حكاية أسوأ أزمة اقتصادية شهدتها مصر في عهد الفاطميين.. ظهرت في الحشاشين
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
الشدة المستنصرية أو الشدة العُظمى، هكذا ذُكرت في كتب التاريخ أسوأ مجاعة مرَّت بها مصر أو أسوأ أزمة اقتصادية، ظهرت مشاهدها في مسلسل الحشاشين الذي يُعرض في الموسم الدرامي الرمضاني بطولة الفنان كريم عبدالعزيز والذي ظهر باسم حسن الصباح أبرز الشاهدين على الأزمة.
أسباب الأزمةروى الدكتور عبدالله أشرف، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، القصة الكاملة للأزمة التي ظهرت في مسلسل الحشاشين، موضحاً أبرز مشاهدها والتي نقلها المسلسل مثل أكل الكلاب والقطط إلى أن اختفت الكلاب، فيقول: «شهدت مصر العديد من الأزمات والمجاعات خاصة في عهد الفاطميين الذين حكموا البلاد تقريبا من سنة 341 هجرية إلى 567 هجرية وأشهرها المجاعة والأزمة الاقتصادية سنة 395 هجرية والتي استمرت حتى 399 هجرية أي من 103 ميلادية الـ 109 ميلادية وكان الخليفة الفاطمي هو الحاكم بأمر الله الفاطمي».
في البداية، شرح الدكتور عبدالله أشرف في حديثه لـ«الوطن»، أسباب الأزمة، موضحاً أن أشد الأزمات في عهد الفاطميين، هي الشدة المستنصرية أو الشدة العُظمى في عهد الخلفية المستنصر والذي تولى الحكم سنة 427 هجرية 1036 ميلادية وكان عمره 7 سنوات وظل يحكم 60 سنة حتى 487 هجرية 1094 ميلادية، بحسبما رواه أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية.
شهدت فترة حكم الخليفة المستنصر العديد من الأزمات، خاصة مجاعة سنة 444 هجرية وأخرى سنة 446 هجرية ومجاعة أخرى سنة 447 هجرية وأخرى سنة 448 هجرية حتى سنة 450 هجرية، ووفق أستاذ التاريخ، كلها فترات شهدت مجاعات وأزمات اقتصادية في عهد وزيره اليازوري والذي لم يكن بكفاءة على حل هذه الأزمات والذي كان يخفي على المستنصر حال الرعية الحقيقي.
سيطرة السلاجقةازداد الأمر سوءًا فيما عُرف بالشدة المستنصرية أو الشدة العُظمى من سنة 457 هجرية حتى 464 هجرية، وذلك بسبب عدم وجود سيولة كافية في الأسواق، ووصف الدكتور عبدالله أشرف، المرتبات حينذاك بـ«المعدومة»، وقلت مصادر الدخل بشكل كبير في البلد بسبب سيطرة السلاجقة على منابع التجارة التي كانت تخضع للفاطميين.
وأثناء هذه الفترة، نقص فيضان النيل بشكل غير طبيعي وسجل النيل منسوبا منخفضا لم تشهده البلاد منذ آلاف السنين يكاد يكون منذ عهد الفراعنة، حسبما أكده الدكتور عبدالله أشرف، حيث أدى نقص هذا المنسوب إلى نقص العديد من الأراضي الزراعية وخرجت الأراضي عن الإنتاج ونقصت المحاصيل والغلات وحدثت أزمة في الاحتياج كالقمح والحبوب والشعير: «حبوب اعتمد عليها المصريون كغذاء يومي».
مظاهر الأزمةووفق الدكتور عبدالله أشرف، قال إن المصادر التاريخية أكدت أن آثار هذه الأزمة امتدت في كل أنحاء مصر، خاصة في الأحياء الشمالية لمدينة الفسطاط والعسكر وشهدت مصر أسوأ أزمة اقتصادية مرت بها حيث تزايد الغلاء وأعقبه الوباء، حتى تعطلت الأراضي عن الزراعة واستولى الجوع لعدم وجود أقوات، وبيع رغيف خبز في النداء بزقاق الأناديل في الفسطاط بخمسة عشر ديناراً وبيع الأردب من القمح بـ80 ديناراً وأُكلت الكلاب والقطط حتى قلت الكلاب فبيع كلب ليؤكل بـ5 دنانير وتزايد الحال حتى أكل الناس بعضهم بعضاً.
