الدكتور سمير محمد ايوب جمَعَتنا أكثرُ من مِنصة عامة، في أكثر مِن مُنتدى ثقافي أوسياسي أوديني، في العاصمة عمان وفي غيرها من مدن الأردن. لا أذكر متى كانت الأولى ولا عدَدها. قالتْ بجديتها المعتادة ونحن غروب الأمس، نحتسي قهوة في ظلال شجرة خروب تُطلُّ على جرش التاريخية. عبر المنابر المسموعة والمرئية، قرأت جُلَّ ما كَتبتَ، واستمعتُ لِكلِّ ما وصلَ سَمعي مِمَا قُلتَ.

سمعتُ إسهاماتك في نقاشاتٍ بعيدةٍ عن مظانِّ العلم ودهاليزِ السياسة. إختلفتُ واتَّفَقتُ مع الكثيرِ مِما كَتبتَ ومِمّا قُلتَ. وأنا في كلِّ هذا وبعد كلِّ هذا، أدركُ أن لِمَرْجِعياتك بصمةٌ خاصة فيما تُقًرِّرُ أن تُعلِن، ولكن مما يُحيِّرُني فيك، هو غموضٌ مُتعنِّتٌ في شخصيتك، ملتصقٌ بالكثيرِ مِن سلوكياتك، وأظن أنه نتاجُ مرجعياتٍ مُختلفة مُتشابكة، لكنها في النهاية كما أظن تِلقائيةٌ مُثقلةٌ بغموضٍ يفوقُ وسامةَ طيبتك. وعند هذا الحد من التوصيف، دعني بجرأةٍ أسألك عن غموضك: أهو غموضٌ عابرٌ تجيء به الصُّدَف، أم أن الأقدارهي التي تستوجب استدعاءَه بِقصديَّةٍ مُبيتةٍ؟! وأنا مُسترخٍ في كرسيِّ مُريح، لدقائق تحسّستُ شَعريَ الذي كنتُ بالأمس قد شذَّبْتَه وهذَّبْتَه بِنفسي، وأنا أتابع بالصمتِ تأمُّلَ أسرابا من إجابات مُنتظمةٍ تروحُ في خاطري وتَجيء، قبل أن أجد نفسي أقول: يا سيدتي، مُذْ كُنتُ في بواكيرِ الشباب، في ظروفٍ مُتباينةٍ، علَّمَني أهلي ورِفاقي، أنَّ الاشتباك في قضايا الشأن العام، عبر الانتماء الوطني والاجتماعي، المتكئ على قوميته، يستلزم الحرص على السلامة فيه، بل الالتزام الصارم بدرجاتٍ مُتقدمة من الكتمان، الذي لا بد له أن يرتقي إلى نوعٍ منَ الحسِّ الأمني الطازج دائما. كَبُرتُ وتَشعبت مساحاتُ الاشتباك، توسّع وتعمَّق تَدَفق المعلومات، حتى أن بعضها كان يُلامس أعشاش دَبابير السياسة وحقول ألغامها، وخصوصيات قضايا التغيير والتحرير، فَثَقُلَتْ مَسؤولية الكِتمانِ المُتعمَّد، وثَقُلَت مقتضيات وتبعات التحفظ والغموض. فتعلَّمتُ فنونَ القولِ الرَّجراج والتَّوْرية، دون السقوط في مثالب الكذب. باتَ التَّحفُّظُ دِرعا ومِتراسا وأنفاقا أحتمي بها وأتغطى، أتَقوى بها وهي تنمو في أعماقي كطفلٍ في الأرحام، بعيدا عن المُتِلصِّصين والبَصَّاصين والمغرضين من كُتاب التقارير ومُفَبْرِكيها، حتى صار كل هذا جزءا من تصرفاتي وعلى صورتي. تابَعتُ وأنا أداعبُ حصى الأرض بعكازتي، وأتبصر وقعَ كلامي في عينيها الزُّرق: أرجوكي أن لا تَنسي يا سيدتي، أنَّ حكوماتَ بعضِ دُولِ الواق واق ، كانت وأظنها ما تزال، لا تتوانى عن تخوين مِن قد تضبطُ مِن مُواطنيها كاتِماً لسرٍّعام . تخافُ حِرصَ ناسِها على حفظ الأسرار العامة. فلا يتورعون هناك، عن فعلِ أيِّ شيءٍ لِهَتكِ المَستورِ وكشفه، تمهيدا لقراءته ومجابهته إنْ لَزِم، وهم من أجل هذا، يستعينون بجحافل لها أول وليس لها آخر، من خبراء العم جوجل وتقنياته، وأبالسة الودع، وحُواةُ قراءة الكف والفناجين، لفك طلاسم رواسب قهوة تكونين قد شربتيها لوحدك، أو مع شريك حميم مقيم، او حتى عابر سبيل. تلاقت عيوننا المُشاغبة، ضَحِكنا وقَهْقَهنا معا حتى بانَت نواجِذنا، ومن ثم غَرقنا معا في موجٍ منَ الصَّمت الغامض الكتوم، حتى وإن قال….. الاردن

