عربي21:
2025-01-08@23:09:45 GMT

أوهام الشقاق الأمريكي الإسرائيلي

تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT

مرة جديدة وليست أخيرة أتطرق إلى موضوع الخلافات بين أمريكا وإسرائيل، خاصة مع تطلع الكثير من المعلقين والسياسيين العرب إلى أنباء سارة، وإن كانت وهمية، حول ما يعتبرونه بداية النهاية للعلاقات الخاصة والمعقدة والعميقة التى تجمع الولايات المتحدة بإسرائيل.

من جانب، يتفاخر الرئيس جو بايدن بصهيونيته، ويكرر أنه إذا لم توجد إسرائيل، لوجب علينا إيجادها.

ويتفاخر بايدن بأنه لا يوجد أى رئيس من قبل أفضل لإسرائيل منه، إلا أن ما ذكره بايدن خلال خطاب حالة الاتحاد، ومن بعده فى لقاء تليفزيونى مع شبكة MSNBC اعتبره البعض تراجعا عن مواقف بايدن الراسخة والداعمة لإسرائيل.

انتقد بايدن استراتيجية إسرائيل الحربية فى عدوانها على قطاع غزة، ووصف خطط إسرائيل لاقتحام مدينة رفح بأنها «خط أحمر» لا ينبغى لإسرائيل تجاوزه. وقال بايدن «إنه خط أحمر، لكننى لن أتخلى عن إسرائيل أبدا. لا يزال الدفاع عن إسرائيل حاسما. لذلك لن أوقف إمدادهم بالأسلحة، حتى يكون لديهم القبة الحديدية لحمايتهم». وأكد بايدن فقط على ضرورة ألا يقتل 30 ألف فلسطينى آخر.

ولم يقترب بايدن من الإشارة إلى ما قد يتخذه حال تخطت إسرائيل الخط الأحمر باقتحامها مدينة رفح بعد انتهاء شهر رمضان وعيد الفطر. لم يتعرض بايدن إلى سلسلة من العقوبات أو الإجراءات الرادعة لتثنى إسرائيل عن خطتها باقتحام المنطقة الصغيرة التى تأوى أكثر من 1.3 مليون فلسطينى أغلبهم نزحوا من مختلف مناطق غزة سعيا للسلامة وطلبا للأمان. وتطالب إدارة بايدن إسرائيل فقط بعرض خطة تضمن خروجا آمنا للفلسطينيين من رفح قبل اقتحامها.

يرى أنصار إسرائيل فى واشنطن أن أفضل طريقة لحماية المدنيين الفلسطينيين هى أن تسمح لهم مصر بعبور الحدود إلى سيناء والبقاء فيها حتى يتوقف القتال. وينتقد هؤلاء الرئيس بايدن لعدم ضغطه على الجانب المصرى لقبول هذا الطرح على الرغم من تلقى القاهرة نحو 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية السنوية كما يقولون. وتهاجم أغلب المنظمات اليهودية الأمريكية الرئيس بايدن، بعد كل ما قدمه منذ 7 أكتوبر، لمطالبته إسرائيل بالتمهل فى اقتحام رفح، ويرونه معرقلا لهدف إسرائيل المتمثل فى تدمير حماس.

ولا يمكن فصل انتقاد بايدن اللفظى الصريح لنتنياهو عن رغبته فى استرضاء الجناح المعادى لإسرائيل فى حزبه الذى يزداد قوة وإصرارا كما ظهر فى نتائج عدة ولايات منها ميشيجان ومينيسوتا.
ولا يمكن أن نستبعد مخاوف بايدن وفريقه، من وجود مشاهد احتجاجات وتظاهرات واسعة فى مؤتمر الحزب الديمقراطى فى أغسطس المقبل. ويزداد قلق بايدن من خسارة ولايات حاسمة مثل ميشيجان، وهو ما يضعف حظوظه بالفوز فى الانتخابات الرئاسية المقبلة مع انشقاق الشباب والأمريكيين العرب والمسلمين.

