فتاوى الصائمين هل يأثم من ترك صلاة التراويح؟حكم التشاؤم أو التفاؤل ببعض الأرقام أو ببعض الأيامحكم تعطر المرأة الصائمة في نهار رمضان 

 

نشر موقع صدى البلد، بعض أحكام الصيام ضمن فتاوى الصائمين، ومنها حديث الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، فما حكم ترك صلاة التراويح وهل يأثم تاركها؟

في البداية، قال الدكتور شوقي علَّام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن الحاجة تشتد في هذه الآونة من عمر الأمة الإنسانية إلى صناعة الأملِ وحسن العمل باعتبارهما من أهمِّ محاور صناعة شخصية الإنسان المعاصر وسمات تكوينه؛ فالأملُ هو ضرورة إنسانية بدونها تفقد الحياة قيمتَها ولا يعرف الإنسان مقصود وجوده، والغاية من وراء صبره على التحديات، وتحمله للشدائد والمحن، وحرصه على تحقيق أهدافه وتطلعاته المختلفة.

جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "اسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، مضيفًا فضيلته أن شهر رمضان المبارك يُعدُّ فرصةً عملية حقيقية لإعادة صياغة الإنسان المسلم وترتيب برنامجه دنيويًّا ودينيًّا بطريقة حكيمة تمدُّه بالأمل، وحسن العمل، ومراعاة القيم، والالتزام بضوابط الأخلاق، فعبادةُ الصوم من أجمع العبادات التي تُؤسس ذلك لدى المسلم، مع ضبط سلوكه وممارساته حسيًّا ومعنويًّا بالضوابط والأخلاق والقيم.

وشدَّد فضيلته على ضرورة العمل الدؤوب واستفراغ الوسع في الأخذ بالأسباب المادية، وعلى المسلم أن يثق ثقة كاملة غير منقوصة بقدرة رب العزة سبحانه وتعالى وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وبغير هذه الثقة لا يكون الأمل أملًا في الله، وإنما هو أمل في الأسباب المادية التي إن تلاشت يسيطر اليأس على قلب الإنسان.

وأكد فضيلة مفتي الجمهورية أن الأمل صنو الإيمان وقرينه، من فقده فقد إيمانه بربه، وضاعت ثقته بقدرة مولاه سبحانه، وفي المقابل فإن اليأس صنو عدم الإيمان لأنه سوء ظن بالله، قال الله تعالى آمرًا المؤمنين بعدم اليأس ومحذِّرًا منه: ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف: 87].

وشدَّد فضيلته على أن الأخذ بالأسباب والتوكل على الله وحسن التخطيط والاستعداد والتضحية هو ما يؤدي إلى الفوز والنصر، وأن تحقيق النصر لا يكون أبدًا للكسالى، ولكن لمن تدربوا وخططوا وأخذوا بالأسباب، وعلينا جميعًا الأخذ بالأسباب كما فعلت السيدة مريم عليها السلام عندما أمرها الله عز وجل بهز جذع النخلة؛ فالعمل أو الأخذ بالأسباب هو جزء من العبادة ولا يتعارض مع القضاء والقدر.

وردًّا على سؤال عن حكم التشاؤم أو التفاؤل ببعض الأرقام أو ببعض الأيام التي يتَوقَّع معها الشخص حصول شيءٍ من خير أو شر؟ قال فضيلته: التشاؤم بالأرقام والأيام وغيرها منهي عنه شرعًا؛ لأن الأمور تجري بقدرة الله تعالى، ولا ارتباط لهذه الأشياء بخير يناله الإنسان أو شرٍّ يصيبه. أما التفاؤل ببعض الأرقام أو الأيام من الأمور الحسنة التي لا مانع منها شرعًا؛ فهي من الفأل المندوب إليه، والذي يبعث في النفس الرجاء في عطاء الله عز وجل، وحسن الظن به وتيسيره، فيتجدَّد به أمل الشخص في نجاح مقصودة، ويُقَوِّى عزمه، ويحمله تفاؤله على صدق الاستعانة بالله والتوكل عليه.

وردًّا على سؤال عن حكم صيام أصحاب الأعمال الشاقة أوضح مفتي الجمهورية أن على المكلف إذا كان يعمل عملًا شاقًّا لا يستطيع التخلي عنه في نهار رمضان، لحاجته أو لحاجة مَن يعول؛ ولا يتسنَّى له تأجيل عمله الشاق لما بعد رمضان، أو جعله في لياليه فإن الصيام لا يجب عليه في أيام رمضان التي يحتاج فيها إلى أن يعمل هذا العمل الشاق في نهاره؛ لكونه محتاجًا إليه في القيام بنفقة نفسه أو نفقة مَن عليه نفقتهم، كعمل البنَّائين والحمَّالين وأمثالهم، وخاصة مَن يعملون في الحرِّ الشديد، أو لساعات طويلة، أو أمام الأفران أو السائقين لمسافات طويلة ومرهقة، وكذلك الحال مع كبار السنِّ أو أصحاب الأمراض المزمنة الذين يتضررون من الصوم، وعلى هذا الشخص الفدية إذا كان استمر هذا الحال طوال عمره.

وفي ردِّه على سؤال عن حكم تعطُّر المرأة الصائمة في نهار رمضان قال: إن الصوم في حد ذاته صحيح ما لم يدخل في الجوف شيء، أما تمامه وكماله فقد يُمس إذا قصدت المتعطرة إحداث فتنة للآخرين؛ فهناك ضوابط للتزيُّن المسموح به.

