هدف الغرب الحصول على أوكرمينيا بدل أرمينيا
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
باشينيان، بتشجيع من الغرب، يوغل في تخريب علاقات أرمينيا مع روسيا. حول ذلك، نشرت "أوراسيا ديلي" المقال التالي:
"إن أمجاد الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي والرئيس الحالي للدولة الأوكرانية فلاديمير زيلينسكي تطارد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان". صرح بذلك، لـ "أوراسيا ديلي"، نائب رئيس الجمعية الوطنية الأرمينية السابق، وعضو مجلس إدارة الحزب الجمهوري السابق، إدوارد شارمازانوف، في تعليقه على تصريح باشينيان، أمس الأول، حول رغبة يريفان في الاندماج مع الاتحاد الأوروبي.
وفي الوقت نفسه، وفقًا لشارمازانوف، الهدف الرئيس للغرب الجماعي ليس مساعدة يريفان في تنمية البلاد أو الديمقراطية أو تعزيز النظام الأمني، إنما الحصول على أرمينيا مناهضة لروسيا، وأوكرانيا ثانية، أي ما يشبه "أوكرمينيا".
وأشار شارمازانوف إلى التصريح الأخير لنائب وزير الدفاع البريطاني جيمس هيبي، الذي رحب فيه بتجميد يريفان العلاقات مع منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ووعد أرمينيا بتقديم المساعدة اللازمة.
"هذا البيان دليل واضح على نوايا الغرب الجماعي تجاه بلدنا، والتي لا تهدف إلى احتواء السياسات العدوانية لأذربيجان، بل إلى أن يطردوا من المنطقة روسيا، الدولة التي كانت شريكًا استراتيجيًا لأرمينيا منذ 30 عامًا. إن تحرك يريفان نحو أوروبا، خدعة من جانب باشينيان وفريقه، خاصة وأن جورجيا أو أوكرانيا، على مدار الثلاثين عامًا الماضية، لم تصبحا، بل ومن غير المرجح أن تصبحا، عضوين في الاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب"، كما قال شارمازانوف.
وأضاف أن هذه "التحركات" التي تهدف إلى تخريب العلاقات مع روسيا قد تكون لها عواقب وخيمة على يريفان. فالسلطات الأرمينية لا تريد أن تفهم الحقيقة البسيطة التالية: المنطقة تتجه نحو هيكلية إقليمية، الجهات الفاعلة الرئيسية فيها روسيا وتركيا وإيران، وحيث تعد طهران دولة صديقة ليريفان، وروسيا حليفًا استراتيجيًا، وأنقرة خصمًا.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أوروبا الاتحاد الأوروبي حلف الناتو فلاديمير زيلينسكي نيكول باشينيان
إقرأ أيضاً:
سامح فايز يكتب: الحرب الثقافية (1)
من يقرأ عن الحرب العالمية الأولى والثانية أو يشاهد الأفلام التى تناولت مثل هذه الحروب سيدرك جيداً أن الغرب لن يقبل بتكرار التجربة على أرضه، وإن كان لا بد من الحرب ستكون إذاً حروباً من نوع مختلف!
أفلام المخرج ستيفن سبيلبرج، «قائمة شندلر» و«إنقاذ الجندى ريان»، وقد حصل بهما على جائزة أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج. هناك أيضاً فيلم «دونكيرك» للمخرج كريستوفر نولان، ويحكى الفيلم قصة إجلاء الآلاف من الجنود البريطانيين من ميناء «دونكيرك» الفرنسى، فى حين تتم عملية الإجلاء تحت قصف لا يتوقف من الجيش الألمانى.
«نولان» نفسه حصلت أفلامه على 48 ترشيحاً للأوسكار وللصدفة لم يحصل على جائزة أفضل مخرج إلا فى دورة عام 2023 عن فيلم «أوبنهايمر»، الذى يحكى قصة صناعة القنبلة النووية.
