كيف وظَّفت إيران الحوثيين لخوض حرب لا متماثلة لتحقيق أهدافها بالمنطقة؟.. مركز دراسات يجيب
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
يمن مونتيور/ قسم الأخبار
تطرقت دراسة تحليلية، أعدها مركز المخا للدراسات الاستراتيجية (مؤسسة بحثية يمنية)، حول توظفت إيران للحوثيين في اشتباك الحرب اللا متماثلة مع أطراف دولية وإقليمية، لتحقيق أهداف متعدَّدة تخدم استراتيجيتها في الهيمنة على المنطقة.
وقالت الدراسة، إن إيران دعمت سيطرة مليشيَّات وجماعات مسلَّحة تابعة لها في عدد مِن الدول (لبنان، العراق، سوريا، اليمن)، ووظَّفتها في حروب لا متماثلة مع أطراف دولية وإقليمية، لتحقيق أهداف متعدَّدة تخدم إستراتيجيَّتها في الهيمنة على المنطقة؛ ومِن ذلك الضغط لإخراج القوَّات الأمريكية والبريطانية والتركية مِن المنطقة، وخلق فراغ تملؤه إيران.
كما وظَّفتها كذلك للاعتداء على دول المنطقة، ومحاولة الضغط عليها، كما حدث في حالات متكرِّرة مع السعودية والإمارات، وبدرجة أقل مع الأردن. ومؤخَّرًا تزجُّ إيران بهذه الجماعات والكيانات المسلَّحة في الاشتباك الإقليمي
و”بحسب منظَّمة الأمم المتحدة فإنَّ معظم النزاعات اليوم تنشب بين فاعلين مِن غير الدول، مِن قبيل الميليشيَّات السياسية والجماعات الإجرامية والجماعات الإرهابية الدولية، وأصبح مِن عوامل النزاع السائدة التوتُّرات الإقليمية التي لم تحل، وانهيار سيادة القانون، وغياب مؤسَّسات الدولة أو اختطافها..” .
وأشارت الدراسة، إلى أن تكنولوجيا الأسلحة العسكرية شهدت الكثير مِن التطوُّرات، خاصَّة بعد ظهور الطائرات المسيَّرة (غير المأهولة)، كما أنَّ “تكنولوجيا الطائرات المسيَّرة التجارية متوفِّرة على نطاق واسع، ويمكن لأيِّ شخص تصنيع طائرة مسيَّرة هجومية بكلفة لا تتجاوز بضع مئات مِن الدولارات. وبعض الجماعات الإرهابية لديها هذه القدرات” .
وحدث نفس التطوُّر في السفن والغوَّاصات المسيَّرة (غير المأهولة)، وفي الصواريخ الذكيَّة والموجَّهة، خاصَّة صواريخ “كروز”؛ وفي الربط والتكامل في كثير مِن المهام بين كلٍّ مِن الطائرات والسفن والغواصَّات المسيَّرة (غير المأهولة).
وبالمجمل تقول الدراسة، إن سهولة حصول المليشيَّات والجماعات المسلَّحة على الأنواع المتطوِّرة والذكيَّة مِن الأسلحة العسكرية عزَّز ووسَّع إلى حدٍّ كبير مِن دورها في الحروب اللَّا متماثلة، وجعل هذا النوع مِن الحروب هي الحروب المنتشرة في العالم.
وحول كيف وظَّفت إيران المليشيَّات المسلَّحة ومن بينها “الحوثيين” لخوض حرب لا متماثلة نيابة عنها، أوضحت الدراسة، أن السياسية الإيرانية تقدِّم نموذجًا واضحًا لكيفية توظيف دولة ما لجماعات مسلَّحة تابعة لها في دول أخرى، لشنِّ مزيج مِن “الحرب بالوكالة” والـ”حرب اللَّا متماثلة” نيابة عنها، وبما يحقِّق أهدافها، ويُعزِّز مِن هيمنتها الإقليمية سياسيًّا وعسكريًّا.
وأشارت إلى أن إيران وفرت دعما عسكريا وسياسيا وإعلاميا وماليا للحوثيين مكنهم من شن حروب لا متماثلة مع الدولة (2004 وحتى 2010)، وتاليا الاستيلاء على السلطة (2014)، والانخراط في حرب استنزاف مع منافسيها الإقليميين (السعودية والامارات) ومؤخرا شن هجمات على الملاحة الدولية والقطع الحربية الامريكية.
ووظَّفت إيران المليشيَّات المسلَّحة التابعة لها لمهاجمة القواعد العسكرية الأمريكية في كلٍّ مِن العراق وسوريا ولبنان، سعيًا مِنها لإخراجها مِن الدولتين، لإفساح المجال لتمدُّد النفوذ الإيراني؛ لأنَّ طهران تعتبر الوجود العسكري الأمريكي عائقًا أمام هيمنتها الكاملة على الدولتين في إطار صراع النفوذ بينها وبين الولايات المتَّحدة.
وحول الانخراط في الاشتباك نتيجة الحرب على غزَّة، بينت الدراسة، أنه بمجرد بدء العدوان العسكري الإسرائيلي على غزَّة توفَّر للجماعات المسلَّحة التابعة لإيران في المنطقة مبرر سياسيٌّ لشنِّ هجماتها ضدَّ إسرائيل أو الوجود العسكري الأمريكي بالمنطقة، كما هو حاصل مع جماعة الحوثي في اليمن.
ولتعزيز قدرة جماعة الحوثي في اليمن على التأثير عملت إيران على تزويدها بغوَّاصات مسيَّرة -بحسب ما أشارت له بعض التقارير. ف
قد “كشفت منصَّة تابعة لمعهد البحرية الأمريكية عن إرسال إيران غوَّاصات مسيَّرة للحوثيين في اليمن، وأنَّها تستخدمها لمهاجمة السفن في البحر الأحمر. وحسب مقال نشره موقع “يو. إس. نيفي نيوز”، التابع للبحرية الأمريكية، فإنَّ إعلان القيادة المركزية الأمريكية تدمير قوَّاتها البحرية مركبة مسيَّرة تحت الماء، في المياه التي يسيطر عليها الحوثيُّون حول اليمن، يُعتبر تهديدًا جديدًا يدخل على خطِّ الصراع” .
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: إيران الحوثيون اليمن دراسة
إقرأ أيضاً:
العرادة للسفيرة الهولندية: الحوثيون رفضوا كافة المبادرات لتحقيق السلام في اليمن
أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان العرادة، الثلاثاء، رفض جماعة الحوثي لكل المبادرات والمساعي الهادفة لتحقيق السلام في اليمن الغارق بالحرب منذ أكثر من عشر سنوات.
جاء ذلك خلال لقاء اللواء العرادة مع سفيرة مملكة هولندا لدى اليمن جانيت سيبين، لبحث مستجدات الأوضاع في الساحة اليمنية على الصعيد السياسي والاقتصادي والإنساني.
وذكرت وكالة سبأ الحكومية، أن اللواء العرادة أطلع السفيرة الهولندية على أبرز التحديات الراهنة في اليمن جراء تصعيد جماعة الحوثي، واستمرار ممارساتها القمعية ضد المدنيين ورفضها لكافة المبادرات والمساعي الإقليمية والدولية لتحقيق السلام، مما زاد من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد، وضاعف من معاناة اليمنيين.
وشدد العرادة، على أهمية استمرار الدعم الدولي للمجلس الرئاسي والحكومة، ودعم جهودهما لتحقيق الأمن والاستقرار، واستعادة مؤسسات الدولة، وتحسين الخدمات الأساسية للمواطنين، ودعم خطة التعافي الاقتصادي ومشاريع إعادة الإعمار، والدفع بعجلة التنمية إلى الأمام بما يسهم في تلبية الاحتياجات.
وأشاد بمساهمة الحكومة الهولندية وتدخلاتها الإنسانية المنفذة في اليمن خلال السنوات الماضية، لا سيما في المجالات الإنسانية والتنموية، وبرامج بناء القدرات، وتمكين المرأة.
وأشار لضرورة التركيز على دعم القطاعات الحيوية في اليمن، كالصحة والتعليم والأمن الغذائي، واستهدافها بالبرامج والمشاريع الهولندية القادمة في اليمن لضمان نجاحها وتحقيق الأثر الإيجابي المطلوب منها في مختلف الجوانب.