تعهد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، مساء الخميس، بمنع عبور السفن المرتبطة بإسرائيل من المحيط الهندي إلى رأس الرجاء الصالح، في حين أقرت واشنطن بأن الجماعة لا تزال تملك ترسانة قوية رغم الضربات التي تلقتها.

فقد قال الحوثي في خطاب تلفزيوني إن عمليات الحوثيين التي تستهدف منذ أشهر السفن في البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب دعما للمقاومة في قطاع غزة ستستمر وستمتد لمنع السفن المرتبطة بإسرائيل حتى من المرور عبر المحيط الهندي باتجاه طريق رأس الرجاء الصالح.

وأضاف أن العمليات العسكرية وصلت إلى مدى غير مسبوق، بينها 3 في المحيط الهندي، مشيرا إلى استهداف 73 سفينة منذ بداية العمليات بينها 12 سفينة هذا الأسبوع.

وتوعد بتوسيع نطاق الهجمات إلى "مدى لا يتوقعه العدو"، قائلا إن عمليات الحوثيين هذا الأسبوع نفذت باستخدام 58 صاروخا باليستيا وطائرة مسيرة.

وأعلن زعيم جماعة الحوثي أن 34 من عناصر الجماعة قتلوا منذ بدء العمليات التي تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل.

وندد عبد الملك الحوثي باستمرار الحرب على غزة، وقال إن إسرائيل تنفذ "جريمة القرن" بمشاركة الأميركيين ودول غربية وعربية.

وردا على هجمات الحوثيين، أطلقت الولايات المتحدة وبريطانيا في إطار تحالف مع دول أخرى عمليات عسكرية ضد الحوثيين، وتقول واشنطن ولندن إن الضربات الجوية تستهدف إضعاف قدرة الجماعة على تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر.

واضطرت عدة شركات شحن عالمية إلى وقف عملياتها في البحر الأحمر أو تحويل مسارات عملياتها لتجنب ضربات الحوثيين.

زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي: شهداء غزة ليسوا مجرد أرقام بل أرواح تزهق وجراحات ومعاناة شعب يباد، والتخاذل والتفريط من المسلمين والعرب يساهم في جريمة القرن التي ينفذها العدو الإسرائيلي في القطاع#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/Mw1fJCftlj

— قناة الجزيرة (@AJArabic) March 14, 2024

ترسانة قوية

في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) سابرينا سينغ الخميس إن الحوثيين لا يزالون يمتلكون ترسانة قوية، مشيرة إلى أن الضربات المستمرة منذ أسابيع لم تقوّض قدراتهم العسكرية.

وأضافت سينغ أن واشنطن ستواصل تنفيذ الضربات ضد الجماعة، مؤكدة ثقتها في الاستمرار بإضعاف قدراتهم.

وتابعت أن جماعة الحوثي لا تزال قادرة على الوصول للأسلحة والقدرات والدعم من إيران، مؤكدة مواصلة العمل للتأكد من حماية السفن التجارية في البحر الأحمر.

وفي وقت سابق الخميس، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها تلقت بلاغا من سفينة يفيد بوقوع انفجار قربها أثناء إبحارها قبالة سواحل عدن جنوبي اليمن، من دون وقوع أضرار.

وأوضحت الهيئة -التي تديرها القوات البحرية البريطانية- أن السفينة كانت تبحر على بُعد حوالي 50 ميلا بحريا جنوب شرق ميناء عدن، مشيرة إلى أن السفينة لم تصب بأضرار وأن طاقمها بخير.

وفي أحدث التطورات الميدانية، قال وسائل إعلام حوثية إن "العدوان الأميركي البريطاني" شن الخميس 3 غارات على منطقة رأس عيسى بمديرية الصليف في الحديدة غربي اليمن.

وكان المصدر نفسه أفاد قبل ذلك بوقوع 4 غارات على منطقة الجاح بمديرية بيت الفقيه في الحديدة.

ودعمًا للمقاومة الفلسطينية في تصديها للحرب على غزة، تستهدف جماعة الحوثيين السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من إسرائيل وإليها، وقد وسّعت الجماعة دائرة هجماتها لتشمل السفن الأميركية والبريطانية عقب بدء الغارات على اليمن في يناير/كانون الثاني الماضي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات السفن المرتبطة بإسرائیل فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

ماذا ينتظر وكلاء طهران في اليمن بعهد ترمب...وهل سيكون هناك استهداف للقادة الحوثيين من المستويات العليا؟

يترقَّب اليمنيون عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وما ستؤول إليه السياسات الأميركية في ولايته المقبلة تجاه اليمن، وكيفية التعاطي مع أزمته وحربه المستمرتَّين منذ عقد من الزمن، ضمن تغيرات تلك السياسات نحو قضايا وأزمات الشرق الأوسط، بأمل حدوث تطورات تؤدي إلى تلافي أخطاء الإدارات السابقة.

