لبنان ٢٤:
2025-03-18@10:37:58 GMT

لماذا لا تنفذوا القرار 1701؟

تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT

لماذا لا تنفذوا القرار 1701؟

كتب صلاح سلام في" اللواء": تقاطرت زيارات الموفدين الدوليين إلى بيروت في الشهرين الماضيين، لإجراء محادثات عاجلة مع المسؤولين اللبنانيين، محورها الوحيد الوضع المتفجر على الحدود مع إسرائيل، وأهمية تنفيذ بنود قرار مجلس الأمن الدولي ١٧٠١، الذي أوقف حرب تموز ٢٠٠٦، وأعاد الهدوء إلى المناطق الجنوبية، طوال الفترة التي سبقت إندلاع الحرب على غزة.


بعض الزوار الأوروبيين حمل نصائح للبنان بضرورة تجنب الإنزلاق إلى أتون الحرب في الجنوب، فيما البعض الآخر نقل تحذيرات من الجانب الإسرائيلي تهدد بشن حرب مفتوحة ضد لبنان. والطرفان حثّا من إلتقوهم من المسؤولين السياسيين والعسكريين على ضرورة الإعلان عن الإستعداد الكامل لتنفيذ القرار ١٧٠١، والعمل على وقف إطلاق النار في الجنوب. 
وكان جواب المسؤولين اللبنانيين واضحاً، نحن من نطالب في تنفيذ القرار الأممي ، ولكن الجانب الإسرائيلي هو من عطّل تنفيذ هذا القرار الهام بالنسبة للبنان، لأنه ينص على الإنسحاب الإسرائيلي الكامل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجانب اللبناني من بلدة الغجر، وترسيم الحدود البرية مع الجانب الإسرائيلي، والعودة إلى الحدود المعترف بها دولياً، والتي بنيت على أساسها إتفاقية الهدنة عام ١٩٤٩، فضلاً عن حصر السلاح بالسلطة الشرعية، ومنع أي وجود مسلح في جنوب الليطاني. 
ولكن تل أبيب لم تلتزم بمندرجات هذا القرار، وإستمرت في خرق السيادة اللبنانية، جواً وبراً وبحراً، ولم تعترف بلبنانية مزارع شبعا، وماطلت بالإنسحاب من تلال كفرشوبا، ورفضت الخوض في مفاوضات غير مباشرة وفق إتفاقية الهدنة، حول النقاط المختلف عليها على الخط الأزرق، من B1 إلى آخر موقع على سفوح جبل الشيخ. 
وعدم إلتزام الجانب الإسرائيلي ببنود القرار ١٧٠١، جوبه برفض الجانب اللبناني التقيد ببنود القرار الدولي من جانب واحد، فيما الطائرات الإسرائيلية تخرق الأجواء اللبنانية في عمليات شبه يومية. فبقي التواجد الحزبي المسلح جنوب الليطاني ناشطاً، ويخوض حزب الله اليوم مع فصائل مسلحة أخرى، «حرب المساندة» لغزة، متفرداً بقرار الحرب والسلم، في ظل عجز السلطة الشرعية المتمادي، وتلاشي دور الدولة بسبب سياسة التعطيل المتعمد للمؤسسات الدستورية، وهيمنة الإنقسامات العامودية والطائفية على القرار السياسي. 
ورغم التملص الإسرائيلي الفادح من إلتزامات القرار الدولي، يأتي الموفدون ليسألوا المسؤولين اللبنانيين: لماذا لا تنفذوا القرار ١٧٠١؟

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجانب الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر

#الذكاء_الاصطناعي والدخول إلى #خصوصيات_البشر

أ.د رشيد عبّاس

منذُ أكثر من عامين كنتُ قد كبتُ أكثر من مقال حول الذكاء الاصطناعي من حيث تقنيته وخوارزمياته, ومن حيث أقسامه وادواته وآليات عمله, وصولاً إلى تطبيقاته  المتنامية في جميع جوانب الحياة البشرية, وتوقفتُ عند خطورة الجانب الأخلاقي له ببعديه المادي والمعنوي على حياة البشر.  

تبدو خطورة الذكاء الاصطناعي من عدم وجود تشريعات وقوانين ضابطة له, الأمر الذي جعل مبدأ المسائلة معطّل تماماً, وجعل أيضاُ انضباط الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني في هذا الذكاء منعدم إلى حد ما, فضلاً عن  خصوصية حياة البشر باتت متاحة وتحت رحمة التحول الرقمي لخوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الاسية.

