حرارة ترتفع إلى درجات لا تطاق وفيضانات تغرق وتدمر وسيول تجرف البيوت وأشجار تحترق ومحيطات متجمدة تذوب، تلك هي الصورة لعالمنا اليوم بسبب الاحتباس الحراري الذي يزداد حدته يوم عن الآخر ويدفع الأرض إلى الخسارة بكافة أشكالها.

انهيار اقتصادي ضريبة الاحتباس الحراري

مع تفاقم الأوضاع حذرت دراسة جديدة من أن ظاهرة الاحتباس الحراري قد تكلف العالم ما يصل إلى 24 تريليون دولار، على مدى السنوات الـ 36 المقبلة.

ويعتقد الباحثون أنه بحلول عام 2060، ستنتشر الاضطرابات الاقتصادية عبر صناعات متعددة مثل السياحة والنقل وإنتاج الغذاء والرعاية الصحية.

كيف يهزمنا الاحتباس الحراري؟

موجات الحر التي تجعل الجو حارًا للغاية بالنسبة لنمو المحاصيل ستكلف الصناعة المليارات، في حين أن الفيضانات الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه البحر ستتطلب بناء بنية تحتية جديدة باهظة الثمن.

ومع التعرض للحرارة سيصاب الأشخاص بالأمراض ومن ثم  تزداد التكاليف الصحية، في حين أن التوقف عن العمل سيؤثر على الشركات عندما يكون الجو حارًا جدًا بحيث لا يمكن العمل.

الحشاشين من المهد إلى الهدم.. قصة طائفة قهرت ملوك العالم والسر وراء تسمياتها وعلاقتها بالحشيش القصة الكاملة لـ مافيا الدولار من طقطق لـ سلام عليكم.. تفاصيل آثار مدمرة لا تنتهي

بحثت العديد من الدراسات المناخية في عدد الأشخاص الذين يمكن أن يقتلوا بسبب تغير المناخ، لكن هذه الدراسة الجديدة تأخذ في الاعتبار التأثيرات غير المباشرة في سلسلة التوريد العالمية.

وقاد الدراسة الجديدة البروفيسور دابو جوان في كلية بارتليت للبناء المستدام بجامعة كوليدج لندن، والذي وصف الآثار الاقتصادية لتغير المناخ بأنها مذهلة.

وقال: "تزداد هذه الخسائر سوءا كلما ارتفعت درجة حرارة الكوكب، وعندما تأخذ في الاعتبار التأثيرات على سلاسل التوريد العالمية، فإنها تظهر كيف أن كل مكان معرض للخطر الاقتصادي".

تشمل التأثيرات المناخية لانبعاثات الغازات الدفيئة حالات الجفاف وحرائق الغابات وارتفاع مستويات سطح البحر وموجات الحر الأكثر شدة والظواهر الجوية المتطرفة مثل العواصف الاستوائية.

ويشير الباحثون إلى أن الآثار المترتبة على مثل هذه الأحداث سوف تنتقل من صناعة إلى أخرى لأنها كلها مترابطة، إذا أصبحت البلدان شديدة الحرارة أو تعاني من كوارث مرتبطة بالمناخ مثل الفيضانات، فسيكون السياح أقل ميلاً للزيارة مما سيضر باقتصاد البلاد.
وتشير الدراسة إلى جمهورية الدومينيكان كمكان سيشهد تراجعا في السياحة فيه حيث يصبح مناخها دافئا للغاية بحيث لا يجذب المصطافين.

تشمل الصناعات في البلاد التي تعتمد على السياحة التصنيع والبناء والتأمين والخدمات المالية والمعدات الإلكترونية، وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى جعل الجو حارا للغاية بحيث لا تتمكن المحاصيل من النمو وأكثر عرضة للأمراض من خلال تسهيل ظهور سلالات ممرضة جديدة.

بداية الإمساك ووقت الإفطار.. وما عدد ساعات الصيام واليوم الأطول في رمضان؟ هنشرب قهوة| انخفاض سعر البن يعيد مزاج المصريين للروقان.. كم وصل الكيلو؟ 3 سيناريوهات للخسائر المتوقعة من الاحتباس الحراري

بالنسبة للدراسة، نظر الفريق في الخسائر الاقتصادية المتوقعة عبر ثلاثة سيناريوهات متوقعة للاحتباس الحراري، تسمى المسارات الاجتماعية والاقتصادية المشتركة (SSPs) استنادًا إلى مستويات الانبعاثات العالمية المتوقعة المنخفضة والمتوسطة والعالية.

