قبضة حديدية لا تسامح.. كيف يتعامل بوتين مع معارضيه؟
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
في مشهد السياسة الروسية، المصير المحفوف بالمخاطر ينتظر الذين يجرؤون على معارضة الرئيس، فلاديمير بوتين، وهذا هو سر قدرته على الفوز السهل في الانتخابات الرئاسية التي بدأ الاقتراع فيها، الجمعة، ويستمر ثلاثة أيام.
يحاول بوتين إقناع العالم أن الروس يقفون خلفه في نضاله من أجل "الاستقرار واستعادة مكانة روسيا على المسرح العالمي"، ليبرر فوزه الساحق في انتخابات ليست حرة أو نزيهة كما يراها العالم.
وتحت هذا السطح الذي يبنيه بوتين، هناك صراع مختلف يغلي ويتسم بالسعي وراء المثل الديمقراطية التي يناضل من أجلها صحفيون ناشطون ومنافسون سياسيون للرئيس المفترد بالسلطة. وأي شخص يجرؤ على التشكيك في سردية الكرملين، سيُعاقب بالسجن أو القتل.
حاول صحفيون من خلال تحقيقاتهم وتقاريرهم كشف فساد الكرملين، وإطلاع الجمهور الروسي والعالم على حقائق غير مريحة لبوتين.
ولا تتوانى أجهزة الأمن الروسية عن مضايقة وترهيب هؤلاء الصحفيين، وفي الحالات المأساوية استخدم بوتين العنف المميت.
وفي هذا الصدد، يتردد صدى أسماء، آنا بوليتكوفسكايا وألكسندر ليتفينينكو، كتذكير كئيب بالمخاطر التي يواجهها أولئك الذين يرفعون أصواتهم علنا في وجه بوتين.
على صعيد السياسة، فإن الخصوم سعوا إلى تحدي سلطة بوتين من دون عنف، من خلال صناديق الاقتراع أو المعارضة العامة، مثل أليكسي نافالني وبوريس نيمتسوف وميخائيل خودوركوفسكي، وكل منهم واجه مصيرا أقسى من الآخر بين المحاكمة والاعتقال والتسميم والقتل في السجن والنفي.
وعزز بوتين أدوات قمع المعارضة بحزم تشريعية تسهّل عليه تصفية من يشاء تحت غطاء قوانين ضد "العملاء الأجانب" و"المنظمات غير المرغوب فيها"، هي بمثابة قيود على المنظمات غير الحكومية والناشطين.
وفي الشارع، تُقابَل الاحتجاجات بالقوة والاعتقالات والمعارك القانونية، مما يرسم صورة قاتمة لتسامح الدولة مع المعارضة.
ورغم كل ما فعله بوتين، فإن المعارضة الروسية لا تزال قائمة. فالاحتجاجات، على الرغم من قمعها في كثير من الأحيان، لا تزال تندلع، مما يشير إلى أن الشعب لم يتم إخضاعه بالكامل.
وأصبح الإنترنت ساحة معركة في روسيا، حيث توفر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية مساحة لسماع الأصوات، حتى عندما تحاول الدولة الروسية في عهد بوتين تقييد الحرية على الإنترنت.
بالأسماءهذه قائمة أبرز معارضي بوتين، من الشخصيات التي تحدّت قبضة الرجل الواحد الدائمة على روسيا:
أليكسي نافالنيوهو أبرز معارضي ومنتقدي بوتين، واجه تحديات قانونية، وخضع للإقامة الجبرية والاعتداءات الجسدية، بما في ذلك عملية التسميم شبه المميت بمادة نوفيتشوك، في أغسطس عام 2020، الذي نسبه إلى الكرملين.
وعلى الرغم من هذه التحديات، بقي معارضا صريحا لبوتين حتى مات في سجنه القطبي سيء السمعة في ظروف غامضة، في 16 فبراير الماضي.
ليونيد فولكوفهو معارض روسي في المنفى، كان مُقرَّبا من نافالني. نُقل إلى المستشفى بعدما تعرض لاعتداء، في 13 مارس، أمام منزله في فيلنيوس في ليتوانيا.