وهذا يفسر أيضا الجهود العاجلة للتفاوض على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، التى لا تزال تدفع إليها الولايات المتحدة بالتعاون مع مصر وقطر. كذلك جاءت مبادرة بايدن بأن تقوم القوات الأمريكية ببناء رصيف بحرى لإيصال المساعدات إلى غزة كجزء من لعبته السياسية الداخلية لاسترضاء التيارات الشبابية والتقدمية بالحزب الديمقراطى.

بعد دعم بايدن غير المحدود للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وعدم رغبة بايدن فى اتخاذ تدابير جادة لتحدى أو كبح جماح الحملة العسكرية الإسرائيلية لمدة خمسة أشهر، أصبح بايدن فى موقف ضعيف من صنعه. سيكون من الصعب عليه إصدار مطالب وتحذيرات تأخذها الحكومة الإسرائيلية على محمل الجد لأن الإسرائيليين تجاهلوا الكثير من التحذيرات قبل الآن دون دفع أى عقوبة.

إذا كان نهج بايدن جادا وحاسما ما كان ليضطر إلى اللجوء إلى حلول سخيفة وغير عملية مثل الرصيف البحرى والإسقاط الجوى للمساعدات لتجنب مواجهة منع إسرائيل للمساعدات. عندما يرى نتنياهو أن إدارة بايدن تربط نفسها فى عقدة لتجنب الصدام معه، فمن المرجح أن يشجعه ذلك على التمسك بموقفه والتشدد فيه لتأكده من القدرة على الإفلات من العقاب.

وتحتاج إدارة بايدن إلى جعل سياستها تتماشى مع خطابها، وبالطبع لن يحدث ذلك مع إدارة تتجاهل هى ذاتها القوانين الأمريكية الخاصة فيما يتعلق بإمدادات الأسلحة للحكومات التى ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وانتهاكات للقانون الدولى. وطالما استمر تدفق الأسلحة إلى إسرائيل فلا معنى لأى شىء يقوله الرئيس ومسئولون أمريكيون آخرون عن سلوك إسرائيل فى الحرب.

لن يثنى هجوم بايدن اللفظى نتنياهو عن إصدار أمر بشن هجوم على رفح، خاصة بعد أن كرر نتنياهو أن من «يقول لنا ألا نتحرك فى رفح، فإنه يقول لنا أن نخسر الحرب، وهذا لن يحدث».

لقد فعلت إدارة بايدن الكثير لتأجيج الحرب فى غزة وهى تشارك فى المسئولية عن الكارثة الحالية والكارثة القادمة.

طالما تغيب أى تكلفة من جانب دول وحكومات مئات الملايين من العرب وما يقرب من مليارى مسلم حول العالم، ستظل الولايات المتحدة على دعمها الكامل وغير المشروط لإسرائيل فى أوقات السلم وأوقات الحرب، وسواء حكم البيت الأبيض جمهورى أو ديمقراطى.

قد يكون هناك بارقة أمل تجاه تغير الموقف الأمريكى الهيكلى فى النظر للصراع العرب الإسرائيلى، لكن ذلك سيستغرق بعض الوقت الذى قد يمتد إلى ما بعد الدورتين الانتخابيتين القادمتين، حيث يغيب جيل من السياسيين ومتخذى القرار لصالح صعود جيل جديد من شباب أمريكا المحرر فى أغلبه من سيطرة وسائل الإعلام التقليدية والثقافة الأمريكية المحابية لإسرائيل.

سيتحرر الجيل الجديد من سرديات جامدة وقيود قوية تساهم فيها النهاية الطبيعية للأجيال التى شهدت أو عاصرت مرحلة الهولوكوست فى الحرب العالمية الثانية، وسيصبح الحديث عن هذا العبء التاريخى دون شخصيات حية تتذكر تجاربها الأليمة، فى وقت سيستمع الجيل الجديد، ويستمع حاليا، لقصص معاناة شخصية أليمة لأطفال ونساء وشيوخ ورجال فلسطينيين. معاناة تشارك فيها بلادهم بكل السبل الممكنة، تسليحيا وسياسيا، ودبلوماسيا، وماليا، ومعنويا.

