الوطن:
2024-09-30@16:13:52 GMT

الدكتور هاني تمام يكتب: دعوة الصائم

تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT

الدكتور هاني تمام يكتب: دعوة الصائم

الصيام من أجَلِّ الأعمال التى فرضها الله على عباده، ليصل العباد من خلاله إلى تهذيب النفس وتقويمها وتحقيق تقوى الله ومرضاته، قال تعالى: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».

والصيام أحد أهم أركان هذا الدين الحنيف، كما جاء عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَحَجَّ الْبَيْتَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، وَقَرَى الضَّيْفَ أى أكرم الضيف دَخَلَ الْجَنَّةَ» وقال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلِّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَيَصُومُ رَمَضَانَ، وَيُخْرِجُ الزَّكَاةَ، وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ السَّبْعَ، إِلَّا فُتِّحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَقِيلَ لَهُ: ادْخُلْ بِسَلَام».

وللصيام أجر عظيم وثواب كبير لا يعلمه إلا الله حيث يقول سبحانه وتعالى كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ. وإضافة الصيام لله تعالى إضافة تشريف وتكريم، ومعنى هذا الكلام أن كل عمل ابن آدم يمكن أن يكون له فيه حظ نفس من رياء ومفاخرة وحب الظهور ونحو ذلك، فقد يفعل الإنسان عملاً صالحاً ويرغب أن يعرفه الناس، أو يفعله وينتظر به ثواباً ومدحاً من الناس، أما الصيام فإنه يكون خالصاً لوجه الله تعالى، ولا يبتغى العبد به ثواباً ومدحاً من أحد غير الله تعالى، ولا يعبد الإنسان بالصيام أحداً إلا الله سبحانه وتعالى، وما عظم أحد من الناس غيره أو تقرب إليه بالصيام حتى الكفار، لكونه مختصاً بالله تعالى وحده؛ لذا كان الصيام من أجلِّ الأعمال وأفضلها لبعده عن الرياء والمفاخرة. والدعاء عند الإفطار مجاب ومقبول إن شاء الله تعالى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالإِمَامُ العَادِلُ، وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ الغَمَامِ وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِى لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ «أخى الصائم خصص جزءاً من وقتك عند الإفطار وتوجه إلى الله فيه بالدعاء والتضرع واطلب منه ما تريد، بعد الثناء على الله بما هو أهله وشكره على توفيقه لك فى الصيام، واسأله القبول وكَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: «اللَّهُمَّ لَكَ صُمْنَا وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْنَا فَتَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: «ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» أخى الصائم إذا أفطرت عند غيرك فادع له كما ورد فى السنة النبوية المطهرة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلى الله عَليه وسَلم إِذَا أَفْطَرَ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتٍ قَالَ أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ»، أى جعلكم الله أهلاً لذلك دائماً، وهذا دعاء بالتوفيق حتى يفطر الصائمون عندهم، أو بشارة بما حصل لهم من الخير، كما يستحب الدعاء لأهل البيت بقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ، وَارْحَمْهُمْ».

وعلى المسلم إذا أراد أن يفطر غيره فى رمضان أن يكون ذلك من كسب حلال، وأن ينوى بذلك وجه الله تعالى لما لذلك من ثواب عظيم، وثواب الله لا ينال إلا بالإخلاص فى العمل، فإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، ومن البشارات النبوية والهدايا المحمدية التى تدل على ثواب إطعام الصائمين من الحلال قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ فَطَّرَ صَائِماً عَلَى طَعَامٍ، وَشَرَابٍ مِنْ حَلَالٍ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ فِى سَاعَاتِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ» والصلاة من الملائكة هى الدعاء والاستغفار للصائمين، فضل وشرف كبير لمن فطَّر غيره فى رمضان من كسب حلال وبنية صادقة. كما أن النية الصادقة فى إفطار الصائمين ينال صاحبها ثواب الصائمين الذين أطعمهم وسقاهم، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ فَطَّرَ صَائِماً كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئاً».

