كثفت مليشيا الحوثي هجماتها على سفن الشحن البحري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، وذلك في إطار ما أسمتها استراتيجية "الهجوم الكبير" التي توعد بها زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي.

لكن هذه الهجمات التي ما زالت المليشيا تزعم أنها من أجل التضامن مع الأشقاء الفلسطينيين وخاصة سكان قطاع غزة ضد الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل عليهم، لم تثن إسرائيل عن الإيغال في قتل الفلسطينيين وتشريدهم وتدمير مدنهم وقراهم.

وفي حين تبرر المليشيا الحوثية استمرار هجماتها بأنها أدت إلى خسارة إسرائيل مليارات الدولارات جراء عدم وصول السفن التجارية إلى ميناء أم الرشراش (إيلات)، فهي لا تنظر إلى الجانب الآخر من الأضرار التي لحقت وما زالت، باليمنيين وبالأشقاء العرب، ولا سيما السودان التي تشهد حربا مستمرة، ومصر التي انخفضت إيراداتها من قناة السويس بنسبة تجاوزت 50%. كما لا تنظر المليشيا إلى أن إسرائيل لديها بدائل لميناء إيلات، وأنه حتى هذا الميناء تصله السفن عبر طرق بحرية بديلة.

إضافة إلى التأثيرات الاقتصادية على اليمن والبلدان العربية المشاطئة للبحر الأحمر، أدت الهجمات الحوثية إلى زيادة القوات الدولية في المياه اليمنية، وهو ما جلب كارثة على قطاع الصيد وأودى بحياة العشرات من الصيادين ومنعهم من الوصول إلى مصادر رزقهم بسبب كثافة السفن الحربية واستمرار الهجمات وتلويث البيئة البحرية والقضاء على التكاثر الطبيعي للأحياء البحرية.

ومع زيادة عدد السفن الحربية والمدمرات متعددة الجنسيات لحماية السفن التجارية، أصبحت مسيّرات وصواريخ الحوثي تتساقط في البحر دون تأثير يذكر على السفن المرتبطة بإسرائيل أو بأمريكا أو ببريطانيا. وعلاوة على ذلك أصبحت السفن الحربية الأوروبية وغيرها تشترك في مهمات دفاعية مع السفن والمدمرات الأمريكية والبريطانية للتصدي لهجمات الحوثيين، الأمر الذي يجعل من صواريهخم ومسيّراتهم مجرد مفرقعات تفجرها القوات الدولية في الجو. والمثال الأبرز على ذلك انضمام السفن الحربية الفرنسية والدنماركية إلى جانب مدمرات وبارجات أمريكا وبريطانيا للتصدي لهجوم المليشيا السبت، وأبطلت فاعليتها.

والأربعاء، أفاد الجيش اليوناني أن إحدى سفنه المنتشرة في البحر الأحمر أسقطت طائرتين مسيرتين للحوثيين في البحر الأحمر. وقالت هيئة الأركان العامة اليونانية في بيان، إن الفرقاطة "هيدرا" أطلقت نيران مدفعيتها على طائرتين مسيرتين للحوثيين. وأبحرت السفينة "هيدرا" في فبراير الماضي للانضمام إلى عملية "أسبيدس" التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في الشهر نفسه. 

والأربعاء أيضاً، قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن المدمرة البحرية الملكية HMS Diamond عادت إلى البحر الأحمر للمساعدة في حماية سفن الشحن التجاري مع استمرار هجمات الحوثيين على السفن، مشيرة إلى أن المدمرة دياموند ستحل محل الفرقاطة ريتشموند.

وقال وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس: "إن حماية الشحن في جميع أنحاء العالم هي إحدى المهام الرئيسية للبحرية وهذا النشر يظهر كيف يساعد بحارتنا ذوو المهارات العالية وسفننا الحربية المتقدمة في الحفاظ على ممراتنا البحرية آمنة". وأضاف: "لا تزال بريطانيا في طليعة الرد الدولي على هجمات الحوثيين الخطيرة على السفن التجارية، والتي أودت بحياة بحارة دوليين".

والثلاثاء قالت وزارة الدفاع الإيطالية، إن سفينة حربية إيطالية أسقطت طائرتين مسيرتين للحوثيين في البحر الأحمر في إطار عملية أوروبية ضد الهجمات التي تشنها المليشيا على سفن الشحن التحاري.

وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها روما عن مثل هذا الإجراء منذ أن أعطى البرلمان الضوء الأخضر لمشاركة إيطاليا في عملية أسبيدس الأسبوع الماضي. وقالت الوزارة في بيان، "في إطار عملية أسبيدس للاتحاد الأوروبي، أسقطت كايو دويليو طائرتين مسيرتين دفاعا عن النفس".

وتتولى إيطاليا قيادة العمليات للمهمة، التي سميت على اسم الكلمة اليونانية التي تعني الدرع، والتي أطلقها الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي بهدف حماية الشحن الدولي.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: طائرتین مسیرتین فی البحر الأحمر السفن الحربیة

إقرأ أيضاً:

ترقب حذر لشركات الشحن العالمية بخصوص أزمة البحر الأحمر بعد وقف إطلاق النار بغزة

 

اليمن تؤكد أن عملياتها البحرية مرتبطة بتوقف الحرب على غزة سوق الشحن العالمي يتناول اتفاق وقف اطلاق النار في غزة بوصفه بداية انفراجة لاضطرابات البحر الأحمر

أكدت القوات المسلحة اليمنية في بياناتها الأخيرة المتصلة، بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار أن عملياتها البحرية مرتبطة بتوقف الحرب الإسرائيلية على غزة ورفع الحصار عن الفلسطينيين.
وكان قائد الثورة السيّد عبدالملك بدر الدين الحوثي قد أكد في كلمته الأخيرة أن اليمن ستراقب تطورات الأوضاع، وستواصل عملياتها العسكرية للرد على أي “مجارز” ترتكبها إسرائيل في فترة ما قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ، كما أنها ستكون مستعدة للرد على أي “تصعيد” إسرائيلي بعد سريان الاتفاق ، وهو ما يعني أن عمليات الجيش اليمني ستتوقف مع بدء تنفيذ الاتفاق، ولن تستأنف إلا في حال انتهاك إسرائيل للاتفاق حسب محللين ومراقبين ، ويتناول سوق الشحن العالمي اتفاق وقف اطلاق النار في غزة بوصفه بداية انفراجة لاضطرابات البحر الأحمر وعمليات صنعاء لاستهداف السفن التجارية المرتبطة بـ إسرائيل منذ نوفمبر 2023م ، وفي ذات الوقت هناك قلق يسيطر على سوق الشحن حتى تتضح الصورة من موقف اليمن تجاه الشحن البحري المرتبك ” بإسرائيل” بعد تنفيذ الاتفاق.