في أفضل السيناريوهات، يتحول العالم نحو مسار أكثر استدامة، ويتم الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وترتفع درجات الحرارة العالمية بمقدار 2.7 درجة فهرنهايت (1.5 درجة مئوية) فقط عن مستويات ما قبل الصناعة بحلول عام 2060.

في سيناريو منتصف الطريق، والذي يعتقد معظم الخبراء أن الأرض موجودة الآن، لا تتحول اتجاهات المناخ حقًا عن الأنماط التاريخية وترتفع درجات الحرارة العالمية بنحو 5.4 درجة فهرنهايت (3 درجات مئوية).

ولكن في السيناريو الأسوأ المخيف، يعيش البشر في عالم من 'النمو السريع وغير المقيد في الناتج الاقتصادي واستخدام الطاقة' وترتفع درجات الحرارة العالمية بمقدار كبير قدره 12.6 درجة فهرنهايت (7 درجات مئوية).

ويعتقد الفريق أن الخسائر الاقتصادية المتوقعة ستكون ما يقرب من خمسة أضعاف في ظل أعلى مسار للانبعاثات مقارنة بأدنى مسار.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاحتباس الحراری

إقرأ أيضاً:

منتجو زيت الزيتون يبحثون عن حلول بمواجهة تغير المناخ

في مواجهة الاحترار المناخي الذي يؤثر على المحاصيل ويؤدي لارتفاع الأسعار، يضاعف منتجو زيت الزيتون جهودهم لتطوير حلول، بالتواصل مع مجتمع العلماء، بما يشمل تحسين الري واختيار أصناف جديدة ونقل المزروعات إلى مواقع أكثر مقاومة لتبعات تغير المناخ.

وقال المدير التنفيذي للمجلس الدولي للزيتون خايمي ليلو بمناسبة المؤتمر العالمي الأول لزيت الزيتون الذي عُقد الأسبوع الجاري في مدريد بمشاركة 300 جهة مختلفة، إن "تغير المناخ أصبح حقيقة واقعة، وعلينا أن نتكيف معه".

واقع مؤلم للقطاع برمّته، إذ يواجه منذ عامين انخفاضاً في الإنتاج على نطاق غير مسبوق، على خلفية موجات الحر والجفاف الشديد في الدول المنتجة الرئيسية، مثل إسبانيا واليونان وإيطاليا.

وبحسب المجلس الوطني للزيتون، انخفض الإنتاج العالمي من 3,42 ملايين طن في 2021-2022 إلى 2,57 مليون طن في 2022-2023، وهو انخفاض بنحو الربع. وبالنظر إلى البيانات التي أرسلتها الدول الأعضاء في المنظمة البالغ عددها 37 دولة، فمن المتوقع أن يشهد الإنتاج تراجعا جديدا في 2023-2024 إلى 2,41 مليون طن.

وقد أدى هذا الوضع إلى ارتفاع كبير في الأسعار، بنسبة تراوحت بين 50% إلى 70%، حسب الأصناف المعنية خلال العام الماضي. وفي إسبانيا، التي توفر نصف زيت الزيتون في العالم، تضاعفت الأسعار ثلاث مرات منذ بداية عام 2021، ما أثار استياء المستهلكين.

وأكد رئيس المنظمة المهنية لزيت الزيتون في إسبانيا بيدرو باراتو أن "التوتر في الأسواق وارتفاع الأسعار يشكلان اختباراً دقيقاً للغاية لقطاعنا"، وأوضح "لم نشهد هذا الوضع من قبل".

وقال "يجب أن نستعد لسيناريوهات متزايدة التعقيد تسمح لنا بمواجهة أزمة المناخ"، مشبّهاً الوضع الذي يعيشه مزارعو الزيتون بـ"الاضطرابات" التي شهدها القطاع المصرفي خلال الأزمة المالية 2008.

وفي الواقع، فإن التوقعات في هذا المجال ليست مشجعة للغاية.