كما فقدت مصر، نتيجة الأزمة أكثر من ثلث سكانها بعد الإحصائيات، من شدتها اضطر المستنصر أن يبيع كل ما في قصره من ذخائر وثياب وأثاث وسلاح وصار يجلس في قصره على حصير، وتعطلت دواوينه وذهب وقاره بل قيل إن بناته وأمه حاولن الفرار من مصر إلى بغداد بسبب الجوع وضغط الأزمة الاقتصادية.
كيفية الخروج من الأزمةوعن إجابة التساؤل الخاص بـ «كيف تجاوزت مصر هذه الأزمة؟»، قال أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية، وفق المصادر التاريخية: «لم يكن إنقاذ البلاد من هذه الأزمة ممكناً دون الاستعانة بقوة عسكرية قادرة على فرض النظام واستتباب الأمن وحماية الخلافة نفسها وإنهاء حالة الفوضى التي انتشرت فيها حتى فقد الخليفة كل سيطرته عليها وتقلص نفوذه وانحسر داخل القصر وتقاسمت فرق الجند كل أقاليم الدولة».
أدرك الخليفة المستنصر بالله الفاطمي أن الخروج من هذه الأزمة لا يكون إلا بقائد عسكري يحقق الأمن بقوة ففكر في قائد أرمني كان يتولي عكة في ذلك الوقت يُعرف ببدر الدين الجمالي فكاتبه سراً عن طريق وزير له يُسمى أبي فرج محمد بن جعفر المغربي وكان يعمل حاجب ديوان الإنشاء.
رحب القائد العسكري بطلب المستنصر، واشترط عددا من الأمور أولها أن يأتي إلى مصر برجاله وألا يُبقي على أي من عساكر المستنصر، والذي وافق على ذلك، فضلا عن القبض على «بلداكوش» قائد فرقة الأتراك، وفق الدكتور عبدالله أشرف.
بدر الدين الجماليبدأ بدر الدين خطته الإصلاحية بمؤامرة شبيهة بمذبحة القلعة لمحمد على وقضى على كل رؤوس الفتنة في مصر، وأصبحت الفرق العكسرية المتحكمة في كل شيء، وأعاد الأمن والأمان، وأصبحت الكلمة الأولى والأخيرة له، ليصبح بدر الدين هو الوزير الأول في مصر الفاطمية وهي أول وزارة تفويض في مصر الفاطمية، وفق الدكتور عبدالله أشرف، وأعاد للبلاد وحدتها وأمنها وقوتها، كما عفى المزارعين من الخراج على أرضهم لمدة 3 سنوات ثم فرق الأموال على التجار لشراء الحنطة من البلاد المجاورة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دراما المتحدة مسلسلات رمضان رمضان 2024 دراما رمضان أستاذ التاریخ هذه الأزمة فی عهد
إقرأ أيضاً:
هل سافر ابن بطوطة إلى الصين؟ باحثون يروون من جديد حكاية الرحالة المغربي
طنجة- في مدخل متحف برج النعام بمدينة طنجة، يقف تمثال ابن بطوطة بشموخ حاملا رسالة تذكّر العالم برحلته التاريخية التي ساهمت في مد جسور بين الشرق والغرب.
انطلق ابن بطوطة من هذه المدينة الساحلية، حيث ولد، في رحلة استغرقت ربع قرن، جاب خلالها العالم، ووصل إلى بلدان لم يسبقه إليها أحد، في أقصى الشرق في ماليزيا والفلبين، ومرورا بجزر المالديف والهند.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مسجد إيفري كوركورون.. تحفة معمارية أندلسية ومنارة علمية وثقافية في فرنساlist 2 of 2المدينة العتيقة بتونس.. معلم تاريخي يتوهج في رمضانend of listترك هذا الرائد في الرحلة وأدبها كتاب "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، المعروف أيضا بـ"رحلة ابن بطوطة"، لكن ما جاء في روايته عن زيارته الصين أسال كثيرا من المداد وأثار حوله الشكوك من قِبل المستشرقين.
