٢٦ سبتمبر نت:
2025-10-19@15:59:41 GMT

تل أبيب ... والخوف من وصول الطوفان ..!

تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT

تل أبيب ... والخوف من وصول الطوفان ..!

يعتمد التوجه الجيوبوليتيكي الجائر للكيان الصهيوني على فكرة أن الدولة كائن حي يختلف مساحة نطاقها الأرضي وطول الحدود التي تغلفها تبعا لمراحل تطورها .

-خريطة الصراع

يقوم الكيان الصهيوني بتعقيد خريطة الصراع على العمق الدفاعي والاستراتيجي بتعميق الخلافات والصراعات بالدول العربية وتفريغ المنطقة العربية من امكانات التنمية من ناحية , ومحاولة تحطيم الآلة العسكرية للقوى العربية المتنامية من ناحية ثانية .

ويعتمد على صناعة عمق أمني بزيادة المناطق شبة الحاجزة وقت السلم , ونقل ساحة المعارك إلى أراضي الجيران وقت الحرب , ومراقبة الصراع على العمق العربي من ناحية أخرى . - وما حدث في 7 اكتوبر 2023م , قلب كل موازين استراتيجية الكيان الصهيوني في ادارة خريطة الصراع - .

-العمق الدفاعي

يتوقف صمود الدولة للغزو الخارجي من الدول المجاورة على عمق النطاق الأرضي للدولة الذي يقاس بين الوسط الهندسي أو الجغرافي الذي يجب أن تشغله مركز صناعة القرار السياسي ( العاصمة ) وحدود الدولة أو محيطها الحدودي .

ويعبر عنه بنصف قطر مساحة الدولة في شكلها الدائري , وهو في علاقة طردية مع مساحة الدولة في شكلها المندمج .

وابرز الأمثلة على أهمية العمق الدفاعي للدولة غزو العراق للكويت 1990م , وغزو الكيان الصهيوني للعاصمة اللبنانية بيروت في 1982م , في سويعات قليلة جدا لقلة العمق الدفاعي للدولتين وتنقسم دول المنطقة إلى عدة فئات تبعا لعمقها الدفاعي دول تتمتع بعمق دفاعي كبير تتراوح بين 724 إلى 893كم , كالسودان والسعودية والجزائر وايران , ومجموعة ذات عمق دفاعي كبير نسبيا تتراوح بين 411- 571 كم وتضم موريتانيا ومصر وتركيا والصومال واليمن .

فيما ينخفض العمق الدفاعي عن 382 إلى 229 كم في المغرب والعراقي وعمان وسوريا وتونس . ويقل العمق إلى 175كم في الأردن و 171 كم في الامارات .

فيما يتدنى العمق الدفاعي عن 85كم في جيبوتي و81 في الكيان الصهيوني و75 في الكويت ويصل إلى ادناه في البحرين 14كم ويصل إلى 58 كم في قطر ولبنان و 45كم في دولة فلسطين المقترحة على الاراضي الفلسطينية قبل عام 1967م .

ويضعف انحراف العواصم عن مركزها الهندسي والجغرافي من الأهمية الاستراتيجية للعمق الدفاعي للنطاق الأرضي للدولة , لأن العمق الدفاعي المثالي يربط بين مساحة المعارك المحتملة على حدود الدولة من ناحية ومقر صناعة القرار السياسي والعسكري في الوسط الهندسي للدولة .

والدول التي تملك عمقا أكبر ونسبة انحراف دنيا للعاصمة تسجل بعدا هاما في الدفاع الوقائي وتوفر مساحة مثاليا أو مناسبا لمعركة دفاعية .

لذا فإن قرار نقل عاصمة الكيان الصهيوني من تل أبيب إلى القدس , أي من موقع غربي متطرف إلى موقع شرقي ايضا متطرف بالنسبة للنطاق الأرضي للدولة بدون مركزية غير قائمة يفسر النية غير الحسنة إلى معادلة الموقف بالتوسع شرقا في الأردن .

-التخوف والعدوان

لن يسمح الكيان الصهيوني بقيام دولة فلسطين على ما تبقى من التراب الفلسطيني بالضفة الغربية وغزة , لان موقعها يهدد الأمن الصهيوني تهديدا واضحا .

ويقلص العمق الدفاعي الصهيوني المحدود إلى خُمس قيمته , ويمكن أن يشطر الكيان الصهيوني إلى قطاعين .فالوضع الأكثر خطورة للكيان الصهيوني تدني العمق الدفاعي له من الوسط إلى 15كم وهو يشكل 21,4% من متوسط نصف قطر من مساحة الكيان الصهيوني,

وقد نتج هذا الموقف من موقع امتداد أراضي الضفة الغربية في عمق النطاق الأرضي للكيان الصهيوني , وهذا يخوف المؤسسات السياسية الصهيونية من قيام دولة فلسطينية على الأراضي المتبقية من فلسطين في الضفة الغربية وغزة ( 6260كم2) , وإمكانية قيام نزاع سياسي وعسكري يترتب عنه عزل النطاق الشمالي عن الجنوبي من أرض الكيان الصهيوني المغتصب .

