ساهم في إعمار غزة.. من هو رئيس الحكومة الفلسطينية الجديد؟
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
واحد من أكبر رجال الأعمال الفلسطينيين، هكذا وصفت تقارير إعلامية، محمد مصطفى، المكلف بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة.
وكلف رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الخميس، مصطفى، بتشكيل الحكومة وهو "حليف نادر" لعباس شهد إعادة إعمار غزة خلال إدارة حركة حماس للقطاع، وفق تعبير رويترز.
أدار مصطفى، وهو اقتصادي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، في السابق مجموعة الاتصالات الفلسطينية "بالتل" وكذلك صندوق الاستثمار الفلسطيني التابع للسلطة الفلسطينية بأصول تبلغ حوالي مليار دولار لتمويل مشروعات في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية.
وعُيِّن قبل عشر سنوات للمساعدة في قيادة جهود إعادة الإعمار في غزة بعد حرب سابقة بين إسرائيل وحماس.
ويأمل الزعماء الفلسطينيون في أن يظهر الآن كشخصية لتوحيد الفصائل مع استعداده لإعادة إعمار القطاع بعد مرور خمسة أشهر منذ بدء القصف الإسرائيلي الذي أعقب هجوم الحركة الفلسطينية على إسرائيل في السابع من أكتوبر، بحسب تقرير لرويترز.
وتهدف السلطة الفلسطينية المُعترف بها دوليا، والتي تمارس حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية المحتلة وليس غزة بعدما فقدت السيطرة عليها لصالح حماس في عام 2007، إلى إعادة توحيد حكم الأراضي الفلسطينية بعد حرب غزة.
واستقال رئيس الوزراء، محمد اشتية، عضو حركة فتح التي يتزعمها عباس، في فبراير، لتمهيد الطريق لتشكيل حكومة وحدة وطنية. ورغم أن مصطفى قريب من عباس، فهو ليس عضوا في فتح مما قد يجعله أقل إثارة للجدل.
وسيواجه مصطفى مهمة إدارية ودبلوماسية ضخمة بعد تحول مساحات كبيرة من غزة الآن إلى ركام ونزوح معظم سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة واحتياجهم إلى المساعدات. وتشهد الضفة الغربية أيضا أسوأ أعمال عنف منذ عقود.
وبالإضافة إلى مهمة الإشراف على مساعدات دولية متوقعة بمليارات الدولارات، سيحتاج مصطفى إلى التأييد السياسي من حماس وأنصارها والتعاون من جانب إسرائيل التي تريد القضاء على الحركة.
ترحيب أميركي مصطفى سيحل محل رئيس الوزراء السابق محمد اشتية الذي استقال مع حكومته في فبرايرورحب البيت الأبيض في بيان، الخميس، بتعيين مصطفى رئيسا للوزراء في السلطة الفلسطينية.
وأضافت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، أدريان واتسون، في البيان: "نحث على تشكيل مجلس وزراء إصلاحي بأسرع وقت ممكن، الولايات المتحدة ستتطلع إلى هذه الحكومة الجديدة من أجل الالتزام بالسياسات وتطبيق إصلاحات ذات مصداقية طويلة المدى".
واختتمت بيانها بالتأكيد على أن "سلطة فلسطينية خاضعة لإصلاحات تعد أساسية من أجل توفير النتائج للشعب الفلسطيني وتأسيس ظروف الاستقرار في كل من الضفة الغربية وغزة".
ودعت الولايات المتحدة إلى إجراء إصلاحات جذرية في طريقة الإدارة داخل السلطة الفلسطينية. وتريد واشنطن أن تلعب السلطة الفلسطينية دورا قياديا في حكم القطاع بعد الحرب.
وقال مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في السابق إنهم ناشدوا عباس ضخ دماء جديدة، بما يشمل شخصيات من التكنوقراط ومتخصصين في الاقتصاد، إلى السلطة الفلسطينية بعد تجديدها للمساعدة في حكم غزة بعد الحرب. لكنهم قالوا إنهم لا يريدون أن يُنظَر إليهم على أنهم يمارسون الضغط من أجل الموافقة على أفراد بعينهم أو رفضهم، بحسب تقرير لرويترز.
من هو محمد مصطفى؟ محمد مصطفىكان الرئيس الفلسطيني قد عين مصطفى (69 عاما) رئيسا لصندوق الاستثمار الفلسطيني، في عام 2015. وعمل نائبا لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية من عام 2013 إلى عام 2014 في حكومة الوفاق الوطني التي شكلت بمشاركة حماس.
وترأس لجنة مكلفة بإعادة إعمار غزة بعد الحرب التي استمرت سبعة أسابيع وقتل فيها أكثر من 2100 فلسطيني، وكان رجل اقتصاد مستقل سياسيا.
