٢٦ سبتمبر نت:
2024-07-03@15:06:17 GMT

تل أبيب ... والخوف من وصول الطوفان ..!

تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT

تل أبيب ... والخوف من وصول الطوفان ..!

يعتمد التوجه الجيوبوليتيكي الجائر للكيان الصهيوني على فكرة أن الدولة كائن حي يختلف مساحة نطاقها الأرضي وطول الحدود التي تغلفها تبعا لمراحل تطورها .

-خريطة الصراع

يقوم الكيان الصهيوني بتعقيد خريطة الصراع على العمق الدفاعي والاستراتيجي بتعميق الخلافات والصراعات بالدول العربية وتفريغ المنطقة العربية من امكانات التنمية من ناحية , ومحاولة تحطيم الآلة العسكرية للقوى العربية المتنامية من ناحية ثانية .

ويعتمد على صناعة عمق أمني بزيادة المناطق شبة الحاجزة وقت السلم , ونقل ساحة المعارك إلى أراضي الجيران وقت الحرب , ومراقبة الصراع على العمق العربي من ناحية أخرى . - وما حدث في 7 اكتوبر 2023م , قلب كل موازين استراتيجية الكيان الصهيوني في ادارة خريطة الصراع - .

-العمق الدفاعي

يتوقف صمود الدولة للغزو الخارجي من الدول المجاورة على عمق النطاق الأرضي للدولة الذي يقاس بين الوسط الهندسي أو الجغرافي الذي يجب أن تشغله مركز صناعة القرار السياسي ( العاصمة ) وحدود الدولة أو محيطها الحدودي .

ويعبر عنه بنصف قطر مساحة الدولة في شكلها الدائري , وهو في علاقة طردية مع مساحة الدولة في شكلها المندمج .

وابرز الأمثلة على أهمية العمق الدفاعي للدولة غزو العراق للكويت 1990م , وغزو الكيان الصهيوني للعاصمة اللبنانية بيروت في 1982م , في سويعات قليلة جدا لقلة العمق الدفاعي للدولتين وتنقسم دول المنطقة إلى عدة فئات تبعا لعمقها الدفاعي دول تتمتع بعمق دفاعي كبير تتراوح بين 724 إلى 893كم , كالسودان والسعودية والجزائر وايران , ومجموعة ذات عمق دفاعي كبير نسبيا تتراوح بين 411- 571 كم وتضم موريتانيا ومصر وتركيا والصومال واليمن .

فيما ينخفض العمق الدفاعي عن 382 إلى 229 كم في المغرب والعراقي وعمان وسوريا وتونس . ويقل العمق إلى 175كم في الأردن و 171 كم في الامارات .

فيما يتدنى العمق الدفاعي عن 85كم في جيبوتي و81 في الكيان الصهيوني و75 في الكويت ويصل إلى ادناه في البحرين 14كم ويصل إلى 58 كم في قطر ولبنان و 45كم في دولة فلسطين المقترحة على الاراضي الفلسطينية قبل عام 1967م .

ويضعف انحراف العواصم عن مركزها الهندسي والجغرافي من الأهمية الاستراتيجية للعمق الدفاعي للنطاق الأرضي للدولة , لأن العمق الدفاعي المثالي يربط بين مساحة المعارك المحتملة على حدود الدولة من ناحية ومقر صناعة القرار السياسي والعسكري في الوسط الهندسي للدولة .

والدول التي تملك عمقا أكبر ونسبة انحراف دنيا للعاصمة تسجل بعدا هاما في الدفاع الوقائي وتوفر مساحة مثاليا أو مناسبا لمعركة دفاعية .

لذا فإن قرار نقل عاصمة الكيان الصهيوني من تل أبيب إلى القدس , أي من موقع غربي متطرف إلى موقع شرقي ايضا متطرف بالنسبة للنطاق الأرضي للدولة بدون مركزية غير قائمة يفسر النية غير الحسنة إلى معادلة الموقف بالتوسع شرقا في الأردن .

-التخوف والعدوان

لن يسمح الكيان الصهيوني بقيام دولة فلسطين على ما تبقى من التراب الفلسطيني بالضفة الغربية وغزة , لان موقعها يهدد الأمن الصهيوني تهديدا واضحا .

