بغداد -(د ب أ) – دعا العراق والأردن دول العالم إلى إحترام مشاعر ومقدسات الآخرين،  وتحمل مسؤوليتها في مواجهة كل الأفعال المسيئة التي تغذي مشاعر الكراهية والعنصرية. وشدد البلدان في ختام مباحثات رسمية، عقدت في العاصمة العراقية بغداد اليوم، برئاسة رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني ونظيره الأردني بشر الخصاونة، على التنديد بتكرار ممارسات حرق المصحف الشريف، التي أثارت حفيظة ومشاعر المسلمين في كل انحاء العالم، ومطالبة الدول بإحترام مشاعر ومقدسات الآخرين ودعوة الدول إلى تحمّل مسؤولياتها في مواجهة كل الأفعال المسيئة، التي تغذي مشاعر الكراهية والعنصرية.

وأكد الجانبان على متانة واستراتيجية العلاقة  التاريخية التي تربط البلدين  والتي تشكل نموذجا فريدا للأخوة الراسخة المبنية على الاحترام وتطابق وجهات النظر والتطلع لمزيد من التعاون والتنسيق المشترك للتعامل مع جميع التحديات والرغبة المشتركة في تنمية وتعزيز العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب وأوسع. كما أكد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في مجال الطاقة واستعراض الإجراءات المتخذة من قبل البلدين لإتمام مشروع الربط الكهربائي المرحلة الأولى، وتزويد منطقة الرطبة في الجانب العراقي على جهد (132 كي في) والمرحلة الثانية وتزويد منطقة القائم في الجانب العراقي على جهد (400 كي في) مع التأكيد على بذل جميع الجهود للانتهاء من عملية الربط وفق الجدول الزمني المحدد. كما تم بحث آخر المستجدات في ما يخص مد خط أنبوب لتصدير النفط العراقي عبر الأراضي  الأردنية  من ميناء العقبة، كمنفذ إضافي لتصدير النفط العراقي عبر الأراضي الأردنية والترحيب بتمديد مذكرة التفاهم لتزويد الجانب الأردني بالنفط العراقي ودراسة إمكانية زيادة الكمية المجهزة من النفط بحسب الإمكانات الفنية واللوجستية.  وإتفق الجانبان على استمرار بحث سير  العمل في مشروع المدينة الاقتصادية المشتركة، وحث الشركة العراقية الأردنية للصناعة المملوكة مناصفةً للحكومتين العراقية والأردنية والمكلفة بتنفيذ مشروع المدينة الاقتصادية، على استمرار العمل بوتيرة متصاعدة لبدء تنفيذ المشروع على أرض الواقع وفق الجدول الزمني المحدد. كما تمّ التوافق على تسهيل إجراءات منح تأشيرات الدخول من خلال سفارتي البلدين وبأسرع وقت ممكن ورفع مستوى الأمن الغذائي وتعزيز التكامل الغذائي وزيادة المخزون الاستراتيجي للسلع الاستراتيجية في البلدين وتعزيز ودعم البيئة الاستثمارية في البلدين والتوافق على تشكيل فريق عمل عراقي – أردني مشترك يُعنى بالشأن الاستثماري بهدف التسهيل على المستثمرين من الجانبين، وتسريع الإجراءات المرتبطة باستثماراتهم في كلا البلدين. وطالب العراق والأردن باتخاذ الإجراءات اللازمة بتنفيذ مخرجات القمم الثلاثية العراقية الأردنية المصرية وتنفيذ مشروعات وخلق شراكات معنية بتحقيق أقصى استفادة من مذكرة التفاهم للتكامل الصناعي بينهم   التي دخلت حيز التنفيذ في البلدان الثلاثة.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

صمت الفصائل العراقية.. تكتيك سياسي أم موقف دائم؟

3 مارس، 2025

بغداد/المسلة: التزمت الفصائل العراقية الصمت حيال العملية التي نفذتها طائرات أميركية في مطار النجف، ما أثار تساؤلات حول موقفها من التطورات الإقليمية الأخيرة، وخاصة مع تصاعد التوتر بين واشنطن ومحور المقاومة.

