كيس مخضب بالدماء.. قصة غزي قضى شهيدا من أجل حفنة طحين
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
عرضت قناة الجزيرة كيسا مخضبا بالدماء يعود لأحد الشهداء الذين سقطوا في المجزرة الإسرائيلية الجديدة ضد منتظري مساعدات إنسانية عند دوار الكويت بمدينة غزة، في ظل سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال خاصة ضد سكان شمالي القطاع.
وخلال بث مباشر، أحضر أحد شهود العيان لمراسل الجزيرة إسماعيل الغول الكيس المخضب بالدماء، وقال إنه يعود لأحد شهداء المجزرة الجديدة الذي دفع حياته ثمنا لهذا الكيس، وأضاف "دماء الشهيد تغطي الكيس هذا كل ما تبقى منه، أصبحت حياة الناس تزهق من أجل كيس طحين، ولا حول ولا قوة إلا بالله".
وروى الشاهد ما جرى، حيث قال إنه بمجرد احتشاد المواطنين للحصول على أكياس الطحين هاجمتهم قوات الاحتلال، بينما قال شاهد عيان آخر إنه رأى ما لا يقل عن 20 شهيدا بمنطقة قريبة من دوار الكويت.
كما أشار مراسل الجزيرة إلى أن مشاهد أكياس الطحين والمساعدات الغذائية الملطخة بدماء الشهداء أصحبت منظرا اعتياديا، بفعل تعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف المواطنين أثناء سعيهم للحصول على المساعدات الغذائية على أمل سد جوعهم وجوع أطفالهم.
وعرضت الجزيرة أيضا مشاهد من وصول سيارات إسعاف محملة بشهداء ومصابين إلى مستشفى الشفاء بغزة، ومشاهد أخرى من داخل المجمع الطبي الأكبر في القطاع، حيث افترش عشرات الجرحى والمصابين الأرض في ظل نقص الإمكانيات الطبية.
وقال أحد المصابين من داخل مستشفى الشفاء للجزيرة "لأجل كيس طحين نخاطر بأرواحنا ونضحي.. والحمد لله نحن فداء للوطن".
وكان مراسل الجزيرة إسماعيل الغول قد أفاد بسقوط شهداء في إطلاق نار من مروحية إسرائيلية تجاه الأهالي خلال انتظار مساعدات قرب دوار الكويت، في أحدث مجازر منتظري المساعدات، وكان أبرزها مجزرة الطحين عند دوار النابلسي نهاية فبراير/شباط الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات
إقرأ أيضاً:
في غزة.. الطحين مفقود والجوع يطرق بطون السكان
الثورة /وكالات
في الساعة الثامنة مساء كل يوم، تتوجه الحاجة أم أكرم الحمامي إلى مخبز القلعة وسط مدينة خان يونس أملا بتأمين ربطة من الخبز لأطفالها الستة الذين يأنون تحت سيف الجوع الفتاك.
الحاجة أم أكرم تسير مشيا على الأقدام من خيمتها في منطقة بئر 19 في مواصي خان يونس إلى المخبز الواقع في وسط المدينة بما يعادل 6 كيلو مترات.
تقول لمراسلنا إنها تبيت هي ونسوة أخريات، وعدد كبير من الناس على أبواب المخبز، كي تحظى بربطة من الخبز، علها تنجح في إخماد نار الجوع التي تستعر في بطون أطفالها. “بقتلونا بالقنابل والصواريخ، والآن يقتلونا بالجوع، شو ما عملوا لن نخضع، يريدون أن نرفع الرايات البيضاء لكن فشروا” بهذه الكلمات واصلت الحاجة حديثها لمراسلنا.
ووفق مراسلنا فإن مناطق جنوب قطاع غزة ووسطه تشهد حالة تجويع ممنهج بفعل الحصار الإسرائيلي المطبق، وعصابات النهب وقطاع الطرق المدعومين من جيش الاحتلال.
وحسب مصادر محلية لمراسلنا فإن مخابز مناطق الجنوب والوسط في قطاع غزة تشهد ازدحامات كثيفة جدآ تصل حد الاختناقات، في مسعى من المواطنين للحصول على الخبز في ظل شح الطحين وفقدانه.
ويبلغ سعر كيس الدقيق 25 كيلو جرام في أسواق خان يونس والمحافظة الوسطى ما يعادل ١٠٠ دولار أمريكي، ما فرض على العوائل هواجس مرعبة فوق تلك التي يعانوها منذ أكثر من ١٤ شهراً على حرب الإبادة الجماعية المتواصلة.
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ‘أونروا’ من جانبها تقول إن مخازنها فارغة من مادة الدقيق، ولا تستطيع البدء بعمليات توزيع حتى لو كيس واحد على العوائل بشكل طارئ.
ويأتي هذا الحال المرعب على الغزيين في ظل بلوغ حرب إسرائيل ضد اونروا ذروتها بعد قرار حظر الوكالة الأممية، والتي تعد العمود الفقري في توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
وطالما اتهمت الجهات الحكومية في غزة إسرائيل باستخدام الجوع سلاحاً ضد السكان في غزة، الأمر الذي تؤكده هيئات أممية دولية.
وهي التي بدورها تحذر من أن الاحتلال يسلب أساسيات البقاء من الفلسطينيين في ظل حرب الإبادة المستمرة.
وصلنا إلى حدٍّ لا يسر حبيب ولا قريب..
وجوهٌ علتها الصفرة، وكلحت حتى اقترب لونها كثيرًا من لون أمّها الأرض، وكأنّها توشك أن تعود إليها مرةً أخرى..
وعند التجول في شوارع مدينة دير البلح التي تعج بالنازحين، لعلك تجد حديث الناس عن الطحين يتصدر الجلسات، فهو مادة مفقودة بشكل نهائي. مواطنون تحدثوا لمراسلنا عن جوع حقيقي يعيشونه فلا طحين ولا خضروات ولا فواكه ولا أي مواد غذائية وإن وجدوا شيئا على البسطات والمحلات فهو بأسعار يصفوها بالباريسية.
الصحفي أسامة الكحلوت يقول: “إن سكان جنوب غزة ووسطه يعيشون في أزمة طحين وأزمة خبز ونقص في المساعدات، وإغلاق تكيات ونفاد السلع الأساسية مع غلاء فاحش”.
المواطن سعدي الحلبي يبكي في حديثه لمراسلنا ويقول: قتلوا أطفالنا وأهلنا، واليوم يجوعونا، ماذا يحدث ألهذا الحد وصل العجز عند أمة المليار، نجوع ونحن من يدافع عن مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأمة تعجز عن إدخال الطعام للأطفال.
“نحن لا نطالبهم بإدخال السلاح، حتى الغذاء لا يستطيعون إدخاله”، يتساءل عن هذا العجز الفظيع.