*أستاذ الفقه بجامعة الأزهر

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصيام التقوى الدعاء والصيام صلى الله علیه وسلم الله تعالى ى الله ع ر م ض ان

إقرأ أيضاً:

الإفتاء: الإسلام وضع كبار السنِّ في مكانة خاصة وحثَّ على رعايتهم

أكَّدت دار الإفتاء المصرية أنَّ الإسلام منحَ كبار السن مكانةً عظيمة، وحثَّ على رعايتهم والإحسان إليهم في جميع مراحل حياتهم.
أوضحت دار الإفتاء بمناسبة اليوم العالمي للمُسنِّين، الذي يوافق الأول من أكتوبر كل عام القرآن الكريم شدَّد على برِّ الوالدين ورعاية كبار السن، حيث جاء في قوله تعالى: {وَقَضىٰ رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا۟ إِلّا إِيّاهُ وَبِٱلوَٰلِدَينِ إِحسَٰنًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ ٱلكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَو كِلَٰهُمَا فَلَا تَقُل لَهُمَآ أُفٍّ وَلَا تَنهَرهُمَا وَقُل لَهُمَا قَولًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23]. وأشارت الدار إلى أنَّ هذه الآية تؤكِّد ضرورة الإحسان إلى الوالدين، خاصة عند بلوغهما الكِبَر، والامتناع عن أي شكل من أشكال الإساءة لهما، ولو بالكلمة.

 

احترام الإسلام لكبار السن



استشهدت دارُ الإفتاء بالحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم" (رواه أبو داود)، مؤكدةً أن هذا الحديث يبرز مدى احترام الإسلام لكبار السن، واعتباره الإحسان إليهم وإكرامهم من الأعمال التي تجلُّ الله عزَّ وجلَّ.



أضافت أن الإسلام لا يقتصر في رعايته لكبار السن على النطاق الأسري فقط، بل يدعو المجتمع بأسره إلى المساهمة في توفير الرعاية اللازمة لهم. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا" (رواه الترمذي). وهذا يدل على أن احترام كبار السن وتوقيرهم من القيم الأساسية التي حثَّ عليها الإسلام.



ودعت دار الإفتاء إلى تعزيز قيم الاحترام والتقدير للمسنين في المجتمع، مستشهدةً بقوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24]. كما شددت الدار على أن رعاية كبار السن واجب ديني واجتماعي يجب على الجميع الالتزام به، مؤكدةً ضرورة تكاتف الجهود من أجل توفير بيئة ملائمة تضمن لهم حياة كريمة ورعاية كاملة.

 

على الجانب الآخر أشارت دار الإفتاء المصرية إلى ضرورة تجفيف منابع الشائعات بعدم تناقلها بمجرد سماعها أو رؤيتها؛ حيث حذَّر رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم من أن يتحدث المرء بكلِّ ما سمع؛ فقال عليه الصلاة والسلام: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»،

أوضحت دار الإفتاء أن القرآن الكريم قد دعا إلى التحقق والتثبُّت من الأخبار والأقوال؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات: 6].

 

ونبهَّت دار الإفتاء المصرية إلى أن ترويج الشائعات يندرج تحت "القيل والقال"، وقد حذَّر منهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ حيث قال: «إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ».

 

 

مقالات مشابهة

  • ذكر عن رسول الله يصل بك إلى درجة القانتين
  • ما هي شروط استجابة الدعاء؟.. الدكتور أبو اليزيد سلامة يوضح
  • الدكتور سلطان القاسمي يكتب: مختارات من «جِرون نَامَه»
  • هاني رمزي: سنلبي أي دعوة لدعم الشعب اللبناني
  • وقفات مَع وفاةِ النبيّ صلى الله عليه وسلم
  • 5 طرق لعلاج الفتور في العبادة
  • 4 أداب للمجالس تعلمها من رسول الله
  • استشاري: الصيام المتقطع يقي من الأمراض المزمنة ويساعد على تخفيف مخزون الدهون في الجسم
  • الإفتاء: الإسلام وضع كبار السنِّ في مكانة خاصة وحثَّ على رعايتهم
  • النائب علاء عابد يكتب: «حل الدولتين» يبقى الحل الوحيد