سواتر إسرائيلية تغير الوضع القائم بالمسجد الأقصى
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
سرايا - أقامت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، سواتر حديدية على عدد من أبواب المسجد الأقصى بمدينة القدس في خطوة رأت فيها السلطة الفلسطينية والأردن محاولة لتغيير "الوضع القائم" بالمسجد الأقصى.
ووفق مصادر الجزيرة نت فإن شرطة الاحتلال بدأت أعمالها صباح الخميس عندما وصلت باب الأسباط، أحد أبواب المسجد الأقصى، سيارة تنقل جنودا وملحق بها عربة تحمل سواتر حديدية.
وذكرت المصادر أن حمولة العربة من السواتر وزعت على عدد من أبواب المسجد الأقصى، وعلى الفور شرع موظفون حكوميون تابعون للشرطه في أعمال التثبيت واللحام للسواتر.
وقال المصدر إن تلك الحواجز وضعت على شكل أقفاص على باب الملك فيصل من الخارج على بعد أمتار قليله عن الباب المؤدي للمسجد الاقصى، وباب الغوانمة وباب الحديد.
وربط المصدر بين وضع هذه الأقفاص وصلاة الجمعة يوم غد حيث من المتوقع تزايد أعداد المصلين، موضحا أن هدف الأقفاص تعزيز حماية الجنود وتحصينهم في مواقعهم.
من جهته، قال الباحث المقدسي زياد ابحيص، إن "الأقفاص على بوابات المسجد الأقصى المبارك هي استعادة لفكرة البوابات الإلكترونية التي حاول الاحتلال وضعها في عام 2017″.
وأضاف أن حلم البوابات الإلكترونية والتحكم في فتح وإغلاق المسجد الأقصى بشكل فيزيائي لم يغادر مخيلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "وبعد فشله في فرض حلمه عام 2017، وها هو يعود إلى محاولة فرضه في عام 2024".
وقال ابحيص إن "السكوت على تمرير هذه الأقفاص الحديدية على أبواب المسجد الأقصى يعني السكوت على تفريغ الاحتلال معركة طوفان الأقصى من معناها، وكما نُزعت البوابات الإلكترونية في هبة الأسباب عام 2017 فيمكن لهذه الأقفاص أن تزول".
بدورها، نفت الشرطة الإسرائيلية أن تكون السواتر لإعاقة دخول المصلين، واصفة -في بيان لها- تلك الأخبار بأنها "إشاعات عن وضع عوائق أمام دخول المصلين إلى المسجد".
وقد أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان وصل الجزيرة نت "بأشد العبارات جميع تدابير وإجراءات الاحتلال الإسرائيلي في القدس عامة وفي محيط المسجد الأقصى المبارك".
وأضافت أن تلك الإجراءات تهدف إلى "منع وعرقلة وصول المصلين إلى المسجد، بما في ذلك تركيب حواجز حديدية على 3 أبواب من المسجد".
ورأت في الخطوة الإسرائيلية "محاولة لإدخال المزيد من التغييرات على الواقع التاريخي والقانوني والسياسي القائم في الحرم القدسي الشريف، في انتهاك فاضح للقانون الدولي والتزامات القوة القائمة بالاحتلال اتجاه دور العبادة وحرية وصول المواطنين إليها، وفي اعتداء متواصل على صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم".
ويشار بمصطلح "الوضع القائم" إلى الوضع الذي كانت عليه المقدسات والمسجد الأقصى منذ العهد العثماني وحتى الاحتلال عام 1967.
الأقفاص الحديدية وضعت على أباب الملك فيصل وباب الغوانمة وباب الحديد المؤدية إلى المسجد الأقصى (الجزيرة)
وفي اتصال هاتفي جرى بينهما، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على "أهمية وصول المصلين إلى المسجد الاقصى والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في ظل الوصاية الهاشمية".
فيما دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين "إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تركيب حواجز حديدية على ثلاثة من أبواب المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، في خطوة خطيرة ومرفوضة".
وحذّر الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة من "استمرار سلطات الاحتلال بفرض إجراءاتها المستهدفة فرض السيطرة على دخول المصلين إلى المسجد".
وأكد على ضرورة ضمان الوصول الحر وغير المقيد للمسجد الأقصى "باعتباره مكان عبادة خالصا للمسلمين بكامل مساحته البالغة 144 دونماً".