(الشروق المصرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة امريكا غزة الاحتلال علاقات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إدارة بایدن إسرائیل فى

إقرأ أيضاً:

هل تعكس عقوبات بايدن على حميدتي فشلا أميركيا أم شعورا بالذنب؟

واشنطن – قبل أسبوعين من موعد مغادرتها البيت الأبيض، فاجأت إدارة الرئيس جو بايدن العالم بإعلانها أن قوات الدعم السريع ترتكب إبادة جماعية في السودان، وفرضت عقوبات على زعيمها محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي".

لم يتفق خبراء الشأن السوداني في العاصمة الأميركية على مغزى واحد لتوقيت وهدف هذا الإعلان المتأخر من إدارة بايدن. بيد أن كاميرون هادسون، المسؤول السابق في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما وخبير الشؤون الأفريقية في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية "سي إس آي إس" (CSIS)، رأى أن الخطوة "انعكاس للشعور بضمير مذنب" تجاه السودان والسودانيين.

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في بيان له إن "قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها قتلت بشكل منهجي رجالا وفتيانا -وحتى الرضع- على أساس عرقي، واستهدفت عمدا النساء والفتيات من مجموعات عرقية معينة بالاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي الوحشي".

وأضاف بلينكن أن "هذه المليشيات نفسها استهدفت المدنيين، وقتلت الأبرياء الفارين من الصراع، ومنعت المدنيين المتبقين من الوصول إلى الإمدادات المنقذة للحياة"، وخلص إلى أن "أعضاء قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها قد ارتكبوا إبادة جماعية في السودان".

إعلان

وسيؤدي إعلان تصنيف الإبادة الجماعية وفرض العقوبات على قوات الدعم السريع إلى تشويه صورة حميدتي الدولية، التي تضررت بالفعل بسبب تكرار التقارير الدولية المستقلة التي تفيد بانخراط مليشياته في موجة من عمليات الاغتصاب الجماعي والنهب والتطهير العرقي والاختطاف والاستعباد وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

ويرأس حميدتي إمبراطورية عائلية مترامية الأطراف تُقدر ثروتها بمليارات الدولارات وتنشط في تجارة الذهب والأسلحة والعقارات والشركات القابضة التي تدعم قوات الدعم السريع. ولا تزال هذه الإمبراطورية العائلية تسيطر على مناجم الذهب السودانية التي كانت تعمل سابقا بالشراكة مع مجموعة "فاغنر" قبل أن تستولي عليها الحكومة الروسية بالكامل.

واتهمت الولايات المتحدة روسيا أمس الأول الاثنين بتأجيج الصراع في السودان بدعمها للطرفين المتحاربين.

وأدى اندلاع الحرب الأهلية في السودان في أبريل/نيسان 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم. وقدر المسؤولون الأميركيون في نهاية العام الماضي أن حوالي 150 ألف شخص قُتلوا في السودان.

"ضمير مذنب"

وفي حديث مع الجزيرة نت، أشار ديفيد شن مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون أفريقيا إلى أن إدارة بايدن تطهر الساحة قبل أن تتولى إدارة ترامب السلطة يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري، فبالإضافة إلى زعيم قوات الدعم السريع، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على سبع شركات مقرها دولة الإمارات العربية المتحدة، وفرد واحد مرتبط بقوات الدعم السريع لتقويض التحول الديمقراطي في السودان.

ووفق شن، كانت هذه العقوبات قيد المناقشة منذ أشهر في إدارة بايدن. ويبعث القرار بشأنها رسالة مفادها أن "الإدارة سئمت من قوات الدعم السريع، وأنها مستعدة حتى لمعاقبة شركات حليفة وثيقة الصلة".

وعبر الخبير الأميركي للجزيرة نت عن شكوكه "في أن إدارة دونالد ترامب ستعطي السودان أولوية قصوى. وبالتالي، قد لا تكون هناك قرارات بشأن هذا البلد في الأشهر الأولى للإدارة الجديدة".

قوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي متهمة بارتكاب فظائع وجرائم ضد الإنسانية (مواقع التواصل) التوقيت

من جهته، عبّر كاميرون هدسون عن اندهاشه من توقيت هذا الإعلان "الذي جاء متأخرا جدا". وغرّد على منصة "إكس" متسائلا "هل جاء هذه التحرك متأخرا وبعد فوات الأوان؟ الجواب نعم ولا".

