مكتبة الملك عبد العزيز العامة تطلق معرضا للمصاحف المذهبة والمزخرفة وتبرز جماليات الفنون الإسلامية
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
افتتح فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة، في الواحدة من ظهر الخميس الرابع من رمضان 1445هـ الموافق الرابع عشر من مارس 2024م معرض المصاحف الشريفة المذهبة والمزخرفة الذي تقيمه المكتبة بفرعها بحي المربع بمركز الملك عبد العزيز التاريخي بالرياض.
يضم المعرض (42) مصحفا شريفا نادرا من المصاحف المذهبة والمزخرفة التي تبرز عراقة الفنون الإسلامية في الكتابة والزخرفة والتلوين، واستلهام الآيات القرآنية في ذلك، مع تنوع الخطوط العربية وتنوع الأوراق والمصاحف المنسوخة في مراحل تاريخية مختلفة.
وفي بداية كلمته التي ألقاها بمناسبة افتتاح المعرض رفع الأستاذ فيصل بن معمر أسمى آيات الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملك الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - سائلا الله تعالى أن يحفظ المملكة ويجعلها بلاد رخاء وعز وتطور وتقدم، وأن يحفظ بلاد العرب والمسلمين جميعا.
وأوضح ابن معمر أن هذا المعرض النوعي يضم مجموعة متميزة من مقتنيات مكتبة الملك عبد العزيز العامة من المصاحف الشريفة المذهبة والمزخرفة النادرة، ويأتي تواصلا مع البرنامج الثقافي للمكتبة الذي يركز على إقامة المعارض النوعية خلال المناسبات الوطنية والدينية والثقافية داخل المملكة وخارجها، وأنه يأتي استنادا على البرامج والخطط الاستراتيجية الثقافية التي تنتهجها المكتبة للقيام بدورها المعرفي المتجدد في ظلال رؤية المملكة 2030.
كما أن المكتبة اهتمت طوال 40 عاما برصد التراث الحضاري والثقافي والعلمي من خلال الكتب والصور النادرة والمسكوكات الإسلامية، والمخطوطات والنوادر والوثائق، وعزز ذلك كله من قيمة التوجه إلى إقامة معارض نوعية تمثل في بعدها الوطني عناية المملكة العربية السعودية بالثقافة العربية الإسلامية.
وأشار إلى عناية المملكة العربية السعودية بطباعة المصحف الشريف الذي نال اهتماما في كل مراحل الدولة السعودية، ومن خلال مطبعة المدينة المنورة تمت طباعته وترجمته إلى كل لغات العالم، ليكون في متناول كل مسلم، حيث قدمت هذه الترجمات الصورة الصحيحة المشرقة للإسلام، منوها في ذلك بدور مكتبة الملك عبد العزيز العامة التي أقامت معرضا للحج في المتحف البريطاني وفي معهد العالم العربي بباريس، وأنتجت فيلم (الحج) الذي انتشر في العالم كله منذ العام 2007م ويوجد أكثر من 55 موقع ودار سينما حول العالم تعرض الفيلم. وقد قدمت المكتبة معارض كثيرة منها: معرض الخط العربي، ومعرض الشعر العربي، ومعرض المسكوكات العربية والإسلامية عبر العصور.
وقال ابن معمر: نحن المسلمين نفخر بالحضارة الإسلامية وبعلومها وثقافتها الإنسانية، وبإنجازات العلماء المسلمين في كل مكان، وأعظم هذه الإنجازات أن القرآن الكريم ظل محفوظا في كل المراحل سواء كان عبر ما تم من تدوينه في أوائل الإسلام، وما أنجز من جمع القرآن وأعظم إنجاز في الحضارة الإسلامية أن القرآن الكريم محفوظ في الصدور، فهذا هو السر العظيم في استمرارية الحفاظ على القرآن الكريم، وكان بكل فترة من فترات العالم الإسلامي هناك بصمات رائعة في العمران والزخرفة والفنون والخطوط، وكانت إبداعات الخطاطين لها مساهمة كبيرة جدا في أن تحول الخطوط والكتابة إلى لوحات عظيمة جدا، وأن قيمة هذا المعرض تكمن في: إلقاء الضوء على فنون الزخرفة والتذهيب، وتنميق المصاحف الشريفة بمختلف مدارسها، والتعريف بها بوصفها فنا من الفنون الإسلامية البارزة.، وإيضاح أهمية التذهيب والزخرفة في مصاحبة كتابة المصاحف الشريفة ونسخها عبر العصور، و التعريف بجماليات وإبداع هذه التشكيلات والتشجيرات المستوحاة من عناصر الفن الإسلامي.