فالوضع المجزأ للدولة الفلسطينية في نطاقها الأرضي بالضفة الغربية (5900كم) وفي غزة ( 360كم ) يضعف من كيانها السياسي لوجود كيان سياسي عدائي - الكيان الصهيوني - يفضل بين اجزاء النطاق الأرضي للدولة الوليدة . - وهذا ما زاد من تخوف الكيان الصهيوني اليوم بعد طوفان الاقصى في 7 اكتوبر 2023م من امتداد الطوفان إلى الضفة الغربية - .

-التوجه الجيوبوليتيكي

يعتمد التوجه الجيوبوليتيكي الجائر للكيان الصهيوني على فكرة أن الدولة كائن حي يختلف مساحة نطاقها الأرضي وطول الحدود التي تغلفها تبعا لمراحل تطورها .

وكل الدلائل تؤكد استمرار التوجه الجيوبوليتيكي الجائر للكيان الصهيوني حتى بعد عقد اتفاقيات السلام والتطبيع بين الأطراف العربية – الصهيونية , ويدفعه في ذلك عده اعتبارات أهمها أن المكون الجغرافي يشكل تهديدا للأمن القومي الصهيوني إذ يتدنى العمق الدفاعي إلى 81 كم لصغر المساحة ويتقزم أكثر بسبب شكل الدولة الذي ينحرف عن شكلها المثالي بنسبة 201% عن الشكل الأمثل للدولة.

لذا يتقزم العمق الدفاعي وينخفض إلى أقل من 20 كم . وبسبب الانحراف عن الشكل المثالي للدولة تزداد أطوال حدودها فترتفع كثافة الحدود البرية إلى 4,4كم / كم2 , ويزداد العبء الكثافى الزائد منها عن ثلاثة أمثال الوضع الطبيعي , وبالتالي ترتقع تكلفة الدفاع عن الحدود لأقصى حد .

ولن يستقيم تنمية القوة السياسية بدون إعادة توازن تركيبتها السياسية بالتوسع وزيادة مساحة الأراضي وزيادة العمق الدفاعي . كذلك أن الحشد الضخم للأنواع المختلفة من الاسلحة على مساحة صغيرة من الأرض لا يعبر عن إمكانات دفاعية ذاتية بل هي حشد هجومي .

فقد بلغ نصيب الكيلو متر المربع من الوحدات الدفاعية 57 جندي , ولا يتكرر ذلك في أي بقعة بالمنطقة سوى في مملكة البحرين التي ترتفع بها الإمكانات الدفاعية بالنسبة للأرض نتيجة لصغر مساحتها .

وتركيز الفكر الإعلامي والشارع السياسي الصهيوني على فكرة التخوم الآمنة بدلا من الحدود وضيق المجال الحيوي بالنسبة لتدفق الهجرة اليهودية , ومقارنة ما يتوفر لدول المنطقة من أراضي خلاء .

ففي مصر 130 كم2 , وفي الأردن 13كم2 , مقابل كل كم2 في الكيان الصهيوني . -اسرائيل الكبرى لذلك تؤشر كل هذه الدلائل على استمرار التوجه الجيوبوليتيكي الجائر لدي الكيان الصهيوني نحو التوسع والسيطرة واحتلال الأراضي منذ قيام دولة الكيان الصهيوني في 15 مايو 1948 م وإلى عدوان اليوم على غزة , ولا قيمة لمعاهدات السلام أو التطبيع سوي التجميد المؤقت لمشروعات الكيان الصهيوني نحو إنشاء بما يسمى اسرائيل الكبرى .

وما العدوان على غزة وتدميرها وقتل الاطفال والنساء والشيوخ منذ ستة أشهر ألا استمرار لذلك التوجه التوسعي الصهيوني ليس على حساب اراضي فلسطينية فحسب بل سيأتي الدول على حساب كل دول المنطقة وبالذات دول الطوق رغم وجود معاهدات وتطبيع وترسيم حدود معها .

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی للکیان الصهیونی من ناحیة

إقرأ أيضاً:

غضَّ الطرف إنّك عربيّ ..!