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

بعد انضمام لقاء الخميسي.. تعرف على قصة وأبطال مسرحية «الملك وأنا»

تعاقدت الفنانة لقاء الخميسي، على عمل مسرحي جديد يحمل اسم «الملك وأنا» يعرض خلال الفترة المقبلة على خشبة مسرح البالون.

مسرحية «الملك وأنا» هي مسرحية استعراضية غنائية تدور أحداثها حول ملك جزيرة سيان الذي يستعين بمدرسة إنجليزية تدعى «ياسمين» لتعليم أولاده مما يحدث صداما بين ثقافة المدرسة وثقافة أبناء الملك.

لقاء الخميسي
أبطال مسرحية «الملك وأنا»

وتضم مسرحية «الملك وأنا» في بطولتها عدد من الفنانين أبرزهم: دكتور فريد النقراشي، هدى هاني، وفاء السيد وغيرهم من الفنانين بالإضافة إلى 10 أطفال يجسدون أبناء الملك وهي من إخراج محسن رزق، والمسرحية من إنتاج البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم وإخراج محسن رزق.

آخر أعمال لقاء الخميسي

ويشار أن آخر أعمال الفنانة لقاء الخميسي، مشاركتها في مسلسل «إجازة مفتوحة» مع الفنان شريف منير، وحقق العمل نجاحًا كبيرًا.

ودارت قصة المسلسل، حول المشاكل التي تواجه العائلات في العلاقات الزوجية وتربية الأبناء، حيث يجسد شريف منير دور أب متزوج من لقاء الخميسي ولديهما أبناء، وتجسد الفنانة سميحة أيوب دور والدة شريف منير، وتظهر ملك قورة ودنيا ماهر بدور الشقيقتين، ويجسد كريم أبوزيد دور شقيق لقاء الخميسي.

اقرأ أيضاًمحمود عبد العزيز الأبرز.. أحمد حاتم يكشف عن منافسيه بالوسط الفني

شيري عادل الأبرز.. أعضاء لجنة تحكيم المسابقة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير

مقالات مشابهة

  • الغموض يلف دور جزيئات صغيرة في جسم الإنسان اكتُشِفَت مؤخرا
  • بيرغوين: بنزيما سبب انضمامي للاتحاد ولا أفكر في الرحيل
  • قبل عرضها في عيد الأضحى| لقاء الخميسي تنضم لمسرحية «الملك وأنا».. صور
  • بعد انضمام لقاء الخميسي.. تعرف على قصة وأبطال مسرحية «الملك وأنا»
  • وزير الثقافة يهنئ الأديب محمد سمير ندا لفوزه بالبوكر
  • لقاء الخميسي تنضم لمسرحية الملك وأنا .. صور
  • ننشر السيرة الذاتية.. لـ الدكتور محمد حلمى عقب تعينة سكرتير عام مساعد لمحافظة سوهاج
  • محمد سمير ندا: رواية صلاة القلق رفضت من 6 دور نشر مصرية
  • فوز الكاتب المصرى محمد سمير ندا بالجائزة العالمية للرواية العربية
  • تعيين الدكتور محمد حلمي سكرتيرا عاما مساعدا بمحافظة سوهاج