الجزائر تتجاوز فعليّا قانون فرنسا لمنع استقدام الأئمة
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
كما كان متوقعًا، لم تواجه السلطات الجزائرية أي عقبات في استمرار إرسال الأئمة إلى الخارج، وبخاصة إلى فرنسا، على الرغم من فرض قانون في فرنسا يمنع استقدام الأئمة من الخارج بسبب المخاوف من خلفياتهم الدينية والتي قد تسهم في زيادة التشدد، حسب ادعاءات السلطات الفرنسية. احتفالاً بشهر رمضان المبارك، قامت الجزائر بتوجيه حوالي 90 إماماً إلى فرنسا لقيادة صلاة التراويح وتقديم الخطب الدينية، تحت إشراف مسجد باريس الذي يخضع للقوانين الفرنسية، ولكن مسؤولية إشرافه تقع على عاتق السلطات الجزائرية.
تتولى إدارة مسجد باريس الكبير توزيع هؤلاء الأئمة على المساجد في فرنسا، التي يبلغ عددها حوالي 2600 مسجد وتحتاج إلى إمام لقيادة صلاة التراويح. كما تم توجيه حوالي ستين إمامًا أيضًا إلى دول أخرى، دون الكشف عنها بواسطة وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد بلمهدي.
وابتداء من الفاتح من يناير 2024، دخل قانون منع استقدام الأئمة من خارج فرنسا حيز التنفيذ، وهو قانون تم سنه في 18 فبراير من عام 2020 غير أن تنفيذه تغير إلى مطلع العام الجاري. وفي 31 ديسمبر 2023 أعلن وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد موسى دارمانان، وقف فرنسا استقدام الأئمة الأجانب.
وتبعا لهذا القرار، كانت السلطات الفرنسية قد أرسلت مذكرات إلى عدد من الدول، من بينها الجزائر، تبلغها بالقرار المتخذ، والذي استهدف بالأساس ثلاث دول، هي علاوة على الجزائر، كل من تركيا والمملكة المغربية، باعتبارها الدول الثلاث الأولى على التوالي، الأكثر إرسالا للأئمة إلى فرنسا بالنظر لعدد جالياتها المقيمة هناك. وألقت السلطات الفرنسية مسؤولية تدريب الأئمة في فرنسا على هيئة مستحدثة مؤخرا، وهي “منتدى إسلام فرنسا”، والذي يرمز إليه اختصارا بـ (FORIF)، وقد جاءت على أنقاض المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذي قام الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بحله.
ويشكل موضوع تأطير الأئمة في فرنسا هاجسا للسلطات هناك، ولذلك أسندت مهمة تكوينهم إلى “منتدى إسلام فرنسا”، حتى تكون عملية التكوين تحت مراقبة هيئات رسمية فرنسية، ووفق معايير يضعها مختصون في علم الاجتماع بما يساعد على تحقيق الاندماج، وفق ما يهدف المنظرون لهذا التوجه، بحيث يرى هؤلاء أن الإمام يجب أن يكون مطلعا على خصوصية المجتمع الفرنسية والجاليات المقيمة هناك.
وبالنسبة للجزائر، فقد تمكنت بسهولة من تجاوز عقبة القانون الفرنسي الجديد، وذلك انطلاقا من مؤسسة مسجد باريس، باعتباره واجهة دينية وثقافية جزائرية في فرنسا، موجهة لأبناء الجالية الجزائرية وغيرهم من الجاليات المسلمة، وتصرف عليه الدولة الجزائرية، حيث قدمت له على دفعات، وفق آخر رقم صادر عن وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، ما يناهز الـ315 مليار دينار.
واستهدفت السلطات الفرنسية من سن القانون الجديد منع التمويل الخارجي للمؤسسات الدينية ذات الصبغة الإسلامية الموجودة على التراب الفرنسي، وهو الأمر الذي لا ينطبق على مسجد باريس، الذي يعتبر مؤسسة دينية رسمية فرنسية لكنها خاضعة للإشراف الجزائري، من حيث التأطير والتمويل.
