مسيّرات وصواريخ الحوثي تتساقط في البحر والخسائر يمنية عربية
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
كثفت مليشيا الحوثي هجماتها على سفن الشحن البحري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، وذلك في إطار ما أسمتها استراتيجية "الهجوم الكبير" التي توعد بها زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي.
لكن هذه الهجمات التي ما زالت المليشيا تزعم أنها من أجل التضامن مع الأشقاء الفلسطينيين وخاصة سكان قطاع غزة ضد الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل عليهم، لم تثن إسرائيل عن الإيغال في قتل الفلسطينيين وتشريدهم وتدمير مدنهم وقراهم.
إضافة إلى التأثيرات الاقتصادية على اليمن والبلدان العربية المشاطئة للبحر الأحمر، أدت الهجمات الحوثية إلى زيادة القوات الدولية في المياه اليمنية، وهو ما جلب كارثة على قطاع الصيد وأودى بحياة العشرات من الصيادين ومنعهم من الوصول إلى مصادر رزقهم بسبب كثافة السفن الحربية واستمرار الهجمات وتلويث البيئة البحرية والقضاء على التكاثر الطبيعي للأحياء البحرية.
ومع زيادة عدد السفن الحربية والمدمرات متعددة الجنسيات لحماية السفن التجارية، أصبحت مسيّرات وصواريخ الحوثي تتساقط في البحر دون تأثير يذكر على السفن المرتبطة بإسرائيل أو بأمريكا أو ببريطانيا. وعلاوة على ذلك أصبحت السفن الحربية الأوروبية وغيرها تشترك في مهمات دفاعية مع السفن والمدمرات الأمريكية والبريطانية للتصدي لهجمات الحوثيين، الأمر الذي يجعل من صواريهخم ومسيّراتهم مجرد مفرقعات تفجرها القوات الدولية في الجو. والمثال الأبرز على ذلك انضمام السفن الحربية الفرنسية والدنماركية إلى جانب مدمرات وبارجات أمريكا وبريطانيا للتصدي لهجوم المليشيا السبت، وأبطلت فاعليتها.
والأربعاء، أفاد الجيش اليوناني أن إحدى سفنه المنتشرة في البحر الأحمر أسقطت طائرتين مسيرتين للحوثيين في البحر الأحمر. وقالت هيئة الأركان العامة اليونانية في بيان، إن الفرقاطة "هيدرا" أطلقت نيران مدفعيتها على طائرتين مسيرتين للحوثيين. وأبحرت السفينة "هيدرا" في فبراير الماضي للانضمام إلى عملية "أسبيدس" التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في الشهر نفسه.
والأربعاء أيضاً، قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن المدمرة البحرية الملكية HMS Diamond عادت إلى البحر الأحمر للمساعدة في حماية سفن الشحن التجاري مع استمرار هجمات الحوثيين على السفن، مشيرة إلى أن المدمرة دياموند ستحل محل الفرقاطة ريتشموند.
وقال وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس: "إن حماية الشحن في جميع أنحاء العالم هي إحدى المهام الرئيسية للبحرية وهذا النشر يظهر كيف يساعد بحارتنا ذوو المهارات العالية وسفننا الحربية المتقدمة في الحفاظ على ممراتنا البحرية آمنة". وأضاف: "لا تزال بريطانيا في طليعة الرد الدولي على هجمات الحوثيين الخطيرة على السفن التجارية، والتي أودت بحياة بحارة دوليين".
والثلاثاء قالت وزارة الدفاع الإيطالية، إن سفينة حربية إيطالية أسقطت طائرتين مسيرتين للحوثيين في البحر الأحمر في إطار عملية أوروبية ضد الهجمات التي تشنها المليشيا على سفن الشحن التحاري.
وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها روما عن مثل هذا الإجراء منذ أن أعطى البرلمان الضوء الأخضر لمشاركة إيطاليا في عملية أسبيدس الأسبوع الماضي. وقالت الوزارة في بيان، "في إطار عملية أسبيدس للاتحاد الأوروبي، أسقطت كايو دويليو طائرتين مسيرتين دفاعا عن النفس".
وتتولى إيطاليا قيادة العمليات للمهمة، التي سميت على اسم الكلمة اليونانية التي تعني الدرع، والتي أطلقها الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي بهدف حماية الشحن الدولي.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: طائرتین مسیرتین فی البحر الأحمر السفن الحربیة
إقرأ أيضاً:
واشنطن تتهم شركة صينية بمساعدة الحوثيين في استهداف السفن الحربية الأمريكية
يمن مونيتور/ ترجمة خاصة
قال مسؤولون أمريكيون إن شركة أقمار صناعية صينية مرتبطة بالجيش الصيني تقوم بتزويد جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن بصور أقمار صناعية لاستهداف السفن الحربية الأمريكية والسفن الدولية في البحر الأحمر.
حذرت إدارة ترامب مرارًا بكين من أن شركة “تشانغ قوانغ لتكنولوجيا الأقمار الصناعية المحدودة” (CGSTL)، وهي مجموعة تجارية مرتبطة بجيش التحرير الشعبي، تزود الحوثيين بالمعلومات الاستخباراتية، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية: “لقد أثارت الولايات المتحدة مخاوفنا بشكل خاص عدة مرات مع الحكومة الصينية بشأن دور شركة تشانغ قوانغ لتكنولوجيا الأقمار الصناعية المحدودة في دعم الحوثيين، من أجل دفع بكين لاتخاذ إجراءات”.
