المتروبوليت نقولا مطران طنطا وتوابعها: الصوم يهذب الأنفس
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
قال المتروبوليت نقولا مطران طنطا وتوابعها عن إرتباط الصوم بالصلاة وبأعمال الرحمة، إنه شبه أباء الكنيسة، كما أن إرتباط الصوم بالصلاة وبأعمال الرحمة، هما مثل النسر في ارتفاعه إلى السماء. فالنسر يستخدم جناحيه للارتفاع، كما يستخدم ذيله لتصحيح مسارة، وبدون الثلاثة سويا لن يرتفع إلى السماء.
لذلك رأوا أن أحد جناحيه هو "الصوم"، وجناحه الآخر هي "الصلاة"، وذيله هو "أعمال الرحمة".
"الصوم" في جوهرة ليس الامتناع عن أكل بعض المأكولات. بل هو عودة إلى حالة الإنسان الأولى (حالة آدم وحواء) بالعيش في الفردوس والاغتذاء من عشب الأرض بالقرب من الله الذي يُنير عليه، واللذين (آدم وحواء ومعهم نحن) لم يشعرا بعريهما إلا بعد مخالفتهما لوصية الله "بعدم الأكل" من شجرة معرفة الخير والشر.
فالصوم هو حالة روحية تقرب المؤمن الصائم من الله، وذلك بالتذلل أمام الله والرجوع إليه بطلب المغفرة؛ لأن الله قريب من البشر الذين ليس أحد منهم بدون خطيئة وينتظر رجوعهم إليه. "الآنَ، يَقُولُ الرَّبُّ، ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ" (يوئيل 12:2).
و"الصلاة" في جوهرها هي ليس طلبات مادية وطلبات أرضية، وكأن الله لا يعرف حاجة الإنسان ويعطيه ما هو فيه خَيْرَه. بل، الصلاة، هي تمجيد الله، وتواضع أمامه، وطلب رحمته، وشكره على كل وهبنا من عطايا إن كان صحة أو رزق أو بنون أو خيرًا وغيرهم. "لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ" (فيليبي 6:4).
و"أعمال الرحمة" في جوهرها هي موجه إلى الله في وجه إخوتنا الذين في ضيق، وليس من أجل طلب تمجيد الآخرين لنا أو تمجيد أنفسنا. فمن يُطعم جائع فهو يُطعم يسوع نفسه، ومن يسقي عطشان فهو يسقي يسوع نفسه، ومن يأوي غريب فهو يأوي يسوع نفسه، ومن يزور مريض فهو يزور يسوع نفسه، ومن يفتقد محبوس فهو يفتقد يسوع نفسه. وذلك كما أوضح لنا يسوع المسيح نفسه، مبينًا لنا أن هذه الأعمال التي نفعلها للآخرين إنما هي مفعولة له، وذلك بقوله: "أَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ... بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ" (متى 35: 25 - 40).
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
مطران الأبرشية يحتفل برتبة النهيرة في كنيسة أم النور بعينكاوا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في أجواء روحية مفعمة بالإيمان والخشوع، ترأس نيافة راعي الأبرشية المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف، رتبة النهيرة، وذلك في كنيسة أم النور للسريان الأرثوذكس في عينكاوا، بمشاركة واسعة من الآباء الكهنة والشمامسة والشماسات، وجوق الكنيسة، إضافة إلى حضور غفير من المؤمنين.
رتبة النهيرة… نور القيامة يضيء القلوب
تُعد رتبة النهيرة من الطقوس الروحية المميزة التي تسبق عيد القيامة، والتي ترمز إلى النور الذي انبثق من القبر الفارغ، معلنًا قيامة السيد المسيح. وقد أُقيمت الرتبة وسط أجواء من التأمل والتسبيح، حيث امتلأت الكنيسة بأنغام التراتيل وصلوات المؤمنين المتعطشين لرجاء القيامة.
وحدة الإيمان والمحبة
حملت المناسبة طابعًا خاصًا، إذ جسّدت وحدة الأسرة الكنسية بكل أطيافها؛ من رجال الدين إلى الشمامسة والشماسات، الذين اصطفوا حول مذبح الرب بانسجام وتعاون، مؤكدين أن قوة الكنيسة تكمن في وحدتها وتكاتف أفرادها.
كلمة راعي الأبرشية
وفي كلمته الروحية، أكد المطران مار نيقوديموس أهمية الاستعداد الروحي لاستقبال القيامة المجيدة، داعيًا الجميع إلى عيش النور الحقيقي الذي يبدد ظلمات العالم، ومشددًا على أن قيامة المسيح هي انتصار للحياة، ودعوة للتجدد والرجاء.
ختام مفعم بالإيمان
اختُتمت الرتبة بتبادل التهاني والصلاة المشتركة، حيث عبّر الحضور عن فرحتهم العميقة بهذه المناسبة المقدسة، وامتنانهم المطران على رعايته الأبوية وكلماته المشجعة التي لامست القلوب.