الشروق الجزائرية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: السلطات الفرنسیة استقدام الأئمة مسجد باریس فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
باب الواد والحراش وغيرها.. هكذا خططت المخابرات الفرنسية إلى تشكيل جماعات متطرفة بأحياء العاصمة
كشف وثائقي بثه التلفزيون الجزائري كيف تفطنت المخابرات الجزائرية لمخطط المخابرات الفرنسية. الرامي إلى تشكيل جماعات متطرفة بالأحياء الشعبية بالعاصمة.
وحسب الوثائقي الذي يحمل عنوان ” فشل المؤامرة.. صقور الجزائر تنتصر”. فقد تابعت المخابرات الجزائرية كل تحركات واتصالات شاب يدعى أمين بعناصر المخابرات الفرنسية.
ورصدت المخابرات الجزائرية لقاء الشاب أمين. مع عنصر تابع للمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية يعمل بالسفارة الفرنسية بالجزائر.
من هو أمين؟أمين، شاب جزائري يعيش في المهجر، عاش تجربة مريرة قلبت كل تفاصيل حياته.
وكانت بدايتها عن طريق استدراجه في أوروبا، من طرف تنظيم إرهابي ينشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وحسب الوثائقي فإن هذا التنظيم متخصص في الدعاية الهدامة، والترويج للأفكار المتطرفة. يستهدف استقطاب الشباب المسلم، حيث يتم شحنهم بالأفكار الجهادية. تحضيرا لتجنيدهم في القتال في صفوف الجماعات الإرهابية انطلاقا من أوروبا.
ووقع أمين في مصيدة هذا التنظيم دون أن يشعر ليجد نفسه مجندا يقاتل في صفوف الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق. حيث مر هناك بظروف صعبة ونجا من الموت المحقق خلال تواجده بالشام.
لم يكن أمين ليستفيق من كابوس سوريا والعراق، حتى وجد نفسه محل استهداف من نوع آخر.
هذه المرة كان الدور على مصالح الاستخبارات الفرنسية، التي جعلته هدفا ثمينا لها. وسعت لتجنيده ضمن نشاطاتها العدائية لبلادنا.
لكن وعي أمين وإدراكه لحقيقة وخطورة نوايا الاستخبارات الفرنسية. فضلا عن اليقظة النشطة للمصالح الأمنية لبلادنا. وعملها الاستباقي المحترف. في التصدي لمثل هكذا اعمال تخريبية أفشل خيوط المؤامرة.
وقال أمين إنه بعد وصوله الى فرنسا بقي لفترة عند خالته. والتي تزامنت مع أحداث غزة. وكذا الجماعات الارهابية التي ظهرت في سوريا والعراق.
كما أضاف أمين “من خلال فيسبوك، تعرفت على شخص سوري الجنسية. تابع لتنطيم داعش الإرهابي وبقينا على اتصال الى ان غادرت الى تركيا وبعدها الى سوريا”.
وتابع أمين “دخلت الى المعسكر ومكثت فيه لأسبوعين. فأخبرونا أنه سيتم تقسيمنا الى فريقين الأول سيتجه للعراق والأخر يمكث بسوريا”.
كما أضاف أمين “كنت ممن تم ترحيلهم على العراق، فتدربت في المعسكر ثم تم تقسيمنا عبر الولايات هناك. وكنت ممن توجه الى الفلوجة”.
وبالفلوجة تمت ترقية أمين إلى أمير سرية حيث كانت كنيته أبو ريان. ثم أصيب في غارة جوية تم على إثرها نقله الى تركيا.
وبعد وصوله الى تركيا تم توجيهه الى سفارة فرنسا، أين تم اخباره انه محل أمر بالقبض الدولي. وانه سيتم ترحيله الى فرنسا.
كما أضاف أمين ” رفضت التوجه الى فرنسا وفضلت العودة الى وطني الجزائر. حيث تمت محاكمتي وإدانتي بالحبس النافذ الى غاية سنة 2019″.
وفي 2022 تلقى امين اتصالا من خالته المقيمة في فرنسا، أخبرته من خلالها أن جمعية تدعى أرتميز تبحث عنه.
من هي جمعية أرتميز ومن هم أعضاؤها؟جمعية artemis معروفة بنشاطها المشبوه اتجاه الأشخاص المتورطين في قضايا إرهابية والمقيمين في التراب الفرنسي. حيث سبق لها وأن قامت بعمليات تقرب من جزائريين اصحاب قضايا ذات طابع إرهابي مقيمين في فرنسا (دون توضيحات أخرى).
