هل ستتحدى إسرائيل الولايات المتحدة في رفح؟
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
ليس لدى إدارة بايدن خطوط حمراء في علاقاتها مع إسرائيل إذا تجاهلت الأخيرة رغباتها. غريغ بريدي – ناشيونال إنترست
إن مبادرة بايدن المتمثلة في قيام الجيش الأمريكي ببناء ميناء مؤقت في غزة لتوصيل إمدادات الإغاثة، والتي تم الإعلان عنها في 7 مارس خلال خطاب حالة الاتحاد السنوي، يمكن أن تساهم جزئيا في حل مشكلة نقص الغذاء في قطاع غزة.
شدد المسؤولون الأميركيون على أننا "لا ننتظر الإسرائيليين"، وبهذا المعنى فإن الولايات المتحدة لاتطلب الإذن من إسرائيل، ربما كي تتجنب إجبار إسرائيل على السماح بدخول كميات أكبر من المساعدات إلى غزة عبر المعابر الحدودية القائمة.
وسيكون هذا حلاً أكثر فائدة نظرًا للحاجة الملحة، لكن بناء الميناء سيستغرق شهرين تقريبا، وفشل نتنياهو في الاستجابة لطلبات الإدارة مرارا وتكرارا. وإذا بقي نتنياهو متشددا في موقفه فقد يتطلب ذلك مزيدا من الضغط من قبل الإدارة ووضع شروط على الإمدادات الأمريكية. لكن بايدن لايزال غير راغب في القيام بأي تهديد.
أكدت إدارة بايدن أنه لن يذهب أي أفراد عسكريين أمريكيين إلى الشاطئ في غزة لتفريغ المساعدات. ومع ذلك، فإن وجودهم في المياه القريبة من ساحل غزة قد يضعهم في نطاق أسلحة حماس. كما تم الإبلاغ عن أن موظفي المقاولين الأمريكيين يمكن أن يشاركوا في تنظيم توزيع الإمدادات بمجرد وصولهم إلى الرصيف، الأمر الذي سيتطلب منهم النزول إلى الشاطئ. وبحسب ما ورد ستعتمد العملية أيضًا على القوات الإسرائيلية لتوفير الأمن على الشاطئ، بينما سيقوم الفلسطينيون بتوزيع المساعدات ونقلها إلى المستفيدين.
وهذا يثير مشاكل محتملة، فقد حدث اشتباك مؤخرا قتل فيه أكثر من 100 شخص حين هرع الفلسطينيون اليائسون إلى الشاحنات. بالإضافة إلى ذلك، وبالنظر إلى المماطلة من جانب حكومة نتنياهو بشأن تسهيل الإمدادات القادمة عن طريق البر، هل يمكننا التأكد من أن إسرائيل ستسهل الإمدادات القادمة؟
يرتبط هذا السؤال حتماً برغبة نتنياهو المعلنة في شن هجوم عسكري على رفح، حيث لا تزال هناك قوات من حماس. لقد قال إن الهجوم سيستمر، حتى في الوقت الذي قال فيه الرئيس بايدن إن القيام بذلك دون خطة قابلة للتطبيق لنقل أكثر من مليون لاجئ فلسطيني محشورين في المدينة أمر غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة.
ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح إلى حد كبير ما إذا كانت إدارة بايدن ستكون مستعدة أخيرًا لفرض أي عقوبات جوهرية على إسرائيل، فيما يتعلق بالإمدادات العسكرية، حيث تتجاهل إسرائيل مخاوف الولايات المتحدة بشأن احتمال حدوث كارثة إنسانية وربما إجبار اللاجئين على اللجوء إلى مصر نتيجة هجوم رفح.
صرح العديد من المسؤولين الأمريكيين لصحيفة بوليتيكو أن الولايات المتحدة ستفكر في فرض شروط على المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل في حالة تحدي إسرائيل للبيت الأبيض في رفح. لكن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان نفى بشدة صباح أمس وجود أي «خطوط حمراء». وقال سوليفان: لم يصدر الرئيس أي تصريحات في مقابلة نهاية الأسبوع الماضي.
