قصة آية 9 من سورة الجمعة.. هل المقصود بذكر الله الخطبة؟
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
قصة آية ، لقاء يتجدد عبر موقع صدى البلد من خلال بيان معاني القرآن الكريم وأسباب النزول على مدار شهر رمضان 2024، حيث قصة آية 9 من سورة الجمعة، يقول الحق سبحانه وتعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ".
جاء في تفسير الطبري حول قصة آية رقم 9 من سورة الجمعة: يقول تعالى ذكره للمؤمنين به من عباده: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) وذلك هو النداء، ينادي بالدعوة إلى صلاة الجمعة عند قعود الإمام على المنبر للخطبة ؛ ومعنى الكلام: إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ( فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) يقول: فامضوا إلى ذكر الله، واعملوا له؛ وأصل السعي في هذا الموضع العمل، وقد ذكرنا الشواهد على ذلك فيما مضى قبل. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك : حدثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا إسماعيل بن عياش، عن شُرحبيل بن مسلم الخَوْلانّي، في قول الله: ( فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) قال: فاسعوا في العمل، وليس السعي في المشي.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) والسعي يا ابن آدم أن تسعى بقلبك وعملك، وهو المضيّ إليها.
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن أَبي عديّ، عن شعبة، قال: أخبرني مغيرة، عن إبراهيم أنه قيل لعمر رضي الله عنه: إن أبيًّا يقرؤها( فَاسْعَوْا ) قال: أما إنه أقرؤنا وأعلمنا بالمنسوخ وإنما هي فامضوا.
حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري ، قال: أخبرنا سفيان، عن الزهريّ، عن سالم، عن أبيه، قال: ما سمعت عمر يقرؤها قطّ إلا فامضوا. حدثنا أبو كُرَيْب، قال: ثنا ابن يمان، قال: ثنا حنظلة، عن سالم بن عبد الله، قال: كان عمر رضي الله عنه يقرؤها: ( فَامْضُوا إلَى ذِكْرِ اللهِ ).
حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن حنظلة، عن سالم بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قرأها: فامضوا. حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنا حنظلة بن أَبي سفيان الجمحّي، أنه سمع سالم بن عبد الله يحدّث عن أبيه، أنه سمع عمر بن الخطاب يقرأ ( إذَا نُودِيَ لِلْصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمْعَةِ فَامْضُوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ).
قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر، أن عبد الله قال: لقد توفى الله عمر رضي الله عنه، وما يقرأ هذه الآية التي ذكر الله فيها الجمعة: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) إلا فامضوا إلى ذكر الله.
حدثني أَبو السائب، قال: ثنا معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: كان عبد الله يقرؤها " فامضوا إلى ذكر الله " ويقول: لو قرأتها فاسعوا ، لسعيت حتى يسقط ردائي.
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن أَبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله: لو كان السعي لسعيت حتى يسقط ردائي، قال: ولكنها(فَامْضُوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ) قال: هكذا كان يقرؤها.
حدثني عليّ بن الحسين الأزدي، قال: ثنا يحيى بن يمان الأزدي، عن أَبي جعفر الرازي، عن الربيع عن أَبي العالية أنه يقرؤها( فَامْضُوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ). حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، قال: ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أَبي العالية، أنه قرأها( فَامْضُوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ). حدثنا أبو كُرَيْب، قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، ابن جُرَيج، عن عطاء، قال: هي للأحرار. حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن منصور عن رجل، عن مسروق، قال: عند الوقت.
حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن رجل، عن مسروق ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ ) قال: عند الوقت. حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد، قال: هو عند العزمة عند الخطبة، عند الذكر.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال : ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) قال: النداء عند الذكر عزيمة.
حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) قال: العزمة عند الذكر عند الخطبة.
قال: ثنا مهران، عن سفيان عن المُغيرة والأعمش، عن إبراهيم، عن ابن مسعود، قال: لو قرأتها( فَاسْعَوْا ) لسعيت حتى يسقط ردائي، وكان يقرؤها(فَامْضُوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ).
قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن الشعبيّ، عن ابن مسعود قال: قرأها( فامضوا )
حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أَبي حيان، عن عكرِمة (فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) قال: السعي: العمل.