لقد ازدهرت الفنون الإسلامية في مختلف العصور، وهي نابعة بالأساس من تدبر آيات الله، وما جاء في القرآن الكريم من النظر إلى هذه الآيات واستلهامها في الكون والطبيعة والإنسان، وهي فنون تأثر بها العالم خاصة في الغرب، حيث ظهر ذلك جليا من خلال الاحتكاك بين العالمين الإسلامي والغربي، ووجود مراكز التنوير الإسلامي في الأندلس وصقلية وشرق أوروبا، حيث تأثرت الحضارة الغربية بالخطوط والمنمنمات والزخرفة والأنسجة والمنسوجات والزجاج والفخار، وكانت الفنون الزخرفية الإسلامية من الصادرات الأعلى قيمة إلى أوروبا خلال العصور الوسطى; وكذلك العمارة والمعمار الإسلامي الذي نراه في تصميم البيوت والقصور والمساجد والقباب، والرسم والأرابيسك، وغيرها من العناصر الفنية الإسلامية.
واختتم كلمته بالإشارة إلى قيمة الخطوط في المصاحف وزخرفة الصفحات حيث ذكر: إن التمعن في دلالات الخطوط التي كتبت بها المصاحف وأنواعها، وأشكال الصفحات المذهبة والمزخرفة يعطي أهمية كبيرة لهذه الفنون تتمثل في أنها تشكل هوية جوهرية ووحدة فنية للعالم الإسلامي ولتاريخية الحضارة العربية الإسلامية وتأثيرها الكبير في الغرب والعالم.
الجدير بالذكر أن مكتبة الملك عبد العزيز العامة تمتلك آلاف المخطوطات والنوادر التي تؤكد على دورها المهم في حفظ التراث الوطني والعربي والإسلامي، كما تقتني المكتبة أكثر من 350 مصحفا نادرا كتبت بجميع أنواع الخطوط خلال مختلف العصور الإسلامية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مکتبة الملک عبد العزیز العامة المذهبة والمزخرفة الفنون الإسلامیة القرآن الکریم بن معمر
إقرأ أيضاً:
مركز الملك سلمان للإغاثة يقدم 965 مشروعًا لتحسين ظروف الأطفال وأسرهم في الدول الأكثر احتياجًا حول العالم
المناطق_واس
يحتفي العالم باليوم العالمي للطفل في 20 نوفمبر من كل عام؛ وهو يوم يهدف إلى تعزيز حقوق الأطفال من خلال مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تضمن لهم بيئة آمنة وصحية، وتشمل حقوق الطفل في التعليم، والمساواة، والعناية، والحماية من العنف والإهمال، كما نصت على ذلك المواثيق والأعراف الدولية.
وفي هذا الإطار تسعى المملكة العربية السعودية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لتقديم الدعم للأطفال في مختلف أنحاء العالم، حيث نفَّذ المركز منذ تأسيسه وحتى الآن 3.117 مشروعًا في 105 دول بتكلفة تتجاوز 7 مليارات و113 مليون دولار أمريكي، من بينها 965 مشروعًا بقيمة 924 مليونًا و961 ألف دولار أمريكي؛ تهدف إلى تحسين ظروف الأطفال وأسرهم، مما يسهم في رفع معاناتهم، وضمان حصولهم على التعليم في بيئة آمنة وصحية.
أخبار قد تهمك تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. مركز الملك سلمان للإغاثة ينظم المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة الأحد المقبل 19 نوفمبر 2024 - 10:59 صباحًا مركز الملك سلمان للإغاثة ينتزع 614 لغمًا عبر مشروع “مسام” في اليمن خلال أسبوع 18 نوفمبر 2024 - 11:58 مساءًومن المشاريع النوعية التي ينفذها المركز، مشروع “إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين في النزاع المسلح باليمن”، الذي يهدف إلى تأهيل الأطفال المجندين وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية، حيث استفاد منه حتى الآن 530 طفلًا و60.560 فردًا من عوائلهم، يشمل المشروع إدماج الأطفال في المجتمع وإلحاقهم بالمدارس، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم ولأسرهم من خلال دورات تدريبية تهدف إلى مساعدتهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
ويعد مركز الملك سلمان للإغاثة من الداعمين الرئيسين لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”، حيث يسهم هذا الدعم في توفير الخدمات الصحية والمشاريع التغذوية للأطفال حديثي الولادة وأمهاتهم، إلى جانب دعم العملية التعليمية، مما يضمن استمرارية التعليم في مناطق الأزمات والكوارث.
ويشارك المركز العالم في الاحتفاء باليوم العالمي للطفل، مما يجسد التزامه ببناء مستقبل أفضل للأطفال في جميع أنحاء العالم، ويعزز الوعي بأهمية حقوقهم واحتياجاتهم الأساسية.