هيئة شؤون الأسرى: الاحتلال حول السجون والمعتقلات إلى مواقع للمأساة الإنسانية 

أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن 320 أسيرًا في سجن جلبوع يواجهون "وضعًا مأساويًا" نتيجة للسياسات الإسرائيلية والتغيرات التي طرأت بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأكدت الهيئة في بيان لها أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قامت بتحويل السجون والمعتقلات إلى مواقع للمأساة الإنسانية، ووصلت حتى إلى تنفيذ عمليات إعدام للعديد من المعتقلين في صفوف الفلسطينيين المعتقلين من غزة والضفة الغربية والداخل المحتل.

اقرأ أيضاً : 11 شهيدا و100 مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال بحق منتظري مساعدات

وأوضحت الهيئة أن ما يحدث في سجن جلبوع ليس بالأمر الغريب فحسب، بل يتكرر في كل السجون والمعتقلات، حيث يعاني المعتقلون من ظروف اعتقال مزرية، حيث يتم تجميعهم في ثلاثة أقسام رئيسية ويتعرضون لحالات من القمع والتنكيل من قبل السلطات الإسرائيلية.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: الاحتلال الأسرى الفلسطينيين قطاع غزة الاراضي الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

هل ثمة فرصة حقيقية لصفقة الأسرى؟

تشير آخر المعطيات إلى أنّ ثمة تقدما في ملف صفقة الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس. وأعطت الأجواء السياسية والإعلامية الإسرائيلية مؤشرات إيجابية على جهود أكثر جدية في السعي لعقد صفقة قبل استلام ترامب الرئاسة الأمريكية في 20 كانون الثاني/ يناير 2025؛ وأنّ نتنياهو أعطى وفده المفاوض إلى الدوحة صلاحيات موسَّعة للوصول إلى صفقة، كما تناقلت الأخبار ترتيبات لالتحاق رئيس الموساد ديفيد بارنياع بالوفد المفاوض في الدوحة. وأعطى اجتماع نتنياهو بأركان حكومته بمن فيهم بن غفير وسموتريتش للتداول حول الصفقة؛ انطباعا بأن نتنياهو يريد أن يتعامل مع الاستحقاقات المحتملة للصفقة وأن يذلل العقبات المتعلقة باعتراض الصهيونية الدينية على الصفقة.

وتناقلت الأخبار تفاؤلا أمريكيا ومصريا بقرب عقد الصفقة، ونقلت عن بلينكن وزير الخارجية الأمريكي قوله: "إننا قريبون جدا من صفقة الأسرى". وأعطى وصول مستشار بايدن بريت ماكغورك (Brett McGurk) للدوحة انطباعا بوصول المفاوضات إلى مرحلة متقدمة، وبسعي الأمريكان للدفع باتجاه حلّ ما تبقى من مُعوقات.

كذلك، فإنّ موافقة حماس على قائمة من 34 أسيرا قدمها الاحتلال الإسرائيلي ليشملهم اتفاق التبادل في المرحلة الأولى، أعطى مؤشرات إيجابية من طرف حماس للسير قُدما في الاتفاق.

ودخلت المفاوضات في تفصيلات مرتبطة بعدد من سيتم إطلاق سراحهم من الأسرى الفلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلي، وبتصنيفهم بين رموز وأصحاب أحكام مؤبدة أو ما دون ذلك؛ واشتراطات الاحتلال بترحيل أعداد منهم وعدم بقائهم في الضفة أو القطاع
ودخلت المفاوضات في تفصيلات مرتبطة بعدد من سيتم إطلاق سراحهم من الأسرى الفلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلي، وبتصنيفهم بين رموز وأصحاب أحكام مؤبدة أو ما دون ذلك؛ واشتراطات الاحتلال بترحيل أعداد منهم وعدم بقائهم في الضفة أو القطاع.

تفاؤل حذر ومعوّقات كبيرة:

في المقابل، لا يجب الاطمئنان تماما إلى أن الصفقة ستعقد قبل بداية ولاية ترامب؛ إذ ما زال ثمة فجوات كبيرة، كما أنّ سلوك نتنياهو في تعطيل الصفقات وإفشالها قُبيل التوقيع عليها، قد تكرر أكثر من مرة في الأشهر الماضية.

