الدراما التاريخية في رمضان 2024.. سفر في حكايات المدن والناس
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
تطل دراما رمضان 2024 على أزمنة محددة في الجغرافيا العربية، وتصحب المشاهد معها في رحلة بين جماعة "الحشاشين" في مصر وإيران وترصد الآثار الاجتماعية والنفسية للاحتلال الفرنسي في سوريا من خلال مسلسل "تاج"، وتستعيد في مسلسل "بيت أهلي"، أجواء دمشق في الأربعينيات.
ويتجول صانع الدراما الكويتي "زمن المسغبة"، حيث كانت الحياة أصعب من أن تحتمل، بسبب الأمراض والصعوبات الاقتصادية، فيستعرض المخرج محمد الطوالة في مسلسل "الفرج بعد الشدة" تفاصيل زمن المسغبة، ومن السعودية، يأتي مسلسل "خيوط المعازيب" الذي يستعرض تفاصيل الحياة في الأحساء قبل 60 عاما.
اختارت شركة المتحدة للخدمات الإعلامية أن تسلط الضوء على شخصية مثيرة للجدل وهي "حسن الصبّاح" مؤسس وزعيم جماعة "الحشاشين" في القرن الحادي عشر الميلادي، وذلك في عمل درامي يحمل اسم الجماعة.
ورصدت جهة الإنتاج ميزانية تعد الأكبر في تاريخ الدراما العربية للعمل، وأسندت مهمة تأليف العمل ومعالجته إلى السيناريست والكاتب المخضرم عبد الرحيم كمال، وكذلك الإخراج إلى بيتر ميمي، الذي بدأ في التحضير لهذا العمل الضخم مع بطله الفنان كريم عبد العزيز منذ أكثر من عامين.
ويتناول المسلسل فترة قدوم "الصبّاح" إلى مصر بعدما هرب من بطش السلطات في موطنه الأصلي إيران بسبب التضييق على ممارسة نشاط الدعوة إلى المذهب الإسماعيلي في مدينة الري، ليبدأ حسن الصباح بنشر دعوته في القاهرة التي كانت تحت الحكم الفاطمي.
ويجسد الفنان فتحي عبد الوهاب شخصية الوزير "نظام الملك" ويؤدي أحمد عيد دور "زيد بن سيحون"، إلى جانب ميرنا نور الدين التي أسند إليها دور "دنيا زاد"، ويقدم الفنان اللبناني نيقولا معوض شخصية الشاعر عمر الخيام.
ولكن مع عرض حلقاته الأولى، يواجه المسلسل بعض الانتقادات بسبب اعتماد اللهجة المصرية العامية كلغة للعمل، كبديل للعربية الفصحى، إلا أن البعض رأى أن العامية المصرية تسهل تفاعل الجمهور مع الحوار والعمل بشكل عام.
الاستعمار الفرنسي محور الدراما السوريةتشهد الدراما السورية حالة من الازدهار بعد سنوات من الركود الناتج عن الحروب، ويعرض هذا الموسم عددا من المسلسلات التي تتناول أكثر من مرحلة في التاريخ السوري.
ولا يكتفي مسلسل "تاج" من تأليف عمر أبو سعدة وإخراج سامر البرقاوي، وبطولة تيم حسن وبسام كوسا، برصد جوانب حياة شخصيات تاريخية أو سياسية بل يعكس صورة الحياة في دمشق وقت الاستعمار الفرنسي على سوريا في الأربعينيات، وذلك من خلال شخصية الملاكم الفقير "تاج" الذي يجسده "حسن".
يواجه "حسن" الكثير من الصراعات، مدفوعا بحبه لوطنه ضد التاجر الدمشقي "رياض بك الجوهر" المتواطئ مع الاستعمار، والذي يؤدي دوره كوسا، ويزداد الوضع سوءا بوقوع تاج في حب ابنة التاجر.
وفي فترة الأربعينيات، أيضا، تدور أحداث مسلسل البيئة الشامية "بيت أهلي"، الذي يرصد أحداثا تركت أثرها في التاريخ الدمشقي، أبرزها حادث اغتيال الطبيب عبد الرحمن الشهبندر، الذي يعتبر العقل المخطط للثورة السورية الكبرى، إلى جانب تناول العمل الدرامي لنشاط حركة الكتلة الوطنية في التحرر من الاستعمار الفرنسي، وكذلك جهود الطلاب السوريين في الجامعة الأميركية ببيروت لمناهضة الاحتلال.
"بيت أهلي" من بطولة أيمن زيدان وسلوم حداد وصفاء سلطان، ومن إخراج تامر إسحاق وتأليف فؤاد شربجي.
