أكد معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة، أن الوزارة تحرص على ترجمة رؤية دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة الرامية إلى ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة، وتوفير البيئة الخصبة، والبنية التحتية الملائمة لمجتمع المعرفة، لافتا إلى أن الشهر الوطني للقراءة يعدّ فرصة مثالية لتعزيز أطر التعاون التي تجمعنا مع مختلف الجهات من أجل تعزيز ثقافة القراءة، وربط الكتاب ومقدرات المعرفة بجميع فئات المجتمع، للنهوض بمعارفهم، وخبراتهم، ومخزون وعيهم، وفكرهم.

وقال معاليه في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات ” وام “، إن الشهر الوطني للقراءة مناسبة مهمّة تسعى الوزارة من خلالها إلى المساهمة بفاعلية في الحفاظ على إنجازات الدولة الثقافية والفكرية والمعرفية، وبناء نموذج حضاري يحتذى به في مجال القراءة والمعرفة، كما تعمل على ضمان استدامة واستمرارية جهود جميع مؤسسات الدولة لترسيخ ثقافة القراءة في المجتمع، وجعل المبادرات الهادفة للارتقاء بالمستوى المعرفي والثقافي أولوية رئيسة في الأجندة السنوية للجهات الحكومية والخاصة.

وأضاف أن الوزارة حريصة في هذا الشهر على إثراء ودعم ممكنات البيئة الثقافية والمعرفية في الدولة، بما يسهم في بناء وتطوير جيل من قادة المستقبل المتسلحين بالثقافة والمعرفة، كما تعمل جاهدة على حث وتحفيز جميع أفراد مجتمع الإمارات لممارسة القراءة كجزء من أنشطتهم اليومية، وحثهم على المشاركة الفعالة في ترسيخ ثقافة القراءة كعادة يومية أصيلة.

وذكر معاليه، أن الوزارة تعمل وفق استراتيجية واضحة المعالم والتوجهات بهدف خلق وابتكار مبادرات جديدة ومتميزة، لإحياء الاهتمام بالقراءة ومفاهيمها، واستعادة مكانتها وقدراتها بين أفراد مجتمع الإمارات، وتفعيل دور قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية المحوري، باعتبارها جميعاً تقع ضمن إطار القوّة الناعمة لدولة الإمارات التي تحتلّ المرتبة العاشرة في مؤشر القوّة الناعمة العالمي 2024، والذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي لطالما أثمرت توجيهات سموّه عن جهود أفضت بأن تحتّل بلادنا الحبيبة هذه المرتبة التي نعتزّ جميعاً بها ونسعى جاهدين من أجل استمراريتها واستدامتها.

وحول الفعاليات التي ستقدمها الوزارة خلال هذا الشهر، والتعاون مع الجهات والمؤسسات المحلية، أشار إلى أن الوزارة وضعت بالتعاون مع مختلف الجهات والمؤسسات المحلية برامج ثقافية متنوّعة، تضمّ مجموعة متكاملة من الفعاليات والأنشطة الثقافية، والمعرفية التي تستهدف مختلف فئات المجتمع، بما يظهر دعمها، واهتمامها بتعزيز الحِراك المعرفي والثقافي، والمضي قدماً في تقديم كلّ ما يسهم في بناء الإنسان على العلم والفكر السليم ليكون قادراً في المستقبل على قيادة الوطن مدعّماً بالمعرفة الكافية، وأدوات المستقبل.

ولفت معالي وزير الثقافة، إلى أن المراكز الإبداعية المتواجدة في جميع إمارات الدولة ستتولى تنظيم مجموعة من الفعاليات الثقافية، والمجتمعية، وستعقد سلسلة من ورش العمل، والندوات، وتنظّم معارض كتب تستهدف إيصال المعرفة لجميع فئات المجتمع، وجلسات معرفية تتطرق للحديث عن التراث الإماراتي ومعايير الهوية الوطنية وارتباطاتها بوعي وفكر المجتمع وأثرها على مسيرة التنمية الحضارية والاجتماعية في الدولة، كما ستتولى العديد من الجهات والمؤسسات الثقافية المحلية عقد مجموعة واسعة من الفعاليات الثقافية التي تعكس مدى التكامل، والتعاون بين جميع الأطراف لتحقيق الغايات الوطنية من هذا الشهر.

وعن أهم البرامج المقدمة للكتاب والأدباء الإماراتيين لدعم أعمالهم، قال معاليه إن الوزارة تعمل جاهدة على الارتقاء بالمشهد الثقافي والأدبي المحلي، وتقديم مختلف سبل الدعم للمبدعين في العديد من المجالات والقطاعات، وفي سبيل ذلك قمنا خلال العام الماضي بإطلاق مبادرة “أبدع نشر” التي تندرج ضمن سياق البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع .

وأوضح أن الهدف من المبادرة هو تحقيق أهداف الوزارة الاستراتيجية في إثراء الواقع الثقافي بمضامين ومشاريع نوعية، وإغناء حركة النشر والمحتوى المحلي، حيث قدّمت المبادرة دعماً لنشر 100 كتاب لمؤلفين إماراتيين وعرب منها 21 كتاباً في مجال أدب الطفل، و79 عملاً في مجال السيرة والأدب والدراسات النقدية والتاريخ والهوية الوطنية وتطوير الذات والمسرح والإعلام والتراث لـ 62 كاتباً إماراتياً ومقيماً، اشترك في نشرها 24 داراً محلية وعالمية مقرها الإمارات.

وأضاف أنه تم أيضا في هذا السياق إطلاق “البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع” الذي يضم مجموعة من المنح لدعم المبدعين الإماراتيين من أجل تعزيز الإبداع، والإنتاج الثقافي في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية، حيث نسعى من خلال هذا البرنامج إلى دعم المبدعين الإماراتيين لتعزيز نموهم الإبداعي والفكري والمهني، والحفاظ على الهوية الوطنية والموروث الإماراتي من خلال تعزيز الإنتاج الثقافي، وبناء مجتمع قوي للمواهب في الدولة لإثراء الاقتصاد الإبداعي في دولة الإمارات.

وعن البرامج المخصصة للطلبة والشباب لتعزيز ارتباطهم بالقراءة والأدب، أكد معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، أن الوزارة تسعى من خلال مختلف الجهود التي تقودها لتعزيز ثقافة وفكر جميع أفراد المجتمع، ومما لا شكّ فيه أن الاهتمام بالشباب، وتمكينهم من مصادر المعرفة أحد أهم الأهداف الوطنية التي نسعى لتنفيذها ترجمة لرؤية القيادة الرشيدة التي تؤمن بأهمية تمكين الشباب من أدوات الفكر، والمعرفة، وتأهيلهم ليكونوا عناصر فاعلة في محيطهم ومجتمعهم، لهذا تنسجم مختلف المبادرات والمشاريع والبرامج التي تطلقها الوزارة مع هذا التوجّه، ونحن نؤمن بأن تأهيل العناصر الشابة، وتمكينهم من مصادر المعرفة يخدم مسيرة البناء والتطور المزدهرة في الدولة، فالشباب هم الثروة الأهم التي نمتلكها لهذا نحرص على تدعيم فكرهم، ومعارفهم، واهتماماتهم بكل ما يخدم تحقيق مختلف التطلعات الوطنية في هذا السياق.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

“الثقافة” و”الأرشيف والمكتبة الوطنية” يتعاونان لإنشاء شبكة مكتبات المطالعة العمومية

 

 

 

أعلنت وزارة الثقافة اليوم وبالتعاون مع الأرشيف والمكتبة الوطنية، وبموجب اتفاقية تعاون بينهما تأسيس وإنشاء شبكة مكتبات للمطالعة العمومية على مستوى الدولة، تحقيقا لاستراتيجية وتوجهات الحكومة التنموية من خلال النهوض بأهداف التنمية البشرية المستدامة، وتقديم حلول مبتكرة لترسيخ ثقافة القراءة أسلوب حياة بين جميع أفراد المجتمع الإماراتي.

يسعى هذا التعاون إلى تطوير وتحديث برامج وخدمات المكتبات التابعة للوزارة، لتكون جزءا من شبكة المطالعة العمومية التي يشرف عليها الأرشيف والمكتبة الوطنية، وجعلها مراكز خدمية وترفيهية، وتحديث وتنويع المحتوى المعرفي ليناسب جميع فئات المجتمع، إلى جانب تنفيذ البرامج والأنشطة القرائية، والمبادرات المشتركة في مجال إدارة المكتبات والمعلومات والأرشيف، وتبادل المعرفة والتجارب المؤسسية على كافة المستويات، بما يحقق المصالح المشتركة للطرفين، ويعزّز من أطر التعاون والشراكة لإرساء دعائم وممكنات بناء النظام الوطني للمعلومات على مستوى الدولة.

وتسهم هذه الشراكة في تحقيق أهداف الوزارة ومحاورها المتمثلة في قيادة أجندة اللغة العربية وأجندة القراءة وتعزيزها وتنفيذها، وحشد وتنسيق الجهود الوطنية لتعزيز الهوية الوطنية، وجهود الحفاظ على التراث الثقافي الوطني وترويجه محليا وعالميا، باعتباره جزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية.

وقال سعادة مبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة:”تحرص الوزارة على ترجمة رؤية حكومة دولة الإمارات واستراتيجيتها الوطنية الخاصة بالقراءة، ومواصلة العمل على تعزيز ثقافة القراءة وربط جميع أفراد المجتمع بالكتاب، لإيماننا بأن مسيرة النهضة المجتمعية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمعرفة، والابتكار، والفكر السليم، لهذا يأتي هذا التعاون في إطار الجهود المستدامة لتعزيز مكانة الكتاب، ودور المكتبات في رفد المجتمع بمصادر المعرفة، والمحافظة على المنجزات والمكتسبات الوطنية، وجعل القراءة عادة مجتمعية أصيلة، وأسلوب حياة، وبناء نموذج مثالي لمجتمع قارئ متمكّن”.