إعلان

يقول هدسون "نعم بالنسبة لإدارة بايدن، لقد فات الأوان لإصلاح سياسته الفاشلة تجاه السودان، وقد فات الأوان للوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ". وبرأيه "هذه الإدارة كانت لديها كل الأدلة التي تحتاجها لإصدار هذا الإعلان منذ أشهر عندما كان من الممكن أن يكون لها تأثير على هذه الحرب واختارت عدم الإدلاء به".

ومع بقاء أقل من أسبوعين في السلطة، يقول هدسون "هذا ليس أكثر من انعكاس لضمير مذنب. ومع ذلك، لم يفت الأوان بعدُ لكي يكون هذا الإعلان مؤثرا داخل السودان. بينما تحاول قوات الدعم السريع وحميدتي إعادة تقديم أنفسهم كلاعبين سياسيين شرعيين في السودان ما بعد الحرب، تجعل هذه القرارات الأمر أكثر صعوبة".

"متأخر لكن إيجابي"

يرى هادسون أن "الأمل الوحيد هو أن يحذو الاتحاد الأوروبي والمحكمة الجنائية الدولية حذو واشنطن، وأن يوسّعوا هذه القرارات بحيث لا يكون مجرد إجراء أميركي".

وتساءل "لماذا لا تُعاقب قوات الدعم السريع بأكملها وليس حميدتي فقط؟ حميدتي مهم، لكن قوات الدعم السريع بحاجة إلى حظرها بطريقة تمنعها من المزيد من التجنيد أو توسيع إمبراطوريتها التجارية أو أن تتلقى المزيد من الدعم من الجهات الفاعلة الخارجية".

وفي النهاية اعتبر الخبير الأميركي أن "العنصر الأكثر إثارة للقلق هو التصريح غير المبرر بأن الولايات المتحدة لا تدعم القوات المسلحة السودانية ولا ترى أي طرف يتمتع بأية شرعية".

وقال "قد يكون هذا صحيحا، لكن هذه النبرة الأخلاقية لا تساعد في دفع حل لهذا الصراع. إنه يبعد واشنطن عن اللاعبين الذين يشنون الحرب، مما يجعلها أقل فعالية لإيجاد حل أو التأثير في مستقبل السودان. ويبدو أن هذا يعكس نهج هذه الإدارة تجاه السودان: اتخاذ موقف أخلاقي في كل منعطف، ولكن ليس لديها ما يكفي من الحس الإستراتيجي أو العملي لتغيير الوضع على الأرض فعليا".

إعلان

من جانبه، غرد المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو على منصة إكس محتفيا بالخطوة الأميركية. وطالب العالم بوقف "الفظائع" في السودان وبمحاسبة المسؤولين عنها، والضغط من أجل إنهاء هذا الصراع ومساعدة الشعب السوداني على الانتقال للحكم الديمقراطي المدني.

مقالات مشابهة

  • بعد تعامل واشنطن الناعم مع الحوثيين .. معهد كوينسي الأمريكي يكشف عن خطط ترامب العسكرية لمواجهة اخفاقات بايدن في اليمن
  • فريق بايدن يحذر إدارة ترامب من "كارثة" إغلاق أونروا في غزة
  • هل تعكس عقوبات بايدن على حميدتي فشلا أميركيا أم شعورا بالذنب؟
  • عن بقاء الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.. هذا ما تراه إدارة بايدن
  • أسوشيتد برس: إدارتا بايدن وترامب تضغطان على إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاق قبل 20 يناير
  • عمرها 74 عامًا.. أغرب سيارة عتيقة يمتلكها الرئيس الأمريكي بايدن
  • مسئول بالإدارة الأمريكية: زعيم المعارضة في فنزويلا يلتقي بايدن بالبيت الأبيض
  • اقرأ بالوفد غدا.. إدارة بايدن تعتزم تخفيف القيوم الأمريكية على دمشق
  • قبل مغادرة البيت الأبيض..بايدن يمنع المزيد التنقيب عن النفط والغاز في المياه الأمريكية
  • خبير: الدعم الأمريكي لإسرائيل يعزز تجاوزها لقرارات مجلس الأمن