قصة آية الدخان رقم 3.. ما المقصود بالليلة المباركة وسر القسم بها؟ قصة آية البقرة 185 .. لماذا فرض الله علينا الصيام وعلى من سبقنا؟ قصة آية 9 من سورة الجمعةحدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: وسألته عن قول الله: (إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) قال: إذا سمعتم الداعي الأوّل، فأجيبوا إلى ذلك وأسرعوا ولا تبطئوا؛ قال: ولم يكن في زمان النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أذان إلا أذانان: أذان حين يجلس على المنبر ، وأذان حين يُقام الصلاة؛ قال: وهذا الآخر شيء أحدثه الناس بعد؛ قال: لا يحلّ له البيع إذا سمع النداء الذي يكون بين يدي الإمام إذا قعد على المنبر وقرأ ( فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ) قال : ولم يأمرهم يذرون شيئًا غيره، حرم البيع ثم أذن لهم فيه إذا فرغوا من الصلاة، قال: والسعي أن يُسرع إليها، أن يُقبِل إليها.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة: إن في حرف ابن مسعود ( إذَا نُودِيَ لِلْصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمْعَةِ فَامْضُوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ).
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) السعي: هو العمل، قال الله: إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى .
وقوله: ( وَذَرُوا الْبَيْعَ ) يقول: ودعوا البيع والشراء إذا نودي للصلاة عند الخطبة.
وكان الضحاك يقول في ذلك ما حدثنا أَبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن جُوَيبر، عن الضحاك، قال: إذا زالت الشمس حرم البيع والشراء.
حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن جُوَيبر، عن الضحاك ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) قال: إذا زالت الشمس حرم البيع والشراء.
حدثنا مهران، عن سفيان ، عن إسماعيل السديّ، عن أَبي مالك، قال: كان قوم يجلسون في بقيع الزبير، فيشترون ويبيعون إذا نودي للصلاة يوم الجمعة، ولا يقومون ، فنـزلت: ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) وأما الذكر الذي أمر الله تبارك وتعالى بالسعي إليه عباده المؤمنين، فإنه موعظة الإمام في خطبته فيما قيل.
ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حُمَيْد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) قال: العزمة عند الذكر عند الخطبة.
حدثنا عبد الله بن محمد الحنفي، قال: ثنا عبدان، قال : أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا منصور رجل من أهل الكوفة، عن موسى بن أَبي كثير، أنه سمع سعيد بن المسيب يقول : ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) فهي موعظة الإمام فإذا قضيت الصلاة بعد.
وقوله: ( ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) يقول: سعيكم إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة إلى ذكر الله، وترك البيع خير لكم من البيع والشراء في ذلك الوقت، إن كنتم تعلمون مصالح أنفسكم ومضارّها.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) فقرأت ذلك عامة قرّاء الأمصار: (الْجُمُعَةِ) بضم الميم والجيم، خلا الأعمش فإنه قرأها بتخفيف الميم. والصواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قرّاء الأمصار لإجماع الحجة من القرّاء عليه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قصة آية سورة الجمعة شهر رمضان 2024 قراءة سورة الجمعة سورة الجمعة مكتوبة ف اس ع و ا إ ل ى ذ ک ر سالم بن عبد الله حدثنا ابن ح م ی البیع والشراء إلى ذکر الله عن إبراهیم إ ذ ا ن ود ی عند الذکر ف ام ض و ا ال ج م ع ة عن سفیان عن مجاهد حدثنا أ بن أ بی عن أ بی عن ابن فی ذلک ر الله الله ع
إقرأ أيضاً:
أسرار سورة الإخلاص.. لها 20 اسما عجيبا و12 معجزة تحدث للمدوام عليها
لاشك أن أسرار سورة الإخلاص تعد من الأمور التي تثير حولها الفضول خاصة وأن هذه السورة القصيرة تعادل ثلث القرآن الكريم، وهو ما يزيد التساؤل عن أسرار سورة الإخلاص ، لعل معرفتها تبطل العجب وتزيد الحرص ومن ثم الاغتنام، وحيث ينبغي الاهتمام البالغ بكلام الله عز وجل من هنا ينبغي البحث عن أسرار سورة الإخلاص والعلم بها واغتنام كنوزها ونفحاتها وبركاتها.
