أبوظبي (وام)

أخبار ذات صلة الإمارات تواصل جهودها الإنسانية لإغاثة أهالي غزة الإمارات.. رائدة في حماية ورعاية الطفولة

أطلقت «عطايا»، عدداً من المبادرات الإنسانية والمجتمعية بمناسبة شهر رمضان الكريم، منها مبادرة «لم الشمل» التي تستهدف إخلاء سبيل عدد من نزلاء المنشآت الإصلاحية والعقابية في الدولة، ممن صدرت بحقهم أحكام بالحبس والغرامة، ويقضون عقوبات متفاوتة، وستقوم مبادرة عطايا بدفع ما عليهم من التزامات مالية، بالتعاون مع صندوق الفرج بوزارة الداخلية، إلى جانب المساهمة في تذليل سبل عودتهم إلى بلادهم من خلال توفير مستلزمات سفرهم من تذاكر طيران وغيرها.

 
وقالت حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان، مساعد سمو رئيس الهيئة للشؤون النسائية، رئيس اللجنة العليا لـ «عطايا»، إن مبادرة عطايا تسعى دائماً لابتكار الحلول الملائمة للقضايا الإنسانية العاجلة والملحة، وارتياد مجالات أرحب من البذل والعطاء من أجل تحسين جودة الحياة واستدامة العطاء، مشيرة إلى أن مبادرة «لم الشمل» جاءت في شهر رمضان المبارك من أجل منح المفرج عنهم فرصة بدء حياة جديدة، والانخراط في المجتمع بتفاؤل وأمل كبيرين، وإزالة الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي لحقت بأفراد أسرهم، وإدخال السرور والبهجة على قلوب عائلاتهم خلال الشهر الفضيل. 
وأضافت سموها: «إن هذه المبادرة من شأنها أن تعزز مجالات التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع، ولفت الانتباه لقضايا نزلاء المنشآت الإصلاحية والعقابية من الغارمين، والعمل على تبنيها من قبل المحسنين والمتبرعين في الدولة»، مشيرة سموها إلى أن المبادرة تعزز الشراكة بين «عطايا» ووزارة الداخلية ممثلة في صندوق الفرج، وتسهم أيضاً في تحقيق الأهداف العليا للصندوق الذي يعنى في المقام الأول بالغارمين وفك أَسرهم وتأهيلهم للاندماج في المجتمع وتحصينهم ضد التعرض لمثل هذه الظروف مستقبلاً؛ وأكدت أهمية الدور الذي يضطلع به الصندوق في هذا الصدد والمساهمة الكبيرة في لمِّ شمل الأسر بعد عودة عائلها.
 تجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة تعتبر الثالثة في هذا الصدد، بالتعاون مع صندوق الفرج، حيث تم في عام 2014 تخصيص الدورة الثالثة لمعرض عطايا الخيري، للإفراج عن عدد من الموقوفين على ذمة قضايا مالية وديات شرعية بعد أن تم دفع ما عليهم من التزامات مالية بلغت حينها نحو 6 ملايين درهم، استفاد منها 295 شخصاً. إلى ذلك، بلغت إيرادات الدورة «13» لمعرض عطايا التي اختتمت مؤخراً، بمقر مركز أبوظبي للمعارض «أدنيك» 14.5 مليون درهم، وستخصص لدعم الأشقاء الفلسطينيين المتأثرين من الأحداث في قطاع غزة والتضامن معهم ورفع المعاناة عن كاهلهم، وذلك عبر تبني عدد من المبادرات التنموية والصحية تحت شعار «يداً بيد لحملة - تراحم من أجل غزة». 
يذكر أن معرض عطايا منذ انطلاقته في عام 2012، أسهم في تنفيذ 36 مشروعاً حيوياً في المجالات الصحية والتعليمية والإنسانية والتنموية والمجتمعية، في 16 دولة حول العالم، استفاد منها أكثر من مليون شخص، وبلغت إيرادات المعرض خلال دوراته السابقة 135 مليون درهم.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: المنشآت الإصلاحية والعقابية الإمارات عطايا رمضان شهر رمضان نزلاء المؤسسات العقابية شمسة بنت حمدان

إقرأ أيضاً:

