نقترب من يوم 21 مارس، الذي يمثل بداية الربيع وانتهاء أجواء الشتاء، لتزينّ الدنيا وتكتسي بالخضرة، وتتنفس النباتات، وتوهج الأزهار، ومع فرح الطبيعة، يفرحُ العالم بعيد أم جديد، يحلُّ علينا بعد أسبوع؛ لتستعيد المشاهد الجميلة والحانية ظهورها علنًا، في الاحتفال بالأمومة، التي أنعم الله علينا بوجودها، فصارت الأم أول امرأة يلتقيها أيٌّ منَا.

أول امرأة تلاقيها في حياتك

ربما لو كنت من جيل الكبار، لتذكَّرت أغنية الراحل محمَّد فوزي "أحنَّ قلب انتي يا أمي"، التي أدَّاها بالمشاركة مع الفنَّانة نازك، خلال فيلم  "كلّ دقَّة في قلبي" الذي تمَّ إنتاجه أواخر خمسينات القرن العشرين،، والذي كان حالة فنِّية هادئة جدًا جمعت صوتين حالمين، بمشاعر الفنَّان الرومانتيكي، وبطريقة تأخذك إلى عالم من السحر في حبِّ المرأة الأولى في حياة كلِّ منَّا ألا وهي الأم؛ لتظل واحدة من الأيقونات البارزة لـ عيد الأم. بالإضافة إلى هذه الأغنية لا يمكن أن ننسى أغاني مثل "ست الحبايب"، التي أدَّاها الراحل محمدَّد عبد الوهَّاب منفردًا، بعدما أدَّتها الراحلة فايزة أحمد، ثمَّ توالت أغاني أخرى مثل “يا ماما” بصوت الراحلة السندريلا سعاد حسني.

إنَّ ما سبق من أغنيات أيقونية كانت حالة فريدة مثَّلت تقدير الفنَّ المصري، لهذا اليوم وهذه المرأة، التي تجُودُ بما لديها دون أدنى انتظار لرد أو جميل.

حين تلقي الفجر الأضواء على هذه الأمثلة، في بداية تقريرها عن عيد الأم، لا يأتي هذا سوى من قبيل إبراز نظرة المجتمع الفنِّي الذي يخاطب جماهير عديدة ونوعية، التقديرية للأم التي تعد نواة المجتمع الصالح، فكما قال الشاعر الراحل حافظ إبراهيم: 

  الأُمُّ     مَدرَسَةٌ     إِذا     أَعدَدتَها

أَعدَدتَ    شَعبًا   طَيِّبَ   الأَعراقِ

الأُمُّ    رَوضٌ    إِن   تَعَهَّدَهُ   الحَيا

بِالرِيِّ      أَورَقَ     أَيَّما     إيراقِ

الأُمُّ     أُستاذُ    الأَساتِذَةِ    الأُلى

شَغَلَت    مَآثِرُهُم    مَدى   الآفاقِ

أُمّ.. الكلمة ذات معني

أمّ، هذه الكلمة التي تضمُّ في مقطعها ثلاثة أحرف، ولكنها تملأُ الدنيا بهجة، فيا هناه من كان ابن أمِّه، فيا سعده من نودِي بأمِّه، فكان العرب إذا أرادوا إسناد الشرف لرجل نادوه بامِّه، فالأمّ أوَّل من حنى، وأوَّل من أطعم، وأوَّل من آمن، فمن تلك التي تنال الشرف لأن تكون أم.

الأمومة مشاعر، وكان حق على الناس تقديرها بعيد أو دون عيد، فكل يوم ترى في أمك عيد، فالأمُّ نعمة لكل إنسان، وفقدانها همُّ يشكوه الكبير قبل الصغير، فاستحقَّت أن يكون لها عيد.

منشأ فكرة عيد الأم

تمتلئ أيامنا بلحظات الحب والتقدير، ومن بين الأشخاص الذين يستحقون كل الاحترام والتقدير هم الأمهات، اللواتي يضحين بكل ما لديهن من أجل أسرهن وأطفالهن. وفي هذا اليوم الخاص، يحتفل العالم بعيد الأم، وهو مناسبة تعبر عن الشكر والتقدير للأمهات على ما يقدمنه من حب ورعاية وتضحية.

