وفاة شاب في أحد سجون القوات المدعومة إماراتياً في لحج
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
الجديد برس:
توفي شاب من أبناء الصبيحة في سجن مصنع الحديد بمحافظة لحج، عقب شهر من اعتقاله من قبل قوات العمالقة المدعومة إماراتياً.
وقالت مصادر محلية، إن الشاب “ينوف شعبان سعيد شواح الهرهري” توفي في سجن مصنع الحديد العمالقة التابعة للإمارات.
وأضافت المصادر أن الشاب ينوف رفض السماح لقوات “درع الوطن” التابعة للسعودية، في إنشاء نقطة عسكرية بالقرب من منزله في قرية الهرهرة، بمديرية المضاربة؛ وهو ما دفع لاعتقاله وسجنه مطلع شهر فبراير.
ولفتت المصادر، إلى أن الشاب ينوف كان يعاني من بعض الأمراض، فضلاً عن كونه جريح حرب سابق، وبقي معتقلاً دون إسعافه وتقديم العلاجات له، حتى توفي مساء الأربعاء.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
زاهر الششتري.. مناضل نابلس القابع في سجون الاحتلال
مناضل فلسطيني وعضو القيادة السياسية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عانى وعائلته كثيرا وتجرع ويلات التغييب قسرا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، واعتقل مرات عديدة.
وعلى الرغم من حالته الصحية الصعبة قبل اعتقاله في 2024، فإن مرضه تضاعف وتدهورت صحته أكثر داخل السجن، وأصيب بمرض "سكايبوس" الجلدي الخطير، الذي أصاب معظم الأسرى بعد العدوان على قطاع غزة، بسبب الاكتظاظ والإهمال الطبي المتعمد من إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية.
المولد والنشأةوُلد زاهر عفيف محمد الششتري -المكنى بـ"أبو عماد"- في 12 يونيو/حزيران 1964 بمدينة نابلس، بين 7 من الأشقاء والشقيقات هو أوسطهم، وهو متزوج وله 3 أبناء (ولدان وبنت).
نشأ الششتري في ظروف اقتصادية صعبة، فوالده كان موظفا في إطفائية بلدية نابلس (مركز الدفاع المدني للمدينة)، ودفعه ذلك لأن يكون عصاميا ويعمل في سن صغيرة.
تعلّم مهنة الخياطة وعمل بها رفقة أقاربه، وظل كذلك حتى وقت قريب، على الرغم من شغله مناصب وظيفية أخرى في بلدية نابلس ووزارة الشباب والرياضة.
زاهر الششتري اعتقل مرات عدة في سجون الاحتلال (الجزيرة نت) الدراسة والتحصيل العلميللتعليم حكاية أخرى عند الششتري، فقد التحق أسوة بغيره من أشقائه وأقرانه بمدارس مدينة نابلس، فأنهى في مدرسة الرازي دراسته الأساسية، ومن ثم انتقل لدراسة الإعدادية في المدرسة الخلدونية، متخصصا في الفرع التجاري.
تابع دراسته في الثانوية العامة بمدرسة الحاج معزوز المصري، غير أنه لم يتمكن من اجتياز امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) بسبب اعتقاله من سلطات الاحتلال مرات عديدة، قضى بموجبها عدة سنوات في سجونها.
ذات مرة أبلغه ضابط المخابرات الإسرائيلي أنه سيعتقله قبيل أي اختبار يقدمه لاجتياز الثانوية، وأن النجاح ممنوع عليه، ورفض الاحتلال كل محاولات ومناشدات الاعتراض التي تقدمت بها عائلته على قاعدة "الاسترحام".
ظل الششتري دون ثانوية عامة حتى تقدم لها ونجح عام 2007، ثم التحق عام 2008 بجامعة القدس المفتوحة متخصصا في علم الاجتماع والتنمية البشرية.
وازن بين العمل في مشغل للخياطة خاص بعائلته، وبين دراسته التي لم يكملها نتيجة لوعكة صحية تعرض لها إثر اعتقاله في سجون الاحتلال.
النضال والاعتقالفي وقت مبكر من عمره انخرط الششتري في العمل المقاوم، وتعززت لديه، خاصة أثناء دراسته بالمرحلة الأساسية، قيم العمل الوطني، فقد كان سور مدرسته (الحاج معزوز المصري) ملاصقا "لقبر يوسف" بمنطقة بلاطة البلد شرق نابلس، والذي يدعي الاحتلال أنه لنبي الله يوسف، وكان آنذاك يحرسه جنود الاحتلال ويسمحون للمستوطنين باقتحامه وأداء طقوس تلمودية فيه.
قاده حماسه ونفسه الثوري آنذاك لأول اعتقال لدى الاحتلال الإسرائيلي عام 1979، وتواصلت اعتقالاته الاحترازية نحو27 مرة حتى العام 1985.
اعتُقل مجددا عام 1986 إداريا لستة أشهر، كما اعتُقل في 1987 و1990 وخضع لتحقيق قاسٍ آنذاك، وتتالت اعتقالاته حتى عام 2013، عندما حُبس عاما كاملا، وحينها أصيب بوعكة صحية ساءت بها حالته الصحية.
