في موازاة الحركة الديبلوماسية الناشطة، كانت جبهة الجنوب تحافظ على وتيرة من النشاط الأمني لا تهدأ. وبعد سلسلة غارات اسرائيلية وقصف من «حزب الله» نهاراً، دوّت مساء صفارات الإنذار في مقر قوات «اليونيفيل» في الناقورة، بالتزامن مع إطلاق إسرائيل قذائف ضوئية في بلدات القطاع الغربي في الجنوب، ترافقت مع تحليق مكثف للطائرات المسيّرة.

ولاحقاً شملت القنابل المضيئة القطاعين الأوسط والشرقي، ثم أغار الطيران الحربي الإسرائيلي ليلاً على المنطقة الواقعة بين اللبونة ورأس الناقورة.

وكان البارز ما حذّرت منه مساعدة وزير الخارجية الأميركي باربارا ليف من أن "حزب الله" يقود لبنان إلى وضع خطير ونتطلع إلى أن تحتكر الدولة اللبنانية السلاح ويكون حزب الله حزبا سياسيا". وقالت لمحطة تلفزيون "سكاي نيوز" : "نطالب إيران بوقف تسليح جماعات في المنطقة مثل الحوثيين و"حزب الله" لافتة الى ان لإدارتها قنوات تواصل مع إيران و"ندعوها لتفادي التصعيد". وأشارت الى ان إيران زوّدت الحوثيين بالسلاح لاستهداف السفن والمدنيين مؤكدة انه لا يمكن وقف تهديدات الحوثيين للملاحة بين ليلة وضحاها. واعتبرت المسؤولة الأميركية ان إسرائيل دولة تتمتع بسيادة ومن واجباتها ملاحقة حماس و"نحن لا نملي على أي طرف ما يجب فعله لكننا نرسل رسائل جادة" مشددة على ان الحل الوحيد قيام دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل. وكشفت ليف ان هناك مقترحا جديدا للهدنة في غزة على الطاولة بانتظار رد حماس وقالت:"نسعى لهدنة 6 أسابيع في غزة للإفراج عن المحتجزين وإدخال المساعدات" معتبرة ان من غير المقبول القيام بعملية عسكرية في رفح قبل نقل المدنيين لمواقع آمنة.

واشار خبراء في الشؤون العسكرية والسياسية لـ»البناء» إلى أننا أمام مرحلة جديدة من الحرب ستكون أكثر ضراوة في العمليات العسكرية وقد تتوسّع في الجغرافيا والأهداف ونوع السلاح، ما قد يرفع نسبة المخاطر من الانزلاق إلى حرب إقليمية حقيقية. ولفت الخبراء إلى أن تأكيد السيد نصرالله على استمرار اشتعال الجبهات يعزّز الموقف التفاوضي للمقاومة الفلسطينية التي تملك مقوّمات الصمود للقتال لأطول مدة ممكنة. وكل ما صمدت غزة تقلّصت المدة التي يستطيع العدو القتال فيها بظل الاستنزاف الذي يتعرّض له على كافة المستويات العسكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وأوضح الخبراء أن تنازل المقاومة الفلسطينية غير وارد لأن أي تنازل يعني خسارة المقاومة وتفريطاً بمكتسبات طوفان الأقصى وبالتالي ضربة قاصمة للقضية الفلسطينية، وفي المقابل «إسرائيل» لا تستطيع التراجع في الوقت الراهن لأنها تعتبر المعركة وجودية فيما لا يزال أمام الولايات المتحدة متسع من الوقت للمناورة بدعم «إسرائيل» قبل الدخول في العميلة الانتخابية.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران - عاجل

بغداد اليوم - بغداد

كشف العضو السابق في لجنة الأمن والدفاع النيابية، عباس صروط، اليوم الخميس (30 كانون الثاني 2025)، عن ثلاثة أسباب رئيسة تمنع الولايات المتحدة من شن ضربة واسعة ضد إيران، رغم تصاعد التوترات في المنطقة.

وقال صروط، لـ"بغداد اليوم"، إن "المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط استراتيجية ومتعددة الأبعاد، وتلعب دورًا حاسمًا في قرارات البيت الأبيض لا سيما أن هذه المنطقة تمد العالم بنحو نصف احتياجاته من الطاقة، ما يجعل أي توتر غير محسوب مصدر قلق كبير لواشنطن، لما قد يترتب عليه من ارتدادات خطيرة على الاقتصاد العالمي".

وأضاف، أن "إيران تمتلك قدرات تمكنها من استهداف مواقع استراتيجية أمريكية في المنطقة ما يجعل أي ضربة شاملة محفوفة بالمخاطر خاصة أن طهران لديها العديد من الأدوات والوسائل القتالية التي قد تفاجئ واشنطن".

وأشار إلى، أن "البيت الأبيض يخشى من أن تدفع أي ضربة شاملة إيران إلى التفكير جديًا في امتلاك السلاح النووي كخيار دفاعي، وهو ما يشكل تهديدًا استراتيجيًا يثير قلق صناع القرار الأمريكيين".

وأكد صروط، أن "أي مواجهة عسكرية واسعة في الشرق الأوسط لن تقتصر على حدود جغرافية معينة، بل ستكون لها ارتدادات إقليمية وعالمية خطيرة، وهو ما يدفع الولايات المتحدة إلى تجنب هذا السيناريو، واللجوء بدلًا من ذلك إلى الضغوط الاقتصادية والمناورات السياسية بهدف الوصول إلى اتفاق يضمن مصالحها دون الانجرار إلى حرب مفتوحة".

وفي ذات السياق كشف مصدر مطلع، الثلاثاء (28 كانون الثاني 2025)، عن رسالة شفوية مقتضبة من البيت الأبيض إلى طهران تتضمن رؤية الرئيس الأمريكي الجديد لطبيعة العلاقة مع إيران.

وقال المصدر، لـ"بغداد اليوم"، إن "رسالة شفوية وصلت مساء الأحد من البيت الأبيض إلى بغداد، ومنها إلى وسطاء عراقيين لنقلها إلى طهران، تضمنت نقاطًا محددة تمثل خلاصة موقف واشنطن تجاه إيران".

وأضاف المصدر أن "الرسالة أكدت أن الرئيس الأمريكي لا يسعى إلى الحرب مع طهران، بل يهدف إلى التوصل إلى صفقة طويلة الأمد تنهي حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مع التشديد على حماية المصالح الأمريكية في المنطقة".

وأشار إلى أن "رؤية الرئيس الأمريكي تتركز على منع إيران من الوصول إلى القدرة على إنتاج أسلحة نووية، في إطار صفقة شاملة تضمن تفوق حليفته في المنطقة، في إشارة إلى إسرائيل".

ولفت إلى أن "إيران تضررت بشدة في العديد من المحاور الإقليمية، مما يتيح فرصة جديدة لواشنطن لتحقيق تفاهمات طويلة الأمد معها، رغم أن الرسائل الأمريكية لا تزال غير علنية وتعتمد على وسطاء متعددي الأطراف".


مقالات مشابهة

  • إسرائيل تزعم مواصلة تمويل إيران لفصائل لبنان بحقائب مليئة بالنقد
  • الخارجية: اتصالات دورية لوقف إطلاق النار ومطالبة إسرائيل بالانسحاب من لبنان
  • إسرائيل تضرب أهدافًا لحزب الله.. وتقدّم شكوى ضد إيران لمواصلة تمويلها الجماعة
  • بيان من إسرائيل بشأن الضربات في شرق لبنان
  • شكوك بالنوايا الأميركية لترتيب البيت اللبناني الداخلي
  • خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران
  • خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران - عاجل
  • مسيّرة من لبنان تخترق الحدود صوب إسرائيل للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار
  • هل يصمد وقف النار بين إسرائيل وحزب الله؟
  • نعيم قاسم: إسرائيل خسرت في امتحان الشرف وانهزمت في لبنان وغزة