بريطانيا تعمّق تورّطها في اليمن: الهجمات البحرية تعاود صعودها
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
يمانيون – متابعات
واصلت القوات البحرية اليمنية هجماتها ضد السفن العسكرية الأمريكية والبريطانية والأوروبية في البحر الأحمر.
وأكد مصدر عسكري مطلع في محافظة الحديدة، أن تلك الهجمات التي لم تنقطع منذ مطلع الأسبوع الجاري، تصاعدت خلال الساعات الماضية.
ورغم تكتّم القيادة المركزية الأمريكية على الكثير من التفاصيل، إلا أنها اعترفت، أمس، باستهداف البارجة «يو إس إس لابون» بصاروخ باليستي، معلنةً أنه لم تُسجّل فيها أي أضرار، في وقت أفيد فيه عن تنفيذ قوات صنعاء هجوماً استراتيجيا شمل غالبية السفن الحربية الأجنبية في البحر الأحمر.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية أنها اشتبكت مع طائرتين مسيرتين جنوب البحر الأحمر، ودمّرتهما بالاشتراك مع سفن تحالف «حارس الازدهار». كما كشفت أن قوات صنعاء استهدفت المدمرة الأمريكية «يو إس إس لابون» بصاروخ باليستي قصير المدى، «لم يصطدم بالمدمّرة، ولم يُبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار» من جرائه.
وكانت القيادة المركزية قد تحدّثت، في بيان سابق، عن مواجهات عنيفة في البحر الأحمر، وقالت إن بوارجها اشتبكت مع صواريخ «كروز» وغواصات تابعة لقوات صنعاء، ما «أدى إلى تدمير 18 صاروخاً وغواصة مسيّرة». ووفقاً للبيان، فإن الهجوم يُعدّ، من حيث الحجم، الثاني منذ مطلع الأسبوع الجاري.
وبالتزامن، أعلنت وزارة الدفاع اليونانية أن الفرقاطة «هيدرا»، في إطار المهمّة «أسبيدس»، أطلقت طلقة مدفع على طائرتين مسيرتين أثناء حماية سفينة تجارية. وكانت البحرية الإيطالية قد اعترفت، أول من أمس، بتعرّض المدمّرة التابعة لها «كايو دوبليو» لهجوم بطائرات مسيّرة أُطلقت من اليمن في البحر الأحمر، وزعمت أنها أسقطت طائرتين مسيّرتين.
وتأتي المشاركة الأوروبية في الاشتباكات مع صنعاء، لتؤكد انحراف مهمة «أسبيدس» عن مسارها، لتصبح جزءاً من تحالف «حارس الازدهار»، ما سيدفع «أنصار الله» إلى وضع عدد من الدول الأوروبية، إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا في لائحة الكيانات المعادية لليمن، الأمر الذي يترتّب عليه منع مرور سفنها التجارية في البحر الأحمر.
وقال مصدر عسكري مطلع، إن صنعاء تقيّم الممارسات التي تقوم بها القطع البحرية الأوروبية، وستّتخذ إجراءاتها وفقاً لقانون تصنيف الكيانات والدول المعادية لليمن. ورغم تصاعد حالة التوتّر العسكري في البحر الأحمر وخليج عدن، إلا أن حركة السفن في الخط الملاحي الدولي في البحر الأحمر مستمرّة من دون توقّف.
وفي هذا الشأن، أكد مصدر ملاحي تواصل عشرات السفن التجارية الأجنبية غير المرتبطة بإسرائيل وأمريكا وبريطانيا، خلال الأيام الماضية، مع «هيئة الشؤون الإنسانية» التابعة لصنعاء والبحرية اليمنية على الترددات البحرية الدولية، لطلب الإذن بالمرور جنوب البحر الأحمر.
من جهة ثانية، تواصل بريطانيا، إلى جانب مشاركتها في المعارك البحرية ضد صنعاء، دعم المليشيات التي يقودها طارق صالح في مدينة المخا غرب تعز، واستخدامها لتحويل الجزر المطلة على الخط الملاحي الدولي في البحر الأحمر، إلى حاميات عسكرية مشتركة بين الفصائل الموالية للإمارات والبحرية الملكية.
وبعد أيام من دعوة صحيفة «الغارديان» البريطانية إلى الاستعانة بالمليشيات المناهضة لحركة «أنصار الله» لوقف الهجمات البحرية للحركة، تناقل عدد من المصادر المحلية في المخا، أنباء عن وصول العشرات من عناصر البحرية البريطانية إلى الساحل الغربي لليمن.
