قصة آية ، لقاء يتجدد عبر موقع صدى البلد من خلال بيان معاني  القرآن الكريم وأسباب النزول على مدار شهر رمضان 2024، حيث قصة آية 9 من سورة الجمعة، يقول الحق سبحانه وتعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ".

قصة آية 9 من سورة الجمعة

جاء في تفسير الطبري حول قصة آية رقم 9 من سورة الجمعة: يقول تعالى ذكره للمؤمنين به من عباده: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) وذلك هو النداء، ينادي بالدعوة إلى صلاة الجمعة عند قعود الإمام على المنبر للخطبة ؛ ومعنى الكلام: إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ( فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) يقول: فامضوا إلى ذكر الله، واعملوا له؛ وأصل السعي في هذا الموضع العمل، وقد ذكرنا الشواهد على ذلك فيما مضى قبل. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

 ذكر من قال ذلك : حدثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا إسماعيل بن عياش، عن شُرحبيل بن مسلم الخَوْلانّي، في قول الله: ( فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) قال: فاسعوا في العمل، وليس السعي في المشي.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) والسعي يا ابن آدم أن تسعى بقلبك وعملك، وهو المضيّ إليها.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن أَبي عديّ، عن شعبة، قال: أخبرني مغيرة، عن إبراهيم أنه قيل لعمر رضي الله عنه: إن أبيًّا يقرؤها( فَاسْعَوْا ) قال: أما إنه أقرؤنا وأعلمنا بالمنسوخ وإنما هي فامضوا.

حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري ، قال: أخبرنا سفيان، عن الزهريّ، عن سالم، عن أبيه، قال: ما سمعت عمر يقرؤها قطّ إلا فامضوا. حدثنا أبو كُرَيْب، قال: ثنا ابن يمان، قال: ثنا حنظلة، عن سالم بن عبد الله، قال: كان عمر رضي الله عنه يقرؤها: ( فَامْضُوا إلَى ذِكْرِ اللهِ ).

حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن حنظلة، عن سالم بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قرأها: فامضوا. حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنا حنظلة بن أَبي سفيان الجمحّي، أنه سمع سالم بن عبد الله يحدّث عن أبيه، أنه سمع عمر بن الخطاب يقرأ ( إذَا نُودِيَ لِلْصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمْعَةِ فَامْضُوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ).
قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر، أن عبد الله قال: لقد توفى الله عمر رضي الله عنه، وما يقرأ هذه الآية التي ذكر الله فيها الجمعة: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) إلا فامضوا إلى ذكر الله.

حدثني أَبو السائب، قال: ثنا معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: كان عبد الله يقرؤها " فامضوا إلى ذكر الله " ويقول: لو قرأتها فاسعوا ، لسعيت حتى يسقط ردائي.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن أَبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله: لو كان السعي لسعيت حتى يسقط ردائي، قال: ولكنها(فَامْضُوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ) قال: هكذا كان يقرؤها.

حدثني عليّ بن الحسين الأزدي، قال: ثنا يحيى بن يمان الأزدي، عن أَبي جعفر الرازي، عن الربيع عن أَبي العالية أنه يقرؤها( فَامْضُوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ). حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، قال: ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أَبي العالية، أنه قرأها( فَامْضُوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ). حدثنا أبو كُرَيْب، قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، ابن جُرَيج، عن عطاء، قال: هي للأحرار. حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن منصور عن رجل، عن مسروق، قال: عند الوقت.

حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن رجل، عن مسروق ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ ) قال: عند الوقت. حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد، قال: هو عند العزمة عند الخطبة، عند الذكر.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال : ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) قال: النداء عند الذكر عزيمة.

حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) قال: العزمة عند الذكر عند الخطبة.

قال: ثنا مهران، عن سفيان عن المُغيرة والأعمش، عن إبراهيم، عن ابن مسعود، قال: لو قرأتها( فَاسْعَوْا ) لسعيت حتى يسقط ردائي، وكان يقرؤها(فَامْضُوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ).

قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن الشعبيّ، عن ابن مسعود قال: قرأها( فامضوا )

حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أَبي حيان، عن عكرِمة (فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) قال: السعي: العمل.

