سرايا - أقامت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، سواتر حديدية على عدد من أبواب المسجد الأقصى بمدينة القدس في خطوة رأت فيها السلطة الفلسطينية والأردن محاولة لتغيير "الوضع القائم" بالمسجد الأقصى.

ووفق مصادر الجزيرة نت فإن شرطة الاحتلال بدأت أعمالها صباح الخميس عندما وصلت باب الأسباط، أحد أبواب المسجد الأقصى، سيارة تنقل جنودا وملحق بها عربة تحمل سواتر حديدية.



وذكرت المصادر أن حمولة العربة من السواتر وزعت على عدد من أبواب المسجد الأقصى، وعلى الفور شرع موظفون حكوميون تابعون للشرطه في أعمال التثبيت واللحام للسواتر.

وقال المصدر إن تلك الحواجز وضعت على شكل أقفاص على باب الملك فيصل من الخارج على بعد أمتار قليله عن الباب المؤدي للمسجد الاقصى، وباب الغوانمة وباب الحديد.

وربط المصدر بين وضع هذه الأقفاص وصلاة الجمعة يوم غد حيث من المتوقع تزايد أعداد المصلين، موضحا أن هدف الأقفاص تعزيز حماية الجنود وتحصينهم في مواقعهم.

من جهته، قال الباحث المقدسي زياد ابحيص، إن "الأقفاص على بوابات المسجد الأقصى المبارك هي استعادة لفكرة البوابات الإلكترونية التي حاول الاحتلال وضعها في عام 2017″.

وأضاف أن حلم البوابات الإلكترونية والتحكم في فتح وإغلاق المسجد الأقصى بشكل فيزيائي لم يغادر مخيلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "وبعد فشله في فرض حلمه عام 2017، وها هو يعود إلى محاولة فرضه في عام 2024".

وقال ابحيص إن "السكوت على تمرير هذه الأقفاص الحديدية على أبواب المسجد الأقصى يعني السكوت على تفريغ الاحتلال معركة طوفان الأقصى من معناها، وكما نُزعت البوابات الإلكترونية في هبة الأسباب عام 2017 فيمكن لهذه الأقفاص أن تزول".

بدورها، نفت الشرطة الإسرائيلية أن تكون السواتر لإعاقة دخول المصلين، واصفة -في بيان لها- تلك الأخبار بأنها "إشاعات عن وضع عوائق أمام دخول المصلين إلى المسجد".

وقد أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان وصل الجزيرة نت "بأشد العبارات جميع تدابير وإجراءات الاحتلال الإسرائيلي في القدس عامة وفي محيط المسجد الأقصى المبارك".

وأضافت أن تلك الإجراءات تهدف إلى "منع وعرقلة وصول المصلين إلى المسجد، بما في ذلك تركيب حواجز حديدية على 3 أبواب من المسجد".

ورأت في الخطوة الإسرائيلية "محاولة لإدخال المزيد من التغييرات على الواقع التاريخي والقانوني والسياسي القائم في الحرم القدسي الشريف، في انتهاك فاضح للقانون الدولي والتزامات القوة القائمة بالاحتلال اتجاه دور العبادة وحرية وصول المواطنين إليها، وفي اعتداء متواصل على صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم".

ويشار بمصطلح "الوضع القائم" إلى الوضع الذي كانت عليه المقدسات والمسجد الأقصى منذ العهد العثماني وحتى الاحتلال عام 1967.

الأقفاص الحديدية وضعت على أباب الملك فيصل وباب الغوانمة وباب الحديد المؤدية إلى المسجد الأقصى (الجزيرة)
وفي اتصال هاتفي جرى بينهما، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على "أهمية وصول المصلين إلى المسجد الاقصى والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في ظل الوصاية الهاشمية".

فيما دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين "إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تركيب حواجز حديدية على ثلاثة من أبواب المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، في خطوة خطيرة ومرفوضة".

وحذّر الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة من "استمرار سلطات الاحتلال بفرض إجراءاتها المستهدفة فرض السيطرة على دخول المصلين إلى المسجد".

