14 آذار... ضحيّة طموحات أحزابها وطوائفها
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
كتب يوسف دياب في" الشرق الاوسط": حلّت الذكرى الـ19 لانتفاضة «14 آذار»، التي اصطُلح على تسميتها «ثورة الأرز»، وسط خيبات كبيرة جرّاء انفراط عقدها، وتفرّق مكوناتها السياسية وأحزابها التي التحقت بانتفاضة شعبيّة قادها الناس في 14 آذار 2005. وجاءت ردَّ فعلٍ على جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، التي وقعت في 14 شباط 2005، وكانت السبب المباشر لخروج الجيش السوري من لبنان، بعد 4 عقود من إمساكه بمفاصل الدولة اللبنانية والتحكّم بقراراتها.
وتباينت القراءات حول الأسباب التي قادت إلى تشتت شمل هذه القوى، رغم أنها خاضت استحقاقات عدة ضمن جبهة واحدة.
ورأى منسق الأمانة العامة لـ«قوى (14 آذار)»، النائب السابق د.فارس سعيد، أن «مبادئ (14 آذار) التي وحَّدت الناس ما زالت موجودة، وأثبتت أن وحدة اللبنانيين قادرة على صنع المعجزات». لكنه رأى أن «عودة مكونات وأحزاب (14 آذار) إلى مربعاتها الطائفية أنهكت لبنان». وقال سعيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خلقت قوى (14 آذار) توازناً مع (حزب الله)، إلّا أن انهيارها ضرب التوازن في البلد، وسلّمه إلى إيران، وهذه جريمة بحق لبنان واللبنانيين».
وفيما يشبه اللوم المبطّن للأحزاب التي خرجت من هذا المكوّن لأسباب سياسية وانتخابية، عبّر سعيد عن أسفه لأن «أولويات قوى (14 آذار)، أضحت دون الأهداف التي قامت عليها ثورة الأرز، وجعلت كلّ طائفة تعيش همومها بمعزل عن الطوائف الأخرى». وأضاف: «المسيحيون يتحدثون الآن عن حيادهم وإدارتهم الذاتية، والسنة يبحثون عن زعيم، والشيعة يخوضون معركة حياة أو موت، والدروز يحلمون بإدارة مدنية تدير شؤونهم».
ووصف عضو كتلة «الجمهورية القوية»،النائب غياث يزبك، انتفاضة «14 آذار» بأنها «حلم الشعب ببلد حرّ ومستقلّ، خصوصاً أنها تعمّدت بدماء قافلة الشهداء وأولهم الرئيس رفيق الحريري، فإذا انتهت يعني انتهى الشعب اللبناني».
ورأى يزبك في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن انتفاضة «14 آذار»، «شكّلت بداية عودة لبنان إلى نفسه، ورفضه أن يكون ساحة لدول المنطقة تمارس صراعاتها على أرضه وتحاول إلغاءه عن الخريطة»، مشدداً على أنها «ما زالت موجودة بقوّة». وقال: «صحيح أننا لا نعمل ضمن جبهة موحدة، لكننا ككتل نيابية نتفاعل كحركة معارضة، ونتكلم بنفس المنطق، وإذا تطلب الأمر أن نذهب إلى تأسيس جبهة سياسية سيادية واحدة يصبح الأمر وارداً».
ورفض النائب غياث يزبك مقولة أن انفراط عقد «14 آذار» مكّن «حزب الله» من السيطرة على لبنان، وذكّر بأن الحزب «أسهم في تفكيك قوى (14 آذار) بالاغتيالات التي طالت رموزها، وعلى رأسهم رفيق الحريري، واجتياح بيروت وفرض اتفاق الدوحة بالقوة»، لكنه أقرّ بأن «عدم وجود القالب التنظيمي ساهم في إضعاف ثورة الأرز منذ عام 2008 حتى الآن».
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قائد الجيش الإسرائيلي: يمكن البدء بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم تدريجيا
أعرب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، الخميس، عن اعتقاده بأنه "يمكن البدء بإعادة سكان شمالي البلاد إلى منازلهم بصورة تدريجية خلال الأشهر المقبلة"، بعد أن نزحوا منها هربا من الاشتباكات مع جماعة حزب الله اللبنانية عبر الحدود.
ولفت هاليفي خلال اجتماع مع رؤساء سلطات محلية في شمال البلاد، إلى ضرورة "الاستعداد لإعادة سكان القرى البعيدة عن السياج الأمني أولًا"، وفق ما ذكرت قناة "مكان" الإسرائيلية.
واعتبر قائد الجيش الإسرائيلي أنه "لا يوجد شيء يرمز أكثر إلى النصر من عودة آمنة للسكان إلى منازلهم".
وشدد أنه "مع حدوث أي تسوية سياسية مع لبنان، فإن قواته ستكون مضطرة للرد بالنار على خروقات من قبل جماعة حزب الله"، المصنفة على قوائم الإرهاب الأميركية.
7 قتلى في شمال إسرائيل بصواريخ من حزب الله قال مراسل الحرة من شمال إسرائيل، يحيى قاسم، الخميس، إن خمسة إسرائليين أصيبوا جراء قذائف صاروخية أطلقت من الأراضي اللبنانية.وتابع: "سنضرب البنى التحتية التي أقامها حزب الله منذ عام 2006، ولن نسمح بإعادتها".
وفتح حزب الله ما أسماها بـ"جبهة إسناد" لحليفته حركة حماس في غزة ضد إسرائيل، في 8 أكتوبر 2023. وتصاعدت حدة المواجهات بين الجماعة المدعومة من إيران وإسرائيل، حتى قررت الأخيرة تصعيد عملياتها العسكرية في 23 سبتمبر الماضي.
وطالما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن التصعيد العسكري على جبهة لبنان لن يتوقف حتى تنجح إسرائيل في إعادة عشرات الآلاف الذين نزحوا من المناطق الشمالية إلى منازلهم.