هناك مُعضلتان كبيرتان يضعهما نتنياهو لعقد الصفقة؛ الأولى عقد هدنة مؤقتة وليس إنهاء الحرب، والثانية بقاء الاحتلال الإسرائيلي في أماكن محددة في القطاع مثل شمال غزة ومحور نتساريم ومحور صلاح الدين (فيلادلفيا). وهذا من شأنه أن يُفجّر أي صفقة كاملة لتبادل الأسرى، إذ لا يمكن للمقاومة أن ترضى أن يكون حصيلة جهادها وصمودها وتضحياتها بقاء الاحتلال أو استمرار العدوان.

من ناحية ثانية سيسعى نتنياهو، حتى لو وافق على إنهاء الحرب والانسحاب الكامل، إلى جعل ذلك تدريجيا، ووفق اشتراطات وضمانات تسمح له بآليات رقابة، وبضرب رموز ومواقع للمقاومة عندما يحلو له، تحت ذريعة وجود تهديد محتمل؛ كما سيسعى لفرض آليات حصار بدرجة أو بأخرى بحجة منع دخول أسلحة للمقاومة. وسيرفع نتنياهو سقفه فيما يتعلق بنزع أسلحة المقاومة، وبمنع حماس من حكم غزة بشكل مباشر أو غير مباشر.

يضاف إلى ذلك أن نتنياهو المسكون بنرجسيته الشخصية، وبرغبته في البقاء في الحكم، وبخوفه من إنهاء حياته السياسية وربما ذهابه للسجن، إذا فشل في تحقيق أهدافه المعلنة في حربه على غزة؛ فإنه سيسعى إلى إطالة أمد الحرب ما أمكنه ذلك، طالما أن أهدافه لم تتحقق. فبالرغم من المجازر والفظائع الوحشية والإبادة الجماعية التي ارتكبها، وبالرغم من الدمار الهائل الذي ألحقه بالقطاع؛ إلا أنه فشل في سحق حماس وقوى المقاومة التي ما زالت تواصل أداءها القوي والفعال. كما فشل في السيطرة الكاملة على قطاع غزة، وفشل في استرجاع أسراه، وفشل في فرض تصوره عن مستقبل قطاع غزة، كما فشل في توفير الأمان للمستوطنات في "غلاف غزة".

وبناء على ذلك، فمن المرجح أن يسعى نتنياهو هذه الأيام لعقد صفقة جزئية لتبادل الأسرى على أساس هدنة لبضعة أسابيع أو ربما شهرين أو ثلاثة، وانسحاب من مناطق مع البقاء في مناطق أخرى، والسماح بعودة النازحين إلى معظم مناطق غزة، مع السماح بإدخال كميات "معقولة" من احتياجات أبناء القطاع.

وسيحاول نتنياهو أن يُظهر نفسه، وكأنه بذل ما في وسعه لإنجاز الصفقة، ليبدو وكأنّه قدَّم ما عليه قبيل قدوم ترامب؛ وسيحاول إلقاء اللوم على حماس في عدم الوصول إلى صفقة نهائية.

وهو ما سيوفر له مبرر استئناف الحرب في عهد ترامب، والبقاء على كرسي رئاسة الحكومة؛ وعدم دفع أثمان فشله في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وفشله في الحرب على غزة، والخسائر التي تسبب بها للكيان الإسرائيلي اقتصاديا وعسكريا وأمنيا وسكانيا، بالإضافة إلى تحوُّل دولة الاحتلال إلى كيان منبوذ عالميا.