ففي الوقت الراهن، أكثر من 90% من إنتاج زيت الزيتون في العالم يأتي من حوض البحر الأبيض المتوسط. ومع ذلك، وفق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن هذه المنطقة التي توصف بأنها "نقطة ساخنة" لتغير المناخ، تشهد احتراراً بنسبة 20% أسرع من المعدل العالمي.

ويمكن لهذا الوضع أن يؤثر على الإنتاج العالمي على المدى الطويل. ويقول الباحث في معهد الزيتون اليوناني يورغوس كوبوريس "نحن أمام وضع دقيق"، يدفع باتجاه "تغيير طريقة تعاملنا مع الأشجار والتربة".

ويوضح خايمي ليلو أن "شجرة الزيتون واحدة من النباتات التي تتكيف بشكل أفضل مع المناخ الجاف. لكنّها في حالات الجفاف الشديد، تنشّط آليات لحماية نفسها وتتوقف عن الإنتاج. وللحصول على الزيتون، ثمة حاجة إلى حد أدنى من الماء".

ومن بين الحلول التي طُرحت خلال المؤتمر في مدريد، البحث الجيني: فمنذ سنوات يجرى اختبار مئات الأصناف من أشجار الزيتون من أجل تحديد الأنواع الأكثر تكيّفاً مع تغير المناخ، استنادا بشكل خاص إلى تاريخ إزهارها.

ويكمن الهدف من ذلك في تحديد "أصناف تحتاج لساعات أقل من البرد في الشتاء وتكون أكثر مقاومة للضغط الناجم عن نقص المياه في أوقات رئيسية معينة" من العام، مثل الربيع، على ما يوضح خوان أنطونيو بولو، المسؤول عن المسائل التكنولوجية في المجلس الدولي للزيتون.

المجال الرئيسي الآخر الذي يعمل عليه العلماء يتعلق بالري، إذ يرغب القطاع في تطويره من خلال تخزين مياه الأمطار، وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي أو تحلية مياه البحر، مع تحسين "كفاءتها".

ويعني ذلك التخلي عن "الري السطحي" وتعميم "أنظمة التنقيط"، التي تنقل المياه "مباشرة إلى جذور الأشجار" وتتيح تجنب الهدر، بحسب كوستاس خارتزولاكيس، من معهد الزيتون اليوناني.

وللتكيف مع الوضع المناخي الجديد، يُنظر أيضاً في مقاربة ثالثة أكثر جذرية تتمثل في التخلي عن الإنتاج في مناطق يمكن أن تصبح غير مناسبة لأنها صحراوية جداً، وتطويره في مناطق أخرى.

هذه الظاهرة "بدأت بالفعل"، ولو على نطاق محدود، مع ظهور "مزارع جديدة" في مناطق كانت حتى الآن غريبة عن زراعة أشجار الزيتون، وفق خايمي ليلو، الذي يقول إنه "متفائل" بالمستقبل، رغم التحديات التي يواجهها القطاع.

ويعد ليلو بأنه "بفضل التعاون الدولي، سنتمكن شيئاً فشيئاً من إيجاد الحلول".

مقالات مشابهة

  • درجات الحرارة المتوقعة في اليمن اليوم الإثنين
  • تعرف إلى درجات الحرارة المتوقعة في الأردن الاثنين
  • منتجو زيت الزيتون يبحثون عن حلول بمواجهة تغير المناخ
  • أنقرة صدرت بـ3 مليار دولار خلال 2024.. هل العراق قادر على استخدام "الورقة الاقتصادية" ضد تركيا؟
  • درجات الحرارة المتوقعة في اليمن اليوم الأحد
  • 3 مراحل لضربة الشمس.. اعرف أعراض كل مرحلة والإسعافات الأولية لها
  • بعد أكبر خسائر يومية للسهم .. رئيس Nike في مرمى الانتقادات
  • «واشنطن بوست»: تأثير تلوث الهواء على تغير المناخ.. تبريد مؤقت وارتفاع حتمي في درجات الحرارة
  • علماء: تغير المناخ تسبب في ارتفاع الحرارة خلال موسم الحج
  • تقرير: موجة الحر أثناء الحج تفاقمت بسبب تغير المناخ