تحركات الفصائل المسلحة في العراق تعكس استراتيجية تعتمد على التهدئة وعدم الانجرار إلى مواجهة مباشرة، رغم تصاعد الضغوط الأميركية في المنطقة. هذا الحذر السياسي والعسكري قد يكون نابعًا من إدراك الفصائل لحساسية المرحلة، خصوصًا مع محاولات إعادة هيكلة الحشد الشعبي وإعادة رسم العلاقة بينه وبين الدولة العراقية.

واعتبر رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي أن المطالبات بنزع سلاح الفصائل غير مبررة، مشيرًا إلى أن التهديد الحقيقي للسيادة العراقية يتمثل في عمليات أميركية مثل الإنزال الجوي في مطار النجف، وليس في امتلاك الفصائل للسلاح. هذا التصريح يعكس موقفًا رسميًا داخل بعض الأوساط السياسية العراقية، التي ترى في سلاح الفصائل جزءًا من منظومة الدفاع الوطني وليس مصدر تهديد للدولة.

وأكد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، أن الدعوات لتسليم سلاح الفصائل المسلحة تهدف إلى تجريد العراق من قدراته الدفاعية، مشيرًا إلى أن هذا السلاح كان حاسمًا في التصدي لتنظيم داعش عام 2014 عندما كان الجيش يعاني من انهيارات ميدانية.

وهذا الخطاب يتقاطع مع رؤية الفصائل التي ترفض أي خطوة قد تؤدي إلى تقليص دورها، لا سيما في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية غير المستقرة في العراق.

وتتصاعد الدعوات في الأوساط السياسية العراقية لمراجعة وضع الحشد الشعبي وتحديد طبيعة ارتباطه بالقائد العام للقوات المسلحة. هذه النقاشات تأتي في ظل ضغوط داخلية وخارجية لإعادة تنظيم المشهد الأمني في العراق، وسط تباين في الرؤى حول مستقبل الفصائل المسلحة ودورها في مرحلة ما بعد الحرب على داعش.

الصمت الذي التزمت به الفصائل المسلحة حيال الإنزال الأميركي قد يكون تكتيكيًا أكثر منه موقفًا دائمًا، إذ أن الفصائل سبق وأثبتت قدرتها على الرد في توقيتات مدروسة. كما أن المعادلات الإقليمية المتغيرة تجعل أي مواجهة غير محسوبة العواقب أمرًا قد يؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه من الطرفين.

الولايات المتحدة، من جهتها، تواصل تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، وسط حديث عن إعادة ترتيب أولوياتها الاستراتيجية في العراق وسوريا. هذا التحرك لا يلقى ترحيبًا من بعض القوى العراقية التي ترى فيه انتهاكًا للسيادة الوطنية، لكنه في الوقت نفسه يعيد خلط الأوراق في الساحة العراقية، ويدفع الفصائل المسلحة إلى إعادة تقييم خياراتها.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • صمت الفصائل العراقية.. تكتيك سياسي أم موقف دائم؟
  • شركة الحفر العراقية تكسر الصمت وتطالب وزارة النفط بالامتيازات.. فيديو
  • النفط العراقي يستقر في بداية تعاملات الأسبوع
  • لبنان تعلن عن استيرادها للنفط العراقي الخام بدلا من “الفيول”
  • العراق ومصر يؤكدان على تعزيز التعاون بين البلدين
  • تركيا: خط النفط العراقي جاهز منذ عام ونريده أن يعمل بأقصى طاقته
  • وزارة النفط العراقية تحقق الإكتفاء الذاتي وتصدير الفائض للأسواق الخارجية
  • هل تراجع صادرات النفط العراقي لأمريكا مؤشراً على تغيرات جيوسياسية؟
  • مصادر سياسية:قريباً تشكيل تحالف رباعي بين العراق وتركيا والأردن وسوريا للتعاون الأمني ومكافحة الإرهاب
  • ارتفاع واردات الهند من النفط العراقي وتراجع الروسي في شباط