تسافر الدراما الكويتية إلى زمن صعب وقاس على أهل الكويت، وذلك من خلال مسلسل "الفرج بعد شدة"، الذي تدور أحداثه في الفترة ما بين عام 1868 و1871، وهي السنوات الصعبة، التي عانى خلالها الكويتيون من الجوع والكساد والمرض، مع انتشار بعض الأوبئة التي لم يكن لها علاج، حينها، مثل الإنفلونزا الإسبانية، لذلك يطلق أهل البلد على هذه المرحلة بـ"زمن المسغبة"، ويعطي العمل رسالة أمل لأنه يرصد كيف تغير الوضع، ليصبح أكثر رخاء بسبب صبر الكويتيين على هذا البلاء.
تشارك في بطولة المسلسل مجموعة من نجوم الخليج العربي، منهم غازي حسين وعبد الله ملك وعبد الإمام عبد الله، إلى جانب مرام البلوشي ونواف الفجي، وهو من تأليف وإنتاج مشاري العميري وإخراج محمد الطوالة.
يستعرض مسلسل "خيوط المعازيب" الملحمي شكل الحياة في مدينة الأحساء السعودية قبل 60 عاما، ويرصد جوانب مهنة صناعة "البشت"، التي تشتهر بها المدينة، وكذلك كيف يتعامل "المعازيب" مع موظفيهم.
والمسلسل من بطولة عبد المحسن النمر ابن مدينة الأحساء إلى جانب إبراهيم الحساوي وريم أرحمة، وأشرف على كتابته هناء العمير وأخرجه عبد العزيز الشلاحي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات خیوط المعازیب عبد العزیز الفرج بعد فی مسلسل إلى جانب
إقرأ أيضاً:
لميس الحديدي تفتح النار على الدراما الشعبية في رمضان
شنّت الإعلامية المصرية لميس الحديدي هجوماً لاذعاً على الأعمال الدرامية الشعبية التي تُعرض خلال الموسم الرمضاني الجاري، معتبرة أنها لا تعكس الواقع الحقيقي للشارع المصري، بل تقدم صورة مشوّهة عن الحياة الشعبية، مليئة بالمبالغات والصراخ واللغة الغريبة عن المجتمع.
وفي منشور لها عبر حسابها الرسمي على موقع "فيس بوك"، أعربت الحديدي عن استيائها من انتشار ما وصفته بـ"المسلسلات العشوائية"، قائلة: "المسلسلات الشعبية (العشوائية) اجتاحت الموسم الرمضاني هذا العام، وربما تكون من الأكثر نجاحاً ومشاهدة.. لا خلاف على أن الممثلين موهوبون، والمشاهد مصنوعة بإتقان، لكن السؤال هنا: لماذا يسيطر على هذه الأعمال الصراخ، والردح، والتضجين في الكلام؟ لماذا يتم تشويه اللهجة العامية المصرية، وهي واحدة من أجمل اللهجات، وتحويلها إلى عشوائية؟".
وأكدت الحديدي أن هناك فرقاً شاسعاً بين "فن الواقع" الذي قدّمه رواد السينما المصرية مثل المخرج صلاح أبو سيف، وبين ما يتم عرضه حالياً تحت مسمى الدراما الشعبية، مشيرة إلى أن المسلسلات الحالية تكرّس صورة سلبية عن المجتمع.
وأضافت: "صحيح أن هناك فئات تتحدث بهذه الطريقة نتيجة عوامل عدة، منها انهيار التعليم وسيطرة اقتصاد التوك توك على الأحياء الشعبية، لكن لماذا نرسخ الأسوأ ونعلم الأجيال الجديدة أن هذه هي الصورة الحقيقية للمجتمع؟ هل أصبح الممثل الأشطر هو من يتحدث بطريقة غير مفهومة، والممثلة الأفضل هي التي تلوّي شفتيها وتمضغ اللبان بطريقة مبالغ فيها؟".
ورفضت الحديدي أيضاً النموذج المقابل، الذي وصفته بـ"فن الكومباوندات"، مشددة على أن كلا النموذجين لا يمثلان المجتمع المصري الحقيقي، حيث قالت: "هناك ملايين المصريين يعيشون حياة طبيعية بين هذين النموذجين، وهم الأكثرية الصامتة التي لا تجد نفسها في هذه الأعمال الدرامية".
واختتمت الإعلامية المصرية رسالتها بتحذير من التأثير السلبي الذي قد تتركه هذه الأعمال على الأجيال القادمة، قائلة: "الفن أداة تأثير خطيرة، ونجاح مسلسل واحد لن يعوض الثمن الذي سندفعه لسنوات طويلة بسبب تكريس هذه الصورة المشوهة عن المجتمع".