ويقلص العمق الدفاعي الصهيوني المحدود إلى خُمس قيمته , ويمكن أن يشطر الكيان الصهيوني إلى قطاعين .فالوضع الأكثر خطورة للكيان الصهيوني تدني العمق الدفاعي له من الوسط إلى 15كم وهو يشكل 21,4% من متوسط نصف قطر من مساحة الكيان الصهيوني,

وقد نتج هذا الموقف من موقع امتداد أراضي الضفة الغربية في عمق النطاق الأرضي للكيان الصهيوني , وهذا يخوف المؤسسات السياسية الصهيونية من قيام دولة فلسطينية على الأراضي المتبقية من فلسطين في الضفة الغربية وغزة ( 6260كم2) , وإمكانية قيام نزاع سياسي وعسكري يترتب عنه عزل النطاق الشمالي عن الجنوبي من أرض الكيان الصهيوني المغتصب .

فالوضع المجزأ للدولة الفلسطينية في نطاقها الأرضي بالضفة الغربية (5900كم) وفي غزة ( 360كم ) يضعف من كيانها السياسي لوجود كيان سياسي عدائي - الكيان الصهيوني - يفضل بين اجزاء النطاق الأرضي للدولة الوليدة . - وهذا ما زاد من تخوف الكيان الصهيوني اليوم بعد طوفان الاقصى في 7 اكتوبر 2023م من امتداد الطوفان إلى الضفة الغربية - .

-التوجه الجيوبوليتيكي

يعتمد التوجه الجيوبوليتيكي الجائر للكيان الصهيوني على فكرة أن الدولة كائن حي يختلف مساحة نطاقها الأرضي وطول الحدود التي تغلفها تبعا لمراحل تطورها .

وكل الدلائل تؤكد استمرار التوجه الجيوبوليتيكي الجائر للكيان الصهيوني حتى بعد عقد اتفاقيات السلام والتطبيع بين الأطراف العربية – الصهيونية , ويدفعه في ذلك عده اعتبارات أهمها أن المكون الجغرافي يشكل تهديدا للأمن القومي الصهيوني إذ يتدنى العمق الدفاعي إلى 81 كم لصغر المساحة ويتقزم أكثر بسبب شكل الدولة الذي ينحرف عن شكلها المثالي بنسبة 201% عن الشكل الأمثل للدولة.

لذا يتقزم العمق الدفاعي وينخفض إلى أقل من 20 كم . وبسبب الانحراف عن الشكل المثالي للدولة تزداد أطوال حدودها فترتفع كثافة الحدود البرية إلى 4,4كم / كم2 , ويزداد العبء الكثافى الزائد منها عن ثلاثة أمثال الوضع الطبيعي , وبالتالي ترتقع تكلفة الدفاع عن الحدود لأقصى حد .

ولن يستقيم تنمية القوة السياسية بدون إعادة توازن تركيبتها السياسية بالتوسع وزيادة مساحة الأراضي وزيادة العمق الدفاعي . كذلك أن الحشد الضخم للأنواع المختلفة من الاسلحة على مساحة صغيرة من الأرض لا يعبر عن إمكانات دفاعية ذاتية بل هي حشد هجومي .

فقد بلغ نصيب الكيلو متر المربع من الوحدات الدفاعية 57 جندي , ولا يتكرر ذلك في أي بقعة بالمنطقة سوى في مملكة البحرين التي ترتفع بها الإمكانات الدفاعية بالنسبة للأرض نتيجة لصغر مساحتها .

وتركيز الفكر الإعلامي والشارع السياسي الصهيوني على فكرة التخوم الآمنة بدلا من الحدود وضيق المجال الحيوي بالنسبة لتدفق الهجرة اليهودية , ومقارنة ما يتوفر لدول المنطقة من أراضي خلاء .

ففي مصر 130 كم2 , وفي الأردن 13كم2 , مقابل كل كم2 في الكيان الصهيوني . -اسرائيل الكبرى لذلك تؤشر كل هذه الدلائل على استمرار التوجه الجيوبوليتيكي الجائر لدي الكيان الصهيوني نحو التوسع والسيطرة واحتلال الأراضي منذ قيام دولة الكيان الصهيوني في 15 مايو 1948 م وإلى عدوان اليوم على غزة , ولا قيمة لمعاهدات السلام أو التطبيع سوي التجميد المؤقت لمشروعات الكيان الصهيوني نحو إنشاء بما يسمى اسرائيل الكبرى .

