كيفية تدريب العقل على التخيل.. طريقة «هجرس» في مسلسل الكبير أوي 8
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
خلال أحداث الحلقة الرابعة من مسلسل الكبير أوي 8، استخدم «هجرس» طريقة لتدريب العقل على التخيل خلال حديثه مع «جوني»، فروى له قصة من وحي خياله بطلها خاله، قائلًا: «خالي عاش 82 سنة، لف الدنيا شرقها وغربها، تخيل 82 سنة ومكانش لسه طلع له ودان».
واستكمل «هجرس» حكاياته لـ«جوني» ضمن أحداث الحلقة 4 من مسلسل الكبير أوي 8: «سيبك من خالي، عمي سافر مراكش اشتغل 35 سنة ساعي بريد ورجع مصر من سنتين بس، بس عمي اللي حكى لي قصة خالي، أنا مشوفتش خالي ولا عمي، القصة مش حقيقية أنا اللي مألفها، بدرب خيالي يا سي جوني».
وتدريب الخيال، هي تمارين للتفكير، تعمل على تحفيز الخيال وتقوية وتنمية التفكير الإبداعي، وتعمل أيضًا على ابتكار أفكار جديدة، وتجعل الأفراد يفكرون خارج الصندوق والتوصل إلى حلول مبتكرة، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
ومن خلال تدريب الخيال، يمكن تقوية التصور، ومن خلال التصور يمكن تغيير العادات وتحسين الشخصية وتشكيل الواقع، وهناك أشخاص يمكنهم الابتكار والتخيل بسهولة، وهناك أشخاص يجدون صعوبة في التخيل.
طرق تنمية موهبة التخيل والابتكارويمكن تنمية موهبة الابتكار وزيادة الخيال من خلال الطرق الآتية:
- تعلم الكثير من الأشياء بشكل يومي.
- اقرأ كثيرًا.
- حاول التعود على سرد القصص أثناء الجلوس مع الأصدقاء، أو كتابتها ونشرها، حاول أن تمارس التفكير الخيالي والإبداعي من خلال سرد القصص، وحاول الاعتماد بشكل رئيسي على الوصف.
- كن فضوليا لتعلم أشياء جديدة، فذلك يثير الإبداع ويزيد من الخيال.
- لا تخف من تجربة أشياء جديدة.
- تحد نفسك لتجربة أشياء جديدة أو الشروع في مغامرات ومساعي جديدة.
- وسع اهتماماتك.
- اقض بعض الوقت مع المبدعين.
- انظر للأمور بطريقة مختلفة.
- هيئ عقلك للاسترخاء من خلال تقنيات التأمل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مسلسل الكبير أوي 8 الكبير أوي 8 مسلسل الكبير مسلسلات رمضان من خلال
إقرأ أيضاً:
العقل الطفولي والعقل الراشد
العقل الطفولي والعقل الراشد
خالد فضل
العقل الراشد، يشكّ في الوقائع والفرضيات شكّا معقولا، لا يذعن لها كمسلمات . بينما العقل الطفولي، صِدّيق ؛ يتلقى ما يقال له أو يقرأه دون تدبّر، يصدر حكمه بالموافقة أو الرفض وفق العاطفة الوقتية، ويتبنى الفرضيات كمسلمات . إنّه يتبع غيره وليس له استقلالية تتيح له التأمل والتحليل والإستنباط . يسود في الواقع السوداني العقلان ، ليس بمعيار العمر ولكن بمقياس النضج , فكم من فتى في مقتبل السنوات يزن رشده ويفوق شيخ في أرزل العمر . كم من شيوخ لا يسمعون لنصح الناصحين وإنْ كانوا من ذوي قرباهم فكرا وتنظيم ، فيشعلون الحريق الكبير ليقضي على الناس والبلد غير آبهين . هؤلاء لم يغادروا عقل الطفولة وإنْ وخط الشيب اللحى وأسبغ بياضه على الصدغين.
