هل يحفز مؤثرو اللياقة البدنية على ممارسة الرياضة؟
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
الكثير من الناس قليلو الحركة، فلا يتحركون خلال حياتهم اليومية بما يكفي. تتوصل منظمة الصحة العالمية إلى هذا الاستنتاج عاما بعد عام. وهذا ما توصل إليه تقرير المنظمة عن "الحالة العالمية للنشاط البدني 2022" وهو أحدث تقرير في هذا السياق. وجاء في التقرير أن 81 بالمائة من المراهقين و27,5 بالمائة من البالغين يجلسون كثيرا ويمشون أو يقودون الدراجة أو يركضون قليلا.
وعلى عكس ذلك هناك اتجاه عالمي يشير إلى عودة قطاع اللياقة البدنية إلى النمو وتحقيق عائدات بالمليارات، بعد تراجعه خلال فترة جائحة كورونا. وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي مثل انستغرام وتيك توك ويوتيوب، يتابع الملايين مؤثري اللياقة البدنية!
وينشر هؤلاء فيديوهات وبرامج تدريبية، بالإضافة إلى صور لهم قبل وبعد التدريب، أو لمتابعين حققوا نجاحا باتباع وممارسة تلك البرامج التدريبية. كما يقدم هؤلاء نصائح حول التغذية والمكملات الغذائية، وغالبا ما يتم دعمهم من قبل كبار منتجي السلع الرياضية، الذين اكتشفوا مبكرا تأثير وقدرة هؤلاء المؤثرين على الترويج لمنتجاتهم.
قلة ممارسة الرياضة والحركة والسمنة من ناحية، وتحسين الذات وانتشار ثقافة اللياقة البدنية من ناحية أخرى! فكيف يتناسب ذلك معا؟
قطبان متعاكسان تماما!
"في المتوسط تتراجع اللياقة البدنية لدى الناس" يقول لارس دونات، الأستاذ بجامعة الرياضة في كولونيا، ويضيف "الوسط ليس مهما، الأكثر أهمية هو ما يحدث على الأطراف" التي ستتحول إلى أقطاب، حسب دونات.
وانطباعه أن الرياضة والحركة تلعب دورا هامشيا في المؤسسات مثل رياض الأطفال والمدارس والجامعات. وبدل ذلك تتم خصخصة مسألة اللياقة البدنية أكثر فأكثر. وبالتالي فإن عضوية الأندية والمعدات والألبسة الرياضية تصبح أغلى، وهذا ما يجعل الوصول إليها بالنسبة للمجموعات ذات التعليم والدخل المنخفضين صعبا. ويقول دونات "من لديه إمكانية الوصول وتربى في جو اجتماعي رياضي وأهله نشطون رياضيا، سيتحرك وينشط هو أيضا في وقت لاحق من حياته".
دور مؤثري اللياقة يمكن أن يكون سلبيا!
الناس الذي يتحركون ويمارسون الرياضة، هم أنفسهم الذين يتأثرون بشكل إيجابي بمؤثري اللياقة البدنية، حسب رأي دونات. وتثبت الدراسات العلمية أيضا أن مؤثري اللياقة البدنية يمكن أن يكونوا عاملا محفزا على التدريب، مع العلم أن هذا الحافز غالبا ما يتبخر بسرعة، يقول دونات.
ويحذر الباحثون من أن التأثير يمكن أن يكون سلبيا أيضا وبسهولة. وهناك خطر كبير من أن الصورة أو التقديم الذاتي للمؤثر ألا يكون ملهما، وإنما يؤدي إلى التوقف وتثبيط الهمم، حيث يكون (شكله) مثاليا جدا وبعيد المنال. "وهنا لا تساعد الهشتاغات مثل Fitspiration، التي من المفترض أن تدعو الناس إلى البدء بعملية التحول" يقول دونات.
الأهداف والحوافز الرياضية شخصية وفردية جدا وهي مرتبطة بالظروف الذاتية، حسب رأي الباحثين الرياضيين. ومن هنا فإن المقارنة مع مؤثر اللياقة البدنية قد يأتي بنتائج عكسية تماما، لأن حياتك وظروفك الشخصية لا تؤخذ في الاعتبار لدى المقارنة.
