نجوم تلاوة القرآن في شهر رمضان.. «الشيخ عبد الباسط عبد الصمد»
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
يعد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد من رواد العصر الذهبي في تجويد وترتيل القرآن وفنون الأداء الديني والآذان ولهذا فقد لقب لجمال صوته بالكروان، ورغم رحيله يوم الخميس الموافق 30 من نوفمبر عام 1988، إلا أن إرثه في تجويد وترتيل القران يظل مستوليا علي القلوب ويظل سماع صوته الأخاذ متوارثا عبر الأجيال وفوق كل ذلك ارتباطه بشهر رمضان لدي الصائمين وبخاصة تلاواته الشهيرة بالإذاعة المصرية قبل آذان المغرب وأذانه الجميل الذي يملئ القلوب المؤمنة بالورع والخشوع والإحساس بالجو الديني والرمضاني معلنا وقت الإفطار ليظل هذا الصوت التراثي التقي الخاشع يمتع الأمة الإسلامية في شهر رمضان وغيره، لما لا وقد وهبه الله حلاوة وعذوبة الصوت النافذ إلى القلوب، ومهارة استخدام المقامات والنغمات وقوة الصوت والقدرة الفائقة علي أداء القرآن ترتيلا وتجويدا بجانب حلاوة الآذان الذي ارتبط عند المصريين بشهر رمضان بروحانياته وتجلياته وغيرها من المناسبات الدينية المختلفة باعتباره من أعمدة التلاوة والتجويد في الإذاعة المصرية وبخاصة إذاعة القران الكريم، كما يعتبر أحد أشهر قراء القرآن الكريم بعد أن حظي بشعبية هي الأكبر في العالم الإسلامي لجمال صوته ولأسلوبه الفريد حتى لُقب بالحنجرة الذهبية والكروان وصوت مكة.
ولد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد سنة 1927 في مدينة بفرية المراعزة بمدينة أرمنت التابعة لمحافظة قنا جنوب مصر، و قد كان والده الشيخ محمد عبد الصمد من اكبر مرتلي ومجودي القرآن الكريم في قريته، وقد حفظ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد القرآن في كتاب قريته على يد الشيخ.محمد الأمير. وأخذ القراءات على يد الشيخ المتقن محمد سليم حمادة و درس الروايات مع الشيخ محمد سليم. و قد أتم حفظ القرآن في سن العاشرة ثم أصبح بعدها الشيخ عبد الباسط عبد الصمد من كبار مرتلي ومجودي القران بصعيد، لكن الحدث الذي غير مجرى حياته تمثل في زيارته لمسجد السيدة زينب سنة 1950 أثناء الاحتفال بمولدها السنوي ليبقي في القاهرة وتبدأ رحلة الشهرة والنجومية وسط عصر عمالقة وقراء القران في عصره، فكان يشارك في إحياء هذه الاحتفالات المشايخ الكبار مثل الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، والشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ عبد العظيم زاهر، والنابغة أبو العينين شعيشع و آخرون. و قد قرأ عبد الباسط عبد الصمد آيات من سورة الأحزاب خلال عشر دقائق، و كان ذلك كافيا لإثارة انتباه الجموع الغفيرة التي لم تكف عن الهتاف و ما فتئت تطلب من الفتى أن يتم تلاوته إلى أن استوفى أكثر من ساعة و نصف من القراءة، ثم التحق الشيخ عبد الباسط عبد الصمد بالإذاعة عام1951 عين قارئاً لمسجد الإمام الشافعي سنة و قد كانت أول تلاوة له على أمواج الإذاعة لسورة فاطر، 1952، ثم لمسجد الإمام الحسين سنة 1958 خلفاً للشيخ محمود علي البنا رحمه الله.
ترك للإذاعة ثروة من التسجيلات إلى جانب المصحفين المرتل والمجود ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية. جاب بلاد العالم سفيراً لكتاب الله، وكان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984، وتوفي في 30 نوفمبر 1988.
وكان قد تم تعيينه عام 1952 قارئا لمسجد الإمام الشافعي ثم بعده لمسجد الإمام الحسين سنة 1985 خلفا للشيخ محمود علي البنا رحمه الله.
