ورقتان مهمتان لم يستخدمهما ميقاتي والتيار العوني
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
كتبت رورزانا بو منصف في" النهار": يستمر تعطيل التوافق على مرشح رئاسي بما يكرس اكثر فاكثر تطبيع الواقع اللبناني مع الفراغ في الموقع الرئاسي المسيحي الوحيد في المنطقة وتاليا تثبيت الشلل في المؤسسات الدستورية وفي موازاة تعطيل امكان الاصلاح الاداري والاقتصادي الذي يبدو مريحا لفريق المعطلين وربما لغيرهم لكنه مصلحتهم في الدرجة الاولى .
الردع كان ممكنا في اتجاهين على الاقل قبل الحرب على غزة وقبل استفحال مدة تعطيل الاستحقاقات الدستورية من خلال طرفين مؤثرين على الاقل : الاول هو رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي يملك ورقة مهمة جدا لم يستخدمها وهي بمثابة سلاح معني ومادي ضاغط، ولم يظهر ميلا لاستخدامها فعلا بالتهديد بتصريف الاعمال في حدوده الاضيق من الضيقة الى درجة الاعتكاف او ما يشبهه من اجل الضغط على القوى السياسية للذهاب الى التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية. والاخر هو التيار العوني الذي استدرك زعيمه الرئيس السابق ميشال عون بعد خمسة اشهر على بدء الحزب حرب مساندته حركة " حماس" في غزة ان الشيك على بياض للحزب " استراتيجيا " لا يعني ان هناك معاهدة دفاع بين لبنان وغزة . ولكن التيار الذي لا يزال يستحوذ على المشاركة المسيحية في حكومة تصريف الاعمال اي في السلطة وان كان مارس اعتراضات على اداء رئيس الحكومة فانه لم يدفع وزراءه للاعتكاف وعدم ممارسة مهامهم احتجاجا بل ان كلا من وزراء الطاقة والخارجية والاقتصاد والشؤون الاجتماعية وسواهم ممن يتذرعون بعدم شرعية الحكومة من اجل المشاركة في مجلس الوزراء ، فهم عمليا لا يهدأون في الاستفادة من مواقعهم للمشاركة في كل الفاعليات الخارجية على قاعدة انهم وزراء في الحكومة ويمثلون لبنان ويتحدثون باسمه او بموقف الحكومة باستثناء وزير الدفاع المحسوب على التيار كذلك . كان يمكن لانسحاب هؤلاء الوزراء فعليا من مهامهم الضغط على فريق التعطيل من اجل مراجعة حساباته على نحو مبكر في شان الموضوع الرئاسي فيما يعتبر كثر ان التيار راهن بنفسه على التعطيل لاستمراره عمليا في السلطة وربما كسبا للوقت لعله يتيح امام رئيسه جبران باسيل تصحيح وضعه ما ساهم في تمكين موقع الفريق المعطل . هذه الاوراق لم يستخدمها اي من الطرفين ويرى بعض السياسيين انه كانوا يتعين عليهما استخدامها للضغط من اجل تسهيل التوافق على انتخاب رئيس وتأليف حكومة فاعلة سواء كان الامر يتعلق بقرار داخلي فعلا او حتى بقرار خارجي من المحتمل ان خلط الاوراق سياسيا من هذا النوع كان ليدخل عناصر جديدة الى حسابات هذا القرار ايضا في ظل الهاجس المبدئي ببقاء هيكل الدولة اللبنانية قائما فحسب بما في ذلك لايران التي وبحسب مصادر ديبلوماسية ليس من مصلحتها انفراط البلد وان هناك تمايزا في هذا الشأن بينها وبين " حزب الله". ولذلك قد لا يبدو غريبا او مستهجنا للبعض استخدام الحزب الاوراق التي يستطيع استخدامها لمصلحته ولاهدافه ايا كان من تخدم فيما ان الاخرين لا ينوون او يتحفظون عن استخدام الاوراق المتاحة لهم ربما ربطا برؤى سياسية او باهداف او مصالح محددة كذلك .
في اي حال ، فان الفرصة التي كانت متاحة عبر هذين العاملين تأخرت جدا كما ضعفت جدا في هذه المرحلة وفي ظل حاجة البلد الى ادنى المقومات للاستمرار عبر حكومة الحد الادنى مع الحرب القائمة في الجنوب .
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: من اجل
إقرأ أيضاً:
رفض التيار والقوات لعون سيقابل بزيادة الضغط
من الواضح ان "التيار الوطني الحر" ورئيسه جبران باسيل لا يريد ابدا دعم قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية، في المقابل لا تبدو "القوات اللبنانية" ورئيسها سمير جعجع متحمسة لوصول عون الى قصر بعبدا.
وبحسب مصادر مطلعة فإن هذا الرفض المسيحي لعون في حال استمر سيعرقل وصوله الى الرئاسة ما سيعيد خلط الأوراق الرئاسية وهذا ما يراهن عليه أكثر من مرشح رئاسي.
وترى المصادر ان الايام المقبلة ستكون حاسمة بهذا الشأن، اذ ان شخصيات كثيرة تراهن على فشل محاولات ايصال عون لكي تعود حظوظها مجددا للارتفاع.
في المقابل تؤكد مصادر معنية ان الضغط الداخلي والخارجي سيزداد على القوى الرافضة لترشيح عون ما سيضعها في حال احراج وسيجبرها على تغيير موقفها منعا لاضاعة فرصة انهاء الشغور الرئاسي.
المصدر: لبنان 24