ماذا يمكن أن يحفز على ممارسة الرياضة؟
"مؤثرو اللياقة البدنية، نعمة ونقمة في نفس الوقت" يقول الأستاذ بجامعة الرياضة في كولونيا لارس دونات، ويضيف "إذا وجدت الشخص المناسب الذي يقابلني بأهدافي ودوافعي وحالتي العامة، فإن ذلك يمكن أن يكون فرصة" وهذا ما يستبعده دونات، ويتابع "أعتقد أن هؤلاء الذين يعانون من السمنة وغير راضين عن أنفسهم، يزدادون سمنة وعدم رضا" فالاستقطاب يزداد حدة.
ويرى دونات أن إبعاد الناس عن الأريكة ودفعهم للوقوف على أقدامهم، يجب أن يكون هدفا للمجتمع كله. ويقول "يجب أن يعرف الأهل مدى أهمية لعب الأطفال في الخارج وتسلقهم الأشجار، لنموهم البدني والعقلي والعاطفي". ويجب تهيئة الظروف لذلك في المؤسسات أيضا مثل رياض الأطفال والمدارس والجامعات.
وإن وجود أشخاص نشطين من حولنا وإمكانية تجريب رياضات مختلفة، يلهم ويحفز أكثر من مؤثري اللياقة البدنية، يقول دونات ويضيف "نحن كائنات اجتماعية وغالبا ما نبني سلوكنا على سلوكيات الآخرين من حولنا".
التغذية أهم سلاح في محاربة البدانة
إن مجتمعا نشطا، هو مجتمع صحي أيضا. فالرياضة تقوي القلب والدورة الدموية وتخفض ضغط الدم، ويمكن أن تساعد على التخلص من الاكتئاب أيضا. لكن الرياضة لوحدها لا يمكن أن تحقق ذلك وتخلصنا من زيادة الوزن، "فالعلم في هذا المجال واضح: تغيير النظام الغذائيله القدرة الأكبر على تخفيف الوزن" يقول دونات.
طبعا يمكن للرياضة أن تؤثر إيجابيا على تخفيف الوزن، لكن من يكافئ نفسه بعد ممارسة الرياضة بقطعة بيتزا أو حلوى أو بالبطاطا المقلية، لن يحقق نتيجة جيدة في مكافحة زيادة الوزن. لذلك ينصح دونات ويقول "ركز أولا على التغذية. واجمع بين الرياضة والتغذية ومارس الرياضة للحفاظ على وزنك بعد إنقاصه".
أعده للعربية: عارف جابو
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: ممارسة الریاضة یمکن أن یکون
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية مصر يقول إن بلاده الأكثر تضررا من هجمات الحوثي في البحر الأحمر
يمن مونيتور/قسم الأخبار
قال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي -الأحد- إن ثمة تراجعا كبيرا في عائدات قناة السويس نتيجة التصعيد “غير المقبول” في البحر الأحمر.
وأضاف عبد العاطي في مؤتمر صحفي في الكويت أن المزيد من العسكرة في منطقة البحر الأحمر يضر ضررًا بالغا بالتجارة العالمية وبالاقتصاد المصري، معتبرا أن مصر قد تكون الأكثر تضررا بالتصعيد الحالي في هذه المنطقة.
وأشار الوزير المصري إلى أنه تحدث مع وزير خارجية الكويت عن الأوضاع “الكارثية” في البحر الأحمر والتصعيد الحالي، الذي يؤثر على حركة الملاحة الدولية.
وقال: “إذا كانت ثمة جدية لمنع التصعيد لابد من معالجة جذور المشكلة وهي بطبيعة الحال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وأيضا على لبنان حتى لا نعطي الذريعة لأي طرف”.
وأكد أن “الاستقرار أمر هام جدا ولن يتحقق الاستقرار إلا بمعالجة جذور المشكلة ووقف هذا العدوان الغاشم”.