وقد خلف لمصر والعالم الإسلامي إرثا أدائيا في الترتيل والتلاوة يعتبر من النفائس والذخائر في هذا المجال تاركا العديد من التسجيلات لتلاواته القرآنية هذا بالإضافة إلى القرآن المرتل و المجود.وقد زار الكثير من دول العالم كسفيرا وشيخا لبلاده ملبيا الدعوات للتسجيلات الإذاعية وإقامة الاحتفالات والمناسبات للحفلات الدينية و للقراءات في المساجد ومنها في المملكة العربية السعودية حيث أدى فريضة الحج سنة 1952م و تلا القرآن في مكة والمدينة، سوريا، الإمارات العربية المتحدة، المغرب، الهند، باكستان، فلسطين (حيث قرأ القرآن الكريم بالمسجد الأقصى و المسجد الإبراهيمي، وفي أوربا في فرنسا، انجلترا، الولايات المتحدة الأمريكية و دول أخرى في كل بقاع العالم، وفد نال العديد من الأوسمة والجوائز وتم تكريمه ومنحه للكثير ومنها وسام الاستحقاق من سوريا، وسام الأرز من لبنان، الوسام الذهبي من ماليزيا اندونيسيا، جنوب أفريقيا وغيرها من الجوائز القادمة من المغرب و السنغال. و قد تم تكريمه و تخليد ذكراه حتى بعد مماته من طرف الرئيس المصري حسني مبارك بمناسبة الاحتفال بليلة القدر سنة 1990، و يعتبر الشيخ عبد الباسط عبد الصمد هو القارئ الوحيد الذي نال من التكريم حظاً لم ينله احد غيره لهذا القدر من الشهرة والمنزلة التي تربع بها على عرش تلاوة القرآن الكريم لما يقرب من نصف قرن من الزمان نال خلالها قدر من الحب الذي جعل منه أسطورة لن تتأثر بمرور السنين بل كلما مر عليها الزمان زادت قيمتها وارتفع قدرها كالجواهر النفيسة ولم ينس حياً ولا ميتاً.
فكان تكريمه حياً عام 1956 عندما كرمته سوريا بمنحه وسام الاستحقاق ووسام الأرز من لبنان والوسام الذهبي من ماليزيا ووسام من السنغال وآخر من المغرب وآخر الأوسمة التي حصل عليها كان قبل رحيله من الرئيس محمد حسنى مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1987 م.
الأوسمة التي حصل عليهاوسام من رئيس وزراء سوريا عام 1959.
وسام من رئيس حكومة ماليزيا عام 1965.
وسام الاستحقاق من الرئيس السنغالي عام 1975.
الوسام الذهبي من باكستان عام 1980.
وسام العلماء من الرئيس الباكستاني ضياء الحق عام 1984.
وسام الإذاعة المصرية في عيدها الخمسين
وسام الاستحقاق من الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك أثناء الاحتفال بيوم الدعاة في عام 1987، وسام الأرز من الجمهورية اللبنانية، ووسام تكريمي من الجمهورية العراقية.
توفي الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في 30 نوفمبر عام 1988بعد صراع مع المرض بعد أن تفاني في العطاء تاركا لمصر ولأمته الإسلامية كنزا من فنون الأداء القرآني الجميل الخاشع الذي لا يعوض ولهذا فقد خلد وفاته الملايين من المسلمين في جميع بقاع العالم وستطل ذكراه وسماعه باقيان ابد الدهر.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: شهر رمضان تلاوة القرآن عبد الباسط عبد الصمد الشيخ عبد الباسط الشیخ عبد الباسط عبد الصمد وسام الاستحقاق القرآن الکریم القرآن فی من الرئیس
إقرأ أيضاً:
الأزهر للفتوى يحيي ذكرى وفاة الشيخ محمود خليل الحصري.. أهم قراء مصر والعالم
أحيا مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ذكرى رحيل فضيلة القارئ الشيخ محمود خليل الحصري، الذي مر على وفاته 44 عاما، فهو من أهم قراء مصر والعالم في العصر الحديث، وشيخ عموم المقارئ المصرية الأسبق.