وأضاف أن هذا التعاون يسهم في إثراء ودعم البنية التحتية الثقافية والمعرفية في الدولة، وحثّ جميع أفراد المجتمع على ممارسة القراءة، وترسيخ هذه الثقافة لتصبح جزءا أصيلا من ممارساتهم، وأنشطتهم اليومية، إلى جانب الدور الذي تضطلع به في الارتقاء بثقافة الأجيال المقبلة، وتدعيم معارفها وخبراتها لتكون قادرة على قيادة مستقبل الدولة ومتسلّحة بالعلم والمعرفة والإبداع”.

وقال سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية:”نهدف من هذه الاتفاقية إلى تعزيز التعاون القائم فعليا بين وزارة الثقافة والأرشيف والمكتبة الوطنية وتفعيل شبكة المطالعة العمومية وهوما يأتي في صميم أهداف المكتبة الوطنية موضحا أن المكتبات ستحظى بمزيد من الخدمات الإلكترونية وستنفتح على مصادر المعلومات والبيانات التي توفرها شبكة المطالعة العمومية، وسترتقي بمقتنياتها بدعم الأرشيف والمكتبة الوطنية لها.

وأضاف أنه ” انطلاقا من الدور الذي تؤديه وزارة الثقافة على صعيد الاستمرار بالارتقاء بالمستوى الثقافي بين مختلف فئات المجتمع، فإننا حريصون على أن نقرب المسافة بين رواد المكتبات وجميع المثقفين والباحثين وذاكرة الوطن التي نعمل على جمعها وإتاحتها للباحثين وحفظها للأجيال، ونحن على ثقة تامة بأن ما ينفذه الأرشيف والمكتبة الوطنية من فعاليات ونشاطات وطنية كفيل بتعزيز الانتماء للوطن والولاء للقيادة الرشيدة التي توفر لنا كل أسباب التميز”.

وفي إطار هذا التعاون، تنسّق الوزارة مع الأرشيف والمكتبة الوطنية لجمع وحفظ الإنتاج الفكري الوطني لتأسيس مكتبة وطنية تمثل أرشيفا فكريا لحفظ وأرشفة الإنتاج الفكري بكل أنواعه في الدولة وحمايته من التلف والضياع، وإتاحته للجمهور والأجيال المقبلة، والتعاون لتنفيذ الفعاليات والأنشطة الثقافية المشتركة، وعقد الدورات التدريبية وتنظيم الندوات والمؤتمرات في مجالات الاختصاص.

وسيقوم الأرشيف والمكتبة الوطنية بالتنسيق والتعاون مع الوزارة بالعمل على تنمية وتطوير مهارات موظفي المكتبات لديها في مجال المكتبات والمعلومات، وتنمية وإثراء مقتنيات مكتبات الوزارة من خلال دعمها بالعناوين الجديدة المطبوعة والإلكترونية، وتوفير الخبرات الاستشارية بالتعاون مع الوزارة، بما يتعلّق بالجوانب الإدارية والفنية في مجال المكتبات، والأرشفة وفقا للمعايير والمواصفات الفنية المتبعة في المجال، إلى جانب تنفيذ الفعاليات والأنشطة الثقافية، وعقد الدورات التدريبية وتنظيم الندوات والمؤتمرات في مجالات الاختصاص.وام


مقالات مشابهة

  • وزارة الثقافة تطلق مخيمها الصيفي الخامس لعام 2024
  • الشيخة سلامة بنت حمدان: الثقافة في جوهر رؤية الإمارات التنموية
  • الثقافة تطلق مخيمها الصيفي الخامس
  • وزارة الثقافة تطلق مخيمها الصيفي الخامس 2024
  • وزارة الثقافة تطلق مخيمها الصيفي الخامس 2024 وتستثمر في قدرات ومهارات ومبدعي أفراد المجتمع
  • “الثقافة” و”الأرشيف والمكتبة الوطنية” يتعاونان لإنشاء شبكة مكتبات المطالعة العمومية
  • محافظ الإسكندرية ووزيرة الثقافة يفتتحان معرض كتاب الكاتدرائية
  • محافظ الإسكندرية ووزيرة الثقافة يفتتحان "معرض كتاب الكاتدرائية المرقسية"
  • 30 يونيو| إرادة شعب ومسيرة وطن.. الحفاظ على الهوية وصون المقدرات الحضارية إنجازات الثقافة في 10 سنوات
  • "الجودة النفسية والمهنية" في ورشة تدريبية بهيئة قصور الثقافة