ماذا يحدث لمن يقرأ سورة الإخلاص 50 مرة؟.. عجائب لا يعرفها كثيرون قصة سورة الإخلاص.. اعرف سبب التسمية والنزول وتفسيرها أسرار سورة الإخلاصتبدأ أسرار سورة الإخلاص بالسبب في تسميتها بهذا الاسم والذي يرجع إلى بيانها وحدانية الله -تعالى-، ونفي الشريك عنه -سبحانه وتعالى-، والتأكيد على أن الله -سبحانه وتعالى- يجيب دعوة السائل ويقضي طلب المحتاج، بالإضافة إلى أنه لم يلد، ولم يولد، ولا نظير له ولا شبيه، مما يوجب صرف العبادة له وحده دون شريك، ولأنها تضمّنت الإخلاص لله تعالى، والإيمان بها يُعد إخلاصاً لله عز وجل، ولأنها مُخلَصة لله تعالى، فقد أخلصها الله تعالى لنفسه، بحيث لم يذكر فيها شيئاً من الأحكام الشرعية، ولا من أخبار الغيب، وإنما خص فيها الحديث عن نفسه عز وجل، فمن آمن بما فيها من الإخلاص والتوحيد كانت له نجاةً من النار.
قصة نزول سورة الإخلاصجاء في الحديث عن قصة نزول سورة الإخلاص يُشار إلى ذهاب فريقٍ من العلماء إلى أنّها نزلت بسبب سؤال اليهود، مصداقاً لما رُوي عن سعيد بن جبير -رضي الله عنه- أنه قال: (أتى رهطٌ من يهودٍ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا: يا محمدُ هذا اللهُ خلق الخلقَ فمن خلقه؟ فغضب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حتى انتقع لونُه، ثم ساورهم غضبًا لربه، فجاء جبريلُ عليه السلامُ فسكنه فقال: خفِّضْ عليك يا محمدُ، وجاءه من اللهِ بجوابِ ما سألوه: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ).. السورة).
وقال فريقٌ آخر أن سبب نزول السورة الكريمة هو أنّ المشركين أرسلوا عامر بن الطفيل ليسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يبيّن لهم جنس معبوده، فأنزل الله -عز وجل- سورة الإخلاص، وقال فريقٌ آخر من أهل العلم أن السورة نزلت بسبب سؤال نصارى نجران، مصداقاً لما رُوي عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: (قدم وفد نجران، فقالوا: صف لنا ربك أمِن زبرجدٍ، أو ياقوتٍ، أو ذهبٍ، أو فضةٍ؟ فقال: إن ربي ليس من شيء لأنه خالق الأشياء، فنزلت (قل هو الله أحد)، قالوا: هو واحد، وأنت واحد، فقال: ليس كمثله شيء، قالوا: زدنا من الصفة، فقال: (الله الصمد) فقالوا: وما الصمد؟ فقال: الذي يصمد إليه الخلق في الحوائج، فقالوا: زدنا فنزل: (لم يلد) كما ولَدت مريم (ولم يُولد) كما وُلد عيسى (ولم يكن له كفوا أحد) يريد نظيراً من خلقه).
تعددت أقوال العلماء في سبب نزول سورة الإخلاص؛ فقيل إنّه بسبب سؤال اليهود، وقيل إنّه بسبب سؤال نصارى نجران.
أسماء سورة الإخلاصورد أنه مما يدل على عظم هذه السورة الكريمة كثرة أسمائها، فقد ذكر أهل العلم ما يقارب عشرين اسماً لسورة الإخلاص، وأشهرها عند الصحابة -رضي الله عنهم- سورة قل هو الله أحد، وقد أطلق عليها العلماء أسماء أخرى منها:
سورة التجريد، وسورة التفريد، وسورة التوحيد.سورة النجاة؛ لأن الإيمان بما جاء فيها نجاة من الكفر في الدنيا، ومن عذاب جهنم في الآخرة.سورة الولاية؛ إذ إن قراءتها والإيمان بما جاء فيها سببٌ لنيل الولاية من الله -تعالى-.سورة النسبة؛ لأنها نزلت رداً على الذين قالوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "انسب لنا ربك".سورة المعرفة؛ لأنها باب لمعرفة الله -سبحانه-.سورة الجمال.سورة المقشقشة؛ والتقشيش هو الشفاء، حيث يُقال تقشيش المريض أي: شفاؤه.سورة المعوّذة.سورة الصمد.سورة الأساس.سورة المانعة.سورة المحضر؛ لأن الملائكة تحضر لسماعها.سورة المنفّرة؛ لأنها تُنفّر الشياطين.سورة المذكّرة؛ لأنها تذكر بالتوحيد الخالص.سورة البراءة؛ لأنها سببٌ للبراءة من الشرك، والبراءة من عذاب النار.سورة النور؛ لأنها تنير قلب قارئها.سورة الأمان؛ لأنها سببٌ للأمان من عذاب الله -تعالى-.ورد لسورة الإخلاص عدد كبير من الأسماء، وسميّت بسورة الإخلاص لإنّها تضمنت الإخلاص إلى الله تعالى في التوحيد.