 

كانت قبيلة نُمير مدعاة فخرٍ لأبنائها، إلى أن قرر الراعي النُميري شعرًا تحكيميًا بأنّ الفرزدق أهجى من جرير، فدخل جرير مجلسهما وأنشد قصيدته البائية الشهيرة بالدامغة، وما إن وصل إلى أشهر أبياتها،” غضَّ الطرف إنّك من نُميرٍ.. فلا كعبًا بلغت ولا كلابا”، حتى أخفى الراعي النميري وجهه بعبائته مغادرًا المجلس، وما إن وصل ورهطه مشارف قبيلة نُمير، حتى لاقتهم النساء بالتأنيب والتعزير” قبّح الله وجوهكم كما قبحتم وجوهنا”، فظل الراعي صامتًا حتى مات كمدًا.

لم يعد بعدها نُميريٌ يستطيع رفع رأسه، وحين كان يُسأل أيّ فردٍ من نُميرٍ عن قبيلته، كان يقول على استحياءٍ شديدٍ: “من نُمير”، بترقيق الحروف، بعد أن كانوا يقولون من نُمير بتفخيمها. ولكن يُحمدّ لقبيلة نُمير خجلها وشعورها بثلمة الشرف دليلًا على أنّ لديها كثيرًا من الحياء ودم الوجه.

هذا بخلاف عرب اليوم، والذين تثلّم شرفهم مائتين وخمسين ألف مرة في غزة، بعدد الشهداء والجرحى والمفقودين، وتثلّم آلاف المرات في لبنان بعدد الشهداء والجرحى، ومئات المرات في اليمن ومثلها في إيران.. وما يزال شرفهم يتثلّم على مدار الثواني، وما يزال نتنياهو وكيانه يدوس أنوفهم، من دون أن تتسرب قطرة دمٍ واحدة إلى وجوههم، بل ينشغلون بالتفتيش في كل مدرٍ ووبر، عن مسوغاتٍ لإيلام الضحية ولومها.

حتى أنّ الأوروبيين الذين غصَّت عواصمهم وشوارعهم بالتظاهرات مقابل الصمت المريب في عواصم العرب، هالهم هذا التبلد، فأصبحوا يتساءلون أين العرب؟ وكأنّ الفلسطينيين واللبنانيين لم يسألوا هذا السؤال المزمن منذ النكبة حتى ملّوا، وحين ملّوا وجدوا الإجابة أخيرًا، فعرفوا أينّهم، يقفون خلفهم بخناجر الظهر.

لم يكتفّ العرب بالصمت والتواطؤ والعار المخجل، ولم يُسارعوا كالراعي النُميري لتنقيب وجوههم، لقد راحوا يتأستدون على السابع من أكتوبر ومعارك الإسناد. إذ أن السنوار لم يكن يدرك الواقع الاستراتيجي، و”الضيف” كان عسكريًا لا يفهم الواقع الجيوسياسي، وحماس كانت قاصرةً عن الإحاطة بموازين القوى والتغيرات الدولية، و”السيد الأسمى” تورَّط وورَّط لبنان جبرًا وغصبًا، والسيد عبد الملك تمادى في توريط اليمنيين من دون مراعاة مصالحهم.

هذه الجمهرة من العرب والأعراب، لم يتبقّ لهم من قولٍ يقولونه، سوى أنّ من خاض عين جالوت الحاضر- أي “طوفان الأقصى”- كان عليه دقّ أبوابنا واستشارتنا فردًا فردًا، على الأقل لو تعذّر عليهم طرق أبوابنا، بيتًا بيتًا، فرسالة “ماسنجر” أو “واتساب” كانت ستؤدي الغرض، وسنهيل عليهم نصائح الحكمة والحنكة، وطبعًا على قاعدة قول المتنبي: “يرى الجبناءُ أنّ العجزَ عقلٌ.. وتلك خديعة الطبّع اللئيمِ”

هؤلاء الواعون المدركون المحيطون الفاهمون، يقيسون الأمور من بُعد، ما تحت أنوفهم، حتى قبل انتظار نتائج الحرب. وهذا مقتل الموضوعية، فالحروب بنتائجها لا بمنتصفاتها ومجاريها، كما أنّهم يعانون هلعًا مرضيًّا، في قياس الطوفان بحجم تضحياته، وكأنّك تريد اختراع العجلة، حين تحاول إقناعهم أنّ ركوب العار (الاستسلام) لا يُنجي من الإبادة، بل ستحصل على كليهما، وأن تمسكك بالعزّ في سبيل الوطن، ستحصل على كليهما.

لكنهم في الوقت الذي يأخذون على صانّعي الطوفان ومسانديه في لبنان واليمن أنّهم دمّروا بلدانهم وشعوبهم، يأخذون على إيران أنّها لم تدمّر شعبها ومقدراتها، فلم تدخل حرب الإسناد عسكريًا، وحين اعتدي عليها فرَدَّت الصّاع صاعين، قبلت وقف إطلاق النار، ولم تُكمل حلقة الدمار التي يلوكونها ليل نهار عن الطوفان ومسانديه.

