أمراض الكلي.. التوعية والتشخيص المبكر أفضل وسيلة للوقاية والعلاج
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
تتباين المشاكل الصحية باختلاف كل مريض، ولكل مرض شروط خاصة للتعامل معه، غير أن التوعية والتشخيص المبكر يظلان أفضل وسيلة للوقاية وعلاج مجموعة من الأمراض، على غرار أمراض الكلي.
وبحسب المختصين يمكن تفادي الإصابة بهذه الأمراض أو تفاقم حالتها، إذا ما تمت التوعية بالدور الأساسي للكلى في الصحة العامة للفرد، وبأهم السلوكات الوقائية للحفاظ على سلامة وظائفها.
وتبرز أهمية التوعية بدور الكلى في تخصيص منظمة الصحة العالمية يوم الخميس الثاني من كل شهر مارس، للتحسيس بخطورة أمراض الكلى، وتعزيز الوعي بالدور الحيوي لهذا العضو وبالجوانب الطبية والعلاجية المتعلقة بالتكفل بالمرضى.
ويؤكد الشعار الذي اختاره الاتحاد الدولي لمؤسسات الكلى لهذه السنة "صحة الكلى للجميع: سبيل الوصول العادل إلى الرعاية والممارسة العلاجية المثالية "، على ضرورة العمل من أجل إرساء استراتيجيات مبتكرة للتصدي لأوجه اللامساواة، وبحث أنجع السبل لتمكين المصابين بهذا المرض، الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، من الولوج إلى رعاية صحية ناجعة.
ويعتبر الكشف المبكر ، وفق المختصين، عنصرا حاسما في الخطة العلاجية لأمراض الكلى، التي تعتبر من الأمراض الصامتة التي لا تصاحبها أعراض في مراحلها المبكرة. كما أن تشجيع الأشخاص على إجراء الفحوصات بانتظام، خاصة المعرضين للخطر، من شأنه تعزيز فرص التعافي.
وفي هذا الصدد، قال رئيس قسم أمراض الكلي بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، البروفيسور طارق الصقلي الحسيني، إن "التشخيص المكبر يزيد من فرص العلاج، لذا ينبغي تشجيع المصابين وعموم الناس على المشاركة في برامج الفحص المنتظمة".
وأوضح السيد الصقلي الحسيني، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الكشف المبكر لأمراض الكلى عند شرائح معينة، أكثر عرضة من غيرها للإصابة بهذه الأمراض، يظل الركيزة الأساسية للحد من انتشار الفشل الكلوي الذي يستدعي في أغلب الأحيان علاجات تصفية الدم أو زرع الكلى.
وبعد أن أكد على الدور الكبير الذي يضطلع به الإعلام في مجال التوعية بخصوصية مرض الفشل الكلوي، أبرز أن هذه التوعية يتعين أن تنطلق من المدرسة، حيث يتلقى الطفل التربية والتكوين إلى جانب الإدماج الاجتماعي.
واعتبر أن حملات التوعية بشأن أنماط الحياة الصحية، وتعزيز النظام الغذائي المتوازن والمتنوع، وممارسة الرياضة، والحد من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، ضرورية للغاية للوقاية من الإصابة بالفشل الكلوي، مشيرا بهذا الخصوص إلى خطورة تناول الأعشاب بنية العلاج، والأدوية بدون تأطير، والتي تتحول إلى سموم تأثر على الكلى بشكل مباشر.
ونبه الدكتور الصقلي الحسني إلى أهمية تناول كميات كافية من الماء بصفة منتظمة، لا سيما خلال ارتفاع درجات الحرارة أو ممارسة الرياضة بهدف تجنب اجتفاف الجسم، داعيا إلى التقليل من كميات ملح الطعام والسكر لما لهما من تأثير على ارتفاع ضغط الدم والسكري، وبالتالي على باقي الأعضاء كالقلب والشرايين والكلى.
وأشار إلى أن المغرب حقق إنجازات مهمة في مجال التكفل بالمصابين ، وذلك بفضل انخراط كل المكونات من وزارة ومؤسسات وجمعيات مدنية، فضلا عن المحسنين.
وفي هذا الصدد ، أبرز البروفيسور أهمية الجهود التي تبذلها الدولة في مجال التوعية والوقاية من مرض الفشل الكلوي، وذلك بهدف تفادي الوصول إلى المرحلة النهائية، الأمر الذي يفرض تعويض وظائف الكلى إما من خلال الخضوع لحصص طويلة ومؤلمة لتصفية الدم، أو عن طريق زرع كلية جديدة، مسجلا أنه بالرغم من النتائج الإيجابية المحققة، لا سيما من ناحية التكفل بالمرضى وتوفير عدالة صحية للجميع، يبقى من الضروري تكثيف الجهود لتشجيع التبرع بالأعضاء للمرضى الراغبين في إجراء عملية زرع الكلى.