مواضيع سورة الإخلاص وأهدافهابيّنت سورة الإخلاص مجموعةً من أسس وأصول الدين وهي:
أشارت السورة الكريمة إلى أصلٍ من أصول الإسلام؛ وهو توحيد الله تعالى بالأسماء والصفات، حيث بيّنت صفاته عز وجل، وأنه واحدٌ لا شريك له، ولا نظير، ولا شبيه، ولا صاحبة، ولا ولد له سبحانه وتعالى، إذ لم يلد ولم يُلد، وبيّنت السورة أنّ الله -تعالى- هو الصمد الذي يُفتقر إليه في كل الحاجات.
بيّن أهل العلم أن سورة الإخلاص تتضمّن التوحيد الاعتقادي، حيث تبيّن ما يجب إثباته لله -تعالى- من الصفات كالوحدانية، والصمدية، والصفات المثبتة لجميع صفات الكمال، والمنافية لصفات النقص والعجز، كاتخاذ الصاحبة والولد، بالإضافة إلى نفي الكفء الذي يقتضي نفي التمثيل والتشبيه، ويمكن القول إنّ السورة تدور حول إثبات الكمال لله تعالى، ونفي النقص عنه عز وجل.
تهدف السورة الكريمة إلى ترسيخ أول أصل وأعظم ركن من أركان الإسلام، وهو التوحيد الذي بعث الله -تعالى- الأنبياء جميعاً، وخاتمهم محمد -صلى الله عليه وسلم- لدعوة الناس إليه، وإخراجهم من الشرك، ولذلك فإن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن الكريم.
تهدف سورة الإخلاص إلى توحيد الله تعالى بأسمائه وصفاته، وإلى إثبات الوحدانية والصمدية لله، ونفي المماثل والشريك له سبحانه.
تفسير سورة الإخلاصفسّر ابن كثير -رحمه الله- سورة الإخلاص كما يأتي:
قول الله -تعالى-: (قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ)، بأن الله -سبحانه وتعالى- هو واحدٌ لا ثاني له، الذي ليس له مثيل، ولا مقابل، ولا من يشبهه في شيء، ولا من يعدله في شيء، ولا والي له، ولا يُطلق هذا اللفظ على أحدٍ غير الله تعالى، فهو الكامل في جميع ما يفعله، وواحدٌ فيما يوصف به، وواحدٌ في نفسه.
قول الله تعالى: (اللَّـهُ الصَّمَدُ)، إن الصمد هو الغني عما خلق، وخلقُه فقراءٌ إليه محتاجون له، مصداقاً لما رواه عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: "يعني الذي يصمد إليه الخلائق في حواجهم ومسائلهم"، وقال النسفي -رحمه الله-: "أي وهو الذي يصمد إليه كل مخلوق ولا يستغنون عنه، وهو الغني عنهم".
قوله -تعالى-: (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ)، فهذ إثباتٌ بأن الله -عز وجل- لا بداية لوجوده ولا انتهاء، ولذلك ليس له والدٌ أو ولدٌ، إذ إن الولادة دليلٌ على استحداث الشيء، والتوالد دليلٌ على الفناء، لا سيما أنه يكون من أجل إبقاء جنسٍ معيّن، والله -تعالى- أثبت في الآية الكريمة أنه تعالى باقٍ لا يزول، وقد علّق النسفي -رحمه الله- قائلاً: "لأنه لا يجانس حتى تكون له من جنسه صاحبة فيتوالدا".
قوله -تعالى-: (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ)، بمعنى أنه لا يكافئُه أحد، وفي الآية الكريمة نفي التشبيه والمماثلة عنه عزّ وجلّ، فليس كمثله شيء.