في الحقيقة؛ أنّه ليس من السهل مجاراة كل تناقضاتهم الفاقعة، وعوارهم في الرؤية الواقعية لمسارات الطوفان وتأثيراته ومآلاته، ويتجاهلون عن قصدٍ أو جهلٍ خسائر العدو المريعة وغير المسبوقة، خسائر على المستويات كلها، وأخطرها خسائره العسكرية أولاً، وخسائره الأخلاقية والسياسية ثانيًا.

قد يحاجج البعض بأنّ خسائر العتاد، والذي فقد نصفه بريًا منذ بدء الطوفان، قابلّ للتعويض العاجل بوجود الدعم المطلق من أمريكا.. ولكن كيف سيعوّض مائة ألف جنديٍ، حيّدوا عن حساباتهم؟ بين قتيلٍ وجريحٍ ومعاق نفسيًا أو ذهنيًا أو على شفير الانتحار، ومن أين ستأتي لجيشٍ موحلٍ، أمام سلاحٍ بدائيٍ، بمعنوياتٍ لخوض حروب “إسرائيل الكبرى”؟ فقد قال زامير إنّ الجيش بحاجةٍ إلى ثلاث سنوات لإعادة التنظيم والبناء، حتى يستعيد قدرته، والحقيقة أنّها ليست أقل من عقد.

أمّا على المستوى السياسي والأخلاقي، فخسارته لا تُقدَّر بثمن، فقد خسر روايته، وهي أصل وجوده وصيرورة بقائه.. تلك المظلومية الكاذبة التي ظلّ يتغذى عليها عشرات السنين، وتضفي عليه مشروعية البقاء، وهذه خسارة غير قابلةٍ للتعويض أو للاستدراك، مهما حاول نتنياهو رشوة المؤثرين والناشطين، حين أصبحت كل خطوةٍ للاستدراك تتحول إلى فضيحةِ جديدة.

لذلك؛ فالعدو بكيانه المؤقت يدرك أنّ الطوفان وضعه على حافة الزوال، وأثار أقسى وأقصى هواجسه عن إمكان الوجود والبقاء. وقد تيّقن أنّ خسائره لا يمكن استدراكها على المستويات كلها، عسكريًا وسياسيًا و”اجتماعيًا” وأخلاقيًا وإعلاميًا وقانونيًا، إلّا إذا استسلمت غزة بشعبها وفصائلها بحماسها وجهادها وجبهاتها، لذلك سعى عبر “مبادرة ترامب” لتحقيق أمنياته على طاولة التفاوض، والتي عجز عن تحقيقها في الميدان.

لذلك؛ على المهزومين قبل أن يولدوا، اقتفاء أثرّ الراعي النُميري على الأقل، بتنقيب وجوههم والانسحاب على استحياء، والصمت حتى الموت كمدًا، لأنّ ثُلمة الشرف التي وَصَمَتْهُم منذ بدء الطوفان، وما تزال تقبّح وجوههم، لا يصح معها إلّا أن نقول لهم: غُضَّ الطرف إنّك عربيٌ.. فلا لبنانًا ولا يمنًا بلغت ولا إيرانا.. وتخفيفًا حتى لا نُجْمل ومن باب الأمل الدفين، في خيرٍ ولو بعد حين، “غضّ الطرف إنّك في عاصمةٍ عربية….”.

كاتب فلسطيني من غز

مقالات مشابهة

  • “حماس” تحذّر من خطورة الوضع الكارثي للأسرى في سجون الكيان الصهيوني
  • مدفيديف: روسيا تعمل على تطوير أسلحة متقدمة لتدمير الأهداف في العمق الدفاعي للعدو
  • 25 قضية أموال عامة وتحصيل واسترداد 58 مليون ريال لخزانة الدولة
  • إيران تدين انتهاك الكيان الصهيوني لوقف إطلاق النار في غزة
  • خبير اقتصادي: القطاع السياحي يُشكل أحد أهم مصادر مصر من النقد الأجنبي
  • غضَّ الطرف إنّك عربيّ ..!
  • وحدة الشركات المملوكة للدولة تستعين بـ«AI» فى الحصر والتصنيف
  • “الأورومتوسطي” يطالب بفتح تحقيق حول الأصول الأوروبية التي دمرها الكيان الصهيوني في غزة
  • رد فيدرا على منتقدي دعمها لحملة مقاطعة منتجات الكيان الصهيوني
  • مختار نوح: تظاهرات الإخوان أمام السفارات المصرية مؤامرة على مصر بدعم من الكيان الصهيوني