لماذا يستهدف الاحتلال المخيمات؟ سؤال تجيب عنه المقاومة الفلسطينية
تاريخ النشر: 24th, July 2023 GMT
نابلس- مثل ما جرى بمخيم جنين مطلع الشهر الجاري، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين مخيم نور شمس (شرق مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية)، وداهمت منازل لمواطنين واعتقلت وأصابت بعضهم وجرَّفت البنية التحتية في المخيم.
وعلى مدى أكثر من 4 ساعات استمرت عملية الاحتلال العسكرية بمخيم نور شمس، واستخدم فيها الجيش عتادا عسكريا كبيرا من قبيل الجرافات المجنزرة "دي9" (D9)، وتخللها إطلاق نار بالذخيرة الحية والاشتباك مع المقاومين، واستهداف منازل مواطنين وتدمير البنية التحتية في مداخل المخيم وشوارعه الرئيسية التي فكك الاحتلال فيها 10 عبوات ناسفة، حسب قنواته الإعلامية.
وفي الأثناء، اقتحمت قوة كبيرة مخيم عقبة جبر في أريحا وعاثت فيه فسادا، كما توغلت قوات من جيش الاحتلال سبقتها وحدات خاصة إسرائيلية إلى مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين شرق نابلس.
وفي المخيمات الثلاثة، فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه في اعتقال من يصفهم بالمطلوبين.
ورد الاحتلال على فشله بإطلاق النار وإصابة مواطنين عُزَّل واعتقال آخرين، كان أبرزهم في مخيمي طولكرم وعسكر، حيث استخدم الاحتلال أحد الشبان درعا بشرية خلال عمليته العسكرية.
بينما نجح المقاومون في الانسحاب من مواقعهم في خطوة تكتيكية، واشتبكوا مع جنود الاحتلال كما جرى بمخيمي طولكرم وعسكر، وأعلنوا أنهم "أوصلوا دولة الاحتلال للنتيجة ذاتها كما حدث في مخيم جنين من قبل".
المقاومة الفلسطينية عززت وجودها في مخيمات الضفة الغربية المحتلة (رويترز) محاولة للردعويقول فتحي قرعاوي -وهو سياسي وأحد شخصيات مخيم نور شمس- إن اقتحام المخيم أمر متوقع في كل لحظة؛ فالاحتلال يعتبر أن هناك مقاومين يرفضون تسليم أنفسهم، وهو متخوف منهم، وما داموا كذلك فستستمر الاقتحامات.
ويضيف للجزيرة نت أن المخيمات باتت "بؤرا للإرهاب" في نظر الاحتلال، وبالتالي وضع على أجندته مباغتة المطلوبين والمبادرة لاعتقالهم.
وعادة تكون اقتحامات الجيش الإسرائيلي مصحوبة بعمليات تخريب وتدمير للبنية التحتية وترهيب السكان الآمنين، والهدف "ردع" الفلسطينيين حتى لا يحتضنوا المقاومة.
ويرى قرعاوي أن الاحتلال يفشل في تحقيق هذا الهدف حتى وإن تعرض لحياة اللاجئ المحملة بالهموم الاجتماعية والاقتصادية الصعبة. ويقول "فطرة الناس السليمة تتجه للمقاومة، فهي تشعر بظلم الاحتلال، وهي في ظل الظروف السياسية التي نعيشها فقدت أمل العودة، ولم يعد لديها ما تخسره، حتى أنها اعتادت مشهد الشهداء والجنازات".
ويؤكد أن استهداف المواطنين في مصدر عيشهم وبنيتهم التحتية يزيد حالة التعبئة وردة الفعل على الاحتلال "وانتظار الانقضاض مرة أخرى".
ورغم تفاوتها في احتواء المقاومة، فإن المخيمات الفلسطينية بالضفة الغربية تتشابه في ظروفها الاقتصادية والجغرافية والديمغرافية أيضا، فضلا عن التقارب الاجتماعي رغم حياة البؤس والتشرد التي تعيشها، إلا أن كل ذلك شكَّل "بيئة حاضنة" للمقاومة، حسب وصف قرعاوي.
وفي رصده انتهاكات الاحتلال في مخيمات الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري وحتى الآن، رصد مركز معلومات فلسطين (معطى) 2544 انتهاكا (بين اقتحام واعتقال واعتداء) إسرائيليا، كان أبرزها في مخيمات "عقبة جبر" و"بلاطة" "وعسكر" "والعروب" و"نور شمس" و"جنين".
ضرب الحاضنة
ورغم إدراك المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عدم جدوى "الحل العسكري" مع المقاومة الفلسطينية، فإن الاحتلال -وفق محمد أبو علان الباحث في الشأن الإسرائيلي- ليس أمامه سوى ضرب "الحاضنة الشعبية للمقاومة"، في إشارة إلى المخيمات، و"هذا ما جعله يستهدف البنية التحتية ويزرع الدمار في كل عدوان يشنه على تلك المواقع".
ويفسر أبو علان للجزيرة نت سر استهداف الاحتلال للمخيمات بقوله إنها صارت بالدرجة الأولى "بؤرة المقاومة"، وفي مرحلة من المراحل أضحت ملجأ للمقاومة، بل وتؤوي مقاومين من خارجها.
كما صار الاحتلال يواجه صعوبة في اقتحامها، بفعل تصدي المقاومين، ولذلك استخدم "الطائرات المسيرة" في اغتيال مقاومين في جنين وقصف مواقع للمقاومة قبيل عمليته العسكرية هناك.
ويوضح أبو علان أن جيش الاحتلال منذ أشهر عبّر عن قلقه وتخوفه من المتفجرات والعبوات الناسفة في المخيمات، ولهذا بات يركز جهده أكثر "لكسر المقاومة" بها، ومحاولة القضاء على هذه الظاهرة بأسرع وقت.
المخيمات قواعد للانطلاق
ويتفق رامي أبو زبيدة -وهو مختص في بالشأن العسكري- مع سابقيه من المتحدثين في أن المخيمات باتت تشكل حاضنة للمقاومة فعلا، وأن ذلك جعلها هدفا للاحتلال، ويقول "المخيمات امتداد للمقاومة وتمدها باستمرار على مدار تاريخ الثورة الفلسطينية بزخم كبير".
ويضيف أبو زبيدة للجزيرة نت أن المقاومة تحصنت في المخيمات وباتت تشكل معاقل لها وخلايا عسكرية شبه منظمة ابتعدت عن العمليات الفردية، وما زالت تتطور وتتوسع.
ولكون العمل العسكري يشكل خطرا على منظومة الاحتلال الأمنية بات يخشى هذه المخيمات، وأصبح يستهدفها "حتى لا يخرج عمل المقاوم من إطار المناطق المحدودة للمخيمات الفلسطينية إلى عمق الضفة الغربية والمستوطنات".
وعن شكل استهداف الاحتلال عسكريا للمقاومة والمخيمات، يرى أبو زبيدة أن إسرائيل تدرجت في ذلك؛ فبدأت بعمليات استنزاف ومحاولة استدراج للمقاومين للخروج لمناطق مفتوحة والاشتباك معهم وقنصهم، أو دخول وحدات خاصة.
لكن المقاومين طوروا قدراتهم، سواء كانت عسكرية أو من حيث التكتيك بالتخفي ورصد ومتابعة القوات الخاصة الإسرائيلية وتطوير العبوات الناسفة التي تؤرق الاحتلال وتصيب أهدافه.
وأمام هذا الواقع يحاول الاحتلال تعزيز قواته بآليات محصنة كالجرافات والآليات العسكرية المصفحة، وإخراج المقاومين وتحييد بؤر المقاومة بالضفة، فضلا عن استخدام الطائرات المسيرة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
فصائل المقاومة الفلسطينية تشيد بالهجوم الصاروخي اليمني لـ”تل أبيب”
الوحدة نيوز:
أشادت فصائل المقاومة الفلسطينية باستهداف القوات المسلحة في صنعاء تل أبيب بصاروخ باليستي، ووصفت إخفاق منظومة الدفاع الإسرائيلية في اعتراضه بأنه “اختراق نوعي” في إطار دعمهم وإسنادهم المتواصل لقطاع غزة، الذي يواجه إبادة جماعية ترتكبها تل أبيب منذ أكثر 14 شهرا.
وثمّنت حركة حماس الموقف الأصيل للإخوة في أنصار الله في اليمن، وأكدت على العلاقة المتينة التي تربط الشعبين الفلسطيني واليمني، مشيدةً باستمرار الضربات اليمنية التي تستهدف الكيان الصهيوني تضامناً مع الشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة والتطهير العرقي في قطاع غزة.
وباركت حركة الجهاد الإسلامي الضربات التي ينفذها أبطال اليمن، واعتبرت العملية التي استهدفت صباح اليوم قلب “تل أبيب” بصاروخ نوعي تأكيداً على شجاعة وثبات الشعب اليمني في نصرة الشعب الفلسطيني.
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فأشادت بالعملية البطولية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية، ووصفتها بأنها دليل على عجز الاحتلال ومنظوماته الدفاعية، مشيرةً إلى أن العملية كشفت هشاشة الكيان أمام إرادة الشعوب الحرة وقدرتها على تطوير أدوات مقاومتها.
وأكدت لجان المقاومة في فلسطين أن الضربات اليمنية تمثل تصعيداً مباركاً لدعم الشعب الفلسطيني في غزة وتؤكد هشاشة المنظومة الأمنية والعسكرية للاحتلال، بينما وصفت حركة المجاهدين القصف الصاروخي بأنه ضربة نوعية جديدة للكيان الصهيوني تفشل مخططاته وتؤكد تضامن الشعب اليمني مع الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال.
وفجر اليوم، دوّت صافرات الإنذار في مناطق واسعة من “تل أبيب” ووسط فلسطين المحتلة إثر قصف صاروخي أطلقته القوات المسلحة اليمنية. وأعلن جيش الاحتلال في بيان له فشله في اعتراض الصاروخ الباليستي الذي تجاوز منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية، بما في ذلك القبة الحديدية ومنظومة “حيتس”، وسقط في مدينة “تل أبيب”، ما تسبب بانفجار ضخم سُمع صداه في مناطق الضفة الغربية.
https://x.com/PalpostN/status/1870355703959007482
ونشرت وسائل إعلام عبرية مشاهد توثق نجاح الصاروخ اليمني في اختراق جميع منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، وأفادت شرطة الاحتلال بأنها تلقت بلاغات عن إصابات بين المستوطنين وأضرار مادية كبيرة في المباني، حيث أصيب 30 مستوطناً على الأقل، فيما هرعت الطواقم الطبية والإسعافية إلى المكان وسط حالة استنفار أمني شديد.
بدورها، أشارت صحيفة “معاريف” العبرية إلى أن فشل منظومة “حيتس” الاعتراضية للمرة الرابعة، ثلاث منها ضد صواريخ يمنية وواحدة من لبنان، يشكل صفعة للكيان وأذرعه الأمنية وحلفائه في المنطقة.