دعوات لوقف بث مسلسلات وسيتكومات رمضان.. دفاع عن الهوية أم حد لحرية التعبير ؟
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
زنقة 20 | الرباط
تواجه عدد من الإنتاجات التلفزيونية الرمضانية هذه السنة، بلاغات استنكارية ودعاوي قضائية لإساءتها لعدد من المهن، كالتعليم.
البداية كانت مع السلسلة الكوميدية “اولاد يزة”، التي أثارت الجدل في أولى حلقاتها بسبب ما تعتبره هيئة التدريس “إساءة للأساتذة”.
النائب البرلماني حسن أومريبط، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، وجه سؤالا كتابيا إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل، حول المسلسل الرمضاني “ولاد إيزة” الذي يتم بثه يوميا على القناة الأولى يوم الثلاثاء 12 مارس الجاري.
و قال النائب البرلماني في سؤاله ، أن “المسلسل يقدم صورة سلبية ونمطية مُستفزة عن الأساتذة، تنم عن الرغبة في تحقير مهنة التدريس والحط من القيمة الرمزية والاجتماعية لممارسيها وجعلهم مرفوضين اجتماعيا وميؤوسا منهم”.
و اعتبر النائب البرلماني أن ” ذلك تم بهدف بشكل مقصود لخلق الإثارة والتشويق، دون الأخذ بعين الاعتبار للأدوار الطلائعية التي يقوم بها الأستاذ في سبيل الرقي بالمجتمع وتثقيفه وتوطيد القيم الإسلامية والوطنية والإنسانية وسط الناشئة، ودون الوعي بالمخاطر وبالآثار النفسية والاجتماعية الهدامة الناتجة عن الحط من قيمة مهنة التدريس”.
النائب المذكور ، طالب الوزير بـ”محاصرة جميع أشكال الوصم والتنميط التي تلصقها بعض البرامج التلفزيونية بالأساتذة وبالأطر الإدارية والتربوية عموما” ، وتسائل عن ” الإجراءات التي يمكن أن ترد الاعتبار وصون كرامة رجال ونساء التعليم، جراء ما تعرضوا له من الإساءة المقصودة من قبل المسلسل الرمضاني “ولاد إيزة”.
أحمد التويزي رئيس فريق الاصالة و المعاصرة بمجلس النواب، بدوره سائل الحكومة حول استعمال عبارات تسيئ لنساء مدينة آيت أورير في أحد المسلسلات المعروضة خلال شهر رمضان.
التويزي قال ان المسلسل انتقص من قيمة ومكانة نساء منطقة ايت اورير بشكل عام.
و حمل رئيس فريق البام، الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة مسؤولية ما يعرض على قنواتها ، باعتبار ان دورها يقوم على مراقبة قبلية للبرامج المسجلة قبل بثها.
وأمام تزايد الانتقادات و بيانات الاستنكار في مواجهة انتاجات رمضانية، انقسم الجمهور المغربي بين مؤيد و رافض لها.
المؤيدون يرون أن الاساءة لمهن جليلة مثل التعليم خاصة في ظل الوضعية التي يشهدها القطاع ، أمر لا يمت للفن بصلة و إنما يزيد من تأزم الوضع.
و اعتبروا أن رسالة الفن بشتى أصنافه نبيلة في عمقها و يجب أن لا تسيئ إلى أي جهة كانت إما بشكل مباشر أو عبر التلميح لذلك.
أما المؤيدون فيعتبرون أن كل هذه الخطوات الاستنكارية ما هي الا مشهد من مشاهد خنق الابداع و حرية التعبير بالمغرب وفرض لمقص الرقابة على مضمون الأعمال التلفزيونية.
و كتب أحدهم متسائلا : ” لماذا لا تحتج المديرية العامة للأمن الوطني بالرغم من أن العديد من الانتاجات التلفزيونية تطرقت الى رجال الامن و تورط بعضهم في الإرتشاء أو ارتكاب جرائم يعاقب عليها القانون”.
و أضاف أن مديرية الامن في هذا الصدد أظهرت أنها أكثر انفتاحا من هيئات أخرى سارعت الى مهاجمة الانتاجات الرمضانية بمجرد طرح موضوع يهمها في مسلسل أو سيتكوم رمضاني.
معلقة أخرى كتبت : “في كل المهن يوجد الصالح والطالح والمتوازن والمختل التوازن ومن حق الفنان أو الكاتب أن يركز على نموذج واحد من هؤلاء أو تقديم نماذج مختلفة بحسب الهدف الذي وضعه، دون أن يطلب إذنا من احد”.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
الشيوخ يحيل مقترح تدريس المناهج بشكل ممسرح إلى الحكومة
أحال المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، الاقتراح برغبة المقدم من النائب رامي جلال، بشأن "مسرحة مناهج التعليم الأساسي وإعداد منهج موازي ممسرح"، إلى الحكومة.
جاء ذلك خلال الجسة العامة لمجلس الشيوخ اليوم الأحد.
وأوضح النائب رامي جلال عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن مسرحة المناهج هي عملية تحويل محتوى تعليمي معين إلى مسرحية تعليمية تبسط المحتوى التعليمي المقدم للطلاب تبعا للمرحلة العمرية. ويقدم هذا المسرح المناهج التعليمية في سياق درامي، وقد يشارك فيه الطلاب أنفسهم.
وأشار إلى أنه تبنى فلسفة مسرحة المناهج على هذا المسرح على نظريات تربوية قائمة على فكرة تعليم الطالب دروسه الأكاديمية عن طريق الخبرات والممارسات الحياتية اليومية فمن الممكن استخدام المسرح كبنية تعليمية في استكشاف العالم وفهمه وتطوير مهارات الحياة الأساسية الضرورية.
وذكر أن أهمية مسرحة المناهج تتجلى في كونها إحدى استراتيجيات التعلم النشط التي تكسر روتين الحصص اليومي وطرق التدريس والتربية المألوفة والقائمة على التنظير. إلى جانب تقديمه للمواد الدراسية في صورة مبسطة وجذابة محببة تجعل التلميذ يتعلق بالمادة الدراسية ويتقبلها ضمن إطار درامي منتزع من الحياة.
وبين النائب أن أهمية هذا الأسلوب التعليمي وبخاصة في المدارس خاصة الابتدائية تتزايد لما له من أهمية في استخدام ملكات الخيال، والذكاء، والتعبير بحرية عن الأفكار والاستجابات والمشاعر، ومن ثم يتغير فهم وتلقي التلاميذ للموضوع التعليمي، كما أنها تحبب المواد الدراسية إلى نفوسهم لأنها تثير حب الاستطلاع لديهم والرغبة في المعرفة للقضية التي تتناولها المسرحية، مما يجعلهم إيجابيين غير خاملين في أثناء الدرس.