وواجهت إدارة جو بايدن الحالية انتقادات كبيرة داخل وخارج الولايات المتحدة الأميركية؛ بسبب تعاطيها غير الحاسم مع الملف اليمني، خصوصاً بعد إقدام الجماعة الحوثية على تحويل البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة باليمن إلى ساحة صراع، مُعرِّضةً طرقَ الملاحةِ، والتجارةَ الدوليَّتين للخطر، ومتسببةً بخسائر كبيرة للاقتصاد العالمي، ويتوقع أن تكون سياسة ترمب مغايرة.

وأعلن بايدن في مشروعه الانتخابي، ولاحقاً بعد توليه الرئاسة، أن إنهاء الحرب في اليمن إحدى أهم أولويات السياسات الأميركية في عهده، وعيّن مبعوثاً خاصاً إلى اليمن، هو السياسي تيموثي ليندركينغ، إلا أن العام الأول من ولايته شهد تصعيداً عسكرياً كبيراً من قبل الجماعة الحوثية التي حاولت الاستيلاء على مدينة مأرب، أهم معاقل الحكومة الشرعية شمال البلاد.

 

ومن المنتظر أن تأتي إدارة ترمب الجديدة بتحولٍ كبيرٍ في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، كما يرى بشير عبد الفتاح، الباحث في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، وهذا التحول سيحدث بناء على واقع فرضته إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة، بعد توجيهها ضربات موجعة لأذرع إيران، بمشاركة من الولايات المتحدة نفسها، وشملت تلك الضربات مواقع الحوثيين في اليمن.

 

ونقلت صحيفة«الشرق الأوسط»عن عبدالفتاح قوله بأن ترمب يسعى إلى وقف العمليات العسكرية في المنطقة، لكن ليس بشروط إيران وأذرعها، بل بشروط إسرائيل، ليتم تخيير هذه الأذرع بين وقف إطلاق النار والتزامها بقواعد جديدة للتهدئة تضعها الولايات المتحدة وإسرائيل، أو أن يتم إطلاق يد الجيش الإسرائيلي للإجهاز عليها عسكرياً.

وأعلنت الجماعة الحوثية أن نتائج الانتخابات الأميركية لن تؤثر في موقفها، واتهم زعيمها عبد الملك الحوثي، ترمب بالحرص على دعم إسرائيل والتباهي بأنه فعل لها ما لم يفعله الرؤساء الأميركيون من قبله، وبإعطائها مزيداً من الأراضي العربية.

تشديد الحصار الاقتصادي
لن تكون إيران مستعدة للتضحية بأذرعها العسكرية في المنطقة إلا في حال توفر بدائل لها وفقاً لعبد الفتاح، وهو أيضاً رئيس تحرير «مجلة الديمقراطية»، وأن تتمثل هذه البدائل في إبرام صفقات مع الولايات المتحدة تُمكِّنها من التخلص من العقوبات، أو أن تتمكَّن من تطوير قدراتها النووية.

 

ويشير إلى أن وضع الجماعة الحوثية يختلف قليلاً عن باقي الأذرع العسكرية لإيران، وذلك لبعدها الجغرافي عن إسرائيل من جهة، ولسيطرتها على مؤسسات الدولة اليمنية، وهو ما يصعب من استهدافها المباشر وتوجيه ضربات كافية لإنهاكها من قبل إسرائيل، إلا أن السياسات الأميركية نحوها لن تختلف عن بقية الفصائل.

وتذهب الأوساط السياسية الأميركية إلى أن إدارة ترمب ستتخذ موقفاً أكثر حزماً ضد الجماعة الحوثية من سلفه بايدن، ضمن سياسة الضغط على إيران لأقصى حد، مع احتمالية استهداف قادة حوثيين من المستويات العليا.

غير أن ترمب سيركز على تشديد الحصار الاقتصادي على الجماعة الحوثية وفقاً للباحث الاقتصادي عادل السامعي، وهو الحصار الذي فرضه ترمب نفسه في ولايته السابقة، عندما وجهت إدارته بوقف مصادر التمويل التي تصل إلى مناطق سيطرة الجماعة، وحرمانها من الكثير من الإيرادات الموجهة عبر الأعمال الإنسانية.

 

ويمكن لترمب تعزيز الإجراءات الخاصة بتضييق الخناق اقتصادياً ومالياً على الجماعة الحوثية، كما يوضح السامعي لـ«الشرق الأوسط»، وما يشمل ذلك من مضاعفة العقوبات التي تبنتها إدارة بايدن؛ بسبب الهجمات العدائية الحوثية في البحر الأحمر، وبينما كانت إدارة الأخير تتحجج بالأوضاع الإنسانية الصعبة في مناطق سيطرة الحوثيين لتبرير محدودية عقوباتها؛ فإن إدارة ترمب لن تبالي بذلك.