تعود فكرة الاحتفال بعيد الأم إلى مبادرة نبيلة قام بها الأخوين مصطفى وعلي أمين، مؤسسي صحيفة "أخبار اليوم" في مصر. ففي إحدى الأيام، وصلت رسالة إلى علي أمين من أم تشكو له من سوء معاملة أبنائها ونكرانهم لجهودها وتضحياتها من أجلهم. وكانت هذه الرسالة محور إلهام للأخوين لابتكار فكرة تقدير جهود الأمهات وتكريمهن.

الأخوان مصطفى وعلى أمين

بدأت فكرة عيد الأم في مصر بهذه البادرة النبيلة، حيث قام مصطفى أمين بكتابة مقال في عموده الشهير "فكرة"، اقترح فيه تخصيص يوم خاص للأم يحتفل به سنويًا، وذلك لتقديرها وتكريمها على جهودها الكبيرة في تربية الأبناء ورعايتهم. وقد وافق القراء على هذه الفكرة، وشاركوا في اختيار يوم 21 مارس ليكون عيد الأم، وهو اليوم الذي يصادف بداية موسم الربيع، ويرمز إلى الحياة الجديدة والأمل.

احتفلت مصر بأول عيد أم في 21 مارس 1956، ومن هنا انتشرت فكرة عيد الأم إلى البلاد العربية وأصبحت مناسبة عالمية تحتفل بها مختلف الثقافات والشعوب. تعتبر هذه المناسبة فرصة للتعبير عن المحبة والامتنان للأمهات، وتذكيرنا بدورهن الكبير في حياتنا وفي بناء المجتمعات.

في هذا اليوم الخاص، دعونا نعبر عن شكرنا وتقديرنا لكل الأمهات العظيمات، اللواتي يملكن قلوبًا من ذهب ويضحين بكل ما لديهن من أجل سعادة أسرهن. دعونا نحتفل بروح المحبة والتضحية التي تمثلها الأمهات، ونعبر عن امتناننا لهن ولكل ما يقدمنه من حب ودعم ورعاية.

كلمات جميلة يوم عيد الأمكل عام وأنتِ بخير يا أمي.يا أغلى ما في الكون.. يومك أحلى وأجمل يوم.. يجمعنا كلنا حولك يا أجمل أم.كل ما يجي عيدك.. أدعي ربي إيدك ما تفارق إيدي.. كل سنة وأنتي طيبة يا أمي.  أمي.. ما أتصور حياتي من دونك.. العمر ما يحلى غير بوجودك.. وكل ما يمر عيدك بحضورك.. أدعي ربي ما يحرمني وجودك.. كل عام وأنت بخير.
أمي لا يوجد ما يكفي من العناق والقبلات لكي تظهر لك كم أنا أحبك.أمّي أحبك قليلة جدًا هذه الكلمة أمام هامتكِ العالية، كل عام وأنتِ بألف خير.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: عيد الأم 2024 عيد الأم فكرة عيد الام عید الأم

إقرأ أيضاً:

كشف الغُمّة عن محنة الأمّة

 

سالم بن محمد بن أحمد العبري

 

لم تكد تضع الحرب الإسرائيلية أوزارها ظاهريًا في لبنان حتى فوجئ البعض أن "النتن ياهو" يُعلن إيقاف القتال، إذ يعتبر ذلك الإيقاف هدنة واستراحة محارب، وليس هذا الإيقاف عن رغبة في السلام وتهدئة لهذه القاعدة الاستعمارية الصهوينية؛ فهي ما وُجدت إلّا للتوسع وإقلاق المنطقة وإشغالها واستنزافها والحيلولة دون وحدتها ونهوضها وتقدمها العلمي والاقتصادي والاجتماعي المنتظم بقيم العروبة والإسلام الثابتة الراسخة.

وقد فوجئ البعض أنه يُعلن تهديد سوريا ورئيسها الدكتور بشار الأسد، وكانت تلك الإشارة هي أمر تشغيل عسكري لعصاباتهم المخزونة في الشمال السوريّ والمُعدَّة والمُجهَّزة.