وما العدوان على غزة وتدميرها وقتل الاطفال والنساء والشيوخ منذ ستة أشهر ألا استمرار لذلك التوجه التوسعي الصهيوني ليس على حساب اراضي فلسطينية فحسب بل سيأتي الدول على حساب كل دول المنطقة وبالذات دول الطوق رغم وجود معاهدات وتطبيع وترسيم حدود معها .

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی للکیان الصهیونی من ناحیة

إقرأ أيضاً:

لا تحلموا بالعودة للدولة القديمة

حرب أبريل أرّخت لعهد جديد وصفّرت العداد فهزمت منظومة المفاهيم القديمة، في أبعادها الاجتماعية والثقافية والسياسية، فاجتماعياً أحدثت توازناً ملحوظاً بين جميع فئات وشرائح المجتمع، فوحّدت الناس بمختلف خلفياتهم الجهوية والاجتماعية، وساوت بين الجميع حينما تذوق الجميع طعم الموت واستشعر مآسي الدمار والتبرم جراء ويلات التشرد، وهذا بدوره حرّك الضمير الجمعي للأمة، فأيقن الناس أن النجاة من جحيم الحرب لا يكون فردياً، وأن العمل الجماعي والتضامن الجمعي أصبح ضرورة وجودية لا فكاك منها، فانهزمت الفكرة الأحادية المكرسة لأمان البعض وفناء البعض الآخر، تلك الفكرة المجنونة التي سيطرت على ذهنية ومنهج روّاد الدولة القديمة، الذهنية التي أحرقت سكان الجنوب وأزهقت أرواح مواطني دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق، من منطلقات دينية منحرفة وتوجيهات تقليدية سالبة وغارقة في انتهاكات حقوق الانسان، واليوم لن تجد من يحدثك عن إبادة مجتمع بعينه ليسلم ويأمن المجتمع الآخر، فصار الجميع مهدد بالفناء وبالإبادة القسرية، المفروضة من شيطان الدولة القديمة المترنحة والآيلة للسقوط، المتدهورة والمتدحرجة كرتها الآن تزامناً مع انسكاب هذا المداد الحزين، فعندما يداهم الخطر الجميع يعمل الجميع بعقل الرجل الواحد وقلب المرأة الواحدة، والرافضون لأمان وسلام الوطن المناهضون لمشروع كنس أركان الدولة القديمة الفاسدة، هم في الأساس ثلة من الفاسدين الذين احتكروا الدخل القومي لمصالحهم الفردية، ولاذوا بالفرار لبلدان الغرب البعيد والشرق الأوسط القريب، وفي جيوبهم مدخرات المواطن وكنوز الوطن يصرفونها على شراء وقود الحرب – المرتزقة والسلاح.
ثقافياً اعترف الجميع بأن إيقاع اهازيج الحقيبة ما عاد معبراً عن الذائقة العامة، ولا معتبراً قاسماً مشتركاً بين أمزجة الناس الجمعية ومناهجهم الفنية، وأن للناس رقصاتهم الشعبية وغنائهم المحلي النابع من صفاء سمائهم الزرقاء المكسوة بالسحب، ومن نقاء باديتهم وحواضرهم ودامرتهم، فانصت من اعتادت أذنه على سماع النغم الواحد فتقبل الرقص على إيقاعات أخرى طبلها يستجيب لنغم جميل آخر، واحتفل الصغار من أبناء المدن المركزية بالزي الجديد للفرسان الجدد، فنُسفت أبجديات عروض مسرحية الرجل الواحد، واقتنع الجيل الحديث بأن الثراء في التنوع وأن الابداع في التعدد، ناهيك عن مزاحمة اللهجة اللغوية الجديدة للهجة المركزية المسيطرة، المولودة مع تاريخ تأسيس إذاعة أم درمان (العامية السودانية)، فأثرى قاموس ثوار التغيير الحاملين للواء التجديد المخزون المعرفي القومي ثراءً كبيراً، وفي