جدل رحلة الصينيرى الباحث المغربي عبد الله العلوي مؤلف كتاب "ابن بطوطة في الصين" -في حديث للجزيرة- أن سوء الترجمة أدى إلى تشكيك المؤرخين الغربيين في بعض روايات ابن بطوطة، إذ فهم المؤرخ الفرنسي هنري بول (1946-2017) من وصف ابن بطوطة تجارا صينيين يستخدمون الفيلة في مدينة "قلقيلية" (مدينة لم تعد قائمة) بالأرخبيل الإندونيسي أنه يتحدث عن الصين، وهو ليس كذلك.
كما أن المغاربة شككوا في روايات ابن بطوطة التي تصف ثراء الصين، وفي القصص الخارقة مثل حكاية المشعوذ الذي قطع أعضاء صبي ثم ركبها من جديد، وهذه حكاية أكد ابن بطوطة أنها خدعة.
إعلانلذلك، فإن انتقاد ابن بطوطة جاء نتيجة سوء فهم، وقد تعرض لهذا الموقف كل الرحالة تقريبا ومنهم ماركو بولو، فالناس تظن أن جميع الشعوب تعيش على شاكلتها، ثم إن الصين كانت بعيدة ومختلفة الثقافة كليا، ومن ثم فلا أحد صدق الرحالة فيما رووه.
ويلاحظ الأكاديمي المغربي ناصر بوشيبة -في حديث للجزيرة نت- أن ابن بطوطة يعد من أبرز رواد أدب الرحلة في العالم الإسلامي، إذ جاب أصقاع الأرض من المغرب إلى الصين وإندونيسيا، حاملا معه رؤية صوفية ساهمت إلى حد ما في المبالغة في روايته لبعض الأخبار، متأثرا بالمتخيل الشعبي الذي يؤمن بالكرامات والخوارق.
مع ذلك، يشدد الباحث بوشيبة -صاحب كتاب "تاريخ العلاقات بين المغرب والصين"- على أن انتقاص مستشرقين من ابن بطوطة غير مقبول، مشيرا إلى أن ذلك يأتي في سياق تاريخي من التنافس بين الشمال والجنوب، ومحاولات التقليل من قيمة الحضارة الإسلامية.
ويستعرض عدة أدلة من المصادر الصينية التي تثبت صحة رواية ابن بطوطة، ومن أهمها وجود شخصية الشيخ برهان الدين الكازروني، الذي ذكره ابن بطوطة في رحلته، في الوثائق الصينية القديمة، كما أن وصف ابن بطوطة مختلف الهدايا المتبادلة بين سلطان الهند وإمبراطور الصين وأهداف البعثة الدبلوماسية الصينية إلى الهند، تتطابق بشكل كبير مع ما ذكره المؤرخون الصينيون.
في حين يقول رئيس معهد طريق الحرير للدراسات والأبحاث وارف قميحة للجزيرة نت إن الشكوك حول رحلة ابن بطوطة إلى الصين تعود إلى: "وصفه بعض العادات الصينية (مثل استخدام الأوراق النقدية) الذي يتطابق مع روايات ماركو بولو، مما دفع المؤرخ هنري بول للاعتقاد بأنه نقلها من مصادر أخرى. كما أن غياب ذكر سور الصين العظيم في روايته، رغم أنه رمز بارز، يثير تساؤلات عن مدى دقته". ويرى المغاربة أن رواية ابن بطوطة عن "عجائب الصين" تشبه قصص "ألف ليلة وليلة"، مما قد يشير إلى تضخيم أو استعارة أدبية.
دور التجار والمستكشفين العرب في نقل المعرفة والثقافة بين الحضارتين الصينية والعربية أثار اهتمام الباحثين، فوجدوا في تتبع خطى ابن بطوطة وسيلة لفهم هذا الترابط العميق.
إعلانولاحظ الباحث اللبناني وارف قميحة التأثير الإسلامي في المعمار المحلي، إذ إن هناك جناح الآثار الإسلامية بمتحف مدينة الزيتونة (تشيوانتشو حاليا) للمواصلات البحرية مما يؤكد وجود جالية إسلامية نشطة.