في سرديات حرب السودان ، تتضح الهوة بين العقلين، الراشدون نظروا للمسألة من زاوية تستند إلى الحيثيات، استدركوا التجارب الماثلة وكنز الخبرات التي عاشوها وخبروها في يوميات الحروب التي ما انطفأ لها رصاص منذ الإستقلال . فقالوا إنّ الحرب شرّ مطلق، وطريق مغلق بالضحايا والركام والأنقاض المادية منها والمعنوية . فلا فلاح إلا في وقفها فورا قبل أن تلتهب بوقود جديد كلما مرّ عليها يوم . وهي إلى إتساع مكانا وزمانا واضرارا مبنى ومعنى . أصحاب الألباب الهشّة ،والعقول الطفولية ، افترضوا الفرضيات وصدقوها كنتائج ترقى لحكم المسلمات . لن تستغرق سوى سويعات . ولن تحدث أي خسائر أو أضرار ، فقط ستقضي قضاءا مبرما على حاجة اسمها الدعم السريع ، وسيرتاح البلد من عبء الجنجويد إلى يوم الدين . أ ليس هذا مطلب الثائرين، ونحن لعهدهم من الحافظين . إنها لعبة الإستغماية التي يمارسها الأطفال بمتعة . حسنا، فقد كانوا إذن جاهزين ومعبأين وحاضرين متوشحين بلامة الحرب مشمرين لها بتنضيد السلاح وتمتين السواتر وتقوية أوتاد المواقع وحواجز المدن والبلدات , وفوق هذا تأمين المرافق والمعيات، وتهيئة المشافي و وقود الإسعافات، وغيرها من أوجه الإستعداد ؛ هذه أبجديات أي عمل يقدم عليه الشخص الرشيد، فمن يستزرع الأراضي في نواحي الصعيد البعيد أو مشاريع القضارف والمزموم، يكمل التجهيز قبل النهوض للمشوار البعيد و ذاك عين الرشد . فما بالك بمن يود الخوض في الغمرات، مستبسلا من أجل الزود عن الشعب والوطن، فتلك مهنته التي أختار ولم يك من المجبرين، يوم تدرّج فيها مبتهجا مسرورا تتبعه يوم التخرّج الزغاريد . فلماذا كانت الساعات الست التي قيل إنها كافية للحسم وتأديب المارقين قد تحولت إلى ستة ملايين نازح وهارب من مدينته الخرطوم ؟ أ ليس هذا مجال للتحري والتحقيق وكشف أسباب الغياب لكل مظهر من مؤسسات الدولة التي باسمها يحاربون . ست ساعات ولا حرب ستدوم . هكذا قيل، ولكن تمدد الشظى ليلحق بالآمنين في قراهم مابين النهرين حتى تخوم الدمازين، وليتمدد الإنتهاك الوحشي حتى ملامسة الحدود في الجنينة القصيّة وفرقان كردفان، لتبدأ مسيرة إستعادة الزمام بعد خراب مادي ومعنوي مهول، دون أنْ يسأل العقل الطفولي عن مفهوم البطولة والخيانة، ومتقابلات الواجب والتقصير، المهنة والراتب، الحضور والغياب . لا وقت للتساؤل فيما يبدو . المهم الكشف عن حجم الإنتهاكات وفظائع الأوباش وفضح المتآمرين والكفلاء الإقليمين، ذاك أدعى لضخ الألاعيب في العقل الطفولي الساذج الذي لا يتوقف للبحث والتنقيب . يسمع ما يقال ويقرأ ما يكتبه الناطقون الرسميون والمخفيون فتمرر فيه الأجندة المكشوفة، يغلفها العقل الطفولي بوهم الخفاء في لعبته المفضلة الاستعماية، لأنّ البصر الحديد يكشف عمّا لا يريد . و رئيس دائرة الإستخبارات الإسرائيلية يستقيل متحملا وزر الفشل في قراءة نوايا حماس واستعدادها لغزوة 7أكتوبر 2023م في خاصرة بلده . ومديرة وحدة حماية المرشحين للرئاسة الأمريكية تستقيل لأنها مسؤولة عن الإخفاق في حماية المرشح ترامب في مهرجان خطابي فيصاب برصاصة . تلك هي مستويات الدولة ومهام أجهزتها،وليس تعقّب المشتبه فيهم متعاونين . أو تصنيف طيف سياسي واسع بأنهم ذراع سياسي للمتمردين، أو استصدار الفتاوى بدك قرى ومدن من يدمغون بأنهم أهالي المليشياويين،نعم إنّهم أهلهم وهل يقطعون معهم الأرحام .
وبتواتر الخراب وشمول الإنتهاكات وتعددها، وتنامي الآثام من قتل وتشريد وبطش وتنكيل وقصف جوي وتدوين وخطف وترويع وجوع ومرض وحصار وبلاء شديد، ما يزال أصحاب العقول الراشدة ينبهون وينوهون ويسعون لهدنة إنسانية ويستحلبون المساعدات ويجتهدو في سبل توصيلها للمحتاجين وعددهم عشرات الملايين، فيما العقل الطفولي العنيد ينسج على منوال غفلته الأقاويل . يفرح مع كيكل مرتين . يغفل تحشيد التنظيم، وهيمنة قادته على المقود به يسيرون إلى الوجهة التي يريدون ومحط النظر وخاتمة الخراب نعيقهم فوق التلة المحترقة أن ها نحن عائدون، والعود أحمد فقد عاد لنا البريق !!