وقد تكون القشة التي قصمت ظهر الحصان أو البعير كما درج عليه المثل العربي، والعرب كثيرة الأمثال قليلة الأفعال والاتعاظ، وكنت أردد على أصدقائي من السوريين الرسميين والإعلاميين أنني لست مع شحن هؤلاء في باصات خضراء (وحتى لون الباص يُعطينا نحن الذين نحلل كل شيء مؤشرُا كأنهم يزرعون وسيحصدون) نعم حصدوا؛ بل الحمولة أعطت مائة حمولة أي ثلاثة أكياس بذرت وأنتجت 300 كيس، وكأنَّ قبول تركيا بالوضع الذي أنتجته "تفاهمات أستانة" كانت قدرت أنها زرعت لتحصد حصادًا وفيرًا، واستفادت من تفسير يوسف عليه السلام لرؤية الملك: كيف استكانت الدولة السورية بقيادة الدكتور بشار الأسد وظلت تأكل من لحمها ولحم شعبها وهي شبه نائمة أو قابلة وتركيا والغرب الاستعماري والرجعية توثق الرباط على الرقبة مترقبة الوفاة بهدوء وطمأنينة.

وإذا كانت قبل "طوفان الأقصى" تُحاول إرخاء الحبل المشؤوم المربوط بقيصر اللعين والانهيار العربي الغبي من النظم العربية ومن تهدئة حركة تنويم الشعوب بإعلام مركز مستخدما وسائل علمية للتمويل والتضليل والخداع وصناعة الحدث قبل تحققه الميداني، وكان الإعلام المُغرَّب- المسمى عربيًا- يجني أفراده فيضان العطاء حتى البذخ؛ بل السفه، ويرقصون خلف نعوش أمتهم صغيرها كأطفال غزة ونسائها وشيوخها، أو من نعوش رجال هم قلة مؤمنة صادقة صدوقة مخلصة خالصة يأتي السيد حسن نصرالله قائدهم وسابقهم إلى رضا الله ومعه رفاقه إسماعيل هنية وصفي الدين هاشم والسنوار والعروري ورئيسي وينضم معهم رضيَ من رضيَ، وكره من كره بشار الأسد.

نعم.. كرر بشار الخطأ حين لم ينضم مُباشرة لمعركة الطوفان، بتوجيات عسكرية التي سُرَّ الكيان ببقائها، دون أن تؤلم صدره وقلبه منذ عام؛ فانقض عليها وهو يقول: شكرًا يا بشار لِماذا لم توجهها في وقتها إلى رؤوسنا وعيوننا واليوم نحن نحطمها حتى لا ينبعث عربي حر مُؤمن بأنه العدو الأصيل للأمة فيذبحه بها.

نعم أخفق دكتور العيون في أن يوخز عيونكم بها يا أعداء الله وليته فعل، فما دخلت البراغيث القلب ورامكم بها ولو قبل أن تقلع الطائرة به إلى موسكو ويتقوّل المتقولون: إنِّه هرب!

وأخيرًا أقول لهم: لا تموتوا فرحًا يا براغيث الصدر المتقيئ، فالحُرّة لا تأكل بثدييها!

مقالات مشابهة

  • بخبخي: ليبيا اليوم مجرد فكرة دولة متنازع عليها
  • «كن عاطفيا مع شريك حياتك ».. برج الثور حظك اليوم الخميس 26 ديسمبر 2024
  • حظك اليوم برج العذراء الخميس 26 ديسمبر 2024: تقوي علاقتك بشريك حياتك
  • برج الميزان وحظك اليوم 26 ديسمبر 2024| حياتك العاطفية هتتحسن
  • ألوان الإبداع تتألق في مهرجان «فكرة ولون» بجامعة سوهاج
  • فوز «نوعية سوهاج» بالمركز الأول في الفنون بمهرجان «فكرة ولون»
  • «شخص جديد يدخل حياتك»..حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 25 ديسمبر
  • كشف الغُمّة عن محنة الأمّة
  • كيف تختار شريك حياتك؟
  • مصادر لـ"اليوم".. مشروع وطني لوقف انتقال 3 أمراض خطيرة من الأمهات إلى الأطفال