فضل سورة الإخلاصورد أن سورة الإخلاص من أعظم سور القرآن الكريم، لا سيما أنها تشتمل على توحيد الله -تعالى- وتوحيد أسمائه وصفاته، وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على عظم فضلها، ومن فضائلها :
تساوي ثلث القرآن الكريم في المعنى والأجر: إذ إنّ ممّا يدل على عظم فضل سورة الإخلاص أنها تعدل ثلث القرآن الكريم في المعنى والأجر، مصداقاً لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:(أَيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَقْرَأَ في لَيْلَةٍ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالوا: وكيفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالَ: قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ). ومن الجدير بالذكر أنّ قراءة سورة الإخلاص لا تُجزئ عن قراءة ثلث القرآن، فمثلًا في حال نذر أحدٌ بقراءة ثلث القرآن الكريم، فلا يصح الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص آنذاك، فهي تعدل ثلث القرآن في الفضل والثواب، ولا تعدل ثلثه في الأجزاء أو في الإغناء عن قراءته.حبّها سببٌ لمحبة الله تعالى: وذلك مصداقاً لما رُوي عن عائشة -رضي الله عنه- أنها قالت: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا علَى سَرِيَّةٍ، وكانَ يَقْرَأُ لأصْحَابِهِ في صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بقُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: سَلُوهُ لأيِّ شيءٍ يَصْنَعُ ذلكَ؟، فَسَأَلُوهُ، فَقالَ: لأنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وأَنَا أُحِبُّ أنْ أقْرَأَ بهَا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أخْبِرُوهُ أنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ).سببٌ للوقاية والحماية من الشرور: حيث رُوي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا أوى إلى فراشِه جمَع كفَّيْهِ ثمَّ نفَث فيهما وقرَأ فيهما بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثمَّ يمسَحُ بهما ما استطاع مِن جسدِه يفعَلُ ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ)، وهي من السور التي تحصّن قارئها من كيد الشيطان، فقد رُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوِّذتينِ حينَ تُمسي وتصبحُ ثلاثَ مرَّاتٍ تَكفيكَ من كلِّ شيءٍ).سببٌ لنيل قصرٍ في الجنة: فقد وعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قارئ سورة الإخلاص بقصرٍ في الجنة، حيث قال: (من قرأ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} حتى يختمَها عشرَ مراتٍ بنى اللهُ له قصرًا في الجنَّةِ).يستجيب الله -تعالى- للداعي بأسمائه الحسنى الواردة في السورة: فقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ الدعاء بسورة الإخلاص مُستجاب، وذلك مصداقاً لما رواه بريدة الأسلمي رضي الله عنه: (سَمِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو وهو يقولُ: اللهم إني أسألُك بأني أشهدُ أنك أنت اللهُ لا إلَه إلا أنتَ الأحدُ الصمدُ الذي لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكن له كُفُوًا أحدٌ. قال: فقال: والذي نفسي بيدِه لقد سألَ اللهُ باسمِه الأعظمِ الذي إذا دُعيَ به أجابَ وإذا سُئِلَ به أعطى).إنّ لسورة الإخلاص كثير من الفضائل منها؛ أنّ قراءة هذه السورة يعدل ثلث القرآن، وأنّ من يقرأها عشر مرات كانت سبباً لبناء قصر له في الجنّة.أثر سورة الإخلاصورد أن لسورة الإخلاص آثارٌ كثيرةٌ على حياة المسلم في الدنيا والآخرة؛ منها:
تجعل المسلم يستشعر وحدانية الله -تعالى-، فهو واحدٌ ذاته، واحدٌ في صفاته، واحدٌ في أفعاله، واحدٌ لا أوَّل لوجوده ولا آخر، واحدٌ لا إله سواه ولا معبود بحقٍّ إلاه، واحدٌ في خلقه للكون، واحدٌ في تدبيره لأحوال المخلوقين.تزيد المؤمن التجاءً لله -تعالى-؛ فهو الصمد المحتاج إليه كل ما عداه، والمستغني عمَّن سواه، وهو الصمد: "المقصود في الرغائب، والمستعان به في المصائب".يعرف المسلم أنّ الله -تعالى- "الأول الذي لم يتقدمه والدٌ كان منه، وهو الآخر الذي لم يتأخر عنه ولدٌ يكون عنه".يتيقن المسلم بعد قراءته لسورة الإخلاص من أن الله -تعالى- لا يشبهه أحد ولا يماثله، وهذا يدفعه إلى عبادة الله سبحانه، والاستعانة به، والافتقار إليه، والتوكل عليه.يشعر المؤمن بالعزة؛ لأنه يعبد الإله الذي يستحق العبادة، والذي يتصف بكل صفات الكمال.إنّ لسورة الإخلاص العديد من الآثار على حياة الفرد المسلم؛ من أهمّها أنّها تزيد من قوة إيمانه بالله الواحد الأحد الفرد الصمد.