كيف تعامل النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم مع المسيئين له؟
أرسل الله نبيه وحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين وجميع الناس بشيراً ونذيراً وجعله أسوة وقدوة للناس حتى يتخلقوا به وبأخلاقه فى السر والعلن مع المسلمين وغيرهم.. مع الصالحين والمسيئين. وحديثنا اليوم.. كيف تعامل النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم الأسوة والقدوة مع الشخص المسىء؟
هناك عدة طرق تعامل بها النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم مع من أساء إليه:
- إذا أساء إليك شخص بكلمة أو بفعل وجب عليك عدة أمور أولاً: عليك أن تصبر عليه وألا ترد عليه الإساءة بالإساءة
وذلك سنة عن النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم، فالنبى صلى الله عليه وآله وسلم طول حياته فى مكة ويتعامل مع مشركى قريش.
- فإذا زادت الإساءة مرة أخرى عليك أيها الإنسان عليك أن تدعو لهذا الشخص بالهداية ولا تستعجل بالدعاء عليه.. سنة عن النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم، فالنبى صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يعجل بالدعاء على من خالفه ولا من أساء إليه بل كان يدعو له. ويقول «اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون».. وقومه هنا هم الكفار الذين حاربوه وناوؤه العداء بل أرادوا قتله وجيشوا له الجيوش.. وعذبوا أصحابه ومع ذلك النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم دعا لهم بالهداية قال: «لعل الله يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله».
- فإذا استمرت الإساءة بعد ذلك.. بعد الصبر وبعد الدعاء بالهداية.. الطريق الثالث أن تعطيه الهدية... وقال النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم فى الحديث (تهادوا تحابوا)، لذا وجب على السالكين طريق الله عز وجل أن يرتقوا فى معاملاتهم.. وأن يهتدوا بسنة النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم وأن يراقب الإنسان أحوال نفسه.. فهل نحن مع أنفسنا ومع أبنائنا وأقاربنا وفى بيوتنا وفى مجتمعاتنا نتعامل مع من يسىء إلينا مثلما فعل النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم؟!!
فعلى كل إنسان منا أن يراقب نفسه فى ذلك. ومنهج النبى، صلى الله عليه، وآله وسلم هو تنفيذ لكلام الله عز وجل.. حيث يقول الله فى محكم كتابه «فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم». يعنى الشخص الذى بينك وبينه عداوة إذا أعطيته الهدية وتدعو له.. وتحلم عليه.. تنطفئ جذوة نار الإساءة فى قلبه ويحل محلها نور المحبة. - فميزة أهل السلوك إلى الله أنهم لا يعاملون الناس بمثل معاملاتهم... وإنما يجعل يومه وليله ونهاره وأحواله وأكله وشربه كله يحوله إلى عبادات.. وذلك بتجديد النية يجعلها خالصة لله.. كما قال الله عز وجل فى سورة الأنعام: «قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمينَ».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم صلى الله علیه وآله وسلم
إقرأ أيضاً:
مشروعية الرقية الشرعية وحكم طلبها من الصالحين
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أجاز الرقية الشرعية بأم القرآن، فقد روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنَّ ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم، فبينما هم كذلك، إذ لدغ سيد أولئك، فقالوا: هل معكم من دواء أو راق؟ فقالوا: إنكم لم تقرونا، ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلًا، فجعلوا لهم قطيعًا من الشاء، فجعل يقرأ بأم القرآن، ويجمع بزاقه ويتفل، فبرأ فأتوا بالشاء، فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فسألوه، فضحك وقال: «وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ».
حكم طلب الرقية الشرعية من الصالحين
وقد صَحَّ أَنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ» أخرجه البخاري، ويقول أيضًا: «أعوذ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ» أخرجه البخاري.
وفي حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي لما شكا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعًا يجده في جسمه منذ أسلم، فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ، ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ» رواه مسلم. وغير ذلك من نصوص الرقية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
الرقية الشرعية
وأضافت الإفتاء أن جمهور الفقهاء أجازوا العلاج بالرقية بالقرآن وبما رقى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبما شابهه؛ قال الإمام الزيلعي في "تبيين الحقائق" (6/ 33، ط. الأميرية): [ولا بأس بالرقى؛ لأنَّه عليه الصلاة والسلام كان يفعل ذلك، وما جاء فيه من النهي عنه عليه الصلاة والسلام محمول على رقى الجاهلية إذ كانوا يرقون بكلمات كفر] اهـ.
وقال الإمام ابن الحاجب المالكي في "جامع الأمهات" (ص: 568، ط. اليمامة): [تجوز الرقية بالقرآن وبأسماء الله تعالى وبما رقى به عليه السلام وبما جانسه] اهـ.
وقال الإمام الشافعي في "الأم" (7/ 241، ط. دار المعرفة): [لا بأس أن يرقي الرجل بكتاب الله وما يعرف من ذكر الله] اهـ.
وقال الإمام البهوتي في "كشاف القناع" (6/ 188): [ولا بأس بحل السحر بشيء من القرآن، والذكر، والأقسام، والكلام المباح] اهـ.
الرقية الشرعية
وأكدت الإفتاء أنه لا يوجد حرج في طلب الرقية من الصالحين؛ فقد روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن السيدة عائشة أم المؤمنين ضي الله عنها قالت: "كَانَ رَسُولُ الله صَلى الله عَلَيهِ وآله وسَلَّمَ يَأمُرنِي أَنْ أَسْتَرْقِي مِنَ العَينِ"، وروى الإمام الترمذي في "سننه" عن أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ وَلَدَ جَعْفَرٍ تُسْرِعُ إِلَيْهِمُ العَيْنُ؛ أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ؛ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ القَدَرَ لَسَبَقَتْهُ العَيْنُ».