الثورة / أحمد المالكي

وفي تقرير جديد لصحيفة “لويدز ليست” البريطانية المتخصصة بشؤون الشحن البحرية، نشرته مطلع الأسبوع قالت فيه: إن “الحوثيين لا يزالون يسيطرون على البحر الأحمر”، وأن إعلان وقف إطلاق النار يفتح الباب أمام إمكانية عودة حركة الشحن إلى مضيق باب المندب، لكن قطاعاً كبيراً من الصناعة لا يزال رهيناً بما تقرر اليمن القيام به بعد ذلك.
وبحسب الصحيفة فإن “قطاعات صناعة الشحن التي أُجبرت على تغيير مسارها أو اختارت ذلك بحرية لا تعتمد على الحراسة البحرية أو المفاوضات الدبلوماسية لتقرر ما إذا كانت ستعود أم لا، ولكنها تنتظر إشارة من الحوثيين أنفسهم”.
توقعات
وتوقع معنيون وخبراء في قطاع الشحن العالمي ، توقف العمليات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، محذّرين الشركات الأمريكية والبريطانية بعدم اليقين بشأن توقف الحرب، وذلك بسبب الوقت الذي ستتطلبه ترتيبات العودة إلى البحر الأحمر، بعد أشهر من تحويل مسارات هذه الشركات حول رأس الرجاء الصالح.
ونقلت وكالة “رويترز”عن مسؤولين في الأمن البحري قولهم إنهم “يتوقعون أن يعلن من اسموهم “الحوثيون” وقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر بعد اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس”، حسب تعبير الوكالة.
ونقلت رويترز عن أحد المسؤولين قوله إن “الإعلان متوقع إلى حد كبير وهناك مؤشرات على أن بعض الشركات تستعد لاستئناف رحلاتها عبر البحر الأحمر لكن من السابق لأوانه القول إن حركة المرور ستعود”، معتبراً أن “المؤشر الأول على عودة الأمور إلى طبيعتها سيكون في سوق التأمين، حيث ستبدأ رسوم التأمين في الانخفاض”.
بحذر
وبحسب تقرير رويترز فقد قالت مصادر في الأمن البحري إن “الشركات ستتعامل بحذر مع أي تعهد من جانب الحوثيين بوقف الهجمات وستختار رحلات تجريبية لتقييم بيئة المخاطر”.
كما نقلت الوكالة عن مصادر تأمينية قولها إن “أقساط التأمين الإضافية ضد مخاطر الحرب تتراوح بين 0.6 % وحتى 2 % من قيمة السفينة إذا كانت السفينة مرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة، وقد ظلت بدون تغيير إلى حد كبير في الأشهر الأخيرة”.
تحديات التأمين
فيما نقلت وكالة “بلومبرغ” عن مات كاسل، نائب رئيس الشحن العالمي بمجموعة الخدمات اللوجستية (سي إتش روبنسون) الأمريكية قوله: “من غير المرجح أن تشهد الصناعة تحولاً كبيراً إلى قناة السويس في الأمد القريب”، مشيراً إلى أن “السبب في ذلك يعود إلى التحديات المتعلقة بالتأمين على البضائع بالنظر إلى المخاطر العالية المتوقعة والقيود الزمنية، حيث قد يستغرق تنفيذ خطة الشحن البحري الجديدة أسابيع أو أشهر”.
وقال كريج بول، المدير الإداري لشركة (كاردينال جلوبال لوجيستكس) البريطانية إنه “إذا أوقف من أسماهم “الحوثيون” الهجمات، فقد يتعين على تجار التجزئة الانتظار حتى الربع الثاني حتى تتمكن خطوط الشحن من تغيير مساراتها بالكامل”، وفقاً لما نقلت رويترز.
وأضاف: “من المؤكد أن الأمر سيكون بمثابة تجربة للطريق، والتأكد من أن وقف إطلاق النار حقيقي”.
العودة الفورية
وبحسب تقارير دولية، هناك عدد من شركات الشحن الكبرى العالمية تستبعد العودة الفورية إلى البحر الأحمر، في حين تجري توقعات أخرى بأن يشهد الربع الأول من عام 2025 عملية تنظيمية جديدة تمهيداً لعودة الملاحة إلى طبيعتها.
وشهد عام 2024، إضافة إلى آخر شهرين من 2023، تعطلاً كاملاً للملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر، مما قفز بأسعار الشحن بنسب تجاوز 200 % خلال النصف الأول من 2024 فقط، وهو أعلى مستوى لها منذ العام 2022 وفق مراجعات بقش. وانعكست الأزمة على الحاويات وناقلات النفط والغاز، ومعدلات التضخم في أوروبا وأمريكا، وعلى الشحنات القادمة من الدول الآسيوية خصوصاً الصين إلى مختلف دول العالم.
كما تضاعفت أسعار الحاويات مع شحة الحاويات الفارغة للشحن نتيجة تكدسها في بعض الموانئ وعدم وجودها في موانئ أخرى، بسبب عدم انتظام عمليات مرور السفن بالشكل الطبيعي من البحر الأحمر والدوران حول رأس الرجاء الصالح.

مقالات مشابهة

  • توقع تراجع أسعار الشحن البحري 20% بتوقف هجمات الحوثيين
  • "دي.بي ورلد": أسعار الشحن قد تنخفض 20% في هذه الحالة
  • "دي.بي ورلد": أسعار الشحن قد تنخفض 20% في هذه الحالة
  • بعد 14 شهراً من الاحتجاز، الحوثي يطلق سراح طاقم سفينة غلاكسي ليدر
  • أمن غزة مقابل البحر الأحمر.. رسالة يمنية لكيان العدو
  • امبري للأمن البحري: نحذر الشحن المرتبط بـ”إسرائيل” من المرور في البحر الأحمر
  • فايننشال تايمز: أي انحراف في وقف اطلاق النار سيرتد على السفن في البحر الاحمر
  • شركات بريطانية: سفن الحاويات ستتأثر بشدة من الشحن في البحر الأحمر 
  • ترقب حذر لشركات الشحن العالمية بخصوص أزمة البحر الأحمر بعد وقف إطلاق النار بغزة
  • الحوثي تعلن موعد رفع الحظر البحري عن السفن المرتبطة بالاحتلال