الدكتور سمير محمد ايوب: أحافير في الحب.. الغموض الرجراج
تاريخ النشر: 24th, July 2023 GMT
الدكتور سمير محمد ايوب جمَعَتنا أكثرُ من مِنصة عامة، في أكثر مِن مُنتدى ثقافي أوسياسي أوديني، في العاصمة عمان وفي غيرها من مدن الأردن. لا أذكر متى كانت الأولى ولا عدَدها. قالتْ بجديتها المعتادة ونحن غروب الأمس، نحتسي قهوة في ظلال شجرة خروب تُطلُّ على جرش التاريخية. عبر المنابر المسموعة والمرئية، قرأت جُلَّ ما كَتبتَ، واستمعتُ لِكلِّ ما وصلَ سَمعي مِمَا قُلتَ.
سمعتُ إسهاماتك في نقاشاتٍ بعيدةٍ عن مظانِّ العلم ودهاليزِ السياسة. إختلفتُ واتَّفَقتُ مع الكثيرِ مِما كَتبتَ ومِمّا قُلتَ. وأنا في كلِّ هذا وبعد كلِّ هذا، أدركُ أن لِمَرْجِعياتك بصمةٌ خاصة فيما تُقًرِّرُ أن تُعلِن، ولكن مما يُحيِّرُني فيك، هو غموضٌ مُتعنِّتٌ في شخصيتك، ملتصقٌ بالكثيرِ مِن سلوكياتك، وأظن أنه نتاجُ مرجعياتٍ مُختلفة مُتشابكة، لكنها في النهاية كما أظن تِلقائيةٌ مُثقلةٌ بغموضٍ يفوقُ وسامةَ طيبتك. وعند هذا الحد من التوصيف، دعني بجرأةٍ أسألك عن غموضك: أهو غموضٌ عابرٌ تجيء به الصُّدَف، أم أن الأقدارهي التي تستوجب استدعاءَه بِقصديَّةٍ مُبيتةٍ؟! وأنا مُسترخٍ في كرسيِّ مُريح، لدقائق تحسّستُ شَعريَ الذي كنتُ بالأمس قد شذَّبْتَه وهذَّبْتَه بِنفسي، وأنا أتابع بالصمتِ تأمُّلَ أسرابا من إجابات مُنتظمةٍ تروحُ في خاطري وتَجيء، قبل أن أجد نفسي أقول: يا سيدتي، مُذْ كُنتُ في بواكيرِ الشباب، في ظروفٍ مُتباينةٍ، علَّمَني أهلي ورِفاقي، أنَّ الاشتباك في قضايا الشأن العام، عبر الانتماء الوطني والاجتماعي، المتكئ على قوميته، يستلزم الحرص على السلامة فيه، بل الالتزام الصارم بدرجاتٍ مُتقدمة من الكتمان، الذي لا بد له أن يرتقي إلى نوعٍ منَ الحسِّ الأمني الطازج دائما. كَبُرتُ وتَشعبت مساحاتُ الاشتباك، توسّع وتعمَّق تَدَفق المعلومات، حتى أن بعضها كان يُلامس أعشاش دَبابير السياسة وحقول ألغامها، وخصوصيات قضايا التغيير والتحرير، فَثَقُلَتْ مَسؤولية الكِتمانِ المُتعمَّد، وثَقُلَت مقتضيات وتبعات التحفظ والغموض. فتعلَّمتُ فنونَ القولِ الرَّجراج والتَّوْرية، دون السقوط في مثالب الكذب. باتَ التَّحفُّظُ دِرعا ومِتراسا وأنفاقا أحتمي بها وأتغطى، أتَقوى بها وهي تنمو في أعماقي كطفلٍ في الأرحام، بعيدا عن المُتِلصِّصين والبَصَّاصين والمغرضين من كُتاب التقارير ومُفَبْرِكيها، حتى صار كل هذا جزءا من تصرفاتي وعلى صورتي. تابَعتُ وأنا أداعبُ حصى الأرض بعكازتي، وأتبصر وقعَ كلامي في عينيها الزُّرق: أرجوكي أن لا تَنسي يا سيدتي، أنَّ حكوماتَ بعضِ دُولِ الواق واق ، كانت وأظنها ما تزال، لا تتوانى عن تخوين مِن قد تضبطُ مِن مُواطنيها كاتِماً لسرٍّعام . تخافُ حِرصَ ناسِها على حفظ الأسرار العامة. فلا يتورعون هناك، عن فعلِ أيِّ شيءٍ لِهَتكِ المَستورِ وكشفه، تمهيدا لقراءته ومجابهته إنْ لَزِم، وهم من أجل هذا، يستعينون بجحافل لها أول وليس لها آخر، من خبراء العم جوجل وتقنياته، وأبالسة الودع، وحُواةُ قراءة الكف والفناجين، لفك طلاسم رواسب قهوة تكونين قد شربتيها لوحدك، أو مع شريك حميم مقيم، او حتى عابر سبيل. تلاقت عيوننا المُشاغبة، ضَحِكنا وقَهْقَهنا معا حتى بانَت نواجِذنا، ومن ثم غَرقنا معا في موجٍ منَ الصَّمت الغامض الكتوم، حتى وإن قال….. الاردن
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
"المهنة الموسيقية" تكتشف هويته أخيرًا .. من هو المطرب تووليت؟
ما زال الغموض يكتنف هوية مطرب الراب الشهير "تووليت"، الذي اشتهر بارتداء قناع يخفي وجهه منذ ظهوره في الساحة الفنية، هذا الغموض دفع الجمهور ووسائل الإعلام إلى التساؤل عن هويته الحقيقية، حيث يصر تووليت على الحفاظ على سر شخصيته وعدم الكشف عنها.
وفي تطور جديد، كشف مصدر داخل نقابة المهن الموسيقية لإحدى المواقع الإخبارية أن المطرب الذي يُعرف باسم محمد خفاجي قد التحق بالنقابة بعد استيفائه كافة الشروط القانونية، ووفقًا للموقع، بدأ تووليت مسيرته الفنية بعزف آلة الجيتار قبل أن يقرر الانطلاق في مجال الراب.
وفي تصريح للدكتور محمد عبدالله، المتحدث الرسمي لنقابة المهن الموسيقية، أشار إلى أن تووليت حضر إلى مقر النقابة وقدّم جميع الأوراق الرسمية المطلوبة، وكشف عن هويته أمام اللجنة المختصة. وأضاف عبدالله أن النقابة وافقت على منح تووليت تصريحًا سنويًا للغناء بعد اجتيازه الاختبارات، كما صادقت على تنظيم حفله المزمع إقامته في "زد بارك" بمدينة الشيخ زايد في 5 ديسمبر، مع التأكيد على متابعة الالتزام بالقوانين واللوائح المعتمدة.
وأشاد عبدالله بدور النقابة في دعم الفنانين الملتزمين، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على المعايير الفنية والمجتمعية لضمان تنظيم الفعاليات بما يتماشى مع الذوق العام. كما أشار إلى ضرورة التزام الفنانين بالقيم والمبادئ التي تحمي مهنة الفن من الانزلاق إلى الفوضى.