وأضاف أن "الممارسات الاستفزازية المستمرة والمرفوضة بحق المسجد الأقصى المبارك، هي خرق فاضح ومرفوض للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها".
وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين الماضي فرض قيود خانقة على دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى مدينة القدس الشرقية لأداء صلاة الجمعة خلال شهر رمضان.
وأكد في بيان أنه "في أيام الجمعة طيلة شهر رمضان، سيسمح بدخول المصلين من مناطق يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية) إلى القدس رهنًا بحيازة تصريح (أمني) ممغنط ساري المفعول، وبتقييم الأوضاع الأمنية".
وأضاف أنه سيسمح فقط بدخول المصلين الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاما، و50 عاما للنساء، وكذلك الأطفال دون سن العاشرة.
ولم يسمح بعد لسكان الضفة الغربية بعبور الحواجز والدخول إلى القدس لأداء صلاة العشاء والتراويح.
وكانت جميع الحواجز حول القدس الشرقية قد جرى إغلاقها من قبل قوات الأمن الإسرائيلية أمام سكان الضفة منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: المسجد الأقصى المبارک أبواب المسجد الأقصى المصلین إلى المسجد دخول المصلین حدیدیة على
إقرأ أيضاً:
كيف رمضان بدون الأقصى؟ سؤال ينكأ جراح فلسطينيي الضفة
انتصف شهر رمضان المبارك، ومرت الجمعة الثانية في المسجد الأقصى بحضور 80 ألف مصل فقط، في انخفاض واضح مقارنة بالسنوات الماضية، حيث سجلّت الجمعة الثانية عام 2023 حضور 250 ألف مصل، وذلك بفعل تضييقات الاحتلال غير المسبوقة للعام الثاني على التوالي على دخول فلسطينيي الضفة الغربية المدينة الفلسطينية المقدسة المحتلة.
ورغم أن الدخول لم يكن متاحا وسهلا قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإنه لم يكن بهذه الصعوبة، حيث حصر الاحتلال دخول فلسطينيي الضفة إلى القدس في رمضان بيوم الجمعة، وحدد عدد المسموح لهم أسبوعيا بـ10 آلاف فقط.
كما اشترط توفر تصريح دخول وبطاقة ممغنطة (بطاقة ذكية تصدرها سلطات الاحتلال) سارية المفعول، ومغادرة القدس قبل حلول المساء، وحدد أعمار الداخلين بمن تجاوزت أعمارهم 55 عاما للرجال و50 عاما للنساء وأقل من 12 عاما للأطفال، مما يعني حظرا تاما لدخول عنصر الشباب، وانتقاء 10 آلاف من أصل نحو 3 ملايين و400 ألف نسمة هم سكان الضفة المحتلة.
#صابرون: اعتقال 11 شاباً من عمال الضفة الغربية غرب القدس المحتلة بحجة الدخول دون تصاريح. pic.twitter.com/76DgBkCn72
— صابرون (@SabronPS) February 25, 2025
إعلان من صعب إلى أصعبخلال السنوات الماضية، كان السبيل أمام الممنوعين من دخول القدس عدة طرق للوصول إلى الأقصى: القفز من فوق جدار الفصل العنصري ، أو المرور من ثغرة فيه، أو دفع مبالغ كبيرة والاختباء داخل مركبة تمر من الحاجز العسكري وسط مخاطر عالية قد تصل حد الاعتقال والسجن أو الأذى الجسدي.
وحتى تلك الطرق الخطيرة لم تعد متاحة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث شدد الاحتلال إجراءاته على الحواجز ومحيطها، وصاعد من تنكيله بحق من يتم القبض عليهم خلال محاولتهم دخول القدس أو بعد نجاحهم في الدخول.
كما عمدت شرطة الاحتلال -في انتهاك غير مسبوق- إلى اقتحام المسجد الأقصى ومصلياته خلال ساعات الفجر أو صلاة القيام، والبحث بدقة عن أي مصل من الضفة يحمل الهوية الفلسطينية، الأمر الذي أنهى حالة الأمان التي كان يعيشها الفلسطيني داخل المسجد ممن استطاع الوصول بشق الأنفس.