وتشير سيرته الذاتية المنشورة على الموقع الإلكتروني لصندوق الاستثمار الفلسطيني إلى مشاركته في إطلاق العديد من الشركات الكبرى في الضفة الغربية والتي توزعت في مجالات الاتصالات والاستثمار العقاري والسياحي والتمويل الإسلامي وتوليد الطاقة.
ومصطفى عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة عباس والتي اعترفت بإسرائيل في بداية عملية السلام، عام 1993، على أمل إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، وهي الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.
ولد مصطفى في مدينة طولكرم بالضفة الغربية. وحصل على درجة الدكتوراة في إدارة الأعمال والاقتصاد من جامعة جورج واشنطن. وعمل في البنك الدولي في العاصمة واشنطن، لمدة 15 عاما.
وكان مستشارا اقتصاديا لحكومة الكويت بشأن الإصلاح الاقتصادي، ومستشارا لصندوق الاستثمارات العامة في السعودية، وعمل أستاذا زائرا في جامعة جورج واشنطن.
"المضي قدما" محمد مصطفى. أرشيفيةوقال مصطفى في كلمة ألقاها في دافوس، يوم 17 يناير الماضي، إن "الكارثة والأثر الإنساني" للحرب الآن أكبر بكثير مما كانت عليه قبل عشر سنوات.
وتقول السلطات الصحية في غزة إنه تأكد مقتل أكثر من 31 ألف شخص، ويعتقد أن آلافا آخرين مدفونون تحت الأنقاض.
وتقول إسرائيل إنها لن تتعاون أبدا مع أي حكومة فلسطينية ترفض التبرؤ من حماس ومن هجومها الذي شنته في السابع من أكتوبر وأسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.
عباس يكلف محمد مصطفى بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة كلف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخميس، الاقتصادي البارز محمد مصطفى بتشكيل حكومة جديدة، وفقا لما أعلنته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".ووصف مصطفى في كلمته بدافوس هجوم السابع من أكتوبر بأنه "مؤسف للجميع"، وقال: "لكنه أيضا عرضٌ لمشكلة أكبر... يعاني منها الشعب الفلسطيني منذ 75 عاما بلا توقف".
وأضاف "ما زلنا نعتقد إلى اليوم أن إقامة دولة للفلسطينيين هي السبيل للمضي قدما، لذلك نتمنى أن نتمكن هذه المرة من تحقيق ذلك، حتى يستطيع كل الناس في المنطقة العيش في أمن وسلام".
وقال مصطفى إن السلطة الفلسطينية تستطيع القيام بما هو أفضل من حيث بناء مؤسسات أكثر كفاءة وحكم أكثر رشدا "حتى نتمكن من إعادة توحيد غزة والضفة الغربية".
لكنه أضاف "إذا لم نتمكن من إزاحة الاحتلال، فلن تتمكن أي حكومة إصلاحية أو مؤسسات بعد إصلاحها من بناء نظام حكم جيد وناجح أو تطوير اقتصاد مناسب".
وصرح، في يناير، بأن إعادة بناء المنازل وحدها ستحتاج إلى 15 مليار دولار.
وذكر أنه سيواصل التركيز على الجهود الإنسانية على المدى القصير والمتوسط، معربا عن أمله في فتح حدود غزة وعقد مؤتمر لإعادة الإعمار.
وردا على سؤال عن الدور المستقبلي الذي يتوقعه لحماس، قال مصطفى أيضا إن "أفضل طريق للمضي قدما هو أن تكون العملية شاملة قدر الإمكان"، مضيفا أنه يود أن يتّحد الفلسطينيون حول أجندة منظمة التحرير الفلسطينية.
"محاولة لإعادة بناء الذات الوطنية" محمد مصطفى. أرشيفيةوقال الخبير الاقتصادي الفلسطيني، محمد أبو جياب، لرويترز: "الجميع في أزمة، فتح في الضفة الغربية في أزمة، وبكل وضوح أيضا حماس في أزمة في قطاع غزة".
وأضاف أن مصطفى (69 عاما) يمكن أن يمثل "المخرج" لكليهما.
وقال أستاذ العلوم السياسية والاقتصاد عبد المجيد سويلم لوكالة فرانس برس إن تعيين محمد مصطفى "هو نوع من التحصين الذي أراده الرئيس في مواجهة تحديات وطنية من اليمين الإسرائيلي الذي يستهدف كل ما هو فلسطيني".
وأضاف "إنها محاولة لإعادة بناء الذات الوطنية ... وإغلاق بعض الثغرات في السلطة الفلسطينية. فالرئيس محاصر ويتعرض لضغوط" من إسرائيل وواشنطن.