وقالت المصادر إن «تلك العناصر تم استقبالها من قبل المليشيات الموالية للإمارات، ونُقلت إلى معسكرات مطلّة على مضيق باب المندب في منطقة يختل». وفيما لم يتم التأكّد من صحة هذه الأنباء، إلا أن عدداً من النشطاء على منصة «إكس» تناقلوا خبر وصول القوات البريطانية، واعتبروه تطوّراً خطيراً يهدّد اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع برعاية الأمم المتحدة بين مختلف الأطراف اليمنية.
وكانت المليشيات الموالية للإمارات في الساحل الغربي لليمن، قد نظّمت مسيرة مناهضة لعمليات القوات البحرية اليمنية في المخا مطلع الأسبوع الجاري، وذلك في إطار تهيئة المجتمع في منطقة الساحل الغربي لأي عمليات مساندة للكيان الإسرائيلي والعدوان الأمريكي – البريطاني.
وفي هذا الإطار، أكدت مصادر عسكرية مطلعة في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن كل التحركات الأمريكية والبريطانية إزاء الأطراف اليمنية المعادية لـ«أنصار الله» مرصودة، مؤكدةً أن الحركة في جهوزية عالية لكل الاحتمالات.
وقلّلت المصادر من قيمة إعادة المدمّرة البريطانية «دايموند» إلى المعركة في البحر الأحمر، مذكرةً بأن المدمّرة سبق أن تعرّضت لأكثر من هجوم من قبل قوات صنعاء، وتم سحبها قبل نحو شهر من البحر الأحمر للصيانة. إلا أن المصادر قالت إن الإعلان البريطاني عن إعادتها إلى البحر الأحمر يتزامن مع توجه صنعاء نحو إغراق البوارج والمدمرات المعادية، في ما يمثل فرصة لن تفوّتها «أنصار الله» خلال الأيام المقبلة.
– الاخبار اللبنانية/ رشيد الحداد
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر أنصار الله إلا أن
إقرأ أيضاً:
صواريخ صنعاء تهز البحرية الأمريكية: إسقاط إف-18 يثير تساؤلات حول التفوق العسكري
يمانيون../
كشف الكاتب الأمريكي ومحلل الأمن القومي في مجلة ناشونال إنترست، براندون ويشرت، تفاصيل مثيرة حول إسقاط الطائرة الأمريكية الأحدث إف-18 خلال معركة البحر الأحمر الأخيرة، مشككاً في الرواية الرسمية التي قدمها الجيش الأمريكي.
وأوضح ويشرت في مقال نشره عبر حسابه على منصة “إكس” أن الرواية الرسمية الصادرة عن القيادة المركزية الأمريكية تزعم أن الطائرة كانت عائدة إلى حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان بعد تنفيذ قصف في اليمن، وأنه تم إسقاطها بنيران صديقة أطلقتها المدمرة الصاروخية الموجهة يو إس إس جيتيسبيرج. وأشار إلى أن الطاقم قفز بالمظلات وتم إنقاذهم بسلام مع إصابة طفيفة لأحد الأفراد.
لكن ويشرت وصف هذه الرواية بأنها “غير منطقية”، مؤكداً أن البحرية الأمريكية سبق وأن قدمت معلومات مضللة، كما حدث مع حاملة الطائرات دوايت دي أيزنهاور الصيف الماضي، عندما أنكرت استهدافها بصاروخ باليستي يمني قبل أن يتبين لاحقاً صحة رواية صنعاء.
وأضاف ويشرت: “ما نعرفه الآن هو أن صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن أطلقه الحوثيون اقترب لمسافة 200 متر فقط من حاملة الطائرات آيزنهاور الصيف الماضي. هذا يكشف بوضوح استخفاف البحرية الأمريكية بتهديد الصواريخ اليمنية”.
وختم بالقول إن احتمالية إسقاط الطائرة بنيران صديقة “ضعيفة للغاية”، معتبراً أن الهجوم الصاروخي اليمني يعكس تصاعداً كبيراً في قدرات صنعاء العسكرية، مما يثير قلقاً متزايداً داخل الأوساط الأمريكية حول توازن القوى في المنطقة.
ترجمه موقع “المساء برس”