ونظراً لكون ترمب غير مستعد لخوض حروب على حساب دخل المواطن الأميركي، وفق رؤيته الدائمة؛ ويتخذ من الإجراءات الاقتصادية والعقوبات سلاحاً أكثر فاعلية في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، فمن المنتظر أن تتضاعف هذه النوعية من العقوبات، ما سيدفع إلى تعقيد الواقع السياسي، وربما العسكري أيضاً، إذ سيؤدي ذلك إلى رفض الجماعة الحوثية تقديم أي تنازلات، إلا أنه، في المقابل سيضعفها عسكرياً.

تراجع فرص السلام
على نهج سلفه بايدن، يدّعي ترمب أنه سينهي الحروب، وإن كانت أدواته تختلف كثيراً عن أدوات الرئيس الحالي الذي فشل في تنفيذ وعوده، غير أن ما سيواجه عهده الجديد ينذر بتعقيدات كثيرة، وفي اليمن قد تكون هذه التعقيدات أكثر مما يتوقع هو أو غيره.

 

ويميل ترمب إلى المبالغة، وربما الادعاء، في رفع مستوى التهديدات التي تحيط ببلده ومصالحها، ومن بين تلك التهديدات، الممارسات الحوثية في البحر الأحمر. وعلى الرغم من عدم نزوعه إلى خوض الحروب والتصعيد العسكري؛ فإنه قد يركز أهداف ضربات الجيش الأميركي على القيادات الحوثية العليا فقط.

ويبدو أن الإدارة الأميركية المقبلة بقيادة ترمب، وبالاستناد إلى تجربتها في فترة حكمه السابقة، ستتبع سياسة أكثر صرامة تجاه التهديدات التي تمثلها جماعة الحوثي المسلحة في البحر الأحمر، طبقاً لرأي الكاتب والباحث السياسي محمد عبد المغني، فقياساً على مبدأ «أميركا أولاً» الذي يتبناه دائماً؛ يمكن القول إن إدارته ستعمل على تعزيز التصدي للتهديدات الاقتصادية المباشرة على المصالح الأميركية.

ومن المحتمل، برأي عبد المغني الذي أدلى به أن يؤدي هذا إلى إعادة تصنيف الحوثيين «جماعةً إرهابيةً أجنبيةً»، وهو ما يخالف تصنيف إدارة بايدن لهم «جماعةً إرهابيةً عالميةً»، ليصبح التفاوض مع هذه الجماعة المسلحة أمراً غير وارد، وقد ينتج عنه تقليص دور المبعوث الأميركي إلى اليمن، أو ربما إلغاء هذه المهمة.

 

وأبدى سياسيون وباحثون يمنيون، مخاوف شديدة من أن تؤدي سياسات ترمب المتوقعة نحو اليمن إلى مزيد من انفلات المواجهة بين الجماعة الحوثية من جهة، وإسرائيل والغرب من جهة أخرى، وما سيتبع ذلك من مفاقمة الأوضاع الإنسانية المعقدة، وإلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية المنهكة؛ بسبب الانقلاب الحوثي والحرب.

وبعد إعلان فوز ترمب برئاسة الولايات المتحدة، توعدت الجماعة الحوثية باستمرارها في استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، بحجة ارتباطها بإسرائيل، كما أكدت مواصلة عملياتها باتجاه إسرائيل، ولوَّحت بأنها ستهاجم أي سفينة تشتبه أنها تستخدم التمويه لإخفاء ملكيتها الإسرائيلية، حسب زعمها.

 

مقالات مشابهة

  • ”موسم تفاح الحوثي ” .. ناشطون يمنيون يفضحون حقيقة يوم الشهيد عند الحوثيين
  • ليست مسرحية.. نشطاء يعلقون على استهداف الحوثيين سفينة تركية
  • عضو السياسي الاعلى الحوثي يصدر توضيح بشان تركيا
  • من هي ”أم كيان” التي تقود الاستخبارات النسائية لدى الحوثيين؟
  • النقد الدولي: مصر تفقد 70 بالمئة من إيرادات قناة السويس بسبب هجمات الحوثيين
  • صحيفة سعودية تتوقع تعقيدات المشهد في اليمن في زمن ترامب واغتيال كبار قادة الحوثي
  • واشنطن تحمل الحوثيين مسؤولية فشل مفاوضات السلام في اليمن
  • معلومات السفينة التي هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر
  • ماذا ينتظر وكلاء طهران في اليمن بعهد ترمب...وهل سيكون هناك استهداف للقادة الحوثيين من المستويات العليا؟
  • بالوثائق .. الحوثيون يكشروا عن انيابهم لنهب أراضي اليمنيين بحجة ملكيتها لله ووكيله بالأرض ”الحوثي”