وقال إن مصطفى يُعتبَر "مقبولا من الأميركيين بصفته يتبع نهجا ليبراليا".
ويأتي تعيين مصطفى فيما يجري البحث بشأن ما قد يحصل "في اليوم التالي" بعد انتهاء الحرب في غزة والجهة التي ستتولى إدارة القطاع فيما تعلن حكومة إسرائيل عن نيتها الحفاظ على السيطرة الأمنية فيه، وتؤكد رفضها قيام دولة فلسطينية رغم الضغوط الدولية.
في هذه الأثناء، تشهد الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتان أجواء متوترة وأعمال عنف خلفت مئات القتلى في ظل تدهور الوضع الاقتصادي.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة الضفة الغربیة محمد مصطفى مصطفى فی غزة بعد
إقرأ أيضاً:
سفير قطر استقبل القصيفي: تشكيل الحكومة الجديدة يولد الاستقرار ويضمن تدفق المساعدات لاعادة إعمار لبنان
أعرب سفير دولة قطر في لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني عن إرتياح دولته لانتخاب العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية "الذي تربطه بقطر علاقات صداقة حميمة مذ كان قائدا للجيش، كذلك تسمية القاضي نواف سلام رئيسا للحكومة"، متمنيا تشكيل الحكومة الجديدة "لتكون أسرع حكومة لبنانية يتم تشكيلها، لتنصرف إلى إنجاز ما ينتظرها من مهمات، وهو ما يولد الاستقرار ويضمن تدفق المساعدات لاعادة إعمار لبنان".
كلام السفير سعود بن عبد الرحمن آل ثاني جاء لدى استقباله نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي في مكتبه في السفارة، حيث دار البحث حول الأوضاع في لبنان في مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس عون وتسمية رئيس الحكومة المكلف، وعرض ما قامت به اللجنة الخماسية من مساع وجهود لمساعدة الافرقاء اللبنانيين على إنهاء الشغور الرئاسي".
وقال السفير القطري: " إن هدف تشكيل اللجنة الخماسية هو المساعدة على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتسمية رئيس حكومة وهذا ما تم والحمد لله، وكان لاعضاء اللجنة إجتماع تقويمي أمس بضيافة السفير المصري تباحثوا خلاله في الوضع اللبناني وتفاءلوا خيرا من الدعم الدولي والعربي المنتظر".
وأشار إلى "إهتمام دول الخليج بلبنان ومن مؤشرات زيارة وزير الخارجية السعودية، ومن ثم زيارة وزير خارجية الكويت وأمين عام مجلس التعاون الخليجي، مدرجا ذلك في خانة التطور الايجابي الواعد".
ووصف السفير القطري خطاب القسم للرئيس جوزف عون ب"الواضح والجميل"، وانه "ينطوي على عناوين في منتهى الاهمية ،"وان شاء الله يعود لبنان أقوى وتتوطد علاقاته الدولية والعربية"، متوقعا "أن تبدأ إسرائيل انسحابها من الاراضي اللبنانية التي احتلتها في الجنوب وأن اللجنة الدولية المولجة متابعة تنفيذ الاتفاق تقوم بعملها، وأن هناك دورا أميركيا وفرنسيا يصب في هذا الاتجاه".
وأوضح السفير بن عبد الرحمن آل ثاني "أن قطر لم تترك لبنان يوما من منطلق العلاقات التاريخية التي تجمعها به وهي علاقات أخوة وصداقة ممتدة في الزمن .وهي ستعيد إعمار مستشفى الكرنتينا بتنسيق كامل مع وزارة الصحة، وقد وضع حجر الأساس له منذ أربعة اشهر، وسيفتتح في العام 2027، وسيرى اللبنانيون مستشفى كاملا متكاملا، جامعيا، مزودا بأحدث التجهيزات الطبية.كما أن دولة قطر ستواصل دعمها الجيش اللبناني طوال العام 2025".
وتابع :"ونحن مقبلون بعد تشكيل الحكومة الجديدة على استثمارات في جميع الميادين.وان القطريين والخليجيين عائدون إلى لبنان في فصل الصيف كما عهدهم قبل نشوب الحرب فيه".
وإذ شدد السفير القطري على "ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة"،أكد تفاؤله بمستقبل لبنان".
بدوره شكر النقيب القصيفي للسفير القطري استقباله، وثمن العمل الذي "قام به في إطار اللجنة الخماسية لانهاء أزمة الشغور الرئاسي والاهتمام الذي أولته وتوليه دولته في مساندة لبنان في الازمات الكبرى ومساعدة الجيش اللبناني والقطاع الصحي"، ودعاه إلى زيارة نقابة المحررين.