وفولكوف، 43 عاما، أحد الشخصيات البارزة في المعارضة الروسية، وكان الساعد الأيمن لنافالني.
وقالت المتحدثة السابقة باسم نافالني، كيرا يارميش، إن "أحدهم كسر زجاج نافذة السيارة ورش الغاز المسيل للدموع على عيني فولكوف، ثم انهال المهاجم عليه بالضرب مستخدما مطرقة".
ونشر حلفاء نافالني لقطات تظهر الإصابات التي تعرض لها فولكوف بما في ذلك كدمة سوداء على عينه وأخرى حمراء على جبينه ونزيف في الساق بدا أثره واضحا من فوق سرواله.
وكان فولكوف، الذي تولى رئاسة منظّمة نافالني لمكافحة الفساد حتى عام 2023، قد حم*ل بوتين المسؤولية المباشرة عن وفاة حليفه المعارض.
اغتيلت بوليتكوفسكايا، الصحفية الاستقصائية المعروفة بتغطيتها الانتقادية لحرب الشيشان وانتهاكات حقوق الإنسان، في مبنى شقتها في موسكو، في عام 2006.
ويُنظَر إلى اغتيال بوليتكوفسكايا على نطاق واسع على أنها عملية قتل مستهدفة مرتبطة بعملها يقف خلفها بوتين.
بوريس نيمتسوفبعد أن كان نائبا لرئيس الوزراء في الحكومة الروسية، أصبح نيمتسوف منتقدا صريحا لبوتين.
وقتل نيمتسوف بالرصاص بالقرب من الكرملين، في عام 2015، قبل أيام فقط من قيامه بقيادة مسيرة ضد الحكومة. واعتراضه على ضم موسكو شبه جزيرة القرم.
ميخائيل خودوركوفسكيالرئيس السابق لشركة يوكوس للنفط، والذي كان أغنى رجل في روسيا، أصبح خودوركوفسكي، سجينا سياسيا بعد تحدي سلطة بوتين.
وأمضى خودوركوفسكي أكثر من عشر سنوات في السجن بتهم التهرب الضريبي والاحتيال، والتي يدعي هو وأنصاره أن لها دوافع سياسية.
معارضو بوتين في روسيا بين السجن والمنفى والموت!معارضو #بوتين في روسيا بين السجن والمنفى والموت! #الحرة #الحقيقة_أولا #شاهد_الحرة
Posted by Alhurra قناة الحرة on Thursday, March 14, 2024 سيرغي ماغنيتسكيالمحامي الذي كشف مخطط احتيال ضريبي ضخم تورط فيه مسؤولون حكوميون روس.
قبضت أجهزة الأمن الروسية على ماغنيتسكي وتوفي في الاعتقال، عام 2009، في ظروف غامضة.
وأدت وفاة ماغنيتسكي إلى غضب دولي، وإقرار قانون ماغنيتسكي في الولايات المتحدة، الذي فرض عقوبات على المسؤولين الروس المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان.
فلاديمير كارا مورزاونجا كارا مورزا، وهو ناشط سياسي ومنتقد للكرملين، من حالتي تسمم، في عامي 2015 و2017، وهو ما يعزوه إلى أنشطته السياسية ومعارضته للحكومة.
قبض الأمن الروسي على أعضاء فرقة روك نسوية، تولوكونيكوفا وأليوخينا، وحكم عليهما بالسجن لمدة عامين بعد أداء "صلاة البانك" في كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو، في عام 2012، منتقدين حكومة بوتين.
ألقي القبض على المخرج والناشط الأوكراني، سينتسوف، في شبه جزيرة القرم، وحكم عليه بالسجن لمدة 20 عاما بتهم الإرهاب في محاكمة أدانتها منظمات حقوق الإنسان والحكومات الدولية باعتبارها ذات دوافع سياسية. وأطلق سراحه، عام 2019، كجزء من تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
عام 2018، نفذ عملاء تابعون للمخابرات الروسية عملية تسميم استهدفت اغتيال المعارض الروسي، سيرغي سكريبال وابنته، حيث كانا يقيمان في مدينة سالزبيري في بريطانيا،. وبينت التحقيقات أن العملاء استخدموا مادة نوفيتشوك السامة.
