موقع النيلين:
2025-03-02@20:22:22 GMT

إعادة هيكلة الجيش في السودان وتغيير عقيدته

تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT


كنت أتساءل عن ما وراء مطالبة العملاء ومنذ سنين عدداً، حتى قبل الإنقاذ وقبل أن يكون الجيش جيش كيزان كما يكذبون، كنت أسأل نفسي، ما الذي يريدونه من مطالبتهم بتغيير عقيدة الجيش وإعادة هيكلته !!!

لكني أدركت الآن ، أن هذه المطالب مقصود منها أولاً ، تفتيت هوية الجيش التي تمثل كل السودان، شرقه وغربه وشماله ووسطه وجنوبيه، وتفكيك بنيته الأساسية ولُحمته التي تكونت كشارة ورمز وطني يضم كل سحنات السودان ويمثل عزته وكرامته وخلاسيته، ويمثل حائط الصد الأول والأخير بعد الله عندما يتعلق الأمر بأمن الوطن والمواطن، وبسلامة وحفظ سيادته وكرامته.

وهذا هو الجيش يظهر في لحظات الشدة والمحاص يظهر بهذه العقيدة السامية والشامخة والمغروزة في نفوس كل أفراده، يستميتون في الدفاع عن وطنهم ويعطون العملاء وواجهتهم الحربية الجنجويد والمتمردين درساً قاسياً، في معاني عقيدة الجيش وتماسك هيكلته ومؤسسيته، فيظهر لنا بجنوده الأساوش ذوي السحنات الأكثر سودا وذوي الألوان المحمصة، من شرقه وغربه وشماله ووسطه وجنوبيه، في تماسك وبنية مفاهيم ودروس في فنيات الحرب، ما يدل على معدل الطاعة والتماسك والتآلف بين جنوده وقادته والمحبة الكبيرة بينهم ، لدرجة الفرح حتى البكاء.

هذا في حد ذاته يؤكد أن الجيش غير ، فهو حامية، تمثل نوعية خاصة من السودانيين تجردت لوجه الله وثم لحماية وطنها وعزتها وكرامتها، وأن هويتها وبنيتها الأساسية الممتدة في التاريخ لا يمكن أن يفتتها رعاة البقرة وراقصي أندية ال Rave ، ومعاقري الخمور وعاقري ناقة صالح.

والآن ندرك لماذا يطالب العملاء الملاحدة اصحاب سيداو، بإخراج الجيش من المدن !!! وندرك الآن ما وراء لهثهم وراء تغيير هيكلة الجيش وتغيير عقيدته، والآن نعرف أي عقيدة يريدون وأي هيكلة يودون، وهم جميعا بجنجويدهم ومتمرديهم الذين يمثلون واجهة الحرب على الدين والوطن والشعب والجيش.

إن تخليص الإذاعة والتلفزيون من براثن التتار ومغول العصر لا تمثل هزيمة نفسية ومعنوية فقط لهؤلاء، إنما تمثل بداية حقيقية لمحو أثر العمالة ولتفتيت مشروع إحتلال السودان وتخييب آمال المرتزقة وإعطاء درس عظيم لكل دويلات الطوق التي حاربت السودان الآن من خلف رعاة البقر ، ومعهم لفيف من سفهاء العقول وقادة بعض الأحزاب الذين خانوا وطنهم وخذلوا أنفسهم وأسرهم وخانوا تاريخ أجدادهم، وسقطوا في مذابل التاريخ غير مأسوف عليهم .

الآن تبين للشعب السودان من هم أعداؤه وتبين لهم المشروع الكبير والذي حاول الأعداء في الداخل والخارج، أن يفرضوه على السودان ، دينه وأرضه وعرضه وخلاسيته الآفرو – عربية وأن يمحو تاريخه وحضارته وأثره من الوجود ، لكن الله يفعل ما يريد ويبطل كيد الكائدين الذين تمكنوا من مفاصل الدولة فسوسوها وتمكنوا بأكذوبة وأعجوبة من أهم المناطق الحساسة السيادية ومؤسسات تمثل رمزية للدولة، بليل، فأخرجهم الله وأذلهم بأيدي الجيش الذي يحاولون تفتيته وتغيير عقيدته وبأبطال الشعب الذي أهانوا كرامته وسمعته وفتتوا وحدته على مَر السنين

الرفيع بشير الشفيع

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

إفتراق بين حزب الله وجمهوره.. هذه قصة الثقة

إعلانُ نواب "حزب الله" ثقتهم بحكومة نواف سلام في مجلس النواب الأربعاء، ما هو إلا خطوة في بداية مسارٍ جديد لا يستطيع الحزب مجافاته أقله خلال المرحلة التي يحتاجُ فيها إلى الحكومة أكثر من أي وقتٍ مضى.