وعن عدم استطاعة المرأة أداء صلاة التراويح قال: لا إثم على من ترك التراويح ويمكن أن تؤدَّى بما يستطيع المسلم وفي المنزل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فتاوى الصائمين صلاة التراويح الأخذ بالأسباب مفتی الجمهوریة صلاة التراویح فی نهار رمضان

إقرأ أيضاً:

من دروس السيد القائد الولاية طريق الحضارة الصحيحة

 

 

دروس القيادة الحكيمة عن المسؤولية التي تتقرب بها إلى الله في إصلاح واقع هذه الأمة الواقع الداخلي المليء بالقصور السلبي فيما يتعلق بالإدارة الصحية وفق الرؤية الحكيمة والعدل الإلهي لقوام شؤون وإدارة هذه الأمة الرسمية والعامة في هذه الأيام المباركة من شهر ذي الحجة ، هي دروس عظيمة ومباركة يتلذذ ويطيب بها الإنسان المؤمن في أي مسؤولية أو منصب حكومي سواءً كان رسمياً أو مجتمعياً عامياً وذلك بغية التحقق لإصلاح ما فيه من قصور كذلك ليتزود ويتنور بهذه الدرر الحكيمة التي تنير وتعبد الطريق والمسالك الملتوية لكل مؤمن وفق مشروع وقانون الله القويم ورؤيته الحكيمة الصائبة في إدارة هذه الحياة التي خلقنا جميعاً يا بني آدم فيها لما تعنيه حكمة الله من الاستخلاف في الأرض لكي نعمر ونقيم ونثبت العدل الإلهي في ربوعها .
وبالتالي ومن هذا المنطلق يتضح لنا ومن خلال درر وجوهر كلام السيد القائد في محاضراته عن الرؤية الصحيحة لمعنى المسؤولية الملقاة على عاتق الإنسان في الأرض أن آفة الحب والعشق للمنصب هي مشكلة خطيرة تتعاظم وتتعاظم في نفس الإنسان وذلك إذا لم يتذكر ويراجع نفسه أو بالأحرى يرجع إلى أصله ونفسيته السابقة، إلى أن تملك هواه وكيانه.
وبالتالي يصبح بها وبجمال رونقها الأخاذ والغرور إما عائشا في الوهم منتظراً قطر السراب أو لاهثا إليها، فيظلم من أجلها ويبطش ويفعل المحرمات .
وحينها يصبح الإنسان الساعي وراء هذه السلبيات وهو من ضمن أعمدة هذه الأمة في أي موقع كان بتعصبه لهذه القضية، مصدر إشكال سلبي وعائق، أمام كيان هذه الأمة في أن تنهض لأداء مسؤولياتها المنشودة .
كذلك أمام القيادة الحكيمة في أن تسمو بالأمة السمو الروحي والفكري التربوي والنهضوي الذي يوصلها إلى الموقع الحضاري القوي والمتمكن الذي أراد الله أن تصل إليه وكلاهما مما قد ذكر من سلبيات حب المنصب والسلطة الأخاذة والتعصب من أجلهما، سواءً أكانت، شخصية تصدر من شخص في أي موقع كان من أبناء هذه الأمة أو مجتمع وجماعة معينة داخل ميدان هذه الأمة سيئ وموحش وبعيد كل البعد عن قيم ومبادئ مشروع الله وقانونه في الاستخلاف لعباده في الأرض .
وعما أيضاً أراده الله للإنسان وللمجتمع المسلم من رشد وسمو حضاري ومجتمعي إسلامي في بنيان هذه الأمة.
وبالتالي على كل إنسان وحسابا لكل هذه المنطلقات الحكيمة والرشيدة لمشروع الله السليم والصحيح الذي أمرنا وفطرنا عليه حينما استخلفنا في الأرض، يمكننا أن نصلح أولا أنفسنا وواقع مجتمعاتنا ومن ثم نصلح الأرض ونعمرها على أساس من تقوى الله سبحانه وتعالى وتشريعاته الصحيحة والسليمة على أساس من مبادئ وقيم الولاية الإلهية التي أمرنا الله بها من خلال صدق تولينا للرسول وللإمام علي -عليه السلام- وأهل بيته أعلام الهدى ومصابيح الرشاد في هذه الأمة، يمكننا وبتمكين الله ومشيئته أن نبني و ننشئ حضارة إسلامية صحيحة، حضارة إسلامية تسود وتعم العالم أجمع مبنيةً ركائزها على العدل الإلهي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتلك هي الحضارة الصحيحة التي أراد الله لها أن تعم هذه الأرض بكلها .

مقالات مشابهة

  • فضل صلاة العصر في وقتها
  • وكان الله بالسر عليمًا
  • من دروس السيد القائد الولاية طريق الحضارة الصحيحة
  • محافظ الطائف يزور مفتي عام المملكة في منزله
  • محافظ الطائف يزور مفتي عام المملكة
  • محافظ الطائف يزور مفتي عام المملكة في الطائف
  • اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان تستضيف جلسة حوارية حول تعزيز مشاركة المرأة في السياسة العامة
  • الشثري يدعو العلماء في أصقاع الأرض إلى التأمل قبل إصدار فتاوى خاصة بالحج .. فيديو
  • «الاتحاد لحقوق الإنسان» تشيد بسياسة تمكين المرأة 2023 - 2031
  • وكيل الأزهر يوجه خمس وصايا لطلاب العلم بإندونيسيا