اثناء مرور اللحظات المؤسفة لهذه الحرب هنالك غليان وتفاعل اجتماعي يجري بين الناس، وفي بعض الأحيان يولّد هذا التفاعل الخصومة الصارخة بين الشقيقين، بل حتى بين الأم وابنتها، إنّه الغليان المفاهيمي الذي يمور ويفور كالمرجل بين صفوف العلاقات الحميمة للأفراد والجماعات، هذا المطبخ الساخن المزدحم بالأدخنة والأبخرة سيخرج لنا طبخة مسبوكة ومتماسكة، لمجتمع سئم مرارات الحرب وأنهكته مآسي اللجوء ومعاناة النزوح وضياع الهجرة والتشرد، وبلا شك سوف يخرج الشيف المحترف من هذا المطبخ بمنظومة ثقافية متجانسة، تعبر عن اللوحة الكبيرة للوطن الجميل المنظور اليه من زوايا مختلفة.
سياسياً انهزمت جميع اطروحات المشاريع المقدمة من الأحزاب، وفشلت جميع المؤتمرات التي تنادي بحل المعضلة الوطنية الكبرى، وأخفقت التحالفات السياسية ومعها الحركات المسلحة والعسكر في الإتيان بمسودة جديدة تزيح المأساة عن كاهل الشعب المكلوم، واستكان الناشطون الخاضعين لأجندة الدولة القديمة، فما استطاعوا مجاراة الحراك الثوري منذ ابريل قبل عام وبضعة أشهر، وذهبت أدراج الرياح الأطروحات الكثيفة التي تكدست بها دور البحوث العلمية بالجامعات والمعاهد العليا، وعجزت في أن تقدم دواءً ناجعاً لأمراض المنظومة القديمة، فقفز إلى سطح الأحداث منظرون حداثيون يؤمنون بالتجديد والتغير واجتثاث الجذور التالفة للشجرة القديمة، فتقدم خطهم السياسي الرائد ليتوافق مع خط حراك أبريل الكاسح الماسح كالسيل الجارف، واتسقت الرؤى الجديدة مع آلة التغيير وبدأت ملامح الشكل الجديد للدولة الجديدة، الدولة الكاسرة لقيد وشرط الجهة والنوع والحزب والعرق في التموضع فيما يتعلق بالحصول على أي محاصصة متعلقة بالشأن العام، أو اجتياز امتحان من الامتحانات المؤهلة لولوج باب أي مؤسسة من مؤسسات العمل العام، على دعاة البقاء على النمط القديم أن لا يحلموا حلماً باذخاً وطويلا، لأن سفينة التغيير الحقيقي قد مخرت عباب البحر، ورفعت رايات السلام المسنود بالمدفع الرزّام، الذي اقسم الفارس الممسك بزناده قسماَ غليظاً أن لا عودة للقديم المهترئ البالي، لقد ولى عهد الظلام بكلفة باهظة في الأرواح والممتلكات، لكن هذا ديدن الانعتاق ومهر التحرر الذي لا يسلك تفرعات الطرق القصيرة ولا يقبل بأنصاف الحلول.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • لا تحلموا بالعودة للدولة القديمة
  • كنعاني: داعمو الكيان الصهيوني يتحملون مسؤولية جرائمه بحق الفلسطينيين
  • بعد تسعة أشهر من العدوان الهمجي على غزة:صواريخ المقاومة تدك العمق الصهيوني وجيش العدو يُعلن حاجته لتجنيد عشرة آلاف مقاتل بشكل فوري
  • الحرب على غزة وصمود المقاومة
  • ورطة الكيان الصهيوني بغزة
  • مديرية الجراحي بالحديدة تشهد مسيرا لخريجي الدورات العسكرية المفتوحة
  • مسير لخريجي الدورات العسكرية المفتوحة بمديرية الجراحي بالحديدة
  • إزالة تعديات على مساحة 1660م بالحامول في كفر الشيخ
  • وقفات في ذمار تضامنا مع الشعب الفلسطيني
  • ألا موت يُباع فأشتريه.. لسان حال جامعة الدول العربية