يتكرر هذا النمط من السلوك الأمريكي منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، حيث تعرب إدارة بايدن عن مخاوفها، وتقدم المواعظ ، ولكنها تتجنب أي تهديدات بعواقب ملموسة إذا تجاهلت إسرائيل رغباتها.
وحتى مع احتمال حدوث كارثة إنسانية تلوح في الأفق في رفح، والتي يمكن أن تلحق أيضًا أضرارًا جسيمة بالمصالح الأمريكية في المنطقة وربما تؤدي إلى حرب أوسع نطاقًا، فإن إدارة بايدن تتراجع عن أي إشارة إلى أن لديها أي "خطوط حمراء".
المصدر: ناشيونال إنترست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو جو بايدن جيك ساليفان حركة حماس رفح طوفان الأقصى قطاع غزة مساعدات إنسانية الولایات المتحدة إدارة بایدن
إقرأ أيضاً:
سموتريتش: دعم إدارة بايدن لإسرائيل تراجع وتحول إلى ضغوط متزايدة
كشف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ، اليوم ، أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن دعمت إسرائيل في بداية الحرب، لكنها سرعان ما بدأت في ممارسة ضغوط متزايدة على تل أبيب، مؤكدًا أن القيود التي فرضتها واشنطن على شحنات الأسلحة والمعدات الهندسية أثرت سلبًا على الجيش الإسرائيلي.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن سموتريتش قوله إن "إدارة بايدن قدمت دعمًا كبيرًا لإسرائيل في المراحل الأولى من الحرب، لكن هذا الدعم بدأ يتراجع تدريجيًا ليحل محله الكثير من الضغوط السياسية والعسكرية"، وأضاف أن "حظر شحنات الأسلحة والمعدات الهندسية خلال الحرب كان له ثمن باهظ، حيث كلفنا أرواح عدد من الجنود في ساحة المعركة".
وتأتي تصريحات سموتريتش وسط توتر متزايد في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، حيث تواجه إدارة ترامب انتقادات داخلية بشأن سياساتها تجاه الحرب، في ظل تصاعد الدعوات لفرض مزيد من القيود على المساعدات العسكرية لإسرائيل.
وكانت تقارير إعلامية قد أشارت في وقت سابق إلى أن واشنطن أوقفت أو أخّرت تسليم بعض أنواع الأسلحة لإسرائيل، في محاولة للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو للحد من نطاق العمليات العسكرية وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وتعكس هذه التطورات انقسامًا متزايدًا داخل الإدارة الأمريكية حول كيفية التعامل مع الصراع الدائر، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية لوقف الحرب والتوصل إلى تسوية دبلوماسية.
الخارجية الفلسطينية تحذر من مخططات إسرائيل لتهجير الفلسطينيين وتطالب بحماية دولية
حذّرت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم من خطورة إقدام إسرائيل على تنفيذ مشروعات تهجير قسري للشعب الفلسطيني، مؤكدة أن مثل هذه المخططات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأوضحت الوزارة، في بيان رسمي، أن السياسات الإسرائيلية المتواصلة، بما في ذلك تصعيد الاستيطان وهدم المنازل وفرض الحصار على قطاع غزة، تهدف إلى فرض وقائع جديدة على الأرض تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا من أراضيهم، محذرة من التداعيات الخطيرة لهذه السياسات على الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما دعت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري واتخاذ خطوات عملية لمنع إسرائيل من تنفيذ أي مشاريع تهجير، مشددة على ضرورة تفعيل آليات دولية تضمن توفير الحماية للشعب الفلسطيني من هذه السياسات الأحادية الجانب.
وأضاف البيان أن صمت المجتمع الدولي على الانتهاكات الإسرائيلية يشجع تل أبيب على التمادي في انتهاك القانون الدولي، داعيًا الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهما واتخاذ إجراءات رادعة ضد أي محاولات تستهدف حقوق الفلسطينيين في أراضيهم.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل تصاعد التوترات في الأراضي الفلسطينية، وسط استمرار القصف الإسرائيلي على غزة، وتزايد المخاوف من محاولات فرض حلول أحادية الجانب تتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.