ضغوط باتجاه الصفقة:
المقاومة تسعى بكافة الوسائل لإنهاء الحرب وإنهاء معاناة أهل غزة؛ غير أنها لن ترضى كما لن يرضى الشعب الفلسطيني أن يكون ذلك بمكافأة نتنياهو وجيشه على وحشيتهما، وباستمرار الاحتلال، وباستمرار العدوان، وبارتهان إرادة الشعب الفلسطيني في غزة بمزاج دولة الاحتلال. وما دامت المقاومة مستمرة فستُجبر نتنياهو وفريقه عاجلا أم آجلا إلى النزول على شروطها الأساسية
بشكل عام، فإن البيئة الإسرائيلية صارت أكثر "نُضجا" للقبول بصفقة كاملة حتى لو تضمنت إنهاء الحرب وانسحابا كاملا من القطاع؛ مدعومة برغبة أمريكية وإقليمية ودولية تصب في الاتجاه نفسه.

وقد عادت تقارير مسؤولين كبار في الجيش للتأكيد على الرغبة في الوصول إلى حلٍّ سياسي، ونقلت القناة 13 الإسرائيلية مؤخرا عن عدد منهم بأن العمليات البرية للجيش وصلت إلى "نقطة استنفاد"، بمعنى أنها استنفدت أغراضها ولم يعد لديها ما تنجزه. بل إن مهندس "خطة الجنرالات" جيورا أيلاند التي استهدفت سحق وتهجير أهل شمال غزة، اعترف بأن العمل العسكري لا يكفي، وأنه لا بدّ من مسارات اقتصادية وسياسية للتعامل الواقعي مع قطاع غزة. هذا، بالإضافة إلى اعترافات كثيرة طوال الفترة الماضية لقادة عسكريين وأمنيين وسياسيين وخبراء متخصصين بعدم إمكانية القضاء على حماس والمقاومة؛ وبضرورة "النزول عن الشجرة" للوصول إلى إنهاء الحرب على غزة.

ويبقى أن حسابات نتنياهو ستظلّ عائقا أمام صفقة كاملة. وبحسب الخبير والكاتب الإسرائيلي المعروف يوسي ميلمان (جريدة هآرتس، 9 كانون الثاني/ يناير 2025) فقد أصبح واضحا لكل شخص يتابع سلوك نتنياهو أنه كلما تم تحقيق تقدُّم، فإنه يطرح طلبا جديدا من أجل تعقيد الأمور، وذلك يقضي على إمكانية تحقيق الصفقة.

* * *

وأخيرا، فإن المقاومة تسعى بكافة الوسائل لإنهاء الحرب وإنهاء معاناة أهل غزة؛ غير أنها لن ترضى كما لن يرضى الشعب الفلسطيني أن يكون ذلك بمكافأة نتنياهو وجيشه على وحشيتهما، وباستمرار الاحتلال، وباستمرار العدوان، وبارتهان إرادة الشعب الفلسطيني في غزة بمزاج دولة الاحتلال. وما دامت المقاومة مستمرة فستُجبر نتنياهو وفريقه عاجلا أم آجلا إلى النزول على شروطها الأساسية في وقف الحرب والانسحاب الكامل وعودة النازحين وإعادة فتح المعابر (على الأقل ضمن معدلات ما قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر) وفتح المجال لإعادة الإعمار، مع صفقة مشرفة لتبادل الأسرى.

x.com/mohsenmsaleh1

مقالات مشابهة

  • فلسطين.. جيش الاحتلال ينفذ عمليات نسف مباني سكنية شمالي غزة
  • هل ثمة فرصة حقيقية لصفقة الأسرى؟
  • خبير عسكري: عمليات المقاومة بغزة تخدم إستراتيجية بعيدة المدى
  • «هيئة شؤون الأسرى»: التعذيب الممنهج بحق الآلاف الفلسطينيين لايزال مستمرا
  • مقتل 3 جنود إسرائيليين في عمليات للمقاومة شمال غزة
  • تقارير عن مقتل 3 جنود إسرائيليين في عمليات وتفجير آليات شمال غزة
  • رئيس لجنة شؤون الأسرى يلتقي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ
  • المرتضى لـ “غروندبرغ”: الطرف الأخر يعرقل مساعي عمليات تبادل الأسرى
  • هيئة شئون الأسرى الفلسطينية: الاحتلال يعتقل 45 مواطنا بالضفة الغربية
  • الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام: الاحتلال الإسرائيلي ينفذ عملية نسف لعددٍ من المنازل