أثار الهجوم غضبا دوليا، وقررت 20 دولة طرد عشرات الدبلوماسيين الروس، حيث تستخدم موسكو مقراتها الدبلوماسية في الدول الغربية لعمليات التجسس.
ولا يمثل هؤلاء المعارضون سوى عدد قليل من الأصوات الكثيرة التي أسكتها أو استهدفها بوتين.
تقدّر تقارير حقوقية أن 250 سجينا سياسيا يقبعون خلف القضبان في روسيا، إلى جانب آخرين نجحوا بالفرار من البلاد خشية بطش بوتين.
ففي عهد بوتين، الروس أمام خيارين، إما التأييد القسري للكرملين، أو المعارضة التي قد توصلهم إلى عواقب وخيمة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: ألیکسی نافالنی فی روسیا فی عام
إقرأ أيضاً:
ردًا على الهجمات المتزايدة.. زيلينسكي يطلب منحه "الحرية" في ضرب العمق الروسي
دعا الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي داعمي بلاده الغربيين إلى منح الجيش الأوكراني الحرية للرد على الضربات الروسية، في ظل العدد المتزايد من الهجمات الروسية على بلاده.
وقال زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو مساء الأحد: "كلما أسرع العالم بمساعدتنا في التعامل مع الطائرات الروسية التي تسقط تلك القنابل، استطعنا مهاجمة البنية العسكرية الروسية والمطارات العسكرية الروسية وكلما اقتربنا من السلام".
أخبار متعلقة مطالب بتوفير التمويل اللازم لمنع حرائق الغابات في بريطانياانهيارات وقتلى.. عواصف رعدية عنيفة تضرب سويسراوكان الجيش الأوكراني يطالب منذ فترة طويلة الغرب بمنحه التصريح لمهاجمة القواعد الروسية والقواعد الجوية بأسلحة ثقيلة داخل روسيا بعيدًا عن خط المواجهة.
وحتى الآن، تسمح الدول الغربية لأوكرانيا باستخدام الأسلحة والذخيرة التي تقدمها لها بالقرب من خط المواجهة وفي المنطقة الحدودية مع روسيا.
#زيلينسكي يطلب مساعدت إضافية في #الدفاع_الجوي#اليوم
للتفاصيل | https://t.co/cCmEEgDevv pic.twitter.com/TdtLJWaQpC— صحيفة اليوم (@alyaum) June 30, 2024
وكانت أوكرانيا تعتمد في هجماتها على المناطق النائية الروسية على المسيرات المنتجة محليًا، التي تفتقد لفاعلية الصواريخ الأكثر تقدمًا القادمة من الخارج.المزيد من المساعداتوشكا زيلينسكي في وقت سابق، من استمرار الهجمات الروسية، وطالب مجددًا الغرب بتقديم المزيد من المساعدات في مجال الدفاع الجوي.
وخلال الأسبوع الماضي فقط، أسقطت روسيا 800 قنبلة انزلاقية فوق أوكرانيا، حسبما أعلن زيلينسكي في كييف مساء الأحد.
قنابل انزلاقية.. مقتل شخص وإصابة 12 في هجمات روسية على خاركيف بـ #أوكرانيا#اليوم
للتفاصيل | https://t.co/kqGRZJGWxi pic.twitter.com/aHXX5shmiZ— صحيفة اليوم (@alyaum) June 23, 2024
كما نشر مقطع فيديو يظهر الدمار الشديد والحرائق في مناطق خيرسون ودنيبرو وأوديسا وزابوريجيا بالإضافة إلى مناطق أخرى.
وقال زيلينسكي "أوكرانيا في حاجة إلى المزيد من أنظمة الدفاع الجوي، نحتاح إلى مساعدة قوية من شركائنا".
وأضاف أن أوكرانيا تحتاج أيضًا إلى وسائل لإسقاط المقاتلات الروسية.