ومن الآثار التي صادفها وذكرها ابن بطوطة:
ميناء تشيوانتشو حاليا الذي كان يعد من أكبر الموانئ التجارية. مسجدها القديم (مسجد تشينغ جينغ/ مسجد الأصحاب) ولا يزال قائما حتى اليوم، ويعد من أقدم المساجد في الصين. في مدينة خان بالق (عاصمة الخان/ بكين حاليا)، تحدث عن قصر الإمبراطور المنغولي، الذي يحتمل أن يكون موقع "المدينة المحرمة" لاحقا. وصفه العمارة الفخمة في المدينة يتوافق مع سجلات الحقبة اليوانية (سلالة يوان). مقابر صحابة النبي محمد ﷺ في جنوب الصين، مثل مقبرة سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- في غوانغتشو، وهذه المقبرة لا تزال مزارا للمسلمين الصينيين.يقول الأكاديمي قميحة إن ابن بطوطة وصل إلى الصين في أواخر عهد أسرة يوان (المنغولية)، التي كانت تعاني اضطرابات سياسية وثورات ضد الحكم الأجنبي، مما جعل تحركاته محدودة وخطرة.
ويرجح أن تنقله بين المدن الساحلية بدلا من التوغل داخليا جعله يعتمد على كرم التجار المسلمين، مما يفسر تغير وضعه المادي بين الرفاهية والاعتماد على الآخرين.
وهو ما أكده بوشيبة بذكره أن ابن بطوطة سافر عبر القناة المائية التي تربط بين الخنساء (هانغتشو) وبكين، وقدم وصفا تفصيليا لكل مدينة وحاكمها، مبرزا أن رحلته أثارت إعجاب الباحثين الصينيين، الذين رأوا في شهادته دعوة إلى التعايش الممكن بين الثقافات المختلفة.
ويبرز العلوي أن ابن بطوطة كان "متغير الخاطر"، كما عبر هو بنفسه، إذ لم تعجبه المنكرات في الصين، ولم يكن له حظ للالتقاء بالإمبراطور والأمراء كما في بلدان أخرى، بينما كان مصدره الأساسي للمعلومات التاريخية هو القاضي "الصاغرجي"، الذي نصحه بمغادرة الصين.
إعلانويشير إلى أن ابن بطوطة وضع عِلم الرحلة المقارن على خلاف من سبقوه الذين كانت رحلاتهم وصفية فقط، إذ كان يقارن الخضر واللحوم، والخزف، والفواكه، والأنهار، والكرم، والبحار، وعادات الشعوب، حتى أنه قارن فاكهة "النبق" الشوكية في المغرب وفي الهند، وذكر أن الخزف الصيني الذي يصنع بها يصل إلى المغرب في تلك المرحلة.
يقول قميحة إن ابن بطوطة انبهر أيضا بالاختراعات الصينية مثل الورق النقدي، مقارنة باستخدام المغرب للعملة المعدنية، كما أشار إلى أن الصينيين "لا يغادرون بلادهم أبدا" بسبب الاكتفاء الذاتي، بينما المغاربة كانوا تجارا رحالين، ووصف القصور الصينية ذات الأسقف المزخرفة، مقارنة ببساطة العمارة المغربية الإسلامية، وذكر أن المسافر في الصين يمكنه حمل الذهب لمسافات دون خوف، بينما في المغرب كانت القوافل تحتاج حراسة مسلحة.
ويقول رئيس جمعية التعاون الأفريقي الصيني للتنمية بوشيبة أن المؤرخين الصينيين استفادوا من كتاب ابن بطوطة لفهم تاريخ المجتمع الصيني والإدارة العمومية المحلية في تلك الحقبة، والذي كان مقسما إلى الطبقة الحاكمة من أسرة اليوان (المغول)، والعرب من غرب آسيا المشتغلين في الصناعات الحربية والمصارف، ثم الصينيين الأصليين (الهان) الذين كانوا يعانون الاضطهاد.
ويضيف أن ابن بطوطة روى أن الصين أحسن مكان لتطوير الأعمال التجارية، لوجود إجراءات أمنية صارمة، مثل محطات الإقامة والتفتيش، وتجهيز المسافرين بالمؤن الضرورية، وإرسال كل المعلومات الضرورية إلى المحطة الموالية، كما وصف بدقة جوانب من الحياة الصينية، مثل الطبخ بالبخار وصناعة الخزف، وقارنها بالمنتجات المحلية.