وأضاف المسؤول أن الصين “تجاهلت” هذه المخاوف، وقال للفاينانشال تايمز إن تصرفات CGSTL و”الدعم الضمني من بكين” رغم التحذيرات الأمريكية يمثلان “مثالاً آخر على الادعاءات الفارغة للصين بدعم السلام”.
وأضاف: “نحث شركاءنا على الحكم على الحزب الشيوعي الصيني والشركات الصينية بناءً على أفعالهم، وليس أقوالهم الفارغة”.
تأتي المخاوف المتعلقة بـCGSTL وسط تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، بعدما فرض الرئيس دونالد ترامب رسومًا جمركية جديدة ضخمة على الواردات الصينية، التي أصبحت تخضع الآن لضريبة بنسبة 145٪.
بدأ الحوثيون بمهاجمة السفن في البحر الأحمر، وهو ممر مائي حيوي للتجارة العالمية وللأسطول الأمريكي، بعد أن شنت إسرائيل حربًا ضد حماس، وهي جماعة أخرى مدعومة من إيران، في عام 2023، ردًا على هجوم حماس في 7 أكتوبر.
صعّدت الولايات المتحدة هجماتها على مواقع الحوثيين في اليمن في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك ضربة عسكرية كبيرة كانت موضوع تسريب “سيغنال غيت”، مما أشار إلى تصعيد في الحملة.
وقد أعربت الصين عن قلقها بشأن هجمات الحوثيين. وحثت إدارة بايدن بكين على استخدام نفوذها لدى إيران للضغط على الحوثيين، لكن المسؤولين الأمريكيين لم يروا أي دليل على أن بكين قامت بذلك.
وقد جعل ترامب معالجة عدم الاستقرار في البحر الأحمر أولوية له، وسط مخاوف من أن الحوثيين ما زالوا يشكلون تهديدًا للاقتصاد العالمي.
قال المسؤول الأمريكي: “ينبغي على بكين أن تأخذ هذه الأولوية على محمل الجد عند النظر في أي دعم مستقبلي لشركة CGSTL”.
وعند سؤاله عن المزاعم الأمريكية بشأن شركة الأقمار الصناعية، قال متحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن إنهم “غير مطلعين على الوضع المعني”.
سبق أن خضعت CGSTL لتدقيق أمريكي، وكانت من بين الشركات التي فرضت عليها واشنطن عقوبات في عام 2023 بتهمة توفير صور أقمار صناعية عالية الدقة لمجموعة فاغنر، الجيش الخاص الروسي الذي ساعد الرئيس فلاديمير بوتين في غزو أوكرانيا.
تأسست الشركة الصينية في عام 2014 كمشروع مشترك بين حكومة مقاطعة جيلين وفرع من الأكاديمية الصينية للعلوم في مدينة تشانغتشون، عاصمة المقاطعة.
وقال جيمس مولفينون، الخبير في الشؤون العسكرية والاستخباراتية الصينية بشركة “بامير كونسالتينغ”، إن “تشانغ قوانغ هي واحدة من عدد قليل من الشركات الصينية التجارية الظاهريًا، لكنها في الواقع متغلغلة بشدة في نظام الاندماج العسكري-المدني، وتزود قدرات المراقبة العالمية لكل من العملاء المدنيين والعسكريين”.
بموجب برنامج “الاندماج العسكري-المدني” الصيني، يتعين على الشركات مشاركة تقنياتها مع جيش التحرير الشعبي عند الطلب.
قال ماثيو بروزيزي، خبير الدفاع الصيني في شركة “بلو باث لابز” الاستشارية التي تتعامل مع الحكومة الأمريكية، في العام الماضي إن لدى CGSTL مئة قمر صناعي في المدار، وتخطط لزيادة العدد إلى 300 بحلول نهاية عام 2025، مما سيمكنها من التقاط صور متكررة لأي موقع في العالم كل 10 دقائق.
وأضاف بروزيزي أن CGSTL لها “علاقات وثيقة” مع الحكومة الصينية والحزب الشيوعي والجيش، لكنه أشار إلى أن الإشارات العلنية إلى علاقاتها بجيش التحرير الشعبي أصبحت أقل منذ عام 2020، مما يشير إلى أنها “أصبحت أكثر حذرًا في الحديث علنًا عن هذه الروابط”.
فرضت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة عقوبات على عشرات المجموعات التجارية الصينية بزعم وجود صلات بينها وبين الجيش.
وأضاف بروزيزي أن CGSTL قدمت إحاطات لكبار المسؤولين الصينيين بشأن تطبيقات تقنياتها، بما في ذلك للاستخدامات “الاستخباراتية العسكرية”، وعرضت تقنياتها أمام عدد من كبار ضباط جيش التحرير الشعبي، بمن فيهم تشانغ يوشيا، الجنرال الأعلى رتبة في الجيش الصيني والذي يُعد الرجل الثاني بعد الرئيس شي جينبينغ.
تأتي المخاوف الأمريكية بشأن CGSTL في الوقت الذي يزداد فيه تركيز البنتاغون على النشاط العسكري الصيني المتزايد في الفضاء.
وقال البنتاغون إن الصين أطلقت 200 قمر صناعي في المدار في عام 2023، مما جعلها ثاني أكثر الدول نشاطًا بعد الولايات المتحدة. وأضاف أن بكين تقوم أيضًا بتصدير تقنيات الأقمار الصناعية الخاصة بها، بما في ذلك الأقمار الصناعية للاستشعار عن بُعد، وهو النوع ذاته الذي تستخدمه CGSTL.
الولايات المتحدة تقول إن شركة صينية تساعد الحوثيين في استهداف السفن الحربية الأمريكية