قدم أيضاً المخرج كوينتن تارانتينو فيلم «أوغاد مجهولون»، «تارانتينو» يتميز فى أفلامه بتجسيد مفرط للعنف، وبالطبع لن يجد أفضل من قصة تدور خلال الحرب العالمية الثانية عن محاولة لاغتيال القائد الألمانى النازى.
من أبرز تلك المحاولات أيضاً فيلم «1917» للمخرج السينمائى والمسرحى الإنجليزى سام ميندز، والحاصل على جائزة أوسكار عن أولى تجاربه فى السينما عام 1999 عن فيلم «الجمال الأمريكى».
وقدم فيلمه عن قصة حقيقية سمعها من جده، صدرت لاحقاً فى عمل روائى عام 2019، تحكى القصة رحلة جنديين إنجليزيين يحاولان الوصول إلى مقر وحدة من القوات لتحذيرها من كمين دبره الألمان للقوات الإنجليزية!
اجتمعت تلك الأفلام على تصوير الجانب الإنسانى المفتقد فى الحرب، وكيف قُتل الملايين من الشباب دون أن يدركوا فى بعض الأحيان لماذا جاءوا إلى هنا من الأساس، وحشية برع السينمائى الأوروبى فى تصويرها زرعت الرعب فى قلوب المشاهدين فى الغرب، انتقلت لاحقاً لمجموعة من الأفلام الدعائية التى وظفها الأمريكان فى حربهم مع الروس داخل الأراضى الأفغانية، من خلال ثلاثية فيلم «رامبو» للممثل سيلفستر ستالون، الجندى الذى عاد من الحرب فى فيتنام ومن ثم وجد صعوبة فى التكيف مع المجتمع، فقد تدرب على القتل، بل والقتل بوحشية شديدة، وعندما فشل فى التكيف مع المجتمع المدنى، قرر قادته توظيف تلك الآلة التى تدربت على القتل فى إسقاط الاتحاد السوفيتى؛ فأرسلته إلى أفغانستان لتدريب المقاتلين هناك.
استطاعت هوليوود أن تضرب حجرين بعصفور واحد؛ الأول هو التكريس لفكرة خطورة الحرب التى دمرت الغرب وحولت شعبه إلى قتلة، الثانى هو الترويج للحرب الأفغانية التى أسقطت الروس، لكن أجزاء «رامبو» توقفت ولم تحكِ كيف خرجت تنظيمات «القاعدة» و«داعش» من رحم الحرب الأفغانية، بعد أن درب الأمريكان المقاتلين على أن يصبحوا آلة للقتل، فلم يجد هؤلاء القتلة إلا دولهم العربية والإسلامية ليمارسوا هوايتهم فى القتل!
لن تتوقف السينما عن تناول الحرب، ولن تتوقف هوليوود عن توظيفها أحياناً أو توجيهها أحياناً أخرى، ولن يقف أى صانع ثقافى غربى مكتوف اليد أمام أى محاولة لاستعادة شبح الحرب العالمية الثانية مرة أخرى، هنا لن تجد الدول الغربية، وأجهزة مخابراتها، سوى الحروب الثقافية الباردة، تلك التى نفذتها للمرة الأولى ضد الاتحاد السوفيتى، وصدر عنها كتاب مترجم فى المركز القومى للترجمة بعنوان «الحرب الثقافية الباردة»، يحكى كيف تصبح الثقافة والفكر ومؤسسات المجتمع المدنى حليفاً مهماً للدولة المعادية فى إسقاط الدول التى تعاديها.
تلك الحرب يمارسها الجميع، سواء الغرب الأوروبى أو الأمريكان أو حتى التنظيمات الدينية المتطرفة وفى المقدمة منها تنظيم الإخوان، الذى يملك أذرعاً إعلامية بملايين الدولارات لا تفعل شيئاً سوى الهجوم على مصر بشكل يومى!