وعام 2020 اعتُقل مرة أخرى إداريا 4 أشهر، وفي أغسطس/آب 2024 اعتقله الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحام منزله واقتاده في ظروف صحية صعبة تفاقمت أكثر داخل قسم 1 في سجن مجدو الإسرائيلي، خاصة بعد إصابته بمرض "سكايبوس" الجلدي.
ولا يعرف عنه أو عن وضعه الصحي أدنى معلومة، ولا يعلم هو أيضا أي شيء عن عائلته، حتى إنه رُزق بحفيدة جديدة من ابنته ولم يعرف بذلك بعد.
لم تسلم عائلته من الاعتقال لدى الاحتلال، إذ اعتُقل بعض أشقائه لفترات من الزمن، كما اعتقل واحتجز والده أيضا، واقتحم الجيش الإسرائيلي منزلهم عشرات المرات في محاولات للضغط على العائلة.
شارك الششتري عام 1980 مع آخرين في تشكيل اتحاد الطلبة الثانويين التابع للجبهة الشعبية، ومن ثم انخرط مطلع الانتفاضة الأولى في اللجان الشعبية التابعة للتنظيم نفسه، ثم أصبح ممثلا للجبهة الشعبية في لجنة الفصائل والمؤسسات والفعاليات الوطنية في محافظة نابلس، وممثلها في لجنة التنسيق الفصائلي.
زاهر الششتري شارك عام 1980 مع آخرين في تشكيل اتحاد الطلبة الثانويين التابع للجبهة الشعبية (الجزيرة نت) الوظائف والمسؤولياتمنذ مصغره نشأ الششتري محبا للعمل، ودفعته لذلك ظروف العائلة والحياة الاقتصادية الصعبة آنذاك، فمارس مهنة الخياطة وعمل بها فترة طويلة من عمره، على الرغم من تقلده وظائف عدة.
عمل في مشغل خياطة تابع للعائلة، ثم عُيِّن في قسم الصحة ببلدية نابلس عام 1995، وما لبث أن نقل للعمل في قسم سوق الخضار المركزي بالمدينة (الحسبة)، ومكث فيه 5 سنوات، لكن تم فصله تعسفيا بسبب مواقفه السياسية الرافضة لما يخالف منهجية العمل الوطني.
بعد ذلك عُيِّن رئيس قسم في وزارة الشباب والرياضة، وظل بها حتى تقاعد وهو داخل سجنه.
ترشَّح الششتري لانتخابات بلدية نابلس ضمن قائمة للجبهة الشعبية عام 2005، لكن لم يحالفه الحظ، وعمل بعدها عضوا في الهيئة الإدارية لنقابة الموظفين العموميين في الضفة الغربية، وبرز أكثر بأمانة السر فيها.
لكنه ما لبث أن استقال منها عام 2014 رفضا لتدخلات السلطة التنفيذية ومضايقتها لأعضاء النقابة واعتقال رئيسها وحلها لاحقا.
الوضع الصحيكان لاعتقاله عام 2013 -وما سبقه من اعتقالات كثيرة- الأثر الواضح والكبير في معاناته الصحية، إذ تعرض لجلطة دموية أصابت ساقه وأضعفت حركته وتنقله، ومع رفض الاحتلال سفره للخارج لتلقي العلاج تدهورت حالته أكثر.
بعد محاولات كثيرة تمكن الششتري من الحصول على تصريح خاص يمكنه من الدخول إلى دولة الاحتلال لاستكمال العلاج، الذي حرم منه هناك أيضا.
واستمرت معاناة الششتري الصحية حاضرة حتى بعد تحرره، وزاد اعتقاله عام 2020 وضعه سوءا، وعلى الرغم من ذلك كله لم تتوقف إسرائيل عن ملاحقته فاعتقلته في أغسطس/آب 2024 وأودعته سجن مجدو.
رجل الميدان الرافض لأوسلولم تقتصر مشاركة الششتري بصفته قياديا في الجبهة الشعبية على الندوات والمؤتمرات ووسائل الإعلام، بل أصبح ناشطا في الميدان بمشاركاته في الفعاليات المختلفة بمدينة نابلس وأماكن أخرى، لا سيما لمناصرة الأسرى والشهداء.
وبصفته عضوا في لجنة التنسيق الفصائلي بنابلس وقياديا بارزا، لمع اسم الششتري بين جموع الناس والصحفيين ليس بنابلس بل بالضفة الغربية، وظهر بمواقفه الوطنية.
لم يخفِ الششتري معارضته لاتفاق أوسلو، ويعتبر أنه ليس إلا محطة أليمة في مسيرة الفلسطينيين، ويرى بأن خلاصهم سيتم بالحفاظ على ثوابتهم والتمسك بها وبمقاومتهم المشروعة وبكل أشكالها.
وأوصلته انتقاداته للسلطة الفلسطينية وإجراءاتها على الأرض -خاصة تجاه المقاومة- إلى حد المواجهة معها واحتجازه لديها، واستدعائه والتحقيق معه.
وسياسيا يرى أن اتفاق القاهرة 2011 شكل أساسا لشراكة حقيقية بين كافة القوى الفلسطينية، ويطالب بتطبيقه، ويرفض التفرد والهيمنة على مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والعمل على إصلاحها، وأن السبيل إلى ذلك يكون بالانتخابات.