية، بل خاطئة لموقف إيران وسياستها؟

إن تذبذب المواقف الإيرانية منذ السابع من أكتوبر 2023 وبدء معركة طوفان الأقصى، التي شكلت انعطافة استراتيجية أظهر إمكانية هزيمة المشروع الصهيوني بكل أشكاله وصوره، هذا التذبذب، بل التردد في دعم المقاومة بكل أطيافها، دعما حقيقيا قد أفضى إلى إضعاف المقاومة، وأدى إلى هذه النتائج التي كانت ستشكل تفاصيل المشهد الجيوسياسي الجديد للشرق الأوسط لصالح المقاومة، وليس لصالح مشروع نتنياهو- ترامب القادم من خلال خريطة «الازدهار» التي سبق أن عرضها نتنياهو. والسؤال أيضا، هل هُزمتْ إيران أخيراً في هذا الصراع في المنطقة؟

أم أن هناك خلطا للأوراق والمطلوب إعادة ترتيبها من جديد؟ وهل كانت القراءة الإيرانية للأحداث قراءةً خاطئة؟ وهل كان تقديرها للأطراف كافة، سواءً في «محور المقاومة»، أو من جهة فصائل المعارضة السورية المسلحة ضعيفاً وغير دقيق؟ إن الإجابة على هذا السؤال ستأتي ربما من دمشق أو من غزة، ولربما الأيام المقبلة سيكشف عن حقائق مهولة حيال المواقف الإيرانية الأخيرة، والتي أدت إلى هذه النهايات الصادمة وغير المتوقعة.

ختاما، إذا كان نتنياهو وقادة الكيان قد حققوا إنجازات، أو ما سموها انتصارات في ساحة لبنان وسوريا، من خلال انحسار النفوذ الإيراني وإضعاف أذرعه في المنطقة، فإن هزيمتهم ما زالت معلّقة على أنقاض غزة، وفي رمالها وأمام شعبها الشهيد الحي الصامد.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • "ريمونتادا سعودية" تقلب الطاولة على اليمن
  • شاهد| خليجي 26.. بعد ريمونتادا مثيرة.. الأخضر يقتنص فوزًا قاتلًا من نظيره اليمني
  • «ريمونتادا سعودية» تحرم اليمن الفوز الخليجي الأول
  • ميقاتي التقى وفداً من أهالي الموقوفين الإسلاميين.. ماذا أبلغهم؟
  • حزب ناكر: سنحيي ذكرى الاستقلال وندعو القوى الوطنية إلى حل الانسداد السياسي
  • ما الذي تخشاه دول عالمية وإقليمية من الوضع الجديد بسوريا؟
  • إبراهيم النجار يكتب: غليان في العالم!
  • انحسار النفوذ الإيراني في المنطقة وتداعياته
  • وسط قلق من سيطرة الإسلاميين.. النساء السوريات يرفعن الصوت دفاعًا عن حقوقهن فالثورة في أصلها أنثى
  • شاهد | ردود فعل الشارع العربي على المواقف اليمنية الشعبية والعسكرية