وجدت دراسة أجرتها جامعة ديوك أن العيش في حي فقير يرتبط بتسارع شيخوخة الدماغ وزيادة خطر الإصابة بالخرف في وقت مبكر من الحياة، بغض النظر عن مستوى الدخل أو التعليم.

ويعرف مرض ألزهايمر بأنه الشكل الأكثر شيوعا للخرف، وهو اضطراب عصبي يسلب الناس ذكرياتهم ومهاراتهم المعرفية.

إقرأ المزيد تعيش في "منطقة زرقاء"؟ إليك لماذا قد تعيش عمرا أطول!

ويعاني ما يقدر بنحو 58 مليون شخص حول العالم اليوم من الخرف، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد ثلاث مرات ليصل إلى 150 مليون بحلول عام 2050.

وعلى الرغم من الارتفاع المتوقع في الحالات والأضرار العاطفية والمالية الهائلة التي يلحقها الخرف بالأفراد والأسر، إلا أنه لا يوجد علاج أو أدوية فعالة.

ويتطلع الباحثون الآن بدلا من ذلك إلى الوقاية من الخرف بدلا من علاجه من خلال تغيير نمط الحياة، مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة.

وبحث آرون روبن، عالم النفس العصبي السريري وباحث ما بعد الدكتوراه في جامعة هارفارد، في ما إذا كان يمكن للمكان الذي يعيش فيه الفرد أن يتنبأ بمخاطر الإصابة بالخرف في المستقبل بشكل أفضل من أي مجموعة من الخيارات الأخرى.

وقال روبن: "أردت أن أفهم ما إذا كان هناك نمط جغرافي للخرف كما هو الحال بالنسبة لطول العمر، مثل المناطق الزرقاء (في إشارة إلى المناطق التي يبدو أن السكان يعيشون فيها لفترة أطول من المتوسط). الكثير من الخيارات الفردية، مثل ما تأكله، أو ما تفعله من أجل المتعة، أو من تقضي الوقت معه، مقيدة بالمكان الذي تعيش فيه".

الأحياء الفقيرة تولد خطر الإصابة بالخرف

إقرأ المزيد دراسة: مكان عيشك يؤثر على خيارات الطعام وزيادة الوزن والبنية الدقيقة للدماغ!

قام روبن وزملاؤه في جامعة ديوك، بالإضافة إلى المتعاونين في جامعة ميشيغان، وجامعة أوتاغو (نيوزيلندا)، وجامعة أوكلاند، بفحص السجلات الطبية والعناوين الخاصة بـ 1.41 مليون نيوزيلندي.

ونظر الفريق في مدى ثراء أو حرمان كل مشارك على مقياس من واحد إلى عشرة، وذلك باستخدام معلومات من التعداد الوطني حول متوسط الدخل والتوظيف ومستويات التعليم، بالإضافة إلى إمكانية الوصول إلى وسائل النقل والعوامل الأخرى ذات الصلة.

ووجد روبن وفريقه أن أولئك الذين يقيمون في المناطق الأكثر حرمانا لديهم خطر متزايد للإصابة بالخرف بنسبة 43% على مدى 20 عاما من المراقبة.

تسارع شيخوخة الدماغ

قام روبن وفريقه بتحليل البيانات من دراسة تتبعت نحو 1000 نيوزيلندي منذ ولادتهم، وتوثيق صحتهم النفسية والاجتماعية والفسيولوجية، بما في ذلك فحص الدماغ، واختبارات الذاكرة، والتقييمات الذاتية المعرفية في مرحلة البلوغ.

ووجدوا أن الذين يعيشون في الأحياء المحرومة خلال مرحلة البلوغ كانت لديهم صحة دماغية سيئة بشكل ملحوظ في سن 45 عاما، بغض النظر عن دخلهم الشخصي أو تعليمهم.

وقال أفشالوم كاسبي أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب بجامعة ديوك، لمشارك في الدراسة: "لا يقتصر الأمر على الموارد الشخصية التي تمتلكها فحسب، بل إن المكان الذي تعيش فيه مهم أيضا".

إقرأ المزيد "ابتكار ذكي" يتنبأ بمرض ألزهايمر قبل 7 سنوات من ظهور الأعراض

وشوهد ضعف صحة الدماغ عبر عدد من القياسات، مثل وجود عدد أقل أو أصغر من الخلايا العصبية في مناطق معالجة المعلومات في الدماغ وانخفاض كفاءة الاتصال بين الخلايا عبر الدماغ، بالإضافة إلى المزيد من الضمور، وربما النزيف الصغير.

وكان لدى المشاركين في الدراسة الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة أيضا أدمغة أكبر سنا بشكل واضح عند عمر 45 عاما عندما نظر الباحثون في فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، حيث كان لدى الأفراد من الأحياء الأكثر حرمانا أدمغة تبدو أكبر بثلاث سنوات من المتوقع نظرا لعمرهم الزمني.