وأكد على ضرورة ضمان الوصول الحر وغير المقيد للمسجد الأقصى "باعتباره مكان عبادة خالصا للمسلمين بكامل مساحته البالغة 144 دونماً".

وأضاف أن "الممارسات الاستفزازية المستمرة والمرفوضة بحق المسجد الأقصى المبارك، هي خرق فاضح ومرفوض للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها".

وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين الماضي فرض قيود خانقة على دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى مدينة القدس الشرقية لأداء صلاة الجمعة خلال شهر رمضان.

وأكد في بيان أنه "في أيام الجمعة طيلة شهر رمضان، سيسمح بدخول المصلين من مناطق يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية) إلى القدس رهنًا بحيازة تصريح (أمني) ممغنط ساري المفعول، وبتقييم الأوضاع الأمنية".

وأضاف أنه سيسمح فقط بدخول المصلين الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاما، و50 عاما للنساء، وكذلك الأطفال دون سن العاشرة.

ولم يسمح بعد لسكان الضفة الغربية بعبور الحواجز والدخول إلى القدس لأداء صلاة العشاء والتراويح.

وكانت جميع الحواجز حول القدس الشرقية قد جرى إغلاقها من قبل قوات الأمن الإسرائيلية أمام سكان الضفة منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: المسجد الأقصى المبارک أبواب المسجد الأقصى المصلین إلى المسجد دخول المصلین حدیدیة على

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: محاولات التقليل من مكانة المسجد الأقصى جزء من المخطط الصهيوني

أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، أن محاولات التقليل من مكانة المسجد الأقصى في فلسطين تُعد جزءًا من المخطط الصهيوني الهادف إلى محو الدولة الفلسطينية وتغيير الحقائق التاريخية.

أشار المفتي في حديثه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج "اسأل المفتي" على قناة "صدى البلد"، إلى أن هذه المحاولات تسعى لطمس الهوية الإسلامية وابتكار أكاذيب تنكر قدسية المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين، رغم كونه نقطة محورية في عقيدتهم. 

وأوضح عياد أن هذه المحاولات بدأت منذ العهد النبوي، حيث حاول اليهود التشكيك في نبوءة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واستمرت بعد الهجرة.

وأوضح المفتي أن الهجوم الفكري الذي يروّج لهذه الأكاذيب يهدف إلى إضعاف ارتباط المسلمين تاريخيًا ودينيًا بالمسجد الأقصى، بما في ذلك الادعاء بأن المسجد الأقصى لا يقع في فلسطين بل تحته هيكل سليمان المزعوم.

وأكد الدكتور عياد أن مواجهة هذه الأفكار المغلوطة تتطلب ردًا دينيًا وعلميًا يستند إلى الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية، بالإضافة إلى الشواهد التاريخية الثابتة التي لا يمكن تزويرها. وأوضح أن تصحيح هذه الأفكار المغلوطة واجب على الأمة الإسلامية لتصحيح التاريخ وحماية الهوية الإسلامية من محاولات التشويه.

مقالات مشابهة

  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى وسط حماية من الشرطة الإسرائيلية
  • الشيخ فائق شحادة حسن الأنصاري.. سادن الأقصى الذي أتقن حمل السلاح
  • مفتي الجمهورية: محاولات التقليل من مكانة المسجد الأقصى جزء من المخطط الصهيوني
  • مفتي الجمهورية: الغزو الفكري للصهاينة يستهدف التقليل من مكانة المسجد الأقصى
  • 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • فضل ليلة النصف من شعبان.. اعرف قصة تحويل القبلة والحكمة منها
  • نحو 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في رحاب الأقصى المبارك
  • المسجد الأقصى أقل قداسة من مكة .. مفتي الجمهورية يرد
  • عشرات الآلاف من الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة فى رحاب الأقصى
  • الإبعاد عن القدس والأقصى.. سياسة قديمة متجددة تأخذ منحى خطيرا