ويتراس هاته الجمعية الفرنسي BOYADJIAN JULES مستشار وزير الداخلية الفرنسي السابق CAZENEUVE, BERNARD.
كذلك ومن بين أعضائها الفاعلين المغربي المسمى بن زين رشيد، الحامل للجنسية الفرنسية. الذي تم تكريمه مؤخرا من قبل الملك المغربي محمد السادس كشخصية مهمة في ميدان البحث العلمي.
وحسب المعلومات المستقاة فإن عدة أعضاء ينتمون لهاته الجمعية المشبوهة. هم موظفون سابقون بوزارة الداخلية الفرنسية أو لا يزالون يعملون بها.
كما اتصلت فتاة بالشاب أمين قائلة انها تنتمي الىه هذه الجمعية وتحصلت على اسمه من وزارة الدفاع الفرنسية. وتريد مساعدته على اعادة إدماجه في المجتمع الاوروبي.
وبقي أمين على اتصال مع هذه الفتاة عبر تطبيق واتساب الى ان قررا الالتقاء بالعاصمة تونس في 17 فيفري 2023. الا ان السلطات التونسية منعته من الدخول، فطلبت منه الالتقاء به في المغرب.
وبعد رفض أمين التوجه الى المغرب، أخبرته الفتاة جولي أنها سلمت رقمه لشخص اسمه ايفان. حيث التقيا في ساحة الأمير عبد القادر بالجزائر العاصمة.
من هو إيفان IVAN؟يتعلق الأمر بالمسمى ANDREI JOSEPH GABRIEL GALLARDO مولود في 13 مارس 1989 بمدينة كون (caen) الفرنسية. أعزب وحامل لجواز سفر فرنسي صادر بتاريخ: 13 أفريل 2021.
المعني إطار تابع للمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية ويشغل منصب سكرتير أول على مستوى السفارة الفرنسية بالجزائر.
التقى كل من أمين وإيفان وتوجها الى المركز الثقافي الفرنسي حيث دارت بينها محادثات حول ماضي أمين. ليخبره بعدها إيفان أنه يعمل لصالح المخابرات الفرنسية.
وكانت المخابرات الجزائرية على علم باللقاء الذي جمع أمين وإيفان وعلى اطلاع تام بالمهمات التي كان يأمره بها.
وكان ايفان يريد ارسال أمين الى النيجر للانضمام الى الجماعات الارهابية مقابل 50 الف اورو. الا ان الانقلاب الذي حدث في النيجر حال دون ذلك.
كما أخبر إيفان أن أمين تحت الحماية الفرنسية طالما أنه يعمل لصالحها.
جماعات متطرفة بأحياء العاصمة.. إلى ماذا كانت تسعى المخابرات الفرنسية؟وبعدها انقطع الاتصال بين ايفان وأمين لمدة 6 أشهر الى غاية لقاءها في 6 مارس 2024ٍ في تيليملي بالجزائر العاصمة. حيث كان برفقة إيفان شخص آخر يدعى بيار.
وأمر كل من بيار وإيفان الشاب أمين التوغل في شوارع العاصمة على غرار باب الواد، الحراش، المقرية، للبحث عن متطرفين.
والتقى أمين وإيفان مرة أخرى في 28 ماي 2024 في تيليملي بالجزائر العاصمة. أين أخبرهم أمين أنه قام بالمهمة التي طلبوها منه.
وهناك أمروه بالتوجه للبحث عن متطرفين في ولاية وهران والعودة الى العاصمة وبالضبط برج البحري.
وتم أمر أمين بإنشاء جماعة إرهابية في الجزائر على أن يتم تزويدها بالسلاح والذخيرة والمتفجرات من ليبيا.
وبعد اللقاء، التقى أمين بالمصالح الأمنية والتي أخبرته أنه يجب توقيف التواصل مع هؤلاء.
بعد كل هذه التفاصيل التي تم الكشف عنها بالادلة والبراهين، تم تفكيك كل خيوط المؤامرة مع تحقيق نجاح باهر للمخابرات الجزائرية.