يوحنا ذهبي الفم عن الصيام الكبير: الامتناع عن أكل اللحم والسمك لن ينفعك إذا نهشت قريبك بلسانك المغتاب والمؤذي
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
يقول القديس الراحل يوحنا الذهبي الفم بخصوص الصيام الكبير والذي يبلغ عدد ايامه ٥٥ يوما أن يكون الصوم فقط امتناع عن الأكل هذا حطٌّ من كرامة الصوم.
المطلوب في الصوم ليس الانقطاع بواسطة الفم، بل الانقطاع عن شيء بواسطة العيون، والآذان، والأرجل، واليد، وكل الجسم.
تصوم الأيدي بالطهارة والابتعاد عن السرقة والبخل وعمل الرذيلة؛ والأرجل بالإبتعاد عن المشاهد المحرّمة؛ والعيون بالامتناع عن النظر إلى أي شيء يُغريها: إنَّ طعام العيون هو النظر، فإذا فسُد أبطلَ خير الصيام، وإذا صلُحَ نفع الصوم.
واضاف قائلا إنه لغريبٌ حقاً أن يمتنع الإنسان عن مأكل، ليس فيه شرّ بحدّ ذاته، وأن لا يمتنع عن نظرات تسبّب له لذّات محرّمة. فإذا منعت عن فمك اللحم، إمنع بالوقت نفسه عن عينك ما يضرّها ويفسدها .
وشدد على ضرورة ان تلزِم أُذنيك بصوم قاسٍ وذلك بالامتناع عن سماع النميمة والافتراء؛ قال الرب ابتعِد عن كلام شرير وخدّاع، وأنت لا ترضى؛ أبداً، ولا الكلام الغير الحسن.
وماذا ينفعك بأن تمتنع عن أكل اللحم والسمك، إذا نهشت قريبك بلسانك المغتاب والمؤذي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الأقصر
إقرأ أيضاً:
الصوم الكبير.. رحلة روحية للتوبة والتجديد في الكنيسة الكاثوليكية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الأب لويس حزبون مع بداية زمن الصوم الأربعيني، يتساءل المؤمنون عن معنى هذه الفترة الروحية وقوانينها وفوائدها.
وفي هذا السياق، قدّم الأب لويس حزبون راعي كنيسة مار يوسف في القاهرة، رؤيةً لاهوتيةً وعمليةً للصوم الكبير، مستندًا إلى الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة الكاثوليكية.
الصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام، بل هو "ضبط للجسد والنفس"، كما يوضح الأب حزبون، مشيرًا إلى أن كلمة "صوم" في اليونانية (νεστεια) تعني "الإمساك"، أي السيطرة على الرغبات وتوجيه القلب نحو الله.
وذكر أن الصوم في المسيحية يشمل ثلاثة أبعاد:
-الجسدي: الامتناع عن بعض الأطعمة.
-الروحي التوقف عن الخطيئة وتجديد العلاقة مع الله.
-الاجتماعي
ممارسة الصدقة والمصالحة مع الآخرين.
الصوم هو الاعتراف بأن الله هو مصدر حياتنا، وليس الخبز وحده"، يؤكد الأب حزبون مستشهدًا بإنجيل متى (4:4).
بحسب الأب حزبون، الصوم هو "شريعة إلهية" وُجدت منذ آدم، وثبّتها المسيح بقوله: "ستأتي أيامٌ يُرفع العريس منهم، فحينئذ يصومون" (متى 9:14). وأبرز أهدافه:
-تطهير الذات: كبح الرغبات المنحرفة وتحرير القلب من الأنانية.
-التقرُّب إلى الله: عبر الصلاة وقراءة الكتاب المقدس.
-خدمة الآخرين: بتقديم الصدقات ومساعدة المحتاجين، استنادًا إلى إنجيل متى (25:34-40).
الصوم كالطير لا يطير إلا بجناحَي الصلاة والصدقة"، يضيف الأب حزبون
ففي العهد القديم: كان الصوم مرتبطًا بأحداث كالكوارث أو التوبة، مثل صوم داود سبعة أيام عند مرض ابنه.
- في العهد الجديد: ربط المسيح الصوم بطرد الشياطين (متى 17:21) وإعداد التلاميذ للرسالة (أعمال الرسل 13:1-3).
-المدة: تتراوح بين يوم واحد (كصوم يوم الكفارة) و40 يومًا (كصوم موسى والمسيح).
-الصوم الواجب: يشمل الامتناع عن اللحوم أيام الجمعة، والصوم الكامل (وجبة واحدة) في أربعاء الرماد والجمعة العظيمة.
الصوم المستحب: كصوم الأربعاء والجمعة طوال السنة، أو الصوم القرباني قبل تناول الإفخارستيا بساعة.
-
الكنيسة الرومانية الكاثوليكية: تفرض الصوم خلال الأربعاء والجمعة من أسابيع الصوم، مع تفاصيل تختلف باختلاف الأبرشيات.
>"الكنيسة تحدد الحد الأدنى من الجهد الروحي لتحقيق الوحدة بين المؤمنين"، يشرح الأب حزبون.
ويختتم الأب حزبون بالتشديد على أن "الصوم اختبارٌ شخصي لا يُدرك معناه إلا بالممارسة"، مستشهدًا بقول القديس يوحنا فم الذهب: "اشحذ منجلك التي أتلفتها الشراهة بالصوم