كان ابن بطوطة يميز ما شهده وما سمع به وما حُكي له، ويضيف أحيانا "والله على ما أقول شهيد". ويشرح العلوي أن خلفيته الإيمانية تمنعه من مخالفة الصدق، فمثلا سمع أن سد يأجوج ومأجوج يقع على بعد 6 أشهر من خان بالق، وأن هناك بشرا يأكلون "بني آدم إذا ما ظفروا به"، غير أنه أكد أنه "لم يشاهد السد ولا من شاهده".
إعلانبينما يبرز قميحة أن ابن بطوطة، بصفته فقيها مالكيا، كان ينظر إلى الصين عبر عدسة "دار الإسلام ودار الكفر"، فوصف إعجابه بتسامح الصينيين مع المسلمين، لكنه استنكر عادات مثل عبادة الأصنام.
ويضيف أن عدم إتقانه اللغة الصينية جعله يعتمد على ترجمة التجار المسلمين، مما قد يكون سبب أخطاء في نقل بعض التفاصيل. كما قد يكون أدخل بعض القصص الشفوية التي سمعها في رحلته ضمن سياق مشاهداته الشخصية، لتعزيز عنصر الإثارة في الرواية.
يحتفي الصينيون بابن بطوطة ليس فقط بصفته رمزا للتعددية الثقافية، بل أيضا لجذب السياح وتعزيز السياسة الخارجية.
يقول الأكاديمي قميحة إن الصين اليوم تروج لتراثها كملتقى للحضارات، وابن بطوطة يمثل التواصل التاريخي بين الصين والعالم الإسلامي. كما أن تسمية الشوارع والفنادق باسمه في مدن مثل تشيوانتشو تعكس رغبة في تسليط الضوء على تاريخها كجزء من شبكة طريق الحرير.
ويضيف أن الاحتفاء يأتي بتوافق مع خطاب "الحزام والطريق" الذي يُظهر الصين دولة منفتحة تاريخيا، وهي مبادرة صينية قامت على أنقاض طريق الحرير في القرن الـ19 من أجل ربط الصين بالعالم، لتكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية.
بالإضافة إلى ذلك، أفرد الصينيون لابن بطوطة دراسات منشورة في مجلة العالم العربي، وهناك عديد من الكتب حول تاريخ أسرة "اليوان" التي اعتمدت على رحلاته، والتي لم تُترجم بعد إلى اللغة العربية، كما يبرز الكاتب العلوي.
ومن بين من اهتم برحلة ابن بطوطة المستشرق الصيني عضو مجمع الكتاب الثقافي الصيني الدولي وو فو قوي (عبد الكريم)، الذي استغرق تأليف كتابه "رحلات ابن بطوطة في الصين" عدة عقود.
ويعد هذا الكتاب مرجعا أكاديميا مهمًا يوثق عملية الترجمة والتواصل الثقافي بين الصين والمغرب، ويقدم تحليلات وشروحات النسخ الأصلية من "رحلة ابن بطوطة".
يقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط الصيني وو فو قوي عبد الكريم للجزيرة نت إن كتاب "رحلة ابن بطوطة"، قدم وصفا دقيقا لتفاصيل الحياة في الصين، من عادات وتقاليد وفنون وعمارة، مما أتاح للأوروبيين والعرب على حد سواء فرصة التعرف على حضارة بعيدة ومختلفة، وصحح الصورة المشوشة وغير الدقيقة التي كانت سائدة في أوروبا عن الصين.
ويبرز أن كتاب ابن بطوطة يعد وثيقة تاريخية ثمينة توثق العلاقات العريقة بين العرب والصين في القرن الـ14، وشهادة حية على الروابط الثقافية والتجارية التي كانت قائمة بين الحضارتين.
إعلانكما ساهم في تقديم صورة إيجابية عن الصين في العالم العربي، ووصف حياة المسلمين المغتربين هناك، مما ساعد على تعزيز الاحترام والتقدير للحضارة الصينية، والتواصل والتفاهم بين المسلمين في مختلف أنحاء العالم.