وفي ظل ذلك المنع والتقييد، سألت الجزيرة نت بعضا من فلسطينيي الضفة الذين اعتادوا الاعتكاف في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وحرموا هذا العام. فأجابوا أن رمضان كان على الدوام فرصة ذهبية لوصال الأقصى الشريف، وسط تخوفات أن يصبح هذا المنع أمرا واقعا بسبب تمريره للعام الثاني، مستذكرين أهالي قطاع غزة الذين يحظرون تماما عن المسجد الأقصى.
"يوميا أشاهد الصور ومقاطع الفيديو التي كنت التقطتها في الأقصى، وأعيش على ذكرياتها، وأبكي شوقا" هذا ما قالته شذى حسن من مدينة رام الله شمال القدس، مضيفة أنها تنتظر رمضان سنويا بفارغ الصبر "لأنه كان الأمل الوحيد لدخول المسجد".
وتصف المواطنة رمضان الحالي والماضي بـ"الموحش" مضيفة أن المسجد الأقصى هو الدواء لقلبها. وأكملت "أكثر ما أشتاق إليه وأفتقده جدا هو اعتكاف العشر الأواخر، وبالرغم من كل التحديات التي كانت تواجهنا آنذاك إلا أن لتلك الأيام والليالي سعادة خاصة".
أما إباء شريدة من مدينة نابلس شمال الضفة، فقالت إنها تذهب إلى المسجد الأقصى برفقة عائلتها منذ عمر السادسة، ومنذ ذلك الحين حتى عمر الـ23 لم تقطع الصلاة في المسجد الأقصى في رمضان أبدا.
إعلانوأضافت بتأثر "بالنسبة لي رمضان هو المسجد الأقصى، والمسجد الأقصى هو رمضان، أنا بدون المسجد الأقصى حرفيا كالسمكة بدون ماء، وهذا أول رمضان يمر عليّ بدون الأقصى".
واختنقت العبرات في عيني براءة وأثرت على صوتها الذي ارتجف قائلا "أحاول أن أتناسى، وألا أشاهد أي مقطع متعلق بالأقصى.. لقد كان رمضان يشحننا لسنة كاملة، فوجودنا في الأقصى المبارك كان يشعرنا بقيمة الرباط ، كنا نُذل في الطريق ونتعب كثيرا لكن ذلك كان يزول بمجرد رؤية القبة الذهبية".
#شاهد | مسن فلسطيني يتحدث بحرقة عن منع الاحتلال دخوله إلى القدس للصلاة في المسجد الأقصى في الجمعة الثانية من رمضان pic.twitter.com/BE1ONss4jz
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 14, 2025
الأقصى حياة كاملةيستذكر محمد النتشة من مدينة الخليل (جنوب الضفة) رفقاءه في الاعتكاف وشد الرحال إلى الأقصى والذين غيّبتهم سجون الاحتلال أو استشهدوا برصاصه خلال الأشهر الماضية، ويقول "لم تكن الطريق يوما معبّدة إلى الأقصى، ومهما ضاعفوا العقبات سنحاول بعون الله ونأمل أن نصله ونعتكف فيه، كلما ذهبنا إلى الأقصى ازداد الشوق.. إنه حياة كاملة".
وفور أن سألنا "ب ش" التي فضلت عدم نشر اسمها: ماذا يعني رمضان بدون الأقصى؟ وانهمرت دموعها ودعت "يارب لا تحرمنا، يا رب رُدّنا إليه وأكرمنا" وكان التأثر واضحا على الشابة وهي ترى المستوطنين من جميع أنحاء الضفة يقتحمون المسجد الأقصى بكل سهولة، بينما تمنع هي بشكل كامل منذ عامين.
وقد وصفت صعوبة الوصول قائلة" كنا نتعرض لأعلى درجات القهر والذل والإهانة أثناء محاولتنا الوصول إلى المسجد الأقصى سابقا، وكنا ندفع مبالغ مالية وصلت إلى 140 دولارا على الفرد لقطع مسافة قصيرة نحو القدس".
وختمت قائلة "الأقصى بوصلة الأمة، فإذا ضاعت البوصلة ضاعت الأمة، كل الطوفان قام لأجل الأقصى، ووفاء للدماء النازفة يجب أن نحافظ عليه، وكلنا يقين بأن الله سيردنا إلى المسجد الشريف قائمين معتكفين بصحبة إخواننا في غزة".
إعلان