تحليل مبادرة الحزب الشيوعي السوداني لوقف الحرب واسترداد الثورة

مبادرة الحزب الشيوعي السوداني لوقف الحرب واسترداد الثورة تمثل طرحًا سياسيًا عميقًا وطموحًا، يعكس قراءة دقيقة لجذور الأزمة السودانية وسبل معالجتها. تنطلق المبادرة من رؤية تُبرز أهمية وحدة الجماهير كعامل رئيسي لتحقيق التحولات الديمقراطية، مستندة إلى تجارب سودانية سابقة كأكتوبر 1964 وأبريل 1985 وثورة ديسمبر 2018.
تصف المبادرة الحرب الحالية بأنها أداة تُستخدم لتصفية الثورة وعرقلة أهدافها، مشيرة إلى دور اللجنة الأمنية، قوات الدعم السريع، والحركة الإسلامية في إشعال الصراع وتعميق الأزمة. وتؤكد أن الحل الجذري لا يمكن أن يأتي إلا من خلال حراك شعبي واسع ومستقل، مع رفض الاعتماد المفرط على التدخلات الخارجية.
محاور التحليل السياسي
المبادرة تركز بشكل خاص على تنظيم الجماهير، خاصة النازحين واللاجئين، باعتبارهم أصحاب المصلحة المباشرة في إنهاء الحرب وتحقيق التغيير الديمقراطي. ويُبرز الحزب أهمية النقد الذاتي للقوى السياسية والمدنية، داعيًا إلى مراجعة شاملة للأخطاء السابقة، بما في ذلك الفشل في مواجهة عسكرة الدولة وهيمنة الميليشيات. كما يرفض الحزب الاصطفاف مع أي طرف من أطراف النزاع العسكري، مؤكدًا أن هذه الحرب لا تخدم سوى مصالح القوى المتنفذة داخليًا وخارجيًا.
الموقف من الإسلاميين ومبشري فشل المبادرة
تواجه المبادرة رفضًا واضحًا من بعض الأطراف الإسلامية التي تُشكك في جدواها، وتعتبرها محاولة مستحيلة التطبيق أو عودة إلى الطروحات الاشتراكية القديمة التي تجاوزها الزمن. الإسلاميون الذين طالما ناهضوا طرح الحزب الشيوعي يرون في المبادرة فرصة لتأكيد فشل القوى المدنية في معالجة القضايا الوطنية الكبرى. ومع ذلك، يرد الحزب على هذه الانتقادات بإبراز أن فشل الإسلاميين أنفسهم في إدارة الدولة خلال العقود الماضية هو الذي قاد السودان إلى الأزمات الحالية.
يرى الشيوعيون أن المبادرة ليست فقط إطارًا لإنهاء الحرب، بل خطوة ضرورية لاستعادة مشروع الثورة ومواجهة الأيديولوجيات التي عرقلت بناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية. ويركز الحزب على بناء تحالف جماهيري يضع مصلحة الشعب فوق المصالح الحزبية أو الأيديولوجية، ما يضعه في مواجهة مباشرة مع الإسلاميين الذين يحاولون الترويج لفشل أي مساعٍ تُقصيهم من المشهد.
التشابه مع طرح "تقدم"
من بين النقاط المثيرة للجدل حول المبادرة ما وُصف بتشابهها مع طرح حزب "تقدم"، الذي يُركز أيضًا على إعادة هيكلة الجيش ورفض العسكرة السياسية. ومع أن الطرحين يتقاطعان في بعض الأهداف، فإن هناك اختلافات جوهرية. "تقدم" يُعرف بنهجه البراغماتي وسعيه إلى تسويات سياسية مرنة تشمل جميع الأطراف، بما فيها الإسلاميون، على عكس الحزب الشيوعي الذي يعتمد خطابًا راديكاليًا أكثر حدة في رفض أي شراكة مع الإسلاميين أو الميليشيات المسلحة.
التحديات أمام المبادرة
تواجه المبادرة تحديات متعددة أبرزها-
• الانقسامات السياسية الداخلية: يتطلب نجاحها توافقًا واسعًا بين القوى السياسية والمدنية، وهو أمر صعب في ظل التباينات الحالية.
• المصالح الدولية والإقليمية: تتعارض المبادرة مع مصالح قوى خارجية تستفيد من استمرار الصراع، مما يعقد تنفيذها دون ضغط شعبي كبير.
• القدرة على مواجهة الخطاب الإسلامي: الإسلاميون يشنون حملة إعلامية قوية لتشويه المبادرة، ما يتطلب من الحزب الشيوعي بناء استراتيجية اتصال فعالة لتوضيح أهداف المبادرة وكسب التأييد الشعبي لها.
• التوازن العسكري المختل: إعادة هيكلة الجيش وحل الميليشيات تستلزم قوة سياسية واجتماعية ضاغطة لا تزال بعيدة عن التحقق في الوضع الحالي.
النقد والردود الشعبية
بينما يرى البعض أن المبادرة تعبر عن طموحات الشعب في استعادة الثورة، يصفها آخرون بأنها طوباوية وغير واقعية. هذه الانقسامات الشعبية تنبع جزئيًا من إرث الحروب الأيديولوجية بين الحزب الشيوعي والإسلاميين، الذين يروجون لفشلها كجزء من معركتهم مع القوى المدنية.
مبادرة الحزب الشيوعي السوداني تُعد محاولة جادة لوقف الحرب واسترداد الثورة، بطرح يعتمد على العمل الجماهيري وتحقيق العدالة الاجتماعية. ورغم التحديات الكبيرة، فإنها تفتح باب النقاش حول الحلول الوطنية الممكنة، وتُبرز الحاجة إلى تحالف سياسي مرن وحراك شعبي واسع لمواجهة المصالح الضيقة التي تعيق التحول الديمقراطي.
في مواجهة الانتقادات، يبقى نجاح المبادرة مرهونًا بقدرتها على كسب التأييد الشعبي وإثبات أنها بديل حقيقي وقابل للتنفيذ في ظل تعقيدات المشهد السوداني الحالي.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • الشباب والرياضة تنفذ النسخة الثانية من المشروع الإقليمي "المبادرة المتوسطية للمناخ"
  • مستشار حكومي:منح قروض مالية لأكثر من ثمانية آلاف شخصا ضمن مشروع الذكاء الأصطناعي
  • ملتقى صناع التأثير.. "كنوز السعودية" تكشف عن 11 عملًا جديدًا
  • وقفة لكلية المجتمع في يريم تنديداً بالعدوان الصهيوني على المنشآت المدنية
  • «إيليت» تطور مركزاً للسيارات بقيمة 100 مليون درهم في «دبي الصناعية»
  • طلاب دشنا يُبدعون في تزيين مدارسهم.. مبادرة الرئيس تُزهر بـ 250 شجرة
  • "أجيال مصر الرقمية" مبادرة لتمكين الشباب وتأهيلهم لسوق العمل المحلي والعالمى
  • الدبيبة يعتمد مبادرة “خضار ليبيا” لزراعة 100 مليون شجرة
  • أهداف مبادرة تأهيل مليون عامل مصري خلال 5 سنوات.. ورش تدريبية ومهارات رقمية
  • تحليل مبادرة الحزب الشيوعي السوداني لوقف الحرب واسترداد الثورة