كثيرون في جمهور "حزب الله" ممن تحدث معهم "لبنان24" عن رأيهم بالثقة أجابوا بعبارات متشابهة وتصبّ في خانة واحدة وهي: "الحزب بيعرف أكتر"، بينما السؤال الأساسي الذي طُرح هنا: "قبل أيام، تم وصف الحكومة والعهد بالمؤيد للخطوات الإسرائيلية إبان حادثة الطائرة الإيرانية، أما الآن فالحزب منح الحكومة ذاتها الثقة.. فكيف حصل ذلك؟ وعلى أي أساس أتت هذه الثقة؟".

تقول مصادر سياسية لـ"لبنان24" إنَّ "حزب الله" لم يكن بإمكانه معارضة الحكومة نهائياً ذلك لأسباب عديدة أبرزها محاولته عدم تصويره كـ"معرقل للعهد"، فالمعارضة الآن لا تنفعه لاسيما بعد الحرب ومن مصلحته الآن "مسايرة" العهد والحكومة للانخراط بالدولة وبالتالي نزع فكرة "العرقلة" المرتبطة به.

بالنسبة للمصادر، فإنّ الحزب يسعى في الوقت نفسه للإستفادة من الحكومة الحالية من خلال "التناغم معها" لا الاعتراض عليها، فـ"استعداء العهد" لن يكون لصالحه بل سيكون ضد عملية إعادة الإعمار التي يطلبها الحزب من خلال الدولة بعدما تبين أن القدرة على تنفيذها بـ"المال الإيراني" قد تراجعت جداً.

أيضاً، تلفت المصادر إلى أنَّ "حزب الله" يريد إطلاق رسالة للخارج عنوانها "الإندماج في الحكم الذي يؤسس لمرحلة جديدة"، وأضافت: "ليس من مصلحة حزب الله نهائياً البقاء بعيداً عن المرحلة الحالية والتي تؤسس لمسار جديد داخل لبنان. من أجل أن يحفظ نفسه، عليه أن يندمج مع كل ما هو جديد، وهذا الأمر تطلب منح الثقة للحكومة وتسهيل عملها".

الأساس أيضاً هو أن مسألة الثقة حُسمت خلال تشكيل الحكومة، فالحزب نال ما يريد نيله من وزراء بالتفاهم مع حركة "أمل"، وبالتالي الثقة وُجدت منذ اللحظات الأولى، وعليه فإن أي محاولة للانقلاب بشأن الحكومة ستكونُ مُفاجئة وغير واقعية.

مقابل كل ذلك، يبرز أمرٌ آخر أساسيّ يرتبط بمسألة المصارحة بين "حزب الله" وجمهوره لاسيما على صعيد العلاقة مع الدولة. في خطاباته العلنية، يؤكد نواب الحزب تمسّكهم بالدولة وقوتها، بينما الجمهور في وادٍ آخر، فينتقد الدولة ولا يُعوّل عليها ولا يثق بما قد تقوم به سواء في الجنوب أو على صعيد إعادة الإعمار.

المسألة الملحة المطلوبة، وفق المصادر، هو أنه على "الحزب" أن يعزز ثقة جمهوره بالدولة خلال هذه المرحلة، لكن المشكلة تكمن في الخطاب غير المؤثر، وتضيف: "مرة جديدة يأتي دور الخطاب والتأثير.. جمهور الحزب لا يتلقى الرسائل المطلوبة من قيادته، ولهذا السبب هناك انفصال بين الجبهتين.. الأساس هو تحيد الأفكار والتوجهات ومن هنا يتم ضبط الشارع وعدم الانجرار نحو استفزازات تؤدي إلى توترات سيُلام الحزب عليها حتى وإن لم يكن مسؤولاً عنها".
  المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • عبد الله: ودعنا اليوم رفيقنا علي عويدات الذي تشهد له الساحات والمواقف
  • أمين دار الفتوى بـ كاليفورنيا يشرح للمسلمين المغتربين عقيدة العوام
  • كارلسون: نظام كييف باع أسلحة أمريكية في السوق السوداء بخمس ثمنها لحماس والقوات التي تسيطر على سوريا
  • إعادة هندسة السياسة السودانية- نحو ليبرالية رشيدة وتجاوز إرث الفوضى
  • حفتر يزور فرنسا بعد بيلاروسيا.. ماذا وراء زياراته الخارجية الآن؟
  • معنى تصفيد الشياطين في شهر رمضان.. ومن الذي يوسوس لنا ؟
  • «رئيس الحكومة اللبنانية»: الجيش يقوم بواجباته وهو المخول لحماية الوطن والدفاع عنه
  • السعدي لـRue20: القرار الملكي سيساهم في إعادة هيكلة وتأسيس القطيع الوطني من الأغنام والأبقار
  • إفتراق بين حزب الله وجمهوره.. هذه قصة الثقة
  • مندوب السودان لدى الأمم المتحدة: 12 مبعوثاً أممياً تجاهلوا مطالب دمج مليشيا الدعم السريع في الجيش