قصة آية الدخان رقم 3.. ما المقصود بالليلة المباركة وسر القسم بها؟ قصة آية البقرة 185 .. لماذا فرض الله علينا الصيام وعلى من سبقنا؟ قصة آية 9 من سورة الجمعة

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: وسألته عن قول الله: (إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) قال: إذا سمعتم الداعي الأوّل، فأجيبوا إلى ذلك وأسرعوا ولا تبطئوا؛ قال: ولم يكن في زمان النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أذان إلا أذانان: أذان حين يجلس على المنبر ، وأذان حين يُقام الصلاة؛ قال: وهذا الآخر شيء أحدثه الناس بعد؛ قال: لا يحلّ له البيع إذا سمع النداء الذي يكون بين يدي الإمام إذا قعد على المنبر وقرأ ( فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ) قال : ولم يأمرهم يذرون شيئًا غيره، حرم البيع ثم أذن لهم فيه إذا فرغوا من الصلاة، قال: والسعي أن يُسرع إليها، أن يُقبِل إليها.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة: إن في حرف ابن مسعود ( إذَا نُودِيَ لِلْصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمْعَةِ فَامْضُوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ).

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) السعي: هو العمل، قال الله: إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى .

وقوله: ( وَذَرُوا الْبَيْعَ ) يقول: ودعوا البيع والشراء إذا نودي للصلاة عند الخطبة.

وكان الضحاك يقول في ذلك ما حدثنا أَبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن جُوَيبر، عن الضحاك، قال: إذا زالت الشمس حرم البيع والشراء.

حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن جُوَيبر، عن الضحاك ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) قال: إذا زالت الشمس حرم البيع والشراء.

حدثنا مهران، عن سفيان ، عن إسماعيل السديّ، عن أَبي مالك، قال: كان قوم يجلسون في بقيع الزبير، فيشترون ويبيعون إذا نودي للصلاة يوم الجمعة، ولا يقومون ، فنـزلت: ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) وأما الذكر الذي أمر الله تبارك وتعالى بالسعي إليه عباده المؤمنين، فإنه موعظة الإمام في خطبته فيما قيل.

ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حُمَيْد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) قال: العزمة عند الذكر عند الخطبة.

حدثنا عبد الله بن محمد الحنفي، قال: ثنا عبدان، قال : أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا منصور رجل من أهل الكوفة، عن موسى بن أَبي كثير، أنه سمع سعيد بن المسيب يقول : ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) فهي موعظة الإمام فإذا قضيت الصلاة بعد.

وقوله: ( ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) يقول: سعيكم إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة إلى ذكر الله، وترك البيع خير لكم من البيع والشراء في ذلك الوقت، إن كنتم تعلمون مصالح أنفسكم ومضارّها.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ) فقرأت ذلك عامة قرّاء الأمصار: (الْجُمُعَةِ) بضم الميم والجيم، خلا الأعمش فإنه قرأها بتخفيف الميم. والصواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قرّاء الأمصار لإجماع الحجة من القرّاء عليه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قصة آية سورة الجمعة شهر رمضان 2024 قراءة سورة الجمعة سورة الجمعة مكتوبة ف اس ع و ا إ ل ى ذ ک ر سالم بن عبد الله حدثنا ابن ح م ی البیع والشراء إلى ذکر الله عن إبراهیم إ ذ ا ن ود ی عند الذکر ف ام ض و ا ال ج م ع ة عن سفیان عن مجاهد حدثنا أ بن أ بی عن أ بی عن ابن فی ذلک ر الله الله ع

إقرأ أيضاً:

موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد الأوقاف

حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة اليوم 18من جمادى الآخرة 1446هــ- 20 من ديسمبر2024 م، بعنوان: “الطفولة بناء وأمل”.

وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف من هذه الخطبة هو توعية جمهور المسجد بأهمية بناء إنسان مستنير بالعلم، قادر على أن يتحدى الزمن بالإنجاز.

وفيما يلي نص خطبة الجمعة:
الحَمْدُ للهِ العَزِيزِ الحَمِيد، القَوِيِّ المَجِيد، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لَا شَريكَ لَهُ، شَهَادَةً مَنْ نَطَقَ بِهَا فَهُوَ سَعِيد، سُبْحَانَهُ هَدَى العُقُولَ بِبَدَائِعِ حِكَمِه، وَوَسِعَ الخَلَائِقَ بِجَلَائِلِ نِعَمِه، أَقَامَ الكَوْنَ بِعَظَمَةِ تَجَلِّيه، وَأَنْزَلَ الهُدَى عَلَى أَنْبِيَائِهِ وَمُرْسَلِيه، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، شَرَحَ صَدْرَهُ، وَرَفَعَ قَدْرَهُ، وَشَرَّفَنَا بِهِ، وَجَعَلَنَا أُمَّتَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:

فَإِنَّ الطُّفُولَةَ أَجْمَلُ مَا فِي الوُجُودِ، وَالنَّبْعُ الحَقِيقِيُّ لِلْحُبِّ وَالحَنَانِ فِي حَيَاةِ الإِنْسَانِ، الطُّفُولَةُ أَحْلَى مَرَاحِلِ العُمْرِ، وَأَعْظَمُ فَتَرَاتِ الحَيَاةِ أهميةً، وَالأَطْفَالُ نِعْمَةٌ جَلِيلَةٌ مِنْ نِعَمِ اللهِ الوَهَّابِ الَّتِي لا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا}، فَفِي ابْتِسَامَتِهِم البَسَاطَةُ، وَفِي تَعَامُلِهِم البَرَاءَةُ، أَحَادِيثُهُمْ مُشَوِّقَةٌ، وَمَشَاعِرُهُمْ صَافِيَةٌ، أَنْفَاسُهُمْ كَالزَّهْرِ فِي فَجْرِ الرَّبِيع، حَيَاتُهُمْ نَقَاء، وَصَفحَاتُهُم بَيْضَاء.

وَإِذَا كَانَ وَاجِبُ الوَقْتِ هُوَ بِنَاءُ إِنْسَانٍ مُتَسَلِّحٍ بِالعِلْمِ قَادِرٍ عَلَى الإِنْجَازِ وَتذليل التَّحَدِّيات، فَاعْلَمُوا أَيُّهَا الكِرَامُ أَنَّ نَوَاةَ بِنَاءِ الإِنْسَانِ بِنَاءُ طُفُولَتِهِ، فَبِمِقْدَارِ مَا يَتَشَكَّلُ الإِنْسَانُ فِي طُفُولَتِهِ يَصِيرُ فِي رُجُولَتِهِ، وَحَرِيٌّ بِالمجُتْمَعِ أَنْ يَحْتَشِدَ لِهَذَا البِنَاءِ الشَّرِيفِ، وَحَقِيقٌ بِكُلِّ أَبٍ وَأُمٍّ أَنْ يُسَارِعُوا فِي تَقْدِيمِ كُلِّ أَوْجُهِ الرِّعَايَةِ وَالعِنَايَةِ وَالتَّرْفِيهِ وَالمُتْعَةِ لِلطِّفْلِ، وَأَنْ يُبَادِرُوا إِلَى مِلْءِ فَرَاغِ الطِّفْلِ بِمَا يَجْعَلُهُ سَعِيدًا مُتَفَائِلًا مُقْبِلًا عَلَى الحَيَاة.

أَيُّهَا السَّادَةُ، إِنَّ مِمَّا تَعَلَّمْنَاهُ مِنْ عُلَمَائِنَا الأَجِلَّاءِ أَنَّ الطُّفُولَةَ تَتَوَقَّفُ عِنْدَهَا الأَحْكَامُ، وَقَدِ اسْتَدَلُّوا عَلَى ذَلِكَ بِحَالِ الجَنَابِ المُعَظَّمِ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، فَهَا هُوَ يَنْزِلِ مِنْ مِنْبَرِهِ الشَّرِيفِ، وَيَقْطَعُ خُطْبَتَهُ السَّامِيَةَ؛ تَلَطُّفًا وَتَحَنُّنًا لِتَعَثُّرِ حَفِيدَيْهِ سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمَا؛ وَتَصَوَّرْ مَعِي أَنَّ الصَّلَاةَ الَّتِي هِيَ رَاحَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسَكِينَتُهُ وَطُمَأْنِينَتُهُ، كَانَ حَضْرَتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَفِّفُهَا لِأَجْلِ بُكَاءِ طِفْلٍ صَغِيرٍ، فَهَا هُوَ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ يُوقِفُ حُكْمَ التَّأَنِّي وَالتَّمَهُّلِ، وَيَتْرَكُهُ إِلَى مَا هُوَ أَحَبُّ مِنْهُ فِي هَذَا المَقَامِ مِنَ التَّحَنُّنِ وَالتَّرَفُّقِ وَالشَّفَقَةِ وَالتَّلَطُّفِ بِالطِّفْلِ، وَإِشْبَاعِ نُهْمَتِهِ فِي المُتْعَةِ وَالتَّرْفِيهِ وَالتَّعْلِيمِ، فِي تَطْبِيقٍ نَبَوِيٍّ فَرِيدٍ وَحَالٍ شَرِيفٍ لِتِلْكَ القَاعِدَةِ القُرْآنِيَّةِ {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ}.

أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا يَسْتَحِقُّ أَطْفَالُنَا لُغَةَ الاحْتِرَامِ وَالرُّقِيِّ وَالرَّحْمَةِ المُوَجَّهَةِ مِنَ اللِّسَانِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ وَهُوَ يُوَاسِي طِفْلًا فِي مَوْتِ عُصْفُورِهِ، جَابِرًا خَاطِرَهُ، مُتَرَفِّقًا بِهِ، رَافِعًا الحُزْنَ عَنْ قَلْبِهِ: «يَا أَبَا عُمَيْر، مَا فَعَلَ النُّغَيْر؟» أَلَمْ يَحِنِ الوَقْتُ لِلْجُلُوسِ مَعَ أَبْنَائِنَا لِنَسْتَمِعَ إِلَى تَطَلُّعَاتِهِمْ وَآمَالِهِم، وَنَعِيشَ آلَامَهُمْ، وَنُوَاسِيَهُمْ كَمَا وَاسَتِ الأَحْضَانُ النَّبَوِيَّةُ هَذَا الطِّفْلَ الصَّغِيرَ، وَالطِّفلُ وَفِيٌّ ذَكِيٌّ حَصِيفٌ، يَحْفَظُ الجَمِيلَ، وَيَتَذَكَّرُ كُلَّ لَحْظَةِ طَيِّبَةٍ وَيَدٍ حَانِيَةٍ.

أَيُّهَا الكِرَامُ، أَفْسِحُوا المَجَالَ لِلطِّفْلِ، أَشْبِعُوا مَعْنَوِيَّاتِهِ حَتَّى يَخْرُجَ إِنْسَانًا سَوِيًّا قَوِيًّا مُفَكِّرًا مُبْدِعًا، امْنَحُوا الأَطْفَالَ قُبْلَةَ الحَيَاةِ بِأَنْ تُفِيضُوا عَلَيْهِم جَمِيلَ المَشَاعرِ وَالأَحَاسِيسِ وَجَرْعَاتِ الحُبِّ وَالحَنَانِ. اغِرُسُوا فِي أَطْفَالِكُمْ قِيَمَ استشعار رقابة الله عليه، وَالشَّجَاعَةِ، وَالتَّحَدِّي الَّتِي غَرَسَهَا نَبِيُّنَا الكَرِيمُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ فِي وِجْدَانِ الصَّبِيِّ الأَمِينِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، إذ قال له: «يا غُلامُ، إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ، احفَظِ اللهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللهِ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ».

إِنَّ القَلْبَ يَعْتَصِرُهُ الأَلَمُ مِنْ حُزْنِ طِفْلٍ وَغُصَّةِ حَلْقِهِ جَرَّاءَ فَقْدِ حَنَانِ أُسْرَتِهِ وَسْطَ مَشَاغِلِ الحَيَاةِ المُتَسَارِعَةِ. أَيُّهَا النَّاسُ، هَلْ أَصْبَحَ حَالُنَا مَعَ أَطْفَالِنَا حَالَ هَذَا الأَعْرَابِيِّ الَّذِي قَسَا قَلْبُهُ عَلَى أَوْلَادِهِ، فَتَرَاهُ يَسْتَغْرِبُ تَقْبِيلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَحْفَادِهِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمُ وَحُنُوَّهُ عَلَيْهِمْ وَاحْتِوَاءَهُ لَهُمْ وَإِفَاضَتَهُ الرِّفْقَ وَالأُنْسَ عَلَى قُلُوبِهِمْ، حَتَّى اسْتَحَقَّ ذَلِكَ الأَعْرَابِيُّ هَذَا اللَّوْمَ المُحَمَّدِيَّ «مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ».