مقالات ذات صلة نجاح اداره البنك المركزي في حمايه الائتمان المالي ودعم بيئهً الاستثمار في الاردن 2025/03/15

 لقد تجاوز الذكاء الاصطناعي كونه قادراً على التحكم في جميع شؤون مجالات حياة البشر, وقادراً على احتلال آلاف الوظائف التي كان وما زال يقوم بها البشر والتي تُنذر بالاستغناء عن هؤلاء البشر, لنصل بعد ذلك ومن خلال الجيل الخامس من هذا الذكاء إلى نقطة مُقلقة تتمثل بضرب البشر بعضهم ببعض اجتماعياً, واختراق خصوصياتهم دون أية مراعاة  للجانب الأخلاقي والإنساني سواء بسواء.

رواد الذكاء الاصطناعي (إيلون ماسك, سام إلتمان, جفري هينتون,..) وصولوا إلى نقطة خطيرة للغاية تتمثل في إمكانية أن تعطي الروبوتات أوامر معينة لبعضها البعض دون تدخل البشر فيها, وأبعد من ذلك وصولوا إلى مرحلة متقدمة في توجيه طائرات الدراون تعليمات معينة لبعضها البعض في غياب تحكم البشر فيها.. وفي نفس الوقت أبقوا على الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني دون تشريعات وقوانين ناظمة تحترم وتراعي خصوصيات البشر, بالذات في الجانب الشعوري للإنسان, الأمر الذي فتح الباب على مصرعيه أمام الكثيرين للدخول إلى خصوصيات البشر وأسرارهم والتلاعب فيها كإضافة أو حذف محتوى معين, أو تشوية الصوت والصورة, وذلك من خلال التلاعب في تركيب الاصوات والصور معاً.

اليوم ومن خلال خوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الأسية قد تشاهد فيديو لزوجتك في سرير رجل غريب, وقد يُنقل عنك عبر فيديو حديث غير لائق لم تقله عن شخص ما, وقد تشاهد فيديو لمشاجرة أب لك مع جار له, وأكثر من ذلك قد تشاهد حادث اصطدام سيارة ابنك في عمود كهرباء, لا بل هناك امكانية خوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الاسية أن تشاهد بنتك تغني بلباس فاضح على مسرح كبير يعج بالحضور من الرجال في احد المناسبات.

الأمر قد يبدو هنا مضحكاً, فقد يأتوا بمذيع اخبار معروف ويجعلوه يعلن خبر مزعج ويترتب عليه مشاكل اجتماعية عديدة, وقد يجعلوك تقود سيارة نفايات في احدى المدن وتتوقف عند الحاويات فيها, ثم هناك امكانية عالية لدى الذكاء الاصطناعي بجعلك جزاراً تقوم بتقطيع اللحوم وبيعها على الزبون, وقد يأتوا بصاحب عمامة كبيرة  ليفتي بقضية عليها خلاف ديني معين.. نعم قد يجعلوا منك رجلاً متسولاً في احدى الزقاق. 

والحال هكذا سيجد العالم نفسه أمام ذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إيقاع الفتن بين أفراد البشر حاكمين ومحكومين وضربهم ببعضهم البعض دون أية ضوابط تُذكر, والعمل على اختراق خصوصياتهم دون أية مراعاة للجانب الأخلاقي والإنساني في ذلك, في الوقت الذي فيه ما هو عيب/ مُحرّم في مكان ما, قد يكون ليس عيباً/ ومُحلّل في مكان ما آخر.

ولعدم وجود تشريعات وقوانين ناظمة للذكاء الاصطناعي ستكون المجتمعات أمام  مشكلات وخلافات اجتماعية وأيدولوجية عديدة, يصعب إيجاد حلول لها, وللخروج من هذه التحديات, لا بد من تفعيل مبدأ المساءلة, في ظل وجود تشريعات وقوانين ناظمة, تحترم خصوصيات البشر, وتراعي الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني لهم.. كيف لا والذكاء الاصطناعي سيكون عابر لجميع المجتمعات, في الوقت الذي فيه خصوصية اجتماعية وأيدولوجية لكل مجتمع من هذه المجتمعات.   

مقالات مشابهة

  • سلطان يتلقى تهاني المسؤولين برمضان
  • اشتباكات الهرمل.. معلومة تكشف عدد الشهداء اللبنانيين
  • عن مدى تنفيذ القرار 1701.. تقرير لغوتيريش يتجدث
  • قائد الجيش اللبنانى: مسئوليتنا شديدة الأهمية لتطبيق القرار 1701 بالتعاون مع "يونيفيل"
  • قائد الجيش اللبناني: مسؤوليتنا شديدة الأهمية لتطبيق القرار 1701
  • ملف التعيينات بين سلام وبري قبل جلسة الحكومة والقرار 1701 أمام مجلس الامن
  • تصعيدٌ مُقلق والقرار 1701 في مجلس الأمن اليوم
  • تعميم لرئيس الوزراء يمنع المسؤولين من مغادرة عدن
  • القاهرة: وفد حماس يتابع مع المسؤولين المصريين مستجدات المفاوضات
  • الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر