نساء غزة أحد أبرز عناصر الصمود الفلسطيني
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
الثورة/
برزت المرأة الفلسطينية في غزة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في الـ 7 من أكتوبر الماضي، كأحد أهم المكوّنات في المشهد الغزي الصامد، وشكلت صورة المرأة الغزاوية أيقونة للتحرر والنضال.
وترى الكاتبة والباحثة الفلسطينية وعضو «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، رانية نصر، أن مرد ذلك يعود إلى التنشئة والتربية الصحيحة والراسخة رسوخ الجبال، وعلى مدى سنوات طويلة من الإعداد والتزكية.
واعتبرت أن المرأة الفلسطينية استطاعت «أن تكون قدوة للنساء، في صلابتها وعزيمتها وإصرارها على مواصلة المسير كلما اشتدت البلاء».
وأوضحت نصر أنه مع دخول العدوان على غزة شهره السادس وحلول شهر رمضان المبارك «تعاني المرأة الفلسطينية الفقد والحزن والقلة والحاجة، بعد أن أجبرها الاحتلال على النزوح إلى حياة الخيام، بلا غذاء أو دواء».
وتضيف أنه «في ظل هذه المأساة، تكابر نساء غزة على جراحهن وأوجاعهن وأحزانهن، من أجل توفير القليل لأبنائهن، ورأينا كيف تحاول أمهاتنا هناك إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال من خلال تعليق زينة رمضان من المواد المتوفرة والبسيطة».
وأردفت الكاتبة والباحثة الفلسطينية لوكالة « قدس برس» قائلة إنه «منذ أيام كان العالم يحتفي بيوم المرأة العالمي، ونتساءل أين حقوق المرأة الفلسطينية؟».
مشددة على ضرورة «إنقاذ المرأة الفلسطينية من آلة العدو الصهيوني وفضح جرائمه بحقها، والتوعية بحقوقها وفضح ازدواجية المعايير الدولية لحقوق المرأة والكفاح من أجلها».
ولفتت نصر إلى الدور الذي يقوم به قسم المرأة في «هيئة علماء فلسطين» (هيئة شرعية مستقلة) «من خلال النشاطات والمحاضرات التوعوية بحقوق المرأة الفلسطينية وقضيتها الإنسانية والحقوقية، ودعمها معنويا وماليا، فضلا عن التعبئة والحشد نصرة إسناد ودعما لصمودها وثباتها في وجه العدو».
وأشارت إلى فتح خط ساخن للفتاوى التي تأتي من نساء غزة والمتعلقة بوضعهن في الحرب، وكذلك تصوير حلقات تلفزيونية تناولت عدة جوانب شرعية ونفسية وإعلامية في هذه الحرب، فضلا عن إقامة اللقاءات والمؤتمرات مع مؤسسات المجتمع المدني في دول مختلفة لتوضيح وضع المرأة الفلسطينية في غزة.
من جانبها قالت رئيسة «رابطة المرأة الفلسطينية في الخارج» (مؤسسة حقوقية دولية) نسرين عودة: «نتابع الأحداث من بدايتها، وبالرغم من مرور ستة أشهر على الحرب، تعاني المرأة الفلسطينية من الفقد بكل أشكاله، إلا أنها كذلك تصارع لتوفير أبسط سبل الحياة لأطفالها وأسرتها».
وأشارت عودة إلى تنفيذ حملة «لأنك إنسان» التي أطلقت في لبنان، لإغاثة الأسر في غزة، وكذلك مشاركة الرابطة في حملة المؤاخاة التي أطلقها «المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج» للتوأمة بين الأسر الفلسطينية في الداخل والخارج.
وناشدت عودة كل القوى العربية والإسلامية والعالمية بالسعي لوقف حرب الإبادة والتجويع، وإلى الإسراع بتقديم كافة أشكال الدعم الطبي والغذائي وتفادي تفاقم المجاعة التي بدأت تظهر نتائجها بارتفاع أعداد الشهداء.
كما طالبت الأمم المتحدة بأن تمارس دورها الإنساني الذي أنشئت من أجله، ودعت الحركات النسائية إلى تصعيد احتجاجاتها لوقف هذا التطهير العرقي الجبان.
وأودت حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 160 يوما بحياة تسعة آلاف سيدة، منهن آلاف الأمهات والسيدات الحوامل، فضلاً عن معاناة 60 ألف سيدة من سوء التغذية، وانعدام الرعاية الصحية، بحسب إحصاءات رسمية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: المرأة الفلسطینیة الفلسطینیة فی
إقرأ أيضاً:
محافظة شمال قطاع غزة شرارة الانتفاضة ورمز الصمود
إحدى أكبر محافظات قطاع غزة، احتلتها إسرائيل أثناء حرب الأيام الستة يوم الخامس من يونيو/حزيران 1967، ثم انسحبت منها ومن القطاع كله في سبتمبر/أيلول 2005، وفي نهاية عام 2023 طالب الاحتلال سكان محافظتي غزة وشمال غزة بإخلاء المنطقة والاتجاه جنوبا نحو ما أسماه "المنطقة الآمنة" تمهيدا للحرب البرية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024 فرض الجيش الإسرائيلي حصارا خانقا على محافظة الشمال، ومنع دخول الطعام والماء، كما شن فيها غارات جوية وقصفا متواصلا، مما أسفر عن مجازر بحق المدنيين في المنطقة.
موقع محافظة شمال غزةتقع شمال قطاع غزة، وتحيط بها مستوطنات إسرائيلية، منها زيكيم وسديروت من الجهتين الشمالية والشرقية، بينما تحدها محافظة غزة من الجنوب.
تمتد على شاطئ البحر الأبيض المتوسط بشريط ساحلي يبلغ طوله نحو 6 كيلومترات.
تضم المحافظة معبر بيت حانون الحدودي، المعروف بمعبر "إيرز" وفق تسمية سلطات الاحتلال.
وقد سجل في عام 2023 قرابة 444 ألفا و412 نسمة في محافظة شمال قطاع غزة، حسب ما نشره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
بلدات محافظة شمال غزة جباليامركز محافظة الشمال، تقع جنوب بيت لاهيا، وتحدها بيت حانون من الشمال الشرقي.
تبلغ مساحتها حوالي 11 ألفا و497 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع)، يقع ضمن إدارتها المحلية مخيم جباليا "أحد أكبر مخيمات قطاع غزة" وكذلك بلدة النزلة (نزلة جباليا).
أصبحت تابعة لمحافظة الشمال عام 1994 بعد التقسيم الإداري الذي وضعته السلطة الفلسطينية عقب تسلمها إدارة القطاع بعد توقيع اتفاق أوسلو عام 1993.
تعددت الروايات بشأن تسميتها، فقد قيل إن اسمها اشتق من العلو والارتفاع، لأنها تضم جبلا رمليا يرتفع نحو 45 قدما عن سطح البحر.
وفي رواية أخرى قيل إن الاسم مأخوذ من "أزاليا" الرومانية أو "جبالاية" السريانية بمعنى الجمال، أو "جيلا" بمعنى الفخار.
وربطت بعض الروايات اسمها بقوم "الجبالية" الذين ربما استقروا فيها في أواخر العهد البيزنطي.
بيت لاهياتبلغ مساحتها 24 ألفا و500 دونم وتقع شمال مدينة غزة وتبعد عنها مسافة 7 كيلومترات، وتحدها شمالا قرية هربيا المحتلة، وجنوبا جباليا والنزلة، وبيت حانون شرقا ومن الجنوب الشرقي، والبحر المتوسط غربا.
اختلف المؤرخون في تفسير سبب تسمية "بيت لاهيا"، ففريق منهم قال إنها مشتقة من كلمة الآلهة، فقد كانت البلدة سابقا "بيتا للآلهة والمعابد" في العصور القديمة، بينما قال فريق آخر إنها كانت معروفة بجمالها وأماكن التنزه حتى صارت مكانا للهو، ومنه اشتق اسمها.
تشتهر البلدة بامتهان أهلها الخياطة وتُعرف بـ"مشروع بيت لاهيا"، ثاني أكبر مصنع خياطة في فلسطين، الذي صار يصدر للخارج، لكن إغلاق المعابر وعرقلة الاحتلال جعلا التجار يلجؤون لفتح مصانعهم بالخارج في مصر والأردن.
بيت حانونيحدها خط الهدنة 1948 من جهة الشمال الشرقي، ومدينة جباليا جنوبا ومن الجنوب الغربي، وبيت لاهيا غربا ومن الشمال الغربي.
تضم معبر "إيرز" (بيت حانون) وهو أكبر معبر بري يربط بين القطاع ومناطق الاحتلال الإسرائيلي.
تتميز بيت حانون بكثافتها السكانية العالية، فقد بلغ عدد سكانها عام 2023 حسب موسوعة القرى الفلسطينية 62 ألفا و916 نسمة.
يعتمد غالبية سكانها على الزراعة، إذ إن 45% من أراضيها مخصصة للزراعة، وتشتهر بخضرواتها وحمضياتها، وأشجار اللوز والتين والتفاح.
أبرز المعالم الكنيسة البيزنطيةتقع في محافظة جباليا، ويعود تاريخ بنائها إلى عام 444م، وسميت بهذا الاسم لأنها بنيت في عهد الإمبراطورية البيزنطية، ويقول المؤرخون إن السبب الرئيسي لهدمها هو تعرضها لزلزال مدمر.
اكتشفت عام 1998 عندما جرى تعبيد شارع صلاح الدين، ولكن ردمت حينها بالرمال لحمايتها حتى وصول الإمكانيات التي تسمح لترميمها والحفاظ عليها.
بدأ ترميمها عام 2017، وافتتحتها وزارة الثقافة والآثار عام 2022 بعد انتهاء أعمال الترميم.
تبلغ مساحتها حوالي 800 متر مربع، تحتوي أرضيتها لوحات فسيفساء تضم نقوشا وزخارف هندسية عن الحياة في العهود القديمة، ولكن فُقد معظمها نتيجة الحروب التي مرت على المنطقة.
استهدفتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي أثناء العدوان على قطاع غزة عام 2023، وهو ما أدى لأضرار جسيمة وتصدعات تهدد بنيتها الأساسية.
معبر بيت حانون/إيرزيقع على حدود محافظة الشمال، ويفصل بين أراضي قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، وتتحكم فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل.
خُصص الحاجز بشكل أساسي لتنقل المركبات والأفراد من المواطنين والأجانب بين قطاع غزة وأراضي الضفة الغربية والداخل الإسرائيلي، ويمر منه الدبلوماسيون والصحفيون والبعثات الأجنبية والشخصيات المهمة والعمال وتجار القطاع (الراغبون في الدخول بتصاريح إلى إسرائيل) والعمال من قطاع غزة، كما تمر منه الصحف والمطبوعات.
ويُستخدم لمرور الحالات المرضية الفلسطينية المطلوب علاجها في خارج القطاع في أماكن السيطرة الإسرائيلية أو الضفة الغربية أو الأردن.
يعاني المعبر من حالات متكررة من الإغلاق الطويل، إضافة إلى فرض قيود على حركة التجار والعمال الفلسطينيين للمرور إلى الداخل الإسرائيلي والضفة الغربية، ويحتاج الفلسطينيون للمرور عبر المعبر إلى استصدار تصاريح من سلطات الاحتلال عبر إجراءات معقدة وبطيئة تحتاج لوقت طويل.
مخيم جبالياأحد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، أنشئ بمحاذاة بلدة جباليا بعد نزوح آلاف الفلسطينيين إليه قادمين من قرى ومدن جنوب فلسطين عقب النكبة عام 1948.
تحده من الشمال بيت لاهيا ومن الجنوب والغرب مدينة جباليا وقرية النزلة.
انطلقت منه شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى المعروفة كذلك باسم انتفاضة الحجارة في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 1987.
يعيش سكان المخيم ظروفا اجتماعية قاسية بسبب الاكتظاظ السكاني وضيق المساحة، وترتفع فيه معدلات البطالة، ويعتمد معظمهم على المساعدات الغذائية والنقدية التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لتغطية احتياجاتهم اليومية، كما يعانون من انقطاع الكهرباء المتكرر ومن تلوث إمدادات المياه، إذ إن 90% من المياه غير صالحة للاستهلاك البشري.
خطة الجنرالاتخطة عسكرية اقترحها الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي "غيورا آيلاند" على بنيامين نتنياهو، وتبناها عدد كبير من جنرالات الجيش، وذلك أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وُضعت الخطة في سبتمبر/أيلول 2024، بهدف تهجير سكان شمال قطاع غزة قسرا، وذلك بفرض حصار كامل على المنطقة، بما في ذلك منع دخول المساعدات الإنسانية، لتجويع من تبقى من المدنيين، وكذلك المقاومين ووضعهم أمام خيارين إما الموت أو الاستسلام.
ثم لاحقا يتم تحويل شمال القطاع إلى "منطقة عسكرية مغلقة" بهدف القضاء بشكل كامل على أي وجود لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المنطقة.
تفترض خطة الجنرالات أن الحصار أكثر الحلول فاعلية لإنهاء الحرب وتقليل عدد القتلى من جنود الاحتلال الإسرائيلي.
كما تُقدر أن السيطرة على شمال غزة يمكن أن يدفع سكان المناطق الأخرى للانتفاض ضد حركة حماس.