كما أنهم سجلوا نتائج أسوأ في اختبارات الذاكرة وأبلغوا عن المزيد من المشاكل المتعلقة بالمتطلبات المعرفية اليومية، مثل متابعة المحادثات أو تذكر كيفية التنقل إلى أماكن مألوفة.

ويوضح روبن أن هذه النتائج تشير إلى أن العيش في حي محروم يعد عامل خطر للإصابة بالخرف.

وما يزال من غير الواضح كيف يمكن للأحياء الفقيرة أن تزيد من خطر إصابة شخص ما، ولكن يمكن أن يكون ذلك نتيجة لعدد من العوامل المرتبطة بالمناطق المحرومة، مثل سوء نوعية الهواء، وانخفاض مستويات التفاعلات الاجتماعية اليومية، وارتفاع مستويات التوتر، وقلة القدرة على المشي.

المصدر: ميديكال إكسبريس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار الصحة ألزهايمر الصحة العامة امراض دراسات علمية مرض الشيخوخة معلومات عامة معلومات علمية الإصابة بالخرف

إقرأ أيضاً:

هل يجوز للزوج إجبار زوجته على العيش مع أهله؟.. أمين الفتوى يجيب

أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الشريعة الإسلامية تسعى دائمًا لتحقيق مصالح الناس واستقرارهم النفسي، مشيرًا إلى أن الشرع لا يهدف أبدًا إلى إحداث اضطراب في حياتهم.

وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء، خلال تصريح اليوم الثلاثاء: "الشرع جاء لتحقيق العدالة والسكينة والطمأنينة للإنسان، سواء في حال تواجده مع مجموعة من الناس أو في حال انفراده"، مؤكدًا أن الهدف من التشريعات هو تحقيق السعادة والهدوء وليس تعكير صفو الحياة.

وفي سياق الحديث عن العلاقات الأسرية، أشار الشيخ عويضة إلى بعض الحالات التي يعاني فيها الأفراد من تدخلات غير مرغوب فيها من الأسرة الممتدة، مثل امرأة موظفة رفضت الانتقال مع زوجها إلى مكان بعيد عن أسرتها، لافتا إلى أن المرأة التي تعيش في بيئة سعيدة مع أسرتها وزوجها، يجب أن تحترم خصوصياتها، ولا ينبغي لأي طرف التدخل في حياتها.

وأضاف مثالاً آخر لامرأة قالت إنها ترغب في خدمة حماتها من أجل دخول الجنة، مؤكدا أنه يجب احترام رغبات الشخص في التعامل مع أسرته، وأنه يجب على أهل الزوج أن يقدروا حقوق الزوجة ويتركوا لها المجال للعيش بسلام دون تدخلات.

كما نوه إلى أهمية فهم حقوق كل طرف في العلاقة الزوجية، قائلاً: "إذا تعلم الجميع حقوقه وواجباته، لن تحدث النزاعات أو الخلافات داخل الأسر"، مشيرا إلى أن النزاع يبدأ عندما يتدخل أحد الأطراف في حياة الآخر بطريقة تؤدي إلى الاضطراب وعدم الاستقرار.

وأكد أن الشريعة تقر بحق الزوجة في الامتناع عن العيش مع أقارب زوجها إذا كانت تتعرض للإيذاء النفسي أو المعنوي، مشددًا على أن هذا الحق يعتبر جزءًا من الحفاظ على استقرار الحياة الأسرية.

وأشار إلى أن الحياة الأسرية المستقرة تحدث عندما يفهم كل فرد حدود حقوقه ويعيش في بيئة خالية من التدخلات غير المبررة، محذرًا من أن الاستقرار يتحقق عندما يتجنب الجميع التدخل في حياة الآخرين وترك كل فرد يعيشه بحرية وراحة.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز للزوج إجبار زوجته على العيش مع أهله؟.. أمين الفتوى يجيب
  • برلماني: مصر تعيش ترابطا بين مختلف مكونات الشعب المصري
  • اكتشاف فيروس شائع وراء الإصابة بالزهايمر بين كبار السن
  • هل يجوز للزوج إجبار زوجته على العيش مع أهله؟ أمين الفتوى يوضح
  • دراسة: أدوية حرقة المعدة ترفع خطر الإصابة بالخرف
  • المستشارة أمل عمار تستقبل وفدًا من القاضيات.. وتؤكد المرأة القاضية تعيش عصرها الذهبي
  • كوفيد- 19 يعيش في الدماغ ونخاع الجمجمة سنوات
  • كيف يحمي الدماغ ذاكرته من النسيان؟ اكتشاف جديد يكشف السر
  • ارني سلوت VS روبن أموريم
  • يعطل تدفق الصفراء.. كيفية ارتباط التوتر بوظيفة الأمعاء