▪️ولد فضيلة الشيخ الحصري بقرية شبرا النملة بمركز طنطا بمحافظة الغربية، في الأول من ذي الحجة لعام 1335هـ، الموافق 17 سبتمبر لعام 1917م، واشتُهر بالحصري؛ لما اشتهر به والده من كثرة التصدق بحصير المصليات والمساجد.
▪️التحق الشيخ بكتاب القرية وهو في الرابعة من عمره، وأتم حفظ القرآن الكريم مع بلوغه الثامنة، ثم التحق بالمعهد الديني بطنطا في عمر الثانية عشرة، وطلب علم القراءات على أكابر شيوخ وقراء الأزهر الشريف، حتى نال شهادة علوم القراءات العشر في عام 1958م.
▪️وفي عام 1944م تقدم لامتحان الإذاعة وحصل على المرتبة الأولى من بين المتقدمين.
▪️عُيِّن الشيخ بعد ذلك قارئًا للمسجد الأحمدي بطنطا في عام 1950م، ثم قارئًا لمسجد سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه بالقاهرة عام 1955.
▪️تميز الشيخ رحمه الله بجودة الحفظ، وإحكام الأحكام، وروعة الصوت والأداء، وتمكن من قراءات وعلوم القرآن الكريم، وكانت له بصمة صوتية قرآنية خاصة لم يشابهه فيها أحد.
▪️زادت شهرة الشيخ محليًّا وعالميًّا وجاب دول العالم تاليًا لآيات الذكر الحكيم، وسفيرًا مشرّفًا لمصر والأزهر الشريف.
▪️نادى الشيخ بإنشاء أماكن لتحفيظ القرآن في جميع قرى ومدن جمهورية مصر العربية، كما نادى بضرورة إنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم لرعاية شؤونهم ومصالحهم.
▪️عُيِّن الشيخ وكيلًا لمشيخة المقارئ المصرية عام 1958م، ثم شيخًا لها عام 1961م.
▪️كما عُيِّن خبيرًا بمجمع البحوث الإسلامية لشؤون القرآن الكريم بالأزهر الشريف، ثم رئيسًا لاتحاد قراء العالم عام 1967م.
▪️ترك الشيخ تراثًا صوتيًا ضخمًا من تسجيلات القرآن الكريم في إذاعات العالم، وكان له السبق في مجال التسجيلات القرآنية، ومما سجله رحمه الله:
• المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم عام 1961م.
• المصحف المرتل برواية ورش عن نافع عام 1946م.
• المصحف المرتل برواية قالون، ورواية الدوري عن أبي عمرو البصري 1968م.
• المصحف المعلم 1969م.
• المصحف المفسر 1973م.
▪️كما ترك تراثًا مقروءًا في علوم القرآن والقراءات؛ فلم يكن الشيخ قارئًا للقرآن الكريم وحسب، بل كان عالمًا به، مُتقنًا لمعارفه، ومما كتبه رحمه الله:
• أحكام قراءة القرآن الكريم.
• القراءات العشر من الشاطبية والدرة.
• الفتح الكبير في الاستعاذة والتكبير.
• مع القرآن الكريم.
• رحلاتي في الإسلام.
• النهج الجديد في علم التجويد.
▪️ومما يجدر ذكره أن الشيخ رفض أن يتقاضى مقابلًا ماديًّا على تسجيلاته الصوتية لكتاب الله تعالى، فقد كتب في مظروف الإذاعة المخصص لكتابة الأجر: «لا أتقاضى أي مال على تسجيل كتاب الله».
▪️حصل الشيخ الحصري على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عيد العلم عام 1967م.
▪️شيّد الشيخ في أواخر حياته مسجدًا، ومعهدًا دينيًّا، ومدرسةً لتحفيظ القرآن بمسقط رأسه، وأوصى في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظِه، وإنفاقه في وجوه الخير.
▪️رحل فضيلة الشيخ الحصري عن عالمنا في يوم الاثنين 16 محرم سنة 1401هـ، الموافق 24 نوفمبر 1980م، وبقي صوته يجوب العالم، ويُعلّم الأجيال، ويشنِّف الآذان، ويثلج الصدور بقراءته العذبة المتقنة.