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:
فَيَا أَيُّهَا الكِرَامُ، إِنَّ التَّعَامُلَ مَعَ الأَطْفَالِ مِنْ مُنْطَلَقِ الحُبِّ وَاللِّينِ وَإِحْيَاءِ الطُّفُولَةِ مِنْ أَجَلِّ اهْتِمَامَاتِ الأَدْيَانِ السَّمَاوِيَّةِ وَالحَضَارَاتِ الإِنْسَانِيَّةِ، فَكَمْ مِنْ طِفْلٍ أَحْيَا اللهُ بِهِ مَجْدَ أُمَّةٍ؟ وَاسْأَلُوا التَّارِيخَ عَنْ تَجْرِبَةِ الطُّفُولَةِ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَالشَّافِعِيِّ، وَمَالِكٍ؛ لِنُدْرِكَ أَنَّ الأَطْفَالَ هُمْ أَمَلُ الوَطَنِ وَمُسْتَقْبَلُ الأُمَّةِ.

فَلْنَبْنِ الإِنْسَانَ بِبِنَاءِ الطُّفُولَةِ المُفَكِّرَةِ المُبْدِعَةِ، القَادِرَةِ عَلَى التَّحَدِّي وَالنُّبُوغِ وَالتَّفَوُّقِ، وَلْنُوقِفْ نَزِيفَ الطُّفُولَةِ وَسْطَ هَذَا الرُّكَامِ مِنَ الأَلْعَابِ الإِلِكْتِرُونِيَّةِ، وَالمَوَاقِعِ المَشْبُوهَةِ، وَالأَفْكَارِ الهَدَّامَةِ، أَلَا تُقَدِّرُ أَيُّهَا النَّبِيلُ حَجْمَ الدَّمَارِ الَّذِي يُعَانِي مِنْهُ طِفْلُكَ جَرَّاءَ الجُلُوسِ بِالسَّاعَاتِ وَبِيَدِهِ جِهَازٌ مَحْمُولٌ، فَيَتَشَتَّتُ عَقْلُهُ، وَيَفْقِدُ مَلَكَاتِهِ، وَتَضِيعُ مَوَاهِبُهُ؟!

أَيُّهَا السَّادَةُ، إِنَّ التَّعَامُلَ السِّيِّئَ مَعَ الأَبْنَاءِ يُؤَدِّي إِلَى تَرْكِ أَثَرٍ قَبِيحٍ دَاخِلَ نُفُوسِهِمْ، وَيَزْرَعُ مَشَاعِرَ غِلٍّ وَكَرَاهِيةٍ قَابِلَةً لِلتَّحَوُّلِ إِلَى مَوْجَةِ غَضَبٍ عَارِمَةٍ، وَلَكَ أَنْ تتَخَيَّلَ مَاذَا يَكُونُ فِي ذَاكِرَةِ شَابٍّ طُرِدَ مِنَ مَسْجِدِ الحَيِّ وَهُوَ صَغِيرٌ، أَوْ مَا انْطَبَعَ فِي قَلْبِ تِلْمِيذٍ لَمْ يَجِدْ مِنْ مُعَلِّمِهِ إِلَّا القَسْوَةَ وَالغِلْظَةَ؟!

أَيُّهَا النَّاسُ، هَذِهِ دَعْوَةٌ لِإِكْرَامِ وَجَبْرِ خَاطِرِ كُلِّ طَفْلٍ، أَحِيطُوا الطِّفْلَ بِكُلِّ صُوَرِ الحُبِّ وَالوُدِّ وَالتَّرْفِيهِ المُفْضِي إِلَى التَّعْلِيمِ؛ لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ غَدًا المَرْمُوقَ فِي الأَنْظَارِ، المُبْتَكِرَ المُخْتَرِعَ الشَّاعِرَ الأَدِيبَ الكَبِيرَ.

اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي أَطْفَالِنَا وَشَبَابِنَا وَوَطَنِنَا العَزِيزِ.

مقالات مشابهة

  • 10 حقائق وأسرار حول سورة ق.. هل تضعف القرين والجن؟
  • دعاء الحسد والعين.. حصن نفسك وأبناءك من القريب والغريب بـ4 سور
  • وزير الأوقاف: ندرس لتكون الخطبة الثانية للجمعة خاصة بمشكلات المنطقةالتي بها بالمسجد
  • الإفتاء توضح معنى "المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة" في سورة المائدة
  • موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد الأوقاف
  • موعد صلاة الجمعة في المحافظات اليوم 20 ديسمبر 2024.. اعرف توقيت الخطبة
  • أهمية المواظبة على قراءة سورة الكهف كل جمعة
  • «عصمة من كل فتنة».. فضل قراءة سورة الكهف ليلة ويوم الجمعة
  • لـمـاذا أنـا هـنـا؟
  • أمين الفتوى يوضح حكم قراءة سورة الناس في الركعة الأولى من الصلاة