وسجل أن من ثمرات التغطية الصحية الشاملة إقبال مرضى على العلاج، كانوا بالأمس القريب يواجهون صعوبات في الولوج إلى مراكز تصفية الدم أو تحمل تكاليف العلاج الباهظة.
وعبر عن اقتناعه بأن التبرع بالأعضاء، بوصفه عملا إنسانيا نبيلا يمنح أمل الحياة للمرضى، سيساهم لا محالة في التخفيف من معاناة المصابين بهذه الأمراض المزمنة، ما يقتضي تضافر جهود مختلف المتدخلين للرفع من عدد المتبرعين الذي يبقى "متواضعا جدا".
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
بحث إطلاق أول برنامج للإرشاد الصحي مع فياتريس لتطوير خدمات التوعية وتعزيز الوقاية من الأمراض
التقى الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، مع الدكتور محمد سويلم، المدير العام لشركة فياتريس العالمية في مصر وشمال أفريقيا، بمقر الهيئة في العاصمة الإدارية الجديدة.
في مستهل اللقاء، أعرب الدكتور أحمد السبكي عن ترحيبه بالتعاون المثمر والمستمر بين الهيئة العامة للرعاية الصحية وشركة فياتريس، مشيدًا بدور الشركة في دعم تطوير منظومة الرعاية الصحية بالمحافظات التي تطبق فيها الهيئة خدماتها. واستعرض الجانبان إنجازات الشراكة الاستراتيجية بين الهيئة وشركة فياتريس العالمية حتى عام 2024، وبحثا آفاق التعاون المستقبلي لعام 2025.
وأشار الدكتور السبكي إلى الاتفاق على دراسة إطلاق أول برنامج مشترك للإرشاد الصحي تحت اسم "EHA Viatris Health Coaching"، بهدف تعزيز خدمات التوعية، والوقاية من الأمراض، وتحسين جودة حياة المرضى.
كما تطرق الاجتماع إلى بحث التعاون مع شركة فياتريس لنشر البروتوكولات الإكلينيكية الموحدة الخاصة بخلل الدهون في الدم (Dyslipidemia)، وتدريب الأطباء والصيادلة من خلال منصتي "NCD Academy" و"Viatris Connect" وذلك في محافظات المرحلة الأولى من تطبيق التأمين الصحي الشامل. وصرح الدكتور السبكي في هذا السياق: "لقد قطعنا شوطًا كبيرًا في توحيد البروتوكولات وتحسين جودة الرعاية الصحية".
وتناول الاجتماع أيضًا التعاون في إدارة الرعاية الصحية المتكاملة للأمراض المزمنة، وعلى رأسها "Diabetes 360" لإدارة مرض السكري، بهدف تحسين رحلة علاج المرضى بدءًا من الكشف المبكر وحتى المتابعة المستمرة عبر مراحل العلاج المختلفة.
وأكد الدكتور السبكي أهمية توسيع التعاون مع شركة فياتريس ليشمل مجالات الصحة النفسية، وعلاج الألم، والصيدلة الخضراء، بالإضافة إلى إنشاء وحدة ممارسة طبية متكاملة لأمراض القلب والأوعية الدموية. وأكد على أن تعزيز الشراكات مع الشركات الرائدة يشكل ركيزة أساسية لتطوير النظام الصحي.
من جانبه، أعرب الدكتور محمد سويلم، المدير العام لشركة فياتريس العالمية في مصر، عن فخره بالتعاون المثمر والمستمر مع الهيئة العامة للرعاية الصحية ومنظومتها المتطورة في كافة جوانب تقديم الخدمة. وقال: "نتطلع إلى البناء على هذه النجاحات وتوسيع نطاق التعاون مع الهيئة على المستويين الوطني والإقليمي، بل والعالمي أيضًا".
شارك في اللقاء كل من: الدكتور أمير التلواني، المدير التنفيذي للهيئة العامة للرعاية الصحية، الدكتور أحمد حماد، مستشار رئيس الهيئة للسياسات والنظم الصحية ومدير عام الإدارة العامة للمكتب الفني لرئيس الهيئة، الدكتور شريف كمال، مستشار رئيس الهيئة للشئون الصيدلية وإدارة الدواء ومدير عام الإدارة العامة للشئون الصيدلية، والدكتورة نشوى جودة، عضو المكتب الفني لرئيس الهيئة، كما شاركت الدكتورة شيرين زكي، مدير إدارة الوصول للأسواق بشركة فياتريس في مصر وشمال أفريقيا.