كنا ننتظر أن يتنبه العالم وهو يحتفل باليوم العالمى للمرأة إلى جرائم الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل ضد المرأة الفلسطينية من خلال سلسلة مجازر متواصلة منذ ستة أشهر دون توقف وأن يستيقظ ضميره لإنقاذ المرأة الفلسطينية من القتل والاعتقال والتعذيب والإهانة والإجبار على ترك منزلها ومدينتها وحييها السكنى.
يمر اليوم العالمى للمرأة هذا العام فى الوقت الذى يقتل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلى المرأة الفلسطينية بدم بارد من خلال حرب قذرة تشنها قوات الاحتلال على المدنيين والأطفال وعلى المرأة الفلسطينية، فى الوقت الذى يقف العالم متفرجا على هذه الكارثة وهذا الانتهاك الخطير ضد المرأة الفلسطينية دون أن يحرك ساكنا.
تشير الإحصائيات الرسمية إلى قيام جيش الاحتلال الإسرائيلى بقتل 8900 شهيدة فلسطينية وأصاب أكثر من 23 ألف امرأة ، وهدم مئات المنازل فوق رؤوس النساء الفلسطينيات وبات فى عداد النساء المفقودات أكثر من 2100 امرأة مازالت تحت الأنقاض أو أن مصيرها مازال مجهولا نتيجة هذه الحرب الإسرائيلية الوحشية التى جعلت أكثر من 600 ألف سيدة حامل تعيش حياة قاسية وبالغة الصعوبة، تفتقد خلالها لأبسط متطلبات الرعاية الصحية والطبية، ومنهن المئات اللواتى فقدن أبناءهن أو مواليدهن أو أجنتهن نتيجة القصف والخوف والقتل الإسرائيلى.
تأتى مناسبة اليوم العالمى للمرأة فى ظل وجود أكثر من نصف مليون امرأة فلسطينية نازحة فى قطاع غزة تعيش حياة بالغة الصعوبة، لا تتمكن خلالها من الحصول على أدنى حقوقها، لا تستطيع الحصول على الغذاء فتعيش المجاعة فى ظل الحرب الوحشية، إضافة إلى اعتقال الاحتلال لعشرات من النساء الفلسطينيات اللواتى يتعرضن للتعذيب الجسدى والنفسى فى ظل صمت دولى فظيع.
ما تعيشه المرأة الفلسطينية حالياً من قهر وقتل وتشريد على يد الاحتلال الإسرائيلى تتحمله الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولى وكل المنظمات الدولية ذات العلاقة وعليهم تحمل كامل المسئولية تجاه حرب الإبادة الجماعية التى يشنها الاحتلال ضد الفلسطينيين، وعليه فإن الجميع مطالبون بالعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلى لكى تتمكن المرأة الفلسطينية من العيش بكرامة وحرية.
كل عام والمرأة المكافحة بخير، ونجاحاتها تزدهر، وأحلامها تتحقق، كل عام والمرأة نصف المجتمع، وعماد الأسرة ومربية الأجيال.
من حق المرأة فى كل مكان أن تحصل على حقها فى العيش بدون خوف، أو التعرض لعنف أو يمارس ضدها التمييز المجحف وأن تتمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة الجسدية والنفسية والحصول على التعليم وحيازة الممتلكات، وممارسة حقها السياسى، والحصول على أجور متساوية.
لقد أكرم الإسلام المرأة، وأولاها اهتماما كبيرا، فالمرأة هى الأم والأخت وشريكة الرجل فى تحمل مسئوليات الحياة، وقد كلفها الله مع الرجل فى النهوض بمهمة الاستخلاف فى الأرض، وتربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة سوية.
لقد كانت المرأة فى الجاهلية سلعة لا قيمة لها، ومتعة للعابثين، فجاء الإسلام وأعلى مكانتها وساوى بينها وبين الرجل فى الإنسانية والنسب البشرى.
وإعلاء لمكانة المرأة يحتفل بها العالم يوم 8 مارس من كل عام ويشكل هذا اليوم رمزا للكفاح من أجل تعزيز حقوق النساء بمواجهة التمييز وانعدام المساواة، وأولت مصر اهتماما كبيرا بالمرأة من أيام الفراعنة، حيث حملت المرأة المصرية ألقابا عظيمة فى مصر القديمة مثل: «طاهرة اليدين، العظيمة فى القصر، سيدة الحب، سيدة الجمال، عظيمة البهجة»، ويحمل يوم السادس عشر من مارس 1919 ذكرى ثورة المرأة المصرية ضد الاستعمار ونضالها من أجل الاستقلال وشهدت الثورة استشهاد أول سيدة مصرية من أجل الوطن وهى «حميدة خليل».
وتتمتع المرأة المصرية فى الوقت الحالى بكافة حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتتولى أرفع المناصب فى الدولة.
كل عام وكل امرأة بخير، وفى المقدمة الأم والأخت والزميلة الفلسطينية التى أبلت بلاء حسنا فى الدفاع عن وجودها وحماية تراب وطنها رغم ما تكبدته من جرائم ضد الإنسانية من قبل الاحتلال البغيض، مما جعلها تستحق أن نطلق على يوم المرأة العالمى هذا العام «يوم المرأة الفلسطينية».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: يوم المرأة الفلسطينية حكاية وطن محمود غلاب جرائم الإبادة الجماعية جيش الاحتلال الإسرائيلي الاحتلال الإسرائیلى المرأة الفلسطینیة أکثر من کل عام
إقرأ أيضاً:
” منظمة هيومن رايتس”: سلطات العدو الصهيوني تهدد حياة الحوامل والمواليد الجدد بغزة
متابعات ـ يمانيون
قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية، إن سلطات العدو الصهيوني فرضت ظروفا تهدد النساء الحوامل وحياة المواليد الجدد في قطاع غزة الذي تعرض لإبادة جماعية طيلة 15 شهرا.
وأكدت المنظمة الحقوقية في تقرير أصدرته، امس الثلاثاء، أن حصار الاحتلال على غزة وهجماته ضد المرافق الصحية في القطاع أحدثت خطرا جسيما يهدد أحيانا حياة النساء والفتيات أثناء الحمل والولادة وبعدهما منذ العدوان في أكتوبر 2023.
وقالت المديرة المشاركة في قسم الأزمات والنزاعات والأسلحة في “هيومن رايتس” بلقيس والي “منذ بدء الأعمال العدائية في غزة، تمر النساء والفتيات بفترة حمل يفتقرن فيها إلى الحد الأدنى من الرعاية الصحية، والصرف الصحي، والمياه، والغذاء، فهنَّ وأطفالهن حديثي الولادة عرضة دوما لخطر الموت الذي يمكن الوقاية منه”.
وأضافت أن الخروقات الصارخة والمتكررة التي ترتكبها سلطات الاحتلال للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان في غزة لها وقع خاص وحاد على النساء والفتيات الحوامل والمواليد الجدد.
وشددت أن وقف إطلاق النار وحده لن ينهي هذه الظروف المروعة بغزة، مطالبة الحكومات بالضغط على الاحتلال لضمان تلبية احتياجات النساء والفتيات الحوامل والأطفال حديثي الولادة وغيرهم ممن يحتاجون إلى الرعاية الصحية، بشكل عاجل.
وأشار التقرير إلى أنه حتى يناير 2025، لا تتوفر رعاية الطوارئ للتوليد وحديثي الولادة إلا في سبعة من 18 مستشفى تعمل جزئيا في مختلف أنحاء غزة، و اربع من 11 مستشفى ميدانيا، ومركز صحي مجتمعي واحد، مقارنة بـ 20 مؤسسة تشمل مشافٍ ومراكز أخرى